هل هذه المرأة هي الدّوقـة آرييل بالفعل؟ 

 

استولت هذه الفكرة على كايسيس للحظة.  

 

كان وجوده هنا بسبب شـكّ بسيط.  

 

‘هناك شخص لا يمكن الوثوق بـه.’

 

كان هذا يجرح كبرياء الإمبراطور.  

 

فرسانه، المستيقظون المتميزون و المرشدون، كانوا نخبة تـمّ اختيارهم بعناية فائقة.  

 

صحيح أنّـه عندما يتقاتلون مع السحرة بقيادة الدّوقة آرييل في غرفة الاجتماعات، كانوا يبدون طفوليين لدرجة تجعل المرء يتساءل عما إذا كانوا حقًا تلكَ القوة الموهوبة.  

 

لكن أن تنتشر إشاعة خارجة عن السيطرة في مجموعة شكّلها بنفسه بعناية، كان أمرًا لا يمكن قبوله.  

 

‘من ردود فعل السحرة، من الواضح أنهم يشعرون بالظلم.’

 

لذلك، قـرّر أن يتحرك بنفسه.  

 

أخبرَ محيطه أنه سيدخل البوابة لمدّة ثلاثة أيام، و تحرّك دونَ أن يترك أثرًا، باستثناء اثنين من فرسانه الموثوقين.  

 

تبـعَ مسار التحقيق من تقارير السحرة الدقيقة.  

 

كانت تقاريرهم مكتوبة بدقّـة متناهية، تسجّل مـنْ قال ماذا و متى، وعندما تحرك وفقًا لها، لاحظَ أمورًا غريبة.  

 

وهكذا وصـلَ إلى زقاق هادئ.  

 

كان هذا المكان مرتبطًا بالقرى التي شهدت هيجان المستيقظين دونَ سبب واضح.  

 

‘الدواء.’ 

 

كان هناك ذلك الدواء الذي تجرأ على محاولة إثارة هيجانه، هو، الإمبراطور.  

 

رأى شخصًا بكدمات زرقاء على وجهه، يتشبث بالدواء و لا يتركه، فتحرك كايسيس دونَ تردد.  

 

‘لقد أمّنـتُ الشاهد و الدليل.’

 

لم يكن القبض على الثلاثة الفارين أمرًا صعبًا.  

 

لكن لمـاذا؟  

 

“لمـاذا؟”  

 

تحـرّكَ جسـده من تلقاء نفسه.  

 

كما حـدثَ في القصر الإمبراطوري عندما حاول المستيقظون مهاجمة شخصٍ ما.  

 

عندما استردّ وعيـه، كان قد وقـفَ بالفعل أمام شخصٍ مختبئ كالفأر خلفـه.  

 

حتى تلكَ اللحظة، لم يكـن يعلم حقًا.  

 

كان يعتقد أن ذلكَ الشّخص النحيف هو شخص خطير، لكنه لم يكن يعلم أنها الدّوقة آرييل، تلكَ المرأة.  

 

عينان مفتوحتان على اتساعهما، تعبير مضطرب، و شعر أحمر يرفرف.  

 

كل ذلكَ لم يكن يشبههـا.  

 

ثم وقعت عيناه على ما تمسك به الدّوقة.  

 

“ما هـذا؟”  

 

لماذا تمسك بـه؟  

 

كان يبدو كحجر عادي من الطريق.  

 

حجر كبير بما يكفي لإحداث إصابة خطيرة إذا ضُرب أحد بـه من الخلف.  

 

“لماذا تمسكين بهذا؟”  

 

“…..”  

 

“تكلمي، أيتها الدّوقة.”  

 

ارتفعت الشكوك فجأة.  

 

هل هذه المرأة هي آرييل حقًا؟  

 

لكن قلّـة قليلة يمكنهم أن يحدقوا به بنظرات باردة و مستهترة أمامـه.  

 

‘الآن عند التّفكير في الأمر، كان هناك شيء غريب.’ 

 

متى كانت آخر مرة رأى فيها الدّوقة تستخدم السحر؟  

 

لكنه لم يستطع مواصلة التفكير لأنه أدركَ أنه ارتكب خطأً غبيًا غير معتاد بسببِ انشغاله بهذه المرأة.  

 

“لقد هربوا.”  

 

أدرك كايسيس، بعد أن نشـر حواسه متأخرًا، أن الفارين اختفوا تمامًا من المكان.  

 

لم ينتبه في تلكَ اللّحظة إلى الراحة الواضحة على وجه الدّوقة آرييل.  

