ما هو التدخّل غير المصرّح به بالضبط؟
عبستُ بوجهي غير قادرة على إخفاء شعوري السيّء، بينما كان حدثٌ لا يمكن تجاهله يحدث أمام عينيّ.
عادةً ما يبدأ الأمر بمثيري الشّغب.
‘آه؟’
صرخ أحدهم من بين الجماعتين اللتين كانتا تحدّقان بعضهما.
“أيّها السّحرة الخبثاء!”
ما استخدمه السّحرة لم يكن سحر هجوم بالتأكيد.
ربّما كانوا يحاولون دفع الخصم القريب جدًّا أو حجب المساحة.
رغمَ أنّني ساحرة مزيّفة، إلاّ أنّني أشعر بذلك على الأقلّ.
لكنّ تلكَ الصّرخة الحادّة جعلت الجوّ المتوتّر ينتفخ كقنبلة في لحظة.
“مَـتْ يظنّ أنّنا أغبياء فنبقى ساكتين!”
“لو لم يكن أمر جلالته، لما تركناكم تتصرّفون بغطرسة قذرة!”
“دائمًا تتصرّفون كأنّ شيئًا سُرق منكم. نحن نراهن بحياتنا كلّ يوم نقاتل وحوشًا، هل يعجبكم هذا! أيّها الضيّقي الأفق!”
هذا ليس صحيحًا.
مهما فكّرت، هذا ليس صحيحًا.
تقدّمت خطوة إلى الأمام.
لو لم يركض لوياس المرعوب نحوي و يلتصق بي، لفعلت ذلك.
حذّرت نافذة النّظام للتوّ. شيء عن تدخّل غير معروف.
‘هل يقصد الخفيّين؟’
إذن، قد يكون أحدهم من مثيري الشّغب.
‘ربّما اختلطوا بين السّحرة أو المستيقظين.’
ضيّقت عينيّ و راقبت الوضع.
بعد انتهاء هذا الحدث اللعين اليوم وعودتي، يجب أن أقترح على الإمبراطور التحقّق من السّحرة والمستيقظين.
“نحن نعرف منذ السابق أنّكِ، الدّوقة، تستخدمين أساليب خبيثة!”
ذكر أحدهم لوياس حينها. و تناثرت الشّظايا عليّ أيضًا.
“تتجولين بالأمير عمدًا لتضغطي علينا، ألا نعرف نواياكِ!”
أحضرت لوياس إلى القصر فقط بسببِ وعدي مع سيّدهم، الإمبراطور.
لأنّني شعرت بالشّفقة على هذا الطّفل المحاط بسحرة البرج وهو يشعر بالوحدة.
على أيّ حال، حتّى ذلك الإسبر البارد المزعج، كايسيس، يليـن أمام أخيـه الصّغير!
لكنّ قبل أن أتكلّم، غضبَ السّحرة.
“ألا تستطيع إغلاق فمـكَ! من يظنّ أنّنا نريد رعاية الأمير الذي تعتزّون به!”
“إذا كنتم أفضل، خذوه من أيدينا فورًا!”
پاجيجيك─ انبعثت طاقة.
و غضبتُ.
هؤلاء حقًّا.
الطّفل يسمع كلّ شيء!
“أغلقوا أفواهكم─”
كنت سأصرخ “اخرسوا”.
إن لم ينفع، سأستخدم سحر هجوم وأتحمّل الألم.
لأنّني رأيت الطّفل الصّغير يبكي عندما أصبح على لوح التقطيع.
ماذا يفعل الكبار القذرون أمام طفل!
لكنّ الحادث انفجر أخيرًا.
“آآآه!”
اصطدمت القوّتان المتضخّمتان بعنف، وأنتجتا نتيجة غير متوقّعة.
اختلطت طاقات المستيقظين ومانا السّحرة وبدأت تنفجر كقنابل.
پنگ، پؤونگ!
“آه، آه! اشتعلت النّار!”
“اللعنة، لا تنطفئ، آه!”
“ساقي، ساقي!”
أصبحت فوضى في لحظة.
عانى السّحرة بالطبع، والمستيقظون أيضًا بسبب اختلاط المانا.
‘ليس هجومًا، لكنّ دفاعًا كان يجب أن يُستخدم؟’
أمسكت يـد لوياس فورًا. كنت أفكّر في احتضانه و حمايته بجسدي.
أعرف أنّه ليس سلوك دوقة، و أنّ تلقّي الأمر بجسدي دون سحر غريب، لكنّني لم أملك وقت التفكير.
لأنّني التقيت بعيون الطّفل المتماوجة الكبيرة.
كنت سأصرخ باسمه بصوت عالٍ.
يبدو أنّ مستيقظًا قويًّا كان موجودًا، فانفجرت طاقته.
“هذا، كالانفجار، لا، مستحيل!”
تبع الصّرخة المتوترة، انفجر ضوء أسود للحظة.
