حياة أعيشها و أنا أبذل كلّ قوتي لأمثّل دور الدّوقة.
حتّى في فراشي، أحيانًا عندما يأتي لوياس، أحرص على ألّا يلاحظ شيئًا غريبًا.
أمام الإمبراطور العـدوّ، يجب أن أطلق كلامًا قاسيًا دونَ أن أظهر خوفي.
و أمام السّحرة، يجب أن أكون دائمًًا العماد الرّوحيّ لهم، في سلسلة من الأكاذيب.
أن أتحرّر من كلّ ذلك…
‘أنا متعبـة.’
هنـا، أنا مجرّد ‘أنـا’.
لستُ هيلاريا، بـل أنـا.
“في المرّة القادمة، أخبريني باسمـكِ.”
كان تأثير نافذة النّظام يتلاشى.
“بالتّأكيد، هل فهمتِ؟”
ابتعدت اليـد التي كانت تمسك بي، و جاء شعورٌ مذهل كأنّني أتبخّر كالضّباب.
بينما كنتُ أنظر إلى الشّخص الّذي أصبح غامضًا، أدركتُ حقيقة صادمة.
أنا، من كوريا الجنوبيّة.
موظّفة مرشدة كنتُ أعمل بجـدّ.
الإمبراطور الذي أمامي هو بطل الرّواية الّتي كنتُ أحـبّ قراءتها.
كلّ شيء آخر…
لكن…
توقّف قلبي فجأة.
‘لا أتذكّـر.’
ما سأله كايسيس.
‘اسمـي.’
اسمـي في كوريا الجنوبيّة، اسمي الأصليّ، لا أتذكّره.
* * *
تفعّل سحر النّقل، و استيقظتُ في غرفة نومي في منزل الدّوقة كالمعتاد.
“لقد عـدتِ، مياو؟ لا يوجد لوياس الصّغير اليوم، مياو! لقد أغلقتُ القطّة العظيمة لوسي الباب، مياو!”
ضرب ذيل القطّة السمينة الأرض بقوّة كما لو كانت تطالب بالمديح.
كان منظرها لطيفًا إلى حدٍّ ما، لكنّ ذلك لم يكن مهمًّا بالنّسبة إليّ الآن.
قبضتُ عليها بقوّة.
“مياو!”
عندما أمسكتُ بكفّ القطّة القصيرة و تعلّقتُ بها، نفضت المرشدة السمينة نفسها بامتعاض.
“ما المشكلة، مياو؟ اتركيني، مياو!”
“اسمًي.”
“مياو؟”
“اسمـي، أعني.”
“…..”
“كنتِ تعلمين، أليس كذلك؟”
هدأت المرشدة الّتي كانت تتململ.
ضيّقتُ عينيّ و حدّقتُ بها.
بما أنّهـا مكافأة من النّظام، فلا بدّ أنّها تعلم.
“لا أتذكّر اسمـي.”
قلتُ ذلك و أنا أشـدّ على أسناني، لكنّ القطّة، بشكل مزعج، لعقت كفّـها الّذي أمسكتُ به.
“متى علمـتِ بذلك؟”
“ماذا، هل أدركتِ ذلكَ الآن فقط، مياو؟”
عندما واجهتُ ابتسامتها السّاخرة، شعرتُ بالغضب يتصاعد.
“تحدّثي بوضوح. ماذا تعنين؟”
كنـتُ خائفة.
الذّكريات هي بمثابة الرّوح.
كانت الأساس الّذي يشكّلني.
كيف لي أن أنساها؟
هل ذلكَ بسببِ المهام؟
هل بسببِ تلكَ المؤهّلات المجهولة لـ???? التي تتطلّب التدخّل في القصّة الأصليّة؟
“ما الّذي حـدث؟ هل سأفقد ذكرياتي… بهذا الشّكل؟ تحدّثي!”
سألتني القطّة بهدوء:
“ممّـا تخافين، مياو؟”
“ألن تكوني خائفة لو كنتِ مكاني؟”
استيقظتُ في عالم غريب، و اضطررتُ لأعيش كالدّوقة أرييل بسببِ المهام الّتي تأتي بلا توقّف.
كان بإمكاني تحمّل كلّ تلكَ اللحظات لأنّني، على أيّ حال، كنتُ ‘أنـا’ مع ذكرياتي الخاصّة.
