لم يعرف لماذا حدثَ انفجار بوابة في القصر الإمبراطوري، مشابه لما حدث قبل ست سنوات، لكن كان عليه الآن أن يتأكد من وضعه الحالي، إذ وجـد نفسه وحيدًا داخل البوابة.
‘مهما فكرت في الأمر، فهذا هو الأسوأ.’
كان جسـده، الذي لم يتلقَ توجيهًا من مرشد، كقنبلة على وشكِ الانفجار.
بالتأكيد، لقد دفـعَ الفرسان بعيدًا في اللحظة الأخيرة، لذا فهو الوحيد الذي ابتلعته البوابة.
“اللعنة.”
حتى لو كان مستيقظًا من الرتبة العليا، فإن اختراق بوابة بمفرده ليس بالأمر السهل.
خاصّة عندما يكون غير قادر على استخدام قوّتـه بشكلٍ صحيح.
“هذا هو الأسوأ. لكن… أين هذا المكان؟”
لم يستطع إخفاء تعبير الحيرة وهو ينظر حوله.
عادةً ما تكون مناظر البوابات مختلفة عن تلكَ الموجودة في عالمهم.
تضاريس غريبة مع مبانٍ شاهقة، هواء جاف و قاسٍ في منطقة متصحرة.
أو طبيعة مترامية الأطراف ذات خضرة كثيفة بشكلٍ مفرط.
أحيانًا تكون مناطق بركانية على وشكِ الانفجار، أو أماكن مغطاة بالنفايات ذات رائحة كريهة.
لكن هذا المكان بالتأكيد…
‘…القصر الإمبراطوري؟’
ارتجفت عينا كايسيس بالارتباك.
لم يسبق أبـدًا أن عكست مناظر البوابة عالمهم.
فما الذي يحدث هنا؟
لم يكن هذا هو الشيء الغريب الوحيد.
“صوتي.”
في البداية، لم ينتبه بسبب الذعر، لكنه لاحظ أن صوته كان غريبًا.
أثناء سيره السريع، أدرك أن ارتفاع كل شيء حوله بدا غير طبيعي.
“كأنني أصبحت أقصـر.”
عندما خرج من الرواق الطويل للقصر و وصل إلى نافورة تمثال الملاك في الحديقة الخضراء، فقـدَ قدرته على الكلام من الصدمة.
‘تلك النافورة.’
قبل ست سنوات، في تلكَ المأساة الرهيبة، تحطمت تلكَ النافورة و لم يبـقَ منها أثـر.
كانت ذكرى والدته، التي زيّنت النافورة بتمثال ملاك يشبه لوياس احتفالًا بميلاده، لا تزال واضحة في ذهنه.
فلماذا هي هنا الآن؟
شعور مخيف تسلل من قدميه إلى أعلى.
أدركَ كايسيس أنه لا يشعر بانفجار القوة أو الألم الرهيب الذي يفترض أن يشعر به كمستيقظ.
كانت حالته الحالية تذكّـره بجسـده عندما كان طفلا و لم يكن قد دخل المعارك بعد بسببِ صغـر سنّـه.
‘هل يمكن أن يكون هذا المكان…’
تجهم وجهه فجأة.
البوابات لها أشكال عديدة.
نوع يتطلب قتل الوحوش المتتالية حتى تظهر النواة.
نوع يتطلب قتل وحش قوي مخفي في التضاريس ليظهر المخرج.
نوع يتطلب من الأشخاص الذين يدخلون استخدام الحكمة لحلّ رمز أو سؤال للوصول إلى المخرج.
لكن الأسوأ على الإطلاق…
‘بوابة عقليّـة؟’
نوع من البوابات يبتلع مـنْ يدخل إليها و يزرع أوهامًا قريبة من الواقع، فيغرقهم في نوم لا نهائي، مهاجمًا عقولهم.
كان هذا النوع هو النّوع ذو الإحتمال الأقل للنجاة منـه.
‘هل وقعت حقًا في مثل هذه البوابة؟’
أفضل طريقة هي إيقاظ الجسـد النائم من الخارج.
عادةً، لا يقـع المرشدون بسهولة في هذا الهجوم العقلي.
حتى لو وقعوا، فإنهم يستيقظون أسرع من المستيقظين، لذا كان من الشائع أن يوقظ المرشدون المستيقظين.
لكن المرشدين ليس لديهم قدرات قتالية، لذا نادرًا ما يدخلون البوابات.
لهذا السبب، عند مواجهة بوابة ذات هجوم عقلي، غالبًا ما يموت المستيقظون دونَ أن يتمكنوا من فعل شيء.
“لم أتوقّـع أن أصـل إلى هذه الحالة.”
خفـقَ قلبـه بقلق.
لا أحـد يعرف.
إمبراطور الإمبراطورية القوي، الأعلى مستيقظ بأعلى رتبة.
بغضّ النظر عن قوته، كان يشعر أن عقله غير مستقر.
كان يعـضّ أسنانه خوفًا من المشاهد التي ستظهر أمامه إذا وقـعَ في بوابة ذات هجوم عقلي تستهدف أعمـق مخاوفـه.
‘المشاهد التي ستظهر أمامي ستكون بالتأكيد من تلكَ الفترة.’
نظـرَ إلى كفّـه الناعم و الصافي.
‘نعم، إنه مثل يدي قبل ست سنوات.’
عندما كان في السابعة عشرة من عمره.
عندما كان لا يزال يُدعى بـالأميـر.
عندما كان لا يزال صبيًا لم تنمـو عظامه بشكلٍ كامل بسببِ عدم قدرته على إطلاق قوّتـه كمستيقظ من الرتبة العليا.
‘هل بدأ عقلي يتشوش بالفعل؟’
هذا ما جعلَ بوابات الهجوم العقلي مرعبة.
إنها تضعف إحساس الشخص بهويته ، مِن أين أتى ، و مـاذا كان يفعل.
تخلط بين الواقع و الوهم، مما يجعل من الصعب تمييز الحقيقة من الخيال.
التعليقات لهذا الفصل " 38"