تحوّل إلى كرة نار هائلة و طار نحونا.
بالضبط نحو جسم لوياس الصّغير، خطوة بعيدًا عنّي.
حاولت منعه. جذبته إلى حضني لحمايته.
لكنّ……
‘آه.’
بدت كالبوّابة. عمود النّار المفتوح الفم الطّائر يشبه انفجار البوّابة.
المشهد عند موتي.
ضغـط مرعـب.
‘سأمـوت.’
صرخات تملأ المكان، وطاقات الإسبر المرعبة تنفجر في كلّ اتّجاه.
‘سأُسحق هكذا.’
شعرت بقشعريرة في عمودي الفقريّ و تجمّدت قدميّ.
شعرت كأنّ الوحش الذي قتلني من البوّابة يقترب خلفي.
انقبض قلبي و رغبت في الصراخ.
آه، لا.
تدحرجت دمعة كبيرة من عيون لوياس.
“لا.”
مددت يدي قليلاً نحو لوياس و حدّقت بغباء فيه يقترب من تهديد الموت.
اقتربت الطّاقة المرميّة، فسخنت خدّي.
ربّما فكّر أحدهم فيّ هكذا.
الدّوقة لم تنقذ الأمير.
دفعته للموت.
لم تفعل شيئًا.
“حقًّا.”
كوادددك!
مع صوت قاسٍ، انبثق عمود جليد هائل.
“مشهـد مثيـر.”
دوى صوت بارد المكان، وضرب الماء والجليد البشر بعنف.
آه، آه!
صرخات مختلفة عن السابق، ورائحة دم مرعبة.
الرّجل الذي نظر إلى المستيقظين والسّحرة السّاقطين بعيونٍ باردة.
الرّجل الذي ظهر ينثر قوّة مرعبة لا تقارن بالطّاقات المختلطة، بدا لي كوحش بوّابة.
تجمّد لساني و انقبض قلبي.
أطلقت عيونه الجليديّة سهمًا نحوي.
نظرة لـوم واضحة.
نظر إلى أخيه الشّاحب المرتعش بجانبه، ثمّ حدّق فيّ كأنّه يمزّقني.
‘بدوتُ كأنّني لا أفعل شيئًا.’
لم يكن وقت تفسير سوء الفهم.
كواجيك!
انبثق عمود جليد عند قدميّ. مرّ بلا رحمة على ظهر يدي.
مع ألم تمزّق الجلد، تساقط الدّم.
سمعت صرخات الدّهشة من السّحرة السّاقطين، والمستيقظين يتعافون بقوّة مذهلة يصرخون أيضًا.
هاجمني الإمبراطور.
حافظت على تعبيري من التشوّه، و رفعت يدي الدامية بهدوء.
لكنّ قلبي يخفق كأنّه سينفجر.
هذا الرّجل هاجمني.
الرّجل الذي قبلني بلطف بحركات ريشة كان وهم ليليّ.
ارتفعت السّخرية من نفسي.
يبدو أنّه أسـاء فهم ذلك أيضًا، فكسر كايسيس جليده و تقـدّم نحوي.
الطّول المهيب، الجسم الكبير، و الطّاقات المنتشرة.
كلّ ذلكَ أعاد صدمة الموت.
آه، نعم. اليوم يوم مشؤوم حقًّا.
“الدّوقة.”
صوت أبرد من أيّ وقت، حتّى عندما استيقظت في هذا العالم و أمسكت بياقته.
“لوياس.”
عضضت أسناني.
“كنتِ تنوين قتل أخي و تلميذكِ؟”
لمعت عيونه الداكنة اللامعة كالزّواحف بالقتل.
إن قلت كلمة خاطئة، سيخترق الجليد قلبي مباشرة.
لا، لن يقتل الدّوقة هنا، لكنّ ثقبًا في مكان ما ممكن.
كرهت الألم.
كرهته حقًّا……
‘لكنّ هذا يجب الاعتذار عنه.’
كان أمرًا يستحقّ الغضب بالتأكيد.
مظهر لوياس المتألّم المهتزّ يحزنني أيضًا.
حتّى لو خـاب أمل السّحرة من ضعف الدّوقة.
حتّى لو تـمّ الشّـك في سلوكي غير العاديّ، كان ذلك صحيحًا.
“جلالتكَ.”
فتحت فمي أمام الرّجل الذي يبتسم بسخرية كأنّه يقول جربي أيّ عذر.
بالضبط للاعتذار والتفسير.
لكنّ في هذه اللحظة بالذّات.
[تحذير!]
آه، لا.
[هويّة الشّخصيّة تهتزّ!]
ليس الآن.
[تجاوز الارتباك الحدّ. لحماية عقل المستخدم، يتمّ اختيار حوار وسلوك يناسب ‘الدّوقة هيلاريا داين لا آرييل’.]
لا!
التعليقات لهذا الفصل " 33"