 

‘هل تجرأوا على الهروب من قبضتي؟’

 

تفجرت الشتائم بداخلـه.  

 

لكن مع هذا الدليل، الدواء ، يمكنه على الأقل تهدئة السحرة و المستيقظين الصاخبين.  

 

و بعد ذلك ، أدرك__ 

 

‘هناك قـوّة خفيـة.’ 

 

قـوّة خارجة عن السحرة و المستيقظين.  

 

كانت هذه بالتأكيد علامـة سيّئـة. 

 

بالتأكيد، لدى الدّوقة أيضًا ما تقوله حول هذا.  

 

كانت هيلاريا بالتأكيد شخصية ممتازة كمرؤوسة.  

 

ألم تكـن الدّوقة هي الوحيدة، بجانبـه، التي لاحظت شيئًا غريبًا؟  

 

رغمَ أن شخصيتها، طباعها، و تصرفاتها لا تروق له ولا يمكنـه أن يحبّهـا.  

 

“أيتها الدّوقة ، ألا يوجد شيء تريدين قوله؟”

  

ومع ذلك، كان يعتقد أن هذه المرأة التي ظهرت فجأة هي مـنْ أفسدت كل شيء.  

 

‘لماذا، عندما يتعلق الأمر بكِ، أتصرف بغرابة؟’

 

لم يستطع قبول موقفه الخارج عن السيطرة.  

 

ارتفع شعوره بالامتعاض.  

 

بدأت الشكوك التي تخلّـص منها تعود من جديد.  

 

“أيتها الدّوقة.”  

 

لماذا هي هنا، و لماذا كانت تمسك بحجر بدلاً من استخدام السحر؟  

 

“اشرحي. كيف أتيـتِ إلى هنـا، و لماذا لم تستخدمي السحر حتّى الآن؟”  

 

عندما حـدّق بها بعينين متقلصتين، ردت الدوقة، كعادتها، بنظرات باردة مقززة و سخرية واضحة.  

 

“السحر يترك أثرًا.”  

 

هل هذا عـذر؟  

 

حـدّق بها بذهول، لكن الدّوقة ردّت بوقاحة:  

 

“أنا ساحرة نار طبيعية، لا أعرف طرقًا لإفقاد أحدهم الوعي بهدوء.”  

 

“و ماذا بعـد؟”  

 

“ربّما كان بإمكاني تحميص كل إنسان هنا.”  

 

“…..”  

 

“هل كنـتَ تريـد أن تختفي كل الأدلة؟ آه، يبدو أنّ نوايا جلالتكَ لم تتحقّق هذه المرة.”  

 

“توقفي عن السخرية، هذا مزعج.”  

 

لم تكـن مخطئـة.  

 

السّحرة الطبيعيون، خاصة أولئك الموهوبون بمانا عنصر معين، كانوا متخصصين في السحر الهجومي و يصعب التحكم بـه.  

 

‘هي ساحرة نار وصلت إلى مرتبة السّاحرة العظيمة، لذا كلامها ليس خاطئًـا، لكن…’

 

كان لديه شعور سيء.  

 

“علاوةً على ذلك، بما أن جلالتكَ شـرّفَ هذا المكان المتواضع، فلماذا يجب على دوقـة متواضعة مثلي أن تتدخّـل؟”  

 

“هل تُسمّيـن هذا كلامًـا؟”  

 

لم يستطع التخلص من شكوكـه بأن صمتها يخفي شيئًا.  

 

و الأكثر من ذلك،  

 

‘أيتها الدوقة، هناك بالتأكيد صلـة بينكِ و بين مرشدتي.’  

 

لكن أمام هذه المرأة التي تتظاهر بالبرود، شعـرَ بالكراهية تتصاعـد.  

 

كان السّحرة دائمًـا هكذا.  

 

ينظرون بنظرات متعجرفة و باردة، يقللون من آلام المستيقظين كما لو كانت لا شيء.  

 

كما كانت والدتـه دائمًا.  

 

‘هذه المرأة ليست مختلفة.’

 

أطبق على أسنانه و استدار. 

 

“سأتولى أمر هذا الشخص و الدواء.”  

 

“إذا كنـتَ مصرًّت على تحمّـل هذا العناء، فلن أمنعـكَ. بهذا، يمكننا تهدئة هيجان السحرة و شكاوى المستيقظين.”  

 

“هل هذا هو الثّمـن؟”  

 

“نعم.”  

