كان اختياري جيدًا، لكن مَـنٔ كان يتوقع أن أسقط فعلًا في بوابة؟
كان الهواء الجاف المزعج في فمي يؤكد أنني داخل بوابة.
“آه.”
رفعت رأسي.
سماء مظلمة كما لو أن الشمس لن تشرق أبدًا، هواء رطب يلتصق بالجلد.
الأرض التي تغوص تحت قدميّ مع كل خطوة بشكلٍ مقزز، و النباتات ذات البيئة الغريبة التي لم أرَ مثلها من قبل.
‘سواء هنا أو في كوريا الجنوبية، مناظر البوابات متشابهة.’
إذا ظهر وحش ما هنا بشكلٍ مفاجئ، سيكون ذلك هو الأسوأ.
‘حتى الآن، الأمر على ما يرام.’
تنفست ببطء.
لا، في الحقيقة، لم يكن الأمر على ما يرام!
كان قلبي ينبض كما لو أنه سينفجر.
لم يكن هناك أحد يراني، لذا أردت أن أسقط على الأرض و أزحف على أربع.
“ماذا يفترض بي أن أفعل؟”
دوى صوت صاخب من بعيد.
لم أعرف مصدر الصوت، لكنه على الأرجح هدير وحش داخل هذه البوابة.
ارتجفت كتفاي و أنا أعـضّ على أسناني بقوّة.
“أنا خائفـة. أنا خائفـة جـدًّا.”
شعرت أنني لا أستطيع فعل أي شيء.
تذكرت بوضوح ذكرى سحقي و قتلي على يـد وحش خرجَ من بوابة متفجرة.
أغمضت عينيّ بقوّة و حبست صرخة كادت أن تنفجر.
يجب أن أتحرك، لكن إذا ظللت جالسة هنا كشخصٍ مغفّل، قد أصبح طعامًا للوحش!
لا أستطيع الذهاب…
في تلكَ اللّحظة ، تذكرت وجهًـا.
‘الاختيار يحمل مسؤولية، مياو.’
القطة التي قالت ذلكَ بتعبيرٍ غامض.
الطفل الصغير الذي كتـبَ بخط لطيف ليطلب مني ألا أتشاجر مع أخيـه.
‘سيدتي، سيدتي!’
أصوات السحرة الذين قالوا إنني مركزهم الروحي و مثالهم الأعلى.
و…
‘مرشـدتي.’
الرّجل الذي كان يربك رأسي بكلماته اللّطيفة غير المعتادة.
نعم، لقد جئـت لإنقاذ ذلكَ الإمبراطور المتعجرف المزعج.
رفعت يدي و ضربت نفسي.
طاخ.
طاخ، طاخ!
ثلاث ضربات.
بعد هذه الضربات، استعدت رباطة جأشي.
لقد ضربت نفسي بقوّة شديدة حتى جرحت شفتي، فشممت رائحة الدم.
“هيلاريا، لماذا يـد هذه المرأة بهذه القسوة؟”
تأوهت و أنا أحرك جسدي.
لحسن الحظ، كانت التدريبات التي تلقيتها في المركز أثناء عملي كمرشدة متجذرة بعمق في ذهني.
كانت هذه البوابة مزيجًا من تضاريس مختلفة.
لكن هذا الهدوء الشديد يعني إما أن هناك وحشًا رئيسيًا قويًا مختبئًا، أو…
‘ربما يكون وحشًا من نوع الهجوم العقلي.’
كلاهما سيء للغاية.
و إذا كان الإمبراطور قد سقط فعلًا هنا، كان يفترض أن أسمع أصوات معركة من مكانٍ ما، لكن المكان كان هادئًا بشكلٍ مفرط.
باستثناء هدير الوحش المتقطع، لم أسمع شيئًا آخر.
انحنيت كيرقة مختبئة في الشجيرات، بينما أحبس أنفاسي.
‘أهم شيء هو تجنب مواجهة الوحش.’
