‘حقًّا.’
اليوم أريد أن أطلب إجازة سنويّة.
لكنّ بالنّسبةِ لدوقـة الإمبراطوريّة لا تتوفّر مثل هذه المزايا، اللعنة.
منذُ أن فتحت عينيّ اليوم، شعرت بثقل كأنّ شخصًا معلّقًا خلفي، و كان مزاجي سيّئًا.
‘كأنّ حظّ اليوم يخبرني أنّني سأقع على ظهري و أكسر أنفي.’
كابوس لا ينتهي.
ثمّ عندما فتحت عينيّ، كانت القطّة السمينة مستلقية على صدري بشكلٍ مريح.
ربّما بسببِ الكلمات التي ألقتـها تلكَ القطّة السمينة.
‘ من الأفضل أن تكوني حذرة اليوم؟’
ما هذا مرّة أخرى. لماذا تقول كلامًا مشؤومًا كهذا؟
‘كلّ هذا بسببِ لوسي.’
بفضلها، يبدو أنّ تعبيري أصبح أكثر شراسة من المعتاد، فكان السّحرة الذين كانوا يتذمّرون عادةً يتبعونني في صمت.
رأيت الفتى ذا الشّعر الفضّيّ الصغير المبتهج الذي لا يستطيع إخفاء ابتسامتـه السّعيدة، على عكسِ مزاجي السيء.
‘نعم، لوياس. طالما أنـتَ سعيد، فهذا يكفي.’
سمعت ضجيجًا من بعيـد.
أمسكت قبضتي بقوّة و أنا أرى السّحرة حولي غير قادرين على إخفاء توتّرهم.
رفـعَ لوياس، الذي كان يمسك بطرف ثوبي و يتبعني، رأسه متعجّبًا، فالتقت نظراتنا.
هززت رأسي كأنّ شيئًا لم يحدث و نظرت إلى الأمام.
‘بحلول الآن، ربّما سمع المستيقظون أيضًا عن الشّاهد و ألأدوية التي أخذها الإمبراطور. وبما أنّ المهمّة تمّـت، يبدو أنّ القتال توقّف؟’
إذن، ربّما يمـرّ اليوم بهدوء.
في المرّة السابقة، عندما كنت أسير مع لوياس، ظهر المستيقظون فجأةً و تعرّضنا للمشاكل هنا بالضبط.
تذكّرت ذلكَ فجأة فعبست قليلاً، فصرخ السّحرة الذين كانوا مستعدّين للتملّق في أيّ لحظة بصوت عالٍ.
“سيّدتي! سنحميـكِ!”
“بـ، بالطبع، أنـتِ لسـتِ بحاجة إلى حمايتنا! لكنّهم لم يعتذروا حتّى بعد معرفتهم بالحقيقة!”
كان صراخ السّحرة عاليًا جدًّا لدرجة أنّ أذنيّ تأذّتا.
و أنا على يقين من أنّ المستيقظين، الذين تتجاوز قدراتهم الجسديّة قدرات البشر العاديّين بأضعاف، سمعوا كلّ شيء!
‘هل سيشعلون قتالاً مرّةً أخرى؟’
التقى نظـري مع الشخص الذي كان يبحث عن المشاكل في المرّة السابقة. كان فارسًا مستيقظا.
‘مستيقظ مستخدم لسحر الطبيعة، ذراع الإمبراطور اليمنى. كان كونتًـا ما.’
لم يخـفِ وجهه الشّاحب المتردّد، ثمّ أمسك بيـد مرشده و تقـدّم نحوي.
رأيت السّحرة يتوتّرون و يشـدّون عيونهم.
هل يجدونه مخيفًا ؟
أم أنّهم يبدون كالهامستر الصغير الذي يغضب و يشـدّ قبضتيه؟
ربّما هذا وهم منّي.
ربّما لأنّهم يظهرون دائمًا بمظهر غبيّ أمامي.
على أيّ حال، وقفَ السّحرة كجدار حماية قويّ يمنع المستيقظ القادم.
“كيف تجرؤ على الاقتراب من سيّدتنا!”
“لا تفكّر حتّى في الاقتراب من دوقتنا!”
حـكّ المستيقظ رأسه.
بـدا كأنّه سيجنّ من الإحباط، و وجهه المشوّه يبدو مظلومًا.
‘هل جاء للاعتذار؟’
قد يكون كذلك. لكنّ من خبرتي، المستيقظون ليسوا صريحين أبدًا.
خاصّـة أمام السّحرة الذين يزمجرون كالقطط الغاضبة.
“أممم، سمعـت القصّـة. كان هناك سوء فهم منّي.”
تركّزت أنظار الجميع على فـم المستيقظ.
و أنـا أيضًـا.
نعم، الصراحة جيّدة. لنمرّر بهدوء هكذا. لا يمكننا القتال إلى الأبد. أليس كذلك؟
‘خاصّة أنّني سقطت في عالم عن نهاية العالم.’
بالنظر إلى تطـوّر الرواية المستقبليّ، يحتاج السّحرة و المستيقظون إلى المصالحة قريبًا.
و أنا رغم كوني مزيّفة استولت على هذا الجسد ، إلا أنّني رئيسة السّحرة، لذا لست موافقة تمامًا على مطالب السّحرة.
‘التعاون المتبادل و المساعدة أمر جيّـد. السّحرة لا يدخلون البوّابة. بدلاً من ذلك، يحافظون على توازن القوّة خارجها.’
لا حاجة لدخول السّحرة البوّابة.