وجود ذكرياتي قبل الموت.
و الآن، سأفقـد كلّ ذلك؟
كنتُ خائفة جدًّا، حتّى أنّ أسناني كانت تصطكّ كما لو أنّني أُلقيتُ في شتاء قارس.
“لا، أنا لا أريد ذلك. لا أريد أن أفقد ذكرياتي. هل سأنسى كلّ شيء بهذا الشّكل؟”
“هوف.”
“تحدّثي! بما أنّـكِ تعلمين، ألا يمكنكِ تفسير ذلكَ لي؟ أخبريني بكلّ ما تعرفينه، أرجوك.”
نظرت القطّة إليّ بهدوء وه ي تنظر إلى حالتي، ثمّ تنهّدت بعمق و دفعت جبهتي بكفّـها النّاعم كالجيلي.
“اهدئي، مياو.”
كان ناعمًا، لكنّني لم أضحك.
“أن تندمجي في هذا العالم يعني هذا، مياو. ستفقدين جزءًا منـكِ، مياو. ألم أحـذّركِ؟ قلتُ لكِ أن تختاري و تفكّري بحذر، مياو.”
شعرتُ بدوار غريب.
شيء ما، شيء ما… كان يعبـث برأسي.
“تذكّري المهمّة الأولى المهمّة، مياو. يجب أن تتواصلي مع الشّخصيّات الرّئيسيّة بسرعة، مياو. و إلّا، إذا لم تحصلي على مؤهّلات ????…”
و إلّا مـاذا؟
آه، لم أعـد أتحمّـل.
كان شيء ما يندفع للخارج…
شعرتُ بدوار يغمرني.
و…
“أتشو! أتشو، أتشو!”
اندلعت عطساتٌ محمومة.
بعد عـدّة مرّات، كانت هناك قطّة سمينة قبيحة تنظر إليّ بازدراء.
“ما هـذا؟”
لاعبة عادت لتوّها من توجيه الإمبراطور.
رمشتُ بعينيّ و خدشتُ رأسي.
ما الّذي كنتُ أتحدّث عنـه للتوّ؟
كنتُ أتحدّث عن شيء مهمّ، أليس كذلك؟
في تلكَ اللحظة، ظهرت نافذة النّظام فجأة كما لو كانت تأمرني ألّا أفكّر في شيءٍ آخر.
[تهانينا!
لقد تراكمت النّقاط.
نقاط التّوجيه الحاليّة: 13
اجمعي المزيد من نقاط التّوجيه من خلال التّوجيه الوثيق.]
“13 فقط؟”
تنهّدتُ بخيبة أمل.
“القبلة ليست سهلة، ومع ذلك 13 نقطة فقط؟ كم مرّة يجب أن أقوم بها؟”
بينما كنتُ أتذمّر و أشعر بالضّيق، غيّرت نافذة الحالة كلماتها كما لو كانت تجيب على سؤالي.
و ظهرت قائمة طويلة.
[سنرشدكِ حول كيفيّة جمع النّقاط بشكل أسرع.
القبلة: 13 نقطة.
لمس البشرة : 15 نقطة.
القبلة تحت عظمة التّرقوة…]
لحظة!
“توقّفي!”
غطّيتُ وجهي المحمّر و أزلتُ القائمة الطّويلة الّتي بـدت لا نهائيّة بسرعة بأصابعي.
لقد كانت مليئة بمحتوى صريح و فاضح للغاية!
‘كانت هذه الرّواية مقيّدة بتصنيف 15 عامًا. هذا ليس صحيحًا! حسنًا، هذه ليست رواية الآن، لكن حتّى مع ذلك، هذا ليس صحيحًا!’
“تسك، تسك، ماذا تفعلين، مياو؟”
نظرت إليّ القطّة و هي تصدر صوت استياء بينما كنتُ أتململ.
بـدا مظهر القطّة السمينة مزعجًا بشكلٍ خاص اليوم، لذا جذبتُ ذيلها بقوّة، فأصدرت صوت هسهسة.
أمسكتُ بها بإحكام.
“على أيّ حال، يجب أن أعمل بجـدّ. على الرّغم من أنّ كايسيس فعـلَ شيئًا خطيرًا، إلّا أنّه لا يبدو أنّه يرى بوضوح، لذا ربّما هذا نعمة في النّهاية. آه، النّقاط، تلكَ النّقاط اللّعينة!”