 

“ألا يوجد حقًا شيء تريدين قوله عن اليوم؟” 

 

“جلالتكَ لم تتفضلّ بقول شيء، فكيف لشخصٍ غبي مثلي أن يعرف شيئًا؟”  

 

دائمًا ما تتصرّف بهذه الطريقة.  

 

بالتأكيد كان لديها سبب لقدومها إلى هنا، لكن الدّوقة آرييل حافظت ، كعادتها ، على تعبيرها المزعج الخالي من العاطفة.  

 

جفونها التي ترمش ببطء.  

 

شعرها، الذي اعتقد للحظة أنه يشبه شعر مرشدتـه اللطيفة.  

 

‘كيف تجرؤين.’

 

أطبق على أسنانه.  

 

تحوّلت نظرته إلى الحجر الذي رمـت بـه الدّوقة عن عمد.  

 

هل حقًا لم تهاجم لأنّها ساحرة نار؟  

 

إذًا، لماذا كانت الوحيدة التي تصلّـب وجهها بينما كان كل السحرة يفرحون عندما سُمِـح لهم بعرض السحر؟  

 

هل كان ذلكَ وهمًا منـه؟ 

 

“إذًا، جلالتكَ، أنا مشغولة، لذا سأعود أولًا.”  

 

لكن الدّوقة آرييل ابتسمت بسخرية باردة، كما لو كانت تسخر من شكوكـه.  

 

عندما تحرّكت الدّوقة ، شعـرَ حتى هو ، رغم أنّـه ليس ساحرًا ، بطاقة قوية تدور حولها.  

 

سحـر.  

 

السّحر الذي شـكّ فيـه، سحر السّاحرة العظيمة.  

 

‘صحيح، لا يمكن لساحرة متعجرفة مثلها أن تفقـد سحرها.’

 

تلوّى الفضاء، و اختفـت الطاقة.  

 

حتى لو كان مستيقظًا يحمل قوة الطبيعة في جسـده، يمزق الوحوش و يقتلها، فإن سحر الدّوقة آرييل، الذي يتجاوز حدود البشر، كان يحمل هيبـة تجعل حتى كايسيس يشعر بالضيق.  

 

اختفت الدّوقة، التي استخدمت سحر التنقل لتسخر منه، كما لو كانت دخانًا يتبخر.  

 

مثلمـا…  

 

كل ليلـة…  

 

“أيتها الدوقة، يجـب أن يكون ذلكَ الوعد صحيحًا.”  

 

كما تختفي مرشدتـه مثل الرمال التي تتسرب.  

 

“يجب ألا تكوني أنـتِ الظل الذي يخفي مرشدتـي.”  

 

و إلا، ستهـبّ عاصفة دموية لا يمكن تخيّلها في الإمبراطوريّة.  

 

* * *  

 

“كحة، أوغ، كح!”  

 

“تسك، تسك، ما هذا الوضع، مياو؟”  

 

لم يكن لدي طاقة حتى لأنظر إلى نافذة الحالة المتلألئة.  

 

عندما سألني الإمبراطور عما كنت أحمله، شعرتُ و كأن قلبي سيسقط.  

 

لذا، لإثبات أنني أستطيع استخدام السحر بشكلٍ طبيعي، استخدمتُ سحر الإنتقال ببراعة.  

 

لكن لماذا كان الألم شديدًا في المرّة الثانية أيضًا؟  

 

“أنـتِ ، كح ، لماذا لم تخبريني عن الآثار الجانبية، آه!”  

 

ضحكت القطة بنفس الطريقة المزعجة المعتادة.

  

“تش، تش، أنـتِ لسـتِ روح السّاحرة العظيمة الأصلية، مياو. مع الجهد، سيتحسن الأمر، مياو!”  

 

“أيتها القطة المحتالة!”  

 

ارتجفت أطراف أصابعي.  

 

نهضتُ بصعوبة.  

 

حدقتُ بنافذة الحالة المتلألئة بنظرة نارية.  

 

بما أن الإمبراطور اكتشف الدواء و وجود قوّة خفية، سأنجح على الأقل في إيقاف القتال بين السحرة و المستيقظين.  

 

هذا يعني أن المهمة نجحت، و بهذا يمكنني الحصول على سحر محدد آخر.  

 

‘هل نجحتُ في إطالة حياتي…؟’

 

إذًا، هـذه المرة بالتأكيد.  

 

“سأفتح قفل السحر الهجومي.” 

 

فتحتُ نافذة الحالة.  

 

و ضغطتُ بقـوّة.  

 

اخترتُ استلام المكافأة.