بالنّسبة إلى السّحرة، كانت الدّوقة أرييل رئيسة البرج الموقّرة ، و عمادهم الرّوحيّ.  

 

‘رئيسة برجنا لا تقوم بتصرّفات تافهة! نظرتها الباردة كالجليد تلكَ، أتعلمون كم هي رائعة؟’  

 

كانت نجمًا خاصًّا بهم لا يمكن للمستيقظين أن يتجاهلوها.  

 

لذلك، لم ينتبهوا في البداية إلى تصرّفات سيّدتهم الغريبة.  

 

كان الأمر في البداية تافهًا جدًّا.  

 

السّحرة كسالى. 

 

في الصّباح، كان معظمهم ينامون بهدوء.  

 

و من بينهم، فوجئ ساحرٌ كان يمارس الرّياضة الصّباحيّة لتجنّب الموت بسببِ لياقته البدنيّة الضّعيفة.  

 

لم يعرف في البداية مَـنْ الشّخص الّذي كان ممدّدًا على العشب.  

 

فركَ عينيه متعجّبًا، ثمّ رأى أنّها رئيستهم، هيلاريا.  

 

‘سيّدتي؟ لماذا أنـتِ في الحديقة في هذا الصّباح المبكّر؟’  

 

و أيضًا ما الذي تفعلـه؟  

 

لم يجرؤ على السّؤال، فأجابت هيلاريا بوجهها البارد و الوقور المعتاد:  

 

‘أبحث عن نبتة النّفل ذات الخمس أوراق.’  

 

حسنًا، لماذا؟  

 

‘لا يجب أن أمزّقها، أليس كذلك؟’  

 

في العادة، كان سيُصـاب بالذّهول و القلق من هذا المشهد، لكنّ السّاحر فكّـر:  

 

لقد اكتسبت رئيستنا هواية غريبة!  

 

ربّما تساعد نبتة النّفل ذات الخمس أوراق على تعزيز القوّة السّحريّة!  

 

حدثت مثل هذه الأمور كثيرًا، و بشكلٍ متكرّر، خلال الأيّام الأخيرة.  

 

فيما بعد، وصلَ السّحرة إلى مرحلة يتجاهلون فيها تصرّفات هيلاريا الغريبة، قائلين: ‘بالتّأكيد لدى رئيستنا سبب لفعل ذلك.’  

 

* * *  

 

“أخيرًا!”  

 

صرختُ بصوتٍ عالٍ.  

 

خلال الأيّام الماضية، جرّبـتُ كلّ شيء.  

 

لماذا كان عليّ أن ألتقط النّقود من الأرض؟ لماذا كان عليّ أن أعـدّ درجات سلم البرج الشّماليّ؟ لا أعرف!  

 

بل إنّ هناك مهمّة مذهلـة تتمثّل في إطعام القطط الضّالّة في حديقة القصر، و لا أعرف لماذا كانت موجودة !  

 

‘عندما أتذكّر تلكَ اللحظة، أشعر بالقشعريرة تسري في جسدي.’  

 

إطعام القطط الضّالّة في حديقة القصر.  

 

حتّى تلكَ اللحظة ، و بفضل تأثير النّظام، كان الجميع يردّدون: ‘لا يمكن أن تفعل دوقتنا ذلك!’، ممّا جعلني أكتسب ثقـة بالنّفس.  

 

توجّهتُ إلى القصر دونَ تردّد.  

 

على أيّ حال، كان عليّ الذّهاب إلى العمل يوميًّا، و لم يتبقَّ سوى 3 نقاط لفتح السّحر ، فلم أكن أرى شيئًا أمامي.  

 

كنتُ أطعم القطط بسلام في الحديقة، عندما…  

 

‘الدّوقة.’  

 

واجهتُ الإمبراطور.  

 

‘ما الّذي تفعلينه بالضّبط؟’  

 

‘….’

 

يا لتلك الأجواء المحرجة حينها.  

 

وثقتُ بتأثير النّظام، لكن يبدو أنّه لم يكن له تأثير على كايسيس.  

 

كان وجهه يظهر بوضوح شكوكـه تجاهي.  

 

‘اشرحي لماذا أنـتِ هنا، أيّتها الدّوقة أرييل.’  

 

كنتُ أشعر مؤخرًا بنظرات كايسيس الحادّة الموجّهة إليّ، ممّا جعلني متوترة للغاية.  

 

لكن، ماذا كان بإمكاني أن أفعل؟  

 

كايسيس يمكن تهديده ليلًا، و ليس خلال النّهار.  

 

وثقتُ بسمعة الدّوقة أرييل السيّئة. 

