“عندما قرأتُ <الإمبراطور المجنون> لأول مرّة، قرأتُها بعناية، لكن كم مرّة أعدتُ قراءتها بعد ذلك؟”
كنت أعيد قرائتها بشكلٍ متكرّر.
لا أعرف كم مرّة قرأتُها.
بالطبع، ركّزتُ على الرومانسيّة و قرأتُ بسرعة.
تخطّيتُ المشاهد المملّة التي رأيتها من قبل، و أحيانًا ركّزتُ فقط على الأجزاء التي وضعتُ عليها علامات.
ضحكتُ بمرح على المشاهد المنعشة حيث يُهـزم الأشرار، لكن الأجزاء التي كانوا يُعـدّون فيها لمؤامراتهم أو يضعون التلميحات، تخطّيتُها ولم أعـد إليها.
بمعنى آخر، قرأتُها بشكلٍ سطحيّ…
“لذا لا أتذكّر مَـنْ كانوا الأشخاص المتورّطون، و أين كانت قواعدهم، و ما هي الأفعال التي قاموا بها بالتفصيل.”
لماذا حتّى بعد انتقالي إلى هذا العالم، أنا هكذا؟
في الروايات الأخرى، يظهر النصّ الأصليّ كسطر أمام عيني الشخصيّة، أو تسقط الرواية الأصليّة ككتاب، أو تعرض نافذة النظام الرواية الأصليّة بلطف.
على أيّ حال، بدا أنّ المحادثة تقترب من نهايتها.
سمعة مرشدة الإمبراطور، أي أنـا، كانت كما سمعتُ.
كان هناك مَـنْ يحاول إثارة الفتنة بين السحرة و المستيقظين.
وأيضًا…
نظرتُ إلى المكان الذي كان المرشدون يحدّقون فيه بانتظار متلهّف.
السماء السوداء، البوّابة.
“هل كانت هناك بوّابة تستغرق وقتًا طويلًا كهذا؟”
شعرتُ بقشعريرة لسببٍ ما.
بالنّسبة لي، التي لم تتخلّص بعد من ذكريات الماضي، كانت البوّابات مرعبة بشكلٍ خاص.
كأنّ يدًا سوداء ستنبثق فجأةً من الداخل و تمسك بقلبي.
خشخشة.
انكمشتُ بسرعة داخل الأشجار.
” ألم تسمعي صوتًا الآن؟”
“ربّما رياح.”
و بينما أستمع إلى المرشدين يتحدّثون بهدوء، نظرتُ إلى مستوى خطر فقدان الإمبراطور للسيطرة المعلّق في الهواء.
كان لا يزال عند درجة برتقاليّة خفيفة.
“منذُ تلكَ اللّيلة التي هدّدتـه فيها.”
لم أذهب إليه ولو لمرّة واحدة.
كيف يتحمّل؟
* * *
كما سخرت الدوقة، كان كايسيس يحافظ على نفسه خلال الأيام القليلة الماضية.
كان ذلكَ أمرًا مذهلًا حقًّا.
لم يوقفه كلام أحد، و لا تدخّل أحد، ولا قلق أحد.
لكنّه كان يراقب حالته بعناية.
في الليل، عندما يواجه رفيقتـه، يصبح ضعيفًا و هشًّا بشكلٍ لا يُقاوم.
يصبح كطفل يتشبّث و يتوسّل.
لذا، في النهار، يجب أن يكون باردًا.
ليس مثل تلك اللّيلة التي انهار فيها بسببٌ كلمة واحدة تقول إنّها لن تعود.
خلال حفاظه على طاقته بعناية، لم تظهر مرشدتـه ولو مرّة واحدة.
تعتمد مراحل فقدان السّيطرة لدى المستيقظين على حدسهم فقط.
لأنّه لا توجد طريقة لقياسها.
لكن كيف تعرف هي؟
هل هو في حالة على وشكِ فقدان السيطرة، أم أنّه في حالة يمكنه تحمّل الألم فيها؟
كيف بالضّبط؟
في تلكَ اللحظة، دووم─
اهتزّت الأرض.