ربّما يكون الإمبراطور قد أغمي عليه بسببِ انفجار قوّتـه.
أو ربّما تعرّض لهجومٍ عقلي.
المشكلة أن إنقاذ الإمبراطور أمر جيّـد، لكنني بالكاد أستطيع حماية نفسي.
لسـتُ مستيقظة قادرة على حماية نفسها، و لا حتى ساحرة عظيمة تستطيع استخدام السحر بحرية!
و لم تكن هناك سجلات واضحة حول ما إذا كان السحرة يستطيعون القتال بشكلٍ صحيح داخل البوابات.
لا يستطيع السحرة تحمل هواء البوابات، مما يعني أنه لا يوجد مَـنْ خرجَ منها بعد خوض معركة فعلية.
لكن قيل إن مهاجمة الوحوش التي تخرج من البوابات المتفجرة بالسحر ممكن، لذا يفترض أنني أستطيع ذلك.
في حالة الطوارئ، يمكنني إطلاق رمح النار و الهرب.
“لذا، يجب أن أجـد ذلكَ الإمبراطور بسرعة، أعيـده إلى حالته، أدمّـر النواة، و أخرج. و خلال هذا، يجب ألا يعرف أنّهـا أنـا. اللعنة، أليس مستوى صعوبة هذه المهمة خاطئًا؟”
قبل مقابلة الإمبراطور، كان عليّ فتح نافذة النّظام لتغيير مظهري.
بسبب المهمة المفاجئة، سقطت هنا دون أن أتمكن من تغيير شكلي.
شعر أحمر طويل متدلٍ، ملابس نوم رقيقة لا تحمي من البرد، و عينان حمراوان ناصعتان.
هيلاريا.
لست الرفيقة التي يبحث عنها الإمبراطور بلهفـة، بل أنا الآن في شكلي الذي يظهر في النهار.
‘الدّوقة آرييل بملابس نوم.’
إذا رآني كايسيس، سيغمى عليه.
ضحكت بسخرية و استدعيت نافذة النّظام بهدوء.
لكن كان هناك صمت.
“ما هذا؟ ما الخطب؟ نافذة النّظام؟”
خفق قلبي بقلق.
لا، من فضلك، لا تفعلي هذا!
“نافذة النّظام؟”
لم أستطع الصراخ بصوتٍ عالٍ في هذا الموقف، فناديتها بهدوء عدّة مرات.
لكن ظل الهدوء سائدًا.
بعد دقائق مرعبة، كان عليّ أن أعترف.
نافذة النظام معطلة.
“هذا جنون…”
صعوبة إنقاذ الإمبراطور زادت مئـة مرّة.
“إذا لم تعمل نافذة النّظام، فأنا لا أستطيع استخدام السحر الآن، و…”
لا أستطيع تغيير شكلي إلى خادمة الليل.
“هاه. هههه.”
أن أرشد كايسيس بهيئة هيلاريا و أنقذه؟ في هذا الوضع؟ هل هذا ممكن؟
“هل أخرج؟”
لا، لا أستطيع حتى الخروج؟
شعرت و كأنني سأفقد عقلي.
البشر مخلوقات خبيثة حقًا.
كنت أشعر بالضيق و القلق من نافذة النّظام التي كنت أعتقد أنها تتحكم بي، لكن الآن بعد اختفائها، شعرت أنني سأجنّ أكثر.
“لوسي، يا مرشدتي! ألستِ مرشدتي؟ ماذا يفترض بي أن أفعل…”
عبثت بشعري بعنف.
لحسن الحظ، لم يكن هناك وحوش في الجوار.
ولا أثـر للوحوش الطائرة.
يبدو أنه يمكنني التحرك سيرًا على الأقدام، لذا قررت الاختباء خلف الأشجار أثناء التنقل.
خفق قلبي بقلقٍ متزايد.
بما أنني لا أستطيع رؤية نافذة النّظام، لا يمكنني التحقق من حالة الإمبراطور، لكن إذا رأيتها، لربّما ستكون الآن تومض باللون الأحمر.
