كان الأمر مألوفًا جدًا لدرجة أنه لم يكن جديدًا.
قررتُ تحويل تفكيري إلى شيءٍ إيجابي.
في مثلِ هذه اللحظات، لا شيء يضاهي الغوص في رواية ممتعة مليئة بالأحلام و الآمال بدلاً من الواقع البائس.
عندما أعود، سأنغمس في روايتي المفضلة “قلب الإمبراطور الطاغية قد نُقش”، وهي هوايتي الوحيدة.
كان اليوم بالذّات هو اليوم الذي تُنشر فيه الحلقة الأخيرة من الإمبراطور الطاغية، التي تابعتها بحماس لمدة عامين.
‘الإمبراطور من الدّرجة SSS في الرواية لطيفٌ جدًا مع مرشدته التي من الدّرجة B.’
بينما كنتُ أتذمر داخليًا وأشعر بالسّخط على الواقع، شعرتُ فجأة بشيءٍ غريب.
كأن يدًا عملاقة تعتصر قلبي.
لم أكن الوحيدة التي شعرتْ بذلك.
“آه! أوبا، انظر، البوابة!”
كانغ ها-أون، التي دائمًا ما تبتسمُ بلطفٍ أمام الآخرين، صرخت بذعر وهي تعبس.
حتى الأربعة من الدرجة S في فريقنا، المتعجرفون الذين يبدون و كأنهم لم يعرفوا الخوف يومًا، تجمدت تعابيرهم.
ثم أخدت ظلال بطيئة تغطّي المكان.
‘آه.’
مددتُ يدي غريزيًا، أتوسّل للنجاة إلى أعدائي من الدرجة S الذين أمامي:
“ساعدوني!”
أرجوكم، أنقذوني.
لكن:
“ها-أون! لمَ اليوم بالذات، تبًا!”
“ها-أون، لا تقلقي، اختبئي خلفي! سأحميكِ!”
“احموا ها-أون أوّلاً!”
لم أكنْ موجودةً في أعينهم.
تجاهلوني تمامًا.
ثم هاجمني شيءٌ ضخم.
‘…..!’
سمعتُ دويًا ثقيلًا، و شعرتُ بألمٍ مروع.
لو كان لي روح، لكنتُ غاضبةً بشكلٍ رهيب في تلكَ اللحظة.
لا يمكن أن يحدث هذا. لا يمكنني أن أموت هكذا ظلمًا، دونَ أن أفعل شيئًا و بشكلٍ عبثيّ!
في تلكَ اللحظة:
دينغ.
[لقد استوفيتِ شروط المشاركة.]
رغمَ عدم رؤية شيء، أدركتُ هذه الجملة.
[اختاري كلمات مفتاحية لتثبيت الروح.]
لا أعرف، ما هي الكلمات المفتاحية؟
كل ما أريده هو رؤية “نهاية قلب الإمبراطور الطاغية قد نُقش”!
[يتم تجميع الكلمات المفتاحية بناءً على علاقاتكِ المفضلة:
#علاقة_كراهية #سوء_فهم #جهد_عبثي #إنقاذ #تضحية #ندم_الرجل #طاغية]
يا للإحراج.
صحيح أنني أحببتِ القصص الحادة. لكن الخيارات استمرت:
[#عمر_محدود #تجسّد_في_كتاب #نهاية_العالم #عالم_المرشدين]
ماذا؟ مهلاً!
[يتم اختيار شخصيّة للتّجسد بناءً على الكلمات المفتاحية.]
شعرتُ بأن هذا ليسَ جيدًا.
لا أعرف ماذا، لكن أخرجوا عالم المرشدين! أرجوكم أخرجوه!
لكن النظام كان متعسفًا:
[اكتمل اختيار الكلمات المفتاحية. نتمنى لكِ تحقيق رغبة روحكِ في الوصول إلى نهاية العالم بسلام. شكرًا.]
ماذا؟ مهلاً! هكذا؟
مددتُ يدي.
لم أرَ شيئًا، لكنني شعرتُ بذلك.
أمسكتُ بشيءٍ بقوة و فتحتُ عينيّ:
“آه.”
أول ما شعرتُ به هو ضوء ساطع.
ثم إحساس بأنني أمسكُ شيئًا.
أول ما رأيته بعيون شبهِ مفتوحة كان عينين زرقاوين جليديتين.
عيونٌ زرقاء؟ هل هو تشوي جي-هون؟
‘نعم، تشوي جي-هون! هذا اللّعين!’
صررتُ على أسناني.
لا أعرف شيئًا آخر، لكن اليوم سأستقيل و أضربه!
كيف يتجاهلّ مرشدة من الدّرجة A؟ بسببكَ، أنا…!
“ههه. هل هذه طريقةٌ بدائية جديدة لإهانتي؟”
مهلاً، هذا غريب.
توقفتُ عن هزّ يدي بغضب.
في تلكَ اللحظة، رأيتُ الوجه بوضوح.
…تشوي جي-هون اللّعين ليسَ بهذا الجمال؟
“دعيني بينما أتحدّث بلطفٍ الآن.”
كان صوته رائعًا، ممّا زادَ من حيرتي.
“دوقة، هل جننتِ أخيرًا؟”
ألستُ ميّتة؟ أم ربّما لم أمت حقًّا؟
‘ذلك الألم كان حقيقيًا.’
هذا الرّجل.
وجهه مألوف.
أين رأيتُ هذا الوجه…؟
ثم تذكّرتُ فجأة:
‘آه! هذا وجه غلاف الإمبراطور الطاغية؟’
* * *
“قلب الإمبراطور الطاغية قد نُقش”.