 

قرّرتُ أن أتصرّف بوقاحة كالمعتاد.  

 

‘لا شيء مختلف عمّا تـراه. لكن، جلالتك، أليس هذا مكانًا عامًّا للدّخول؟ هل هناك مشكلة؟’  

 

‘……’

 

كنتُ أحمل طعام القطط بيدي.  

 

‘هل هذا ما لديكِ لقوله الآن حقًّا؟’  

 

‘…..’

 

عندما التقيتُ بنظراته المصدومة، شعرتُ و كأنّ نافذة تحذير من النّظام ستظهر.  

 

‘أنـتِ تعلم، يا دوقة أرييل. تصرّفاتكٌ غريبة مؤخرًا.’  

 

في النّهاية، سمعتُ كلمات جعلت قلبي يرتجف…  

 

‘هذا ما أودّ قوله لجلالتك.’  

 

‘ماذا؟’  

 

‘سمعتُ أنّـكَ في المعارك الأخيرة كنتَ حذرًا بشكلٍ غير معتاد. هل سمعتُ إشاعة خاطئة؟’  

 

‘يبدو أنّـكِ تجيدين جمع الإشاعات.’  

 

‘من أجل خدمة جلالتكَ بإخلاص، أبذل جهدًا كبيرًا. أليس كذلك؟’  

 

آه. تذكّرتُ وجه الإمبراطور البارد بعد ذلك، و ارتجفت كتفاي.  

 

على أيّ حال، الآن حانت اللحظة الأهمّ!  

 

“أخيرًا، الفتح!”  

 

استثمرتُ 900 نقطة جمعتها بجهد في فتح السّحر.  

 

غمـرَ ضوء أبيض جسدي من رأسي إلى أخمص قدميّ، كما يحدث عندما يكافئني النّظام.  

 

“مياو مياو!”  

 

سمعتُ صوت قطّة سعيدة، وأنا أيضًا قبضتُ يدي بحماس كبير.  

 

نعم، الآن ستنبثق ذكريات السّاحرة العظيمة بشكلٍ طبيعيّ.  

 

سأتمكّن من استخدام السّحر بسهولة كما تتنفّس الدّوقة أرييل!  

 

[تهانينا!]  

 

حسنًا، حسنًا.  

 

في هذه اللحظة، لم أعد أكره نافذة الحالة المزعجة تلك.  

 

هيا، بسرعة! اجعلني ساحرًا عظيمًا!  

 

[لقد استخدمتَ النّقاط المتراكمة!]  

 

نعم، بالطّبع!  

 

شعرتُ بإحساس رائع عندما انتشرت هالة الضّوء.  

 

شعور بأنّ السّحر يصبح ملكي دون أيّ جهد.  

 

إحساس مثير بانفجار شيء كان مسدودًا.  

 

كان مذهلًا حقًّا…  

 

[سيتمّ فتح نوع واحد من السّحر بشكل عشوائيّ!] 

 

ماذا؟  

 

[الفئة 9. تـمّ فتح الكارثة العظمى!]  

 

…ماذا؟  

 

[هذه هي المهارة القصوى للسّاحرة العظيمة.  

 

سحر يحتوي على قوّة الطّبيعة.  

 

بإشارة من يـدك، يمكنكِ هدم الجبال، تجفيف الأنهار، و تدمير الأرض.  

 

تهانينا!]  

 

ساد صمتٌ بارد.  

 

قوّة الطّبيعة…  

 

تهديم الجبال…  

 

ضحكتُ ضحكة ساخرة.  

 

“…..”  

 

“.…هاي.”  

 

نظرتُ إلى القطّة بتعبير مذهول، و كانت قطّتي السمينة قد أسقطت قطعة الّلحم الّتي كانت تأكلها.  

 

دحرجت القطعة بعيدًا.  

 

وقفتُ من مكاني.  

 

ثمّ أمسكتُ بطن القطّة الممتلئة بقوّة.  

 

قبضتُ عليها بشدّة!  

 

“هاي! مـ.. ما هذا؟”  

 

“مياو، مياو مياو مياو!”  

 

“قالوا إنّه سيتمّ فتحـه! قالوا إنّ السّحر سيُفتح! إذن لماذا هو عشوائيّ؟ و لماذا حصلتُ على المهارة القصوى؟ ماذا أفعل بها؟ هل أدمّـر خصومي في المبارزة؟”  

 

“مياووو، هذا مؤلم!”  

 

“تحمّلي المسؤوليّة!”  