اهتزّت الأشجار بجنون، و امتًدّ شيء ما في كلّ الاتّجاهات.
صرخَ مستيقظ كان يراقب الأجواء بصوت مرتفع:
“جلالتك، مخالب من الدرجة الثانية، نوع نباتي! احذر الهجوم الجانبي!”
“الدرجة الأولى، نوع عنصري، هاجموا معًا. اربطوا أطرافه!”
“لا، استغلّوا أرض المسننقع. حرّكوا الأرض لمنعه من الحركة! احفروا فخًّا!”
بينما يستمع إلى الأوامر السريعة، نظر كايسيس من مكان مرتفع إلى تضاريس البوّابة.
بينما يراقب وحشًا مجنّحًا يصرخ بصوتٍ طويل، تذكّر أنّه لم يكن الوحيد الذي كان غريبًا في الأيام الأخيرة.
‘الدّوقة آرييل.’
تلكَ المرأة كانت غريبة أيضًا.
منذُ أن بـدأ يشـكّ في أنّ الدّوقة غريبة، اكتسب عادة مراقبتها.
ليست كبيرة، لكن كقطعة بازل صغيرة لا تتناسب، كانت تتصرّف بشكلٍ مختلف عن السابق.
الدوقة آرييل التي يعرفها لا تأتي بنفسها مع تلميذها الصغير مهما كان يتوسّل بعيون مثيرة للشفقة.
العـدوّة التي يعرفها لا تملك عادة عضّ شفتيها لإخفاء قلقها.
قائدة السحرة المتعجرفين التي يعرفها لا تهتم بالآخرين و لو قليلًا، ولا تراقب أتباعها بعناية.
و أيضًا…
“الدّوقة تطعم القطط؟ حتّى الكلب سيضحك على هذا.”
حدثَ شيءٌ ما لتلك المرأة.
هذا واضح. لكن لماذا، من بين كلّ الأوقات، عندما حدث تغيير كبير معه أيضًا؟
“لماذا لا يشـكّ أحد في تصرّفات الدوق الغريبة؟”
كان ذلكَ مزعجًا، كشوكة عالقة بين أظافره.
هيلاريا، الدّوقة آرييل.
تلكَ المرأة لا تزال مزعجة بالنّسبة له، يحذر منها، و يكرهها بشدّة.
على الرّغمِ من أنّ العلاقة بين السحرة و المستيقظين ليست جيّدة، إلّا أنّ كايسيس يكره السحرة بشكلٍ خاص.
“لا تناديني أمي، أيها الأمير.”
والدته، التي كانت تنظر إليه ببرود، كانت ساحرة.
كانت دائمًا تخبره أنّه وحش و تنظر إليه كوحش.
“تصرّفاتها مختلفة بوضوح عن المعتاد، لكن لا أحد يشعر بالغرابة. هذا الموقف، أليس مشابهًا؟”
كما لو أنّ لا أحد يجـد غرابة في المرأة التي تزوره ليلًا.
منقذتـه ، مرشدتـه.
قائدة السحرة، التي هي أقرب إلى عدوّة.
كان هناك شيء مشترك بينهما.
مجرّد هذا الاحتمال جعله يشعر بالنفور الشديد.
بالطبع، لم يكن يشـكّ في أنّ الدّوقة هي مرشدته، فهذا شيء سخيف.
“لكن…”
الإشاعة . تلكَ الإشاعة التي تتردّد باستمرار.
الكلام الذي يُقال إنّه انتشر بين السحرة.
أنّ الدّوقة آرييل تحتجز مرشدة الإمبراطور.
لتبديد هذا الشـك، أصدر أمرًا مباشرًا، وكانت الدّوقة آرييل تتعاون جيّدًا، رغم طباعها الحادّة.
لذا يجب أن تكون إشاعة سخيفة.
يجب أن تكون كذلك.
“جلالتك!”
في تلكَ اللّحظة ،
رفرفة.
هزّت أجنحة طائر عملاق الهواء.
ابتسم بشراسة، و أطلق القوّة التي كان يحتفظ بها بعناية.
مع الألم الذي انتشر عبر أوردته، دوّت صرخة الوحش المجنّح العملاق.
─كرآآآآ!
نوايا قتل مروّعة هزّت السماء و الأرض. و انتشرت أعمدة جليد حادّة.
كووم─
اخترقت الوحش.
هل تشعر مرشدتـه القاسية، التي لا تُظهر شيئًا و تطلب منه عدم البحث عنها، بقوّتـه المتقلّبة داخل البوّابة من الخارج؟
“لكن الإمبراطور هو مَـنْ يصدر الأوامر.”
ليس مَـنْ يطيعها.
─كوادددد!
ارتفعت أعمدة الجليد التي كـادت تجمد الوحش العملاق إلى السماء.
مثل قضبان السجن، حاصرت الكائنات الهاربة مرّةً تلو الأخرى.
و أخيرًا، اكتشف بيضة الوحش المجنّح التي كانوا يحمونها بعناية.
ضوء زمرديّ، رائحة نفّاذة.
“وجدتُها.”
أمسك كايسيس البيضة و أعطى قوّة إلى أطراف أصابعه.
بووم!
مع صوت انفجار قاسٍ، ظهر حجر سحريّ أحمر كان بداخلها.
“جلالتك! لماذا…”
من الخطر إمساك الحجر السحريّ مباشرة.
توقّع أن يصاب الفرسان بالذعر، لكنّه دخل هذه البوّابة لهذا الغرض.
“جلالتك، يا إلهي!”
تجاهل صيحات الذعر، و حدّقَ في الحجر السحريّ المغروس في كفّ يـده.
تسرّبت ابتسامة هادئة.
مع هذا، حتّى لو لم يكن مثاليًا، يمكنه الحفاظ على إدراكه.
سيتمكّن من رؤية وجه و تعبير تلك المرأة التي اقتربت به و همست بتلك الكلمات.
في الليل، وعـدَ بعدم البحث عن رفيقته، لكن في النهار، لم يعـد بشيء.
قال إنّه لن يمسك بها، لكنّه لم يعـد بعدم فعل أيّ شيء.
ابتسم الصيّاد الملطّخ بالدم دائمًا بهدوء.
كانت ابتسامة ساحرة و جميلة لدرجة أنّ الفرسان، القلقين على الإمبراطور، لم يتمكّنوا من قول شيء و حدّقوا به في ذهول.
* * *
بينما أنظر إلى حالة الإمبراطور التي تحولت إلى برتقاليّ أغمق، غفوتُ دونَ قصد.
واستيقظتُ من حلم مرعب مصدومة.
“آه، آه.”
كنت أسمع أنفاسي الخشنة، بينما أمسح العرق البارد عن جبيني.
هل هذا لأنّني رأيتُ البوّابة السوداء المتلألئة اليوم؟
جاءتني ذكرى موتي بوضوح ككابوس.
ألـم الجسد المسحوق و الذي تـمّ دوسه.
“كان مؤلمًا حقًّا. مروّع لدرجة أنّني لا أريد أن أعيشه مجدّدًا.”
لهذا كنتُ أقـوم بالمهام بيأس، و أكافح بأيّ طريقة للبقاء على قيدِ الحياة.
بسببِ شعوري بالخوف .
لأنّني لا أريد الموت.
لا أريد أن أكون أمام بوّابة تنفجر مجدّدًا.
“لا أريد أن أموت بائسة هكذا.”
أن يُطلب منّي الوقوف أمام بوّابة و استخدام السحر؟
“كايسيس، أيّها الوغد .”
يا له من طلب مروّع.
بينما كنتُ على وشكِ البكاء، سمعتُ…
─طق.
صوت هادئ.
تفاجأتُ.
ثمّ مرّةً أخرى.
─طق، طق.
كان هناك مَـنْ يطرق الباب من الخارج.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 22"