روايتي المفضّلة التي كانت بمثابة ضوء في حياتي العملية البائسة، و كانت منذُ بداية نشرها من أكثر الكتب مبيعًا.
قصة إمبراطور فاسد الأخلاق، يعيشُ على وسامته، يتحوّل إلى عاشقٍ بعد لقاء توأم روحه.
لكن ما هذا؟
الرّجل أمامي يشبه بطل غلاف “الإمبراطور الطاغية”، الإمبراطور كايسيس.
‘أنف حاد، عيون زرقاء نقية كأنها من عالم ثنائي الأبعاد، ملامح دمية، شعرٌ فضي لامع. نفس الشّيء؟’
كنتُ مذهولة و أنا أحدّق في وجهه طويلًا، ممسكةً بياقته.
“لمَ تنظرين إلى وجه الإمبراطور فجأةً؟ هل هو غريب أم مقزز كالوحش؟”
ما هذا الهراء الذي يقوله هذا؟ أي وحش؟
“إن لم يكن كذلك.”
لم أتمكّن من الرد.
فجأةً، طق!
أبعدَ يدي التي كانت تمسك بياقته. فشعرتُ بألم.
“أبعدي يدكِ. إلى متى ستمسكين بياقة الإمبراطور؟”
تسلّل بردٌ لاذع إلى جلدي من يده.
هذا حقيقي.
‘مستيقظ.’
أثناءَ تحديقي في عينيه الزرقاوين، شعرتُ بقشعريرة واضحة.
كانت هالة مستيقظ.
هالة قوية بشكلٍ مخيف، أكثر تدميرًا من أيّ مستيقظٍ قابلته.
أدركتُ أن هذا حقيقة، ليس حلمًا أو مزحة.
مـتُّ في خوفٍ و ألم، بعد أن تمَّ تجاهلي من المستيقظين!
والآن، أنا في مكانٍ غريب، تحتَ ضغط هالة مستيقظ شرسة.
دقّات قلبي كادت تمزقه.
‘أنا خائفة.’
أردتُ الهروب. مهما كان هذا الموقف، أردتُ الهروب من هذا المستيقظ.
في تلك اللحظة:
[تحذير! هوية الشّخصية تتزعزع!]
بينما كنتُ على وشكِ فقدان عقلي، ظهرت نافذة حمراء في رؤيتي:
[تجاوز الارتباك الحدّ. لحماية سلامتكِ العقلية، سيتم اختيار حوار و سلوك يناسبُ ‘الدّوقة هيلاريا داين لا آرييل’.]
ماذا؟
قبلَ أن أصرخ، بدأ جسدي يتحرّك من تلقاء نفسه.
“ألا تستطيع تحمّل لحظة صمت؟ يصعب إيجاد تواضع الحاكم فيكَ، جلالتك.”
صوتٌ واضح و بارد.
سخريةٌ واضحة.
كان صوتي.
شعرتُ بفمي يتحرك، لكن كلمات لم أتخيلها خرجت فجأةً.
‘ما هذا؟’
الرّجل أمامي، غير مدرك لارتباكي الداخلي، أطلقَ هالة غاضبة:
“ها، كنتُ أن الدوقة قد جنّت. هل هذه طريقة جديدة للسخرية؟”
كانت هالته، ربّما بسببِ قدرة الماء، مخيفة و قاسية.
كانت هالة لم تُوجَّه من قبل.
في مركز الإرشاد، كانت ستصدر إنذارًا أحمر صاخبًا. كنتُ خائفة لدرجة البكاء.
لكنني رددتُ بجنون:
“هه.”
ضحكَ جسدي المجنون بسخرية!
في داخلي، كنتُ كقطّة مشتعلة الذيل:
يا إلهي! ما هذا؟ لم أقل شيئًا، أقسم!
لكن الحوار استمر:
“رائحة دماء الوحوش المقززة و الموت تخترقُ أنفي. آه، هل أنتَ ذاهب لصيد؟”
“هل أزعجتُ ذوق الدّوقة الرفيع؟”
كلّ كلمة كانت قاسيةً لدرجة أنّني لا أستطيع التنفس.
“آه، هذا يحزنني. خرجتُ فقط لأدائي واجبي كحارسة للقصر أثناءَ غياب جلالتك.”
“بما أن وداعكِ انتهى، أبعدي وجهكِ المزعج. أنتِ لا ترفعين معنويات القتال، بل تسحقينها.”
“ألا يجب أن يتحرّك جلالتكَ أوّلاً حتى أغادر؟ انطلق. أتمنى أن تستمتع بالدماء و القتل اليوم.”
“……”
“……”
أغلقَ الرجل فمه.
مع نظراته القاسية و البرد المنتشر، رأيتُ الآخرين حولي يرتجفون.
“حسنًا.”
فجأةً، هدأت هالته.
‘يا إلهي، هذا مذهل.’
أُعجبتُ به داخليًا.
أن يتمكنّ من السّيطرة على هالةٍ شرسة على وشكِ الانفجار! كأنه يبتلع كتلة جليد، ألم لا يُطاق.
هذا الرّجل الوسيم ليس عاديًا.
إنه عنيد. لا يجب استفزاز مثل هذا الرجل.
“سأذهب، لذا غادري أيتها الدوقة.”
“أتمنى لكَ قتالًا مريحًا.”
غادرَ الرّجل الممر دونَ قبول تحيتي، فهتفَ العديد من الأشخاص حولي بحماس:
‘مَنْ هؤلاء؟’
كانوا الأشخاص الذين تجمّدوا أثناءَ مواجهتي مع الرّجل.
صاحوا بحيوية
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات