لم تظهر بطلة العمل الأصلي، و بدلاً منها، وجدتُ نفسي أرشد الإمبراطور و أشكّل معه نصف رابطة.
كانت خيوط القصة التي كانت تدور حول بطلة العمل الأصلي قد انحرفت منذُ البداية، فلم تكن دليلًا يرشدني إلى أي طريق.
‘حتى ذكرياتي بدأت تتلاشى.’
إذًا، ماذا عليّ أن أفعل الآن؟
“هكذا هي المتغيّرات، مياو. لا أحد يعرف حجم العاصفة التي قد تُحدثها رفرفة جناح فراشة، مياو. استعدّي، مياو.”
طق طق،
ضرب ذيل القطّة الأرض.
رأيتُ لوياس، وهو يتمتم بصمتٍ بحركة شفتيه في نومه، يمسك بذيل القطّة.
على عكسِ تمرّدها و استيائها و غضبها أمامي، سمحت لوسي له بهدوء أن يمسك ذيلها.
متى أصبحت علاقتهما قوية بهذا الشكل؟
“ماذا تريدان مني أن أفعل؟”
المرشدة . و نافذة النّظام.
بالتأكيد كان لهما اتجاه يريدان مني اتباعه.
ربما كانا يحثّانني على الانخراط بقوّة في عالم هذه الرّواية.
لم أشعر قط بمثل هذا الشعور المرعب و المشؤوم كما أشعر اليوم.
كأنني أصبحت دمية متصلة بخيوطٍ غير مرئية…
كان ذلكَ مقلقًا للغاية.
“أنـتِ تعرفين بالفعل، أليس كذلك، مياو؟ إما أن تبحثي بنشاط عن شخص آخر ليكون شريكة للإمبراطور، أو أن تأخذي هذا المكان بنفسكِ، مياو.”
ما تريدانه هو بالتأكيد الخيار الثاني، أليس كذلك؟
لم أقل ذلك، بل حدّقتُ بنظرة نارية، فضحكت القطة بطريقةٍ مرعبة إلى حدّ ما.
في تلكَ اللحظة، رنّ صوت مألوف.
“…هاه، اليوم لا أريد ذلك.”
نافذة النّظام المتلألئة.
معلومات عن شخصٍ ما كانت تتحول إلى اللون البرتقالي.
‘هذا الرجل اللعين، استخدم قوته بتهوّر مرّةً أخرى.’
عبستُ بوجهي بشدة.
بصراحة، حتى لو تفهّمتُ سبب رد فعل كايسيس، خيبة أمله، و ذلكَ الغضب الحاد، إلا أنّني انسانة انا أيضًا.
منذ البداية ، كانت علاقتنا قد بدأت بالكراهية دونَ أن أرتكب خطأ كبيرًا حتّى.
لم أكن أريد ذلك، لكنه اقترب مني بمحض إرادته، و كان عليّ أن أخدعه ليلًا و أتقرّب منه.
لم أكن وقحـة بما يكفي لأستمتع بجرأة بانقسام النهار و الليل بهذه الطريقة.
مع مرور الوقت، أصبح الأمر أكثر إزعاجًا و إحراجًا.
نظراته الحذرة و المرتابة في النهار.
نظراته الودودة و اللّطيفة في الليل.
“في مزاجي الحالي ، ليس لدي الثقة في أنّني سأستطيع أن أستخدم قوّتي أمامه و كأن شيئًا لم يحدث.”
في البداية، حاولتُ التفكير ببساطة.
كان مظهر كايسيس الغريب غير مألوف، لكنني شعرتُ بالحرية لأنني لم أكن مضطرة للتصرف كدوقة أمامه.
لكن الآن، خاصّة هذه الليلة بعد ما حدثَ في النهار، لم أستطع التعامل معـه بلا مبالاة.
أردتُ أن أصرخ بصوتٍ عالٍ.
أنا لست الرفيقة التي تنظر إليها بحـبّ!
شريكتكَ الأصلية موجودة في مكانٍ آخر!
هذه مجرد علاقة هشّـة يمكن أن تتغير في أي وقت!
لا تنظر إليّ بلطف و كأنني سأُخدع!
أنـتَ لا تعرف شيئًا عني في النهاية، أليس كذلك؟
لكن على عكسِ اضطرابي الداخلي، كانت المرشدة القطّة هادئة.
“لا تعقّدي الأمور، مياو. الخيار لكِ، و المسؤولية التي تنتج عنه تقـع عليكِ، مياو.”
نعم، هذا بالضبط ما يسمى عدم المسؤولية!
شعرتُ بالغضب تجاه لوسي دون سبب، فاستدرتُ.
كلما تذكرتُ تجربة فقداني السّيطرة على جسدي اليوم و نافذة النظام التي لم تكن مفيدة، نما الشكّ في قلبي.
لم أعـد أثـق بشيء.
“سأذهب.”
لم أشعر بأي حركة خلفي، فنظرتُ للخلف، و رأيتُ لوسي لم تتحرك من جانبِ لوياس بل كانت تلعق بلسانها.
“ألن تأتي؟”
هزّت القطة رأسها كالبشر، ثم وبّختني.
“ألا تشعرين بالأسف على هذا الطفل، مياو؟ سأبقى إلى جانبه بدفء جسدي، مياو.”
آه، حسنًا.
لماذا تفعل شيئًا لم تعتـد على فعله فعلـه؟
ضحكتُ بسخرية، أغلقتُ الباب، و عـدتُ إلى غرفة نومي.
بعد أن أرسلتُ الخادمات اللواتي أردنَ خدمتي، ارتديتُ ملابس نومي بنفسي و استلقيتُ على السرير براحة.