سأصل إلى 99 نقطة وأفتح إمّا سحر النّقل أو سحر الهجوم، سأفعل ذلك!
شعرتُ كما لو أنّني نسيتُ شيئًا مهمًّا، لكن حسنًا، سأتذكّره لاحقًا.
استلقيتُ على الفراش بجسد متعب و تنهّدتُ بعمق.
تثاءبت القطّة لوسي بجانبي بصوتٍ عالٍ.
“تصبحين على خير، مياو.”
حسنًا، و أنـتٌ أيضًا.
استسلمتُ لجفوني الّتي كانت تُغلق ببطء.
‘اليوم كان يومًا طويلاً حقًّا…’
الحياة كالدّوقة أرييل، العدوّة السريّة للإمبراطور و مرشدتـه المخفيّة في عالم الرّواية، كانت شاقّـة اليوم أيضًا.
* * *
نظر الصّيّاد بهدوء إلى الحجر السّحريّ الّذي كان يتوهّج في راحة يـده.
لا يمكن القول إنّه لم تكن هناك آثار جانبيّة.
ومع ذلك، كان التّأثير كافيًا.
‘بقيت الذّكريات.’
ذكريات واضحة بشكلٍ ملحوظ، على عكسِ الذّكريات المتقطّعة الّتي كانت تبقى سابقًا.
لكن الرّؤية الضّبابيّة الّتي تمنعـه من إدراك الشّخص الآخر كانت لا تزال موجودة.
‘لهجة غير معتادة على حياة القصر. شعر كثيف. شخص يعيش حياة الأرستقراطيّين رغمَ أنّه ليس أرستقراطيًّا. شخص خارج عن نمط حياة المرشدين و المستيقظين التّقليديّ. ساحر، تحديدًا شخص يبدو ودودًا تجاه الدّوقة أرييل…’
كانت عناصر شريكته مزيجًا من الكلمات غير المفهومة.
ماهي هويّتها بالضّبط؟
و…
ردّ فعلها الواضح الّذي بـدا مرتبكًا و خجولًا أمام تصرّفاته الجريئة.
تصرّفات خجولة تجاه الرّجال لا تناسب مرشدة متمرّسة.
انتشرت ضحكة ممتعة كما لو كان وحشًا شرسًا.
عندما أدرك شريكته و تحدّث معها، شعرَ أنّ كلّ هذا ليس حلمًا بل واقعًا واضحًا.
هذا وحده جعله يشعر بشبعٍ مذهل.
كان من الغريب أن يشعر بمـودّة لا نهائيّة تجاه امرأة لا يعرف وجهها أو هويّتها.
هل هذه هي العلاقة بين مرشدة و مستيقظ متوافقين؟
الفرحة المذهلة و الرّاحة من الألم الّتي شعر بها عندما لامسته يدهـا النّاعمة لا يمكن وصفها بالكلمات.
كانت المرأة التي ظهرت أمامه لطيفة و محبوبة جدًّا.
كان بإمكان إمبراطور الإمبراطوريّة أن يتذمّر كطفل صغير و يفرك وجهه بأطراف أصابعها.
كان بإمكانه أن يبتسم بخبث كوحش يخفي مخالبة و يطلب المودّة.
كلّ تلكَ التّصرفات لم تكن مشكلة.
كانت تلكَ المرأة تشبه العسل.
حلوة بشكلٍ خطير، لدرجة أنّه إذا أخطأ، قد يغرس أنيابه الخبيثة في عنقها البيضاء.
‘خصم خطير لا يمكن التّخلّي عنه.’
تلكَ المرأة. خصمـه. شريكتـه.
سيجدها بالتّأكيد.
‘بجانبي.’
سيحتفظ بها في قبضتـه.
ومهما كان ما يعيقهـا، سيمزّقـه إربًـا إربًـا ليحرّرهـا.
و بهذا، ذلكَ الوجـه الذي يظهر مشاعر الوحدة__
‘نعم، يا مَـنْ تعانين من الوحدة.’
تلكَ النّظرة الّتي تشبهـه.
سيقضي على تلكَ الوحدة الّتي شعـرَ بها بوضوح حتّى في الضّباب الّذي يحجب رؤيتـه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 27"