‘إذا كان كايسيس فعلًا هنا لوحده…’
وإذا كانت نافذة الحالة قد استدعتني لهذا السبب…
‘فالإمبراطورية ستنهار.’
بغضّ النظر عن تقدم القصّة الأصلية، إذا التهمت بوابة متفجرة مستيقظًا من رتبة SSS، فسنصل جميعًا إلى نهاية الهلاك معًا.
في تلكَ اللحظة، تغيّـر المشهد.
“لقد خرجت من الغابة.”
نظرت حولي، فرأيت صخورًا بلا أي خضرة.
في تضاريس الجبال الصخرية، عادةً ما تكون هناك حشرات.
“أووه.”
لحسن الحظ، ليست وحوشًا هجومية؟
في تلكَ اللحظة، شعرت بشيء مخيف.
نعم، كما شعرت عندما مِـتّ
‘آه!’
تدحرجت بسرعة.
ثم، بوم!
هبط شيء ما في المكان الذي كنت أقـف فيه.
كـدت أن أصاب بالفواق من الخوف، لكنني حبستـه.
‘آآآه ، مقـزّز.’
اختبأت خلف صخرة ضخمة، فرأيت يرقة بيضاء ضخمة.
وحش يرقي يسحق بجسده المكان الذي كنت فيـه.
شعرت و كأنّه سيغمى عليّ.
‘لو سحقني هناك، كنتُ سأموت!’
لا يهاجم البشر، لكنه خطير بسببِ حجمه الهائل و حركتـه.
عندما نظرت جيدًا، رأيت ثقوبًا في الصخور، و يبدو أن هذه اليرقات الضخمة تعيش فيها.
آه! بينما كنت أكبـح صرختي بسبب شعوري بالإشمئزاز، كان عقلي المدرب جيدًا يخبرني كيف أخرج من هذه التضاريس.
نعم، فلنفعلها.
يجب أن أعيش مهما حدث.
لقد جئـت لأنقـذ أحد ما، أليس كذلك؟
عضضت على أسناني.
‘كايسيس، سأخرجـكَ من هنا و أنقـذكَ مهما كلّـف الأمر.’
لذا، لا تمـت و انتظرني.
* * *
كان مؤلمًا.
“أخي.”
طفل صغير ، كان شقيقه.
شعـرَ كايسيس بصداع كأن دماغه يُطعن.
كان أخوه دائمًا لطيفًا، فلماذا شعرَ أنه غريب اليوم؟
لماذا شعر أن أخاه الذي لا يتكلم هو الأكثر ألفة؟
شعرَ أن تخيله هذا يجعله وحشًا قذرًا و خسيسًا.
تمامًا كما قالت والدتـه.
أراد كايسيس أن يمسك يـد أخيه الصغيرة التي تتشبث بـه، لكنه هـز رأسه بسببِ الأعين التي تراقبه.
“أنا آسـف.”
“أخي؟”
“لا أستطيع اللّعب معـكَ. اذهـب إلى والدتكَ.”
“أريد اللعب مع أخي.”
“لا، لوياس. ارجع.”
علـم أن عينيه الكبيرتين تملأهما خيبة الأمل و الدموع، لكنه لم يستطع التحرك بحرية.
كانت علاقة والديه، الإمبراطور و الإمبراطورة، في أسوأ حالاتها.
و ورث الأميران قدرات والديهما، فأصبح أحدهما مستيقظًا و الآخر ساحرًا.
امتدت المواجهة الباردة بين الزوجين إلى أبنائهما و إلى مَـنْ يدعمونهما.
لذلك، كان الروتين اليومي للأميرين الصغيرين مليئًا بالألم و المعاناة.
مثل هذه اللحظة بالضبط.
“أيها الوحش، ماذا تفعل بابنـي!”
ركضت أمّـه من مكانٍ ما و انتزعت يـد لوياس.
ثم صفعت خـدّ كايسيس الذي كان يقـف ساكنًا.
بام!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"