ذلكَ الإحساس البارد بأن جسدي لم يَعُـد ملكي، و كأنّني أُدفَع إلى مقعد متفرّج خارج المسرح.
ثمّ سُمِعتْ أخيرًا نبرة صوتٍ باتَت مألوفةً إلى حـدٍّ ما، صوت هيلاريا.
“هل يجب أن أتحمّل مسؤوليّة كل خلاف يحدث في القصر؟”
“مـاذا؟”
“يبدو الأمر و كأنّ كلّ خلاف يحدث بين المجموعتين في القصر هو من اختصاصي.”
“هذا ليس ما نتحدث عنه الآن!”
“و ما الفرق؟”
آه. انتهى أمري.
أغلقتُ عينيّ داخليًا بقوّة.
ما الفرق ما فعلته و بين تأجيج النّار في منزل مشتعل بالأصل؟!
مع كلّ كلمة أقولها، رأيتُ بريق عيون الإمبراطور البارد يبرد أكثر.
“إذن هذه هي نواياكِ، يا دوقة؟”
شفاه ملتوية، غضب واضح ، برودة تمتـدّ غير مخفيّة شعور الاشمئزاز، و عضلات ذراع منتفخة كأنّها ستنفجر.
سواء شعرتُ بالدّوار أم لا، الجسـد الذي سُلبت سيطرته منّي كان يطلق كلمات قاسية و باردة على لسان هيلاريا كالسّهام.
“أشعر بالظلم، جلالتكَ. لا أفهم كيف يعـدّ حادث عرضيّ كـاد يصيب تلميذي إصابة خطيرة قليلاً على أنّني دفعتُ لوياس نحو الموت بنفسي. الحادث نفسه…..”
جالت عينايّ على المستيقظين المتجمّدين، و المرشدين الذين ركضوا مذعورين.
و على السّحرة الذين فقدوا عقولهم و تورّطوا.
“هو مسؤوليّة الجميع هنا. أليس كذلك؟”
رأيتُ الجميع يديرون أنظارهم كأنّهم مذنبون، أو ينقرون ألسنتهم مشمئزّين من موقفي.
‘أيّها النّاس، لم أرد قول هذا…… ‘
“بالإضافة إلى ذلك، إذا أردنا أن نكون أكثر دقّـة، فالخطأ خطأ جلالتكَ لا خطئي أنا.”
ضحكَ كايسيس الذي كان يحدّق بهدوء ضحكة فارغة.
“بسحر الدّوقة، كان يمكن إزالة مثل هذه الطّاقة بإشارة واحدة منـكِ . لكنّـكِ لم تكوني تنوين الحركة بالأصل ،أليس كذلك؟ و مع ذلكَ أنـتِ تدّعين أنّكِ مظلومة؟”
مـرّر يـده على شعره كأنّه محبط جدًّا و عضّ أسنانه.
“هل هذه ما تسمّينه تحمّل المسؤولية؟ أنّها خفيفة جدًّا لدرجة عدم الشّعور بثقلها.”
ثمّ بدت و كأن نظرة الإمبراطور وصلت إلى لوياس.
لم أستطع إدارة رأسي، فاكتفيت بالتّململ داخليًا.
‘كيف تبدو ملامحـه الآن؟’
نظرَ كايسيس إلى مكانٍ ما بعيون متألٌمة للحظة، ثمّ حـدّق بي مجدّدًا.
“إن لم تكوني تنوين حمايته ، فلم يكن ينبغي عليكِ أن تحضريه إلى هنا من الأساس.”
أنا مَـنْ طلبتُ ذلك.
أردتُ إظهار القصر له، لذا فالمسؤوليّة تقـع عليّ أنا.
لكنّ الدّوقة آرييل القاسية لم تقـل شيئًا.
رأيتُ وجه كايسيس يتشوّه تدريجيًّا. كمَـنْ كان ينتظر عذرًا ثمّ خـاب أملـه.
أمسكَ قبضته بقوّة تصدر صوتًا بعيدًا.
“يبدو أنّني كنـتُ مجنونًا.”
أطلقت شفتاه الحمراء كلمات ازدراء.
“كنـتِ دائمًـا هكذا. كيف نسيتُ أسلوبكِ المزعج الذي يجعل الآخرين ينفرّون منـكِ.”
“وهـم جلالتك حرّية تتمتّع بها. لا أعرف ما الذي رأيته بي و ما الذي كنـتَ تتوقّعـه، لكنّ ذلك يؤسفني.”
“أيتها الدّوقة! أنـتِ حقًّا…!”
“نعم، جلالتكَ. تكلّم.”
“هاه……”
في الحقيقة، ما كان يُقلقني ليس غضبَ الإمبراطور، بل ذلكَ الطفل الصغير الذي يسمع كل هذا.
التعليقات لهذا الفصل " 34"