لذا، إذا توقّفوا عن القتال كالكلاب و القطط……
“ما هـذا!”
……فلتتوقّفوا، من فضلكم.
انهـار الجوّ الجيّد فجأة.
لأنّ كومة تراب ظهرت فجأة و حاولت تغطية السّحرة، لكنّ سحر الدّفاع الذي انطلق صدّها.
حدّقت في المستيقظ الذي كلّمني و أنا مصدومة.
أيّها الوغد، هل جئتَ للقتال فعلاً؟
عندما حدّقت فيه بنظرةٍ مليئة باللوم، هـزّ رأسه بشدّة و وجهه شاحب.
“لا، لم أقصد ذلك، مَـنْ الذي….مهلاً! أنـا!”
لكنّ المستيقظ صرخَ بصوتٍ عالٍ.
و سحر الدّفاع فعّلـه السّحرة.
انفجر سوء الفهم المتراكم و حدثت كارثة لا يمكن السيطرة عليها.
دوّى صوت عالٍ في ساحة التّدريب.
“ما هذا، ما الوضع؟”
“يا للخيانة، أيّها السّحرة! كم شخصًا منكم يواجه مستيقظًا واحدًا!”
اندفع المستيقظون الذين كانوا يراقبون من ساحة التّدريب.
‘لا، الأمر ليس كذلك!’
أمسكت رأسي و رغبت في الصراخ.
‘تقولون إنّ سمعكم حادّ. ألستم تسمعون حتّى صوت النّمل!’
عليكم الاستماع إلى مجرى الحديث ثمّ استنتجوا ما حدث، أيّها الحمقى!
حاولت التدخّل هناك.
“الآن……”
لكنّ السّحرة كانوا متوترين جدًّا من حشـد المستيقظين المفاجئ.
“أنتم مَـنْ بدأتم المشكلة! ابتعدوا جميعًـا!”
“أيّها البشر الجهلة ذوي العضلات الموجودة فيخالرّأس! هل تجرؤون على إهانتنا أمام سموّ الدّوقة دون الاعتذار؟”
“إلى متى ستحتقرون سحرتنا!”
مع كلام السّحرة الذي يمسّ العواطف، ارتفع الغضب في عروق المستيقظين الذين كانوا يبدون محرجين.
“أنتم، لقد كنّـا نتحمّلكم ، لكنّنا غاضبون حقًّا الآن. مَـنْ يستمـع إليكم الآن سيظنّكم ضحايا بريئين!”
“مَـنْ كان يعاملنا كحثالة ويحتقرنا حتّى الآن!”
“فارسنا لم يهاجم ، لكنّكم من تصرّفتم بحساسيّة أوّلاً، كيف تفسّرون ذلك؟ ولماذا تظلّ الدّوقة صامتة، أخبرونا!”
لماذا يتوجّـه السهم إليّ مرّةً أخرى.
ضغطت على صدغيّ.
بسببِ عدم النّوم جيّدًا، كان الصّداع شديدًا اليوم.
لكنّ ذلكَ أثار سوء فهم آخـر.
“ها، لا قيمة للحديث معنا، أليس كذلك؟ نعم، الدّوقة لا تفتح فمهـا الثّقيل إلاّ أمام جلالة الإمبراطور!”
آه. هل كانت كذلك حقًّـا؟
نسيت الوضع و أبديتُ إعجابًا.
هيلاريا، كنـتِ جريئـة جدًّا……
‘لكنّني سأعيش هكذا من الآن؟ حتّى تنتهي المهمّة؟’
رأيت لوياس حينها.
اقترب منّي بخوف شديد، ثمّ تراجع خطوة مكتئبًا بسببِ المواجهة بين السّحرة والمستيقظين.
كان ذلكَ يثير الشّفقة لدرجة أنّني شعرت بمرارة داخليّة.
أردت احتضان ذلكَ الجسم الصغير فورًا و التّـربيت ظهره قائلة أنّ الأمر سيكون بخير.
[تحذير.
الدّوقة آرييل شخصيّة بلا عاطفة.
علاقتها بلوياس علاقة معلّمة و تلميذ باردة، لا أكثر ولا أقل.
إذا اهتزّت هويّة الشّخصيّة، قد تفشل المهمّة!]
أعلـم ، أنا أعلـم ذلكَ .
أدرت رأسي عن لوياس بصعوبة.
رأيت الوضع الذي أصبح مواجهة جماعيّة، فقرّرت اتّخاذ إجراء خاصّ.
‘سأستخدم رمح النّار على أعمدة ساحة التّدريب. إذا انهار المبنى، سيعودون إلى رشدهم!’
سأتحمّل الألم الذي يشبه الانهيار بإرادة لا تُقهر.
يجب أن أنجو بطريقةٍ ما، اللعنة!
مع عزم قويّ، عضضت أسناني و استدعيت نافذة الحالة.
[تحذير!]
مع صوت تحذير عالٍ، أضاءت نافذة النّظام بالأحمر القرمزيّ.
نسبـة سيطرة الإمبراطور على قوّتـه طبيعيّة، فلماذا هذا؟
سواء شعرت بالإرتباك أم لا، استمرّت النّافذة في التحذير.
[─‘;SDPOIF= خطأ في الإدخال و الإخراج.
بدأ تدخّل غير مصرّح بـه.
احذر انحراف مسار القدر!]
ماذا؟ أيّ انحـراف؟
مجنون، ما هـذا مرّةً أخرى!
التعليقات لهذا الفصل " 32"