 

أليس هذا كمَـنْ يحرق البيت ليصطاد حشرة؟  

 

ماذا أفعل بهذا؟ ماذا؟  

 

بسبب هذا، كنتُ أرتجف خوفًا من كشف هويّتي بينما أقوم بتلكَ الأفعال الغريبة لأيّـام!  

 

“آه.”  

 

كان قد تبقّى شهر و نصف على عرض السّحر و المبارزة.  

 

* * *  

 

اليوم أيضًا، تجمّـع أشخاص في الظّلام لأمرٍ ما، موحّدين نيّاتهم.  

 

– يقولون إنّ الدّوقة ستقـف أمام البوّابة و تشارك في عرض السّحر.  

 

انتشرت ضحكة ساخرة منخفضة.  

 

كان المستيقظون و المرشدون مقزّزين بالنّسبةِ إليهم، لكنّ السّحرة الّذين يسعون لامتلاك تلكَ القوّة الشّريرة كانوا في نظرهم جشعين مثيرين للقشعريرة.  

 

– كيف سارت خطّة جعل الجميع يشكّون ببعضهم؟

  

– يقال إنّ الإمبراطور و الدّوقة اصطدما بشدّة في القصر. لكنّ ذلكَ ليس كافيًا. قرّرنا التّحرّك مباشرة.  

 

– احذروا ألّا تتأخّروا في التّوقيت. من أجل الهدف العظيم. من أجل تلكَ اللّحظة الأخيرة. هل تفهمون، إخوتي؟  

 

– سنضع ذلكَ في الحسبان.  

 

انطفأ ضوء الأشخاص الّذين كانوا يتحرّكون في الظّلام.  

 

* * *  

 

حتّى بعد فشل فتح السّحر، فُتحت البوّابة.  

 

لو كنتُ ساحرةً عظيمة، لكنتُ أخفيتُ وجودي بمجرّد نقرة إصبع.  

 

‘لكنّني لستُ كذلك. آمالي تحطّمت.’  

 

بعد أن حصلتُ على سحر يدمّـر الطّبيعة فقط، اختبأتُ في الأشجار، و كنتُ أتنصّت على حديث المرشدين بشكلٍ بائس إلى حـدّ ما.  

 

“لقد استغرقت معركة البوّابة وقتًا طويلًا هذه المرّة.”  

 

“إذا استغرق الأمر كلّ هذا الوقت، عادةً ما يكون هناك ضحايا… هذا مخيف جدًّا. أتمنّى ألّا يُصاب ذلك الشّخص.”  

 

“لا يجب أن يُصاب أحد. آه، لحظات الانتظار هي الأسوأ.”  

 

“أنا قلقة بشأن جلالته. مؤخرًا… بدا يعاني كثيرًا. تلكَ المرشدة الّتي يُفترض أنّها شريكـة جلالته، آه. أليست مجنونـة؟”  

 

كان هناك تفاوت في الرّتب بين المرشدين، أي الموجّهين هنا.  

 

لم تُحدّد رتبتهم بناءً على القدرات فقط، بل تأثّرت أيضًا بالنّسب و العائلات.  

 

‘حتّى هم لديهم صراعاتهم الخاصّة.’  

 

حتّى في القصّة الأصليّة، كانت البطلة الّتي تفتقر إلى القدرات كمرشدة تُضطهد من قبل مرشدين آخرين في نفس الوضع.  

 

حوّلتُ نظرتي الباردة بعيدًا.  

 

استمرّ الحديث.  

 

“لو كانت لديها القوّة لتوجيه جلالة الإمبراطور، لكانت قد كشفت عن نفسها دونَ تردّد.”  

 

“هل تلكَ الإشاعة صحيحة حقًّا؟ يقولون إنّ السّحرة يتحدّثون عنها علانية. بخصوص أنّ الدّوقة أرييل تخفي شريكـة جلالته.”  

 

تلكَ الإشاعـة بالذّات.  

 

عبسـتُ بشدّة.  

 

لمعرفة مصدر تلكَ الإشاعة، كنتُ أستجوب السّحرة بجديّة أكثر من أيّ وقت مضى، بل كـدتُ أعاملهم بقسوة.  

 

‘لسـتُ أنا!’  

 

‘أنا أيضًا، سمعتُ ذلك من رافاييل!’  

 

‘ماذا؟ أنا سمعتُ ذلك من جوزفينا، يا رئيسة!’  

 

لم أستطع معرفة المصدر. و كأنّ الجميع أصيبوا بهلوسة جماعيّة.  

 

يبدو أنّهم هم مَـنْ تحرّكوا.  

 

‘أعني الأشرار في هذه الرّواية.’  

 

المشكلة هي…  

 

أنّني لا أتذكّر تفاصيلهم بدقّة.