“ما هذا الآن؟”
اكتشفتُ نافذة الحالة المألوفة.
شيء رأيته من قبل.
اختيار نقطة تحول.
[لقد ظهرت نقطة تحول هامة.
دعوة البوابة.
الشخص التّا ئـه يتوق بشدّة إلى نور الخلاص.
إنه يكرهـكِ و يحذر منـكِ، لكنه يثـق بـكِ دونَ وعي، مما تسبب في تغيير في مستوى الود.
هل ستقبلين دعوة البوابة؟
قرّري بحذر.
الاختيار يحمل مسؤولية.
إنقاذ حياة شخصٍ ما قد يربطكِ به بعمق.
اختياركِ سيحدد مسار المستقبل.]
إذًا، هذا يعني…
‘إذا قبلت، سأدخل إلى البوابة؟ الإمبراطور هو مَـنْ يدعوني، لكن لماذا البوابة؟’
عبستُ بوجهي.
الآن وقت متأخر جدًا من الليل.
بالتأكيد…
حدثَ شيء في القصر الإمبراطوري.
“ما هذا بحق السماء؟”
ترددت أصابعي للحظة.
كان النص في نافذة الحالة مطابقًا تمامًا لتحذير القطة لوسي، مما جعلني أشعر بالرعب.
شعرتُ كما لو أن شخصًا ما يدفعني لأحل محلّ بطلة العمل الأصلي الغائبة، بينما يُراقب ذلك و يسخر مني.
هل هذا العالم حقيقي؟ هل أنا حقًا أعيش في جسد هيلاريا؟
شعرت بالإرتباك .
وماذا عن البوابة؟
“أنا…”
عندما كنتُ مرشدة في كوريا الجنوبية، و على عكسِ الرتبة S التي تحمي نفسها، كنتُ أُستدعى هنا و هناك دونَ حماية الفريق، و لدي خبرة في دخول البوابات مرات عديدة.
لم أكن ماهرة مثل مرشدي القتال، لكن هل يمكنني حقًا دخول البوابة؟
هل سأتمكن من التفكير بعقلانية أمام الوحوش والمخلوقات داخل البوابة؟
ابتلعتُ ريقي.
لم أفهم لماذا احتاج الإمبراطور فجأةً إلى توجيه طارئ داخل البوابة.
لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟
ما زلتُ أنام كإنسانة عادية، و أشعر بالسعادة عندما آكل طعامًا لذيذًا بهذا الجسد.
أشعر بالرضا عند ارتداء ملابس ناعمة و فاخرة، و أنزعج عندما يكون العمل شاقًا.
في الوقت نفسه، بدأتُ أجـد السحرة الذين يتبعونني لطيفين و ممتعين، و وجود المستيقظ الذي يتوسل إليّ للخلاص يلفت انتباهي.
إذًا، الآن، هيلاريا هـي أنا.
أنا على قيدِ الحياة.
و كذلك يجب أن يبقى كايسيس على قيدِ الحياة.
ليس لأنه بطل العمل الأصلي، أو لأنه شخصية مهمة.
بل لأنه المستيقظ الأقوى بدرجة SSS في هذه الإمبراطورية.
حتى في كوريا الجنوبية، كنتُ أحاول جاهدة إرشاد المستيقظين الذين كانوا يرفضونني و يجدونني مقززة.
إذا عاشوا، سأعيش أنا أيضًا.
“لا يعجبني أن أتبع نافذة الحالة، لكن…”
ضغطتُ أصابعي بقوة على زر “هل تقبلين؟” في النافذة.
─نعم.
“هذا اختياري.”
لإنقاذ كايسيس.
في اللحظة نفسها، أصبح كل شيء أمامي أبيضًا.
* * *
بعد مواجهة شرسة مع الدوقة في القصر الإمبراطوري في النهار، اندفع كايسيس كالمجنون إلى كل بوابة يمكنه دخولها.
البوابات التي تحتاج إلى دخول عاجل بسببِ مخاطر الإنفجار، و تلك التي لا تزال مستقرة ولا تحتاج إلى تحرك فوري، لم يكن يفرق بينهما.
كان فرسانه يراقبون تصرفاته غير المعتادة بهدوء، محاولين مواكبته.
و كان هو…
‘هذا ليس مضحكًا.’
لم يستطع فهم نفسـه.
‘لماذا تحركت؟’
كل شيء كان مربكًا.
دم أحمر قانٍ.
تعبير المرأة البارد المزعج.
علاقة لا تتغير.
لكن لماذا شعر بالخيبة و الغضب من ذلك؟
‘ما الذي تغيّرَ بيني و بين الدّوقة آرييل لأشعر بهذا الشعور المقزز؟’
أليس الشعور بالخيبة يعني أنني كنتُ أتوقع شيئًا؟
أنا، مِن تلكَ المرأة؟
منذُ متى؟ لماذا بحق السماء؟
‘منذُ وقـتٍ ما، كان هناك شيء غريب.’
لم يحدث الأمر لمرّة واحدة او اثنتين حين تحرّكَ جسده لحمايتها في لحظات خطرة.
في موقف مشابـه أمام المستيقظين.
أمام اشخاص غرباء عندما كانت تخفي وجهها في زقاق خلفي.
و هذه المرّة أيضًا.
‘لم أتحرّك من أجل لوياس.’
اندفع ككلب مدرّب ليحميها.
عندما شـكّ ، بشكلٍ غير منطقي، في أن الدوقة ربّما لا تستطيع استخدام السحر، أظهرت له سحر الانتقال المكاني الذي لا يجرؤ معظم السحرة على تجربته.
كانت تلكَ سخرية منها في النهاية، و إهمالًا للوياس، و هو يعرف ذلك.
التعليقات لهذا الفصل " 36"