“لوياس.”
فكّر كايسيس:
كلمات الدوقة آرييل، قائدة السحرة، كانت واضحة و متوقعة.
“هل يمكنني إحضار لوياس؟”
“ماذا؟”
على مدى السنوات القليلة الماضية، كان السّحرة يرددون بإصرار:
‘نستطيع دخول البوابات أيضًا!’
‘امنحونا فرصة، فرصة للتجربة!’
‘السّحر هو تحـدٍ بشري يتحقق من خلال التجربة و الخطأ!’
أشياء من هذا القبيل.
كان يتوقع أن تطالب بالتحقيق حول البوابات.
لكن لوياس فجأة؟
‘هل هذه حقًا الدوقة آرييل؟ هل فقدت عقلها؟ أم أنها أكلت شيئًا فاسدًا؟’
بينما يحدّق بها، كررت كما لو كانت تؤكد أنه لم يسمعها خطأً:
“نعم، كنتُ أتحدث عن تلميذي.”
****
[هوية الشّخصية تتعرّض للاهتزاز.]
عبستُ عندما حجبت التحذير المتوقع رؤيتي.
“مذهل. أنـتِ مَـنْ قالتِ إنه لا يمكن إحضاره إلى القصر، يا دوقة.”
“نعم، لنقل إن الثقة بيننا أصبحت أفضل. لم يستطع الطّفل الصغير إخفاء رغبته في رؤية أخيه، لذا فكرت في إظهار بعض العطف لمرّةٍ واحدة. كلما رأيته، أزعجني ضعفـه.”
[هوية الشّخصية تتعرّض للاهتزاز!]
[هوية الشّخصية تتعرّض للاهتزاز!]
مع ظهور التّحذير مرتين، صررتُ على أسناني داخليًا.
آه، انتظري لحظة.
أنا أحاول جاهدةً أن أبدو كالدوقة الوقحة و أبـرّر تصرفاتي!
“في الحقيقة، لم يكن هناك حاجة لطلب الإذن من جلالتكَ.”
“ماذا؟”
“لوياس، قبل أن يكون شقيقكَ، هو تلميذي وساحر تابع لبرج السحر.”
“و ماذا بعد؟”
بينما أنظر إلى عينيه الزرقاوين المتعجرفة، كما لو كان يقول “جرّبـي”، رفعتُ ذقني بثقة، متمنية أن أبدو كالدّوقة آرييل الباردة و المتغطرسة.
“ومع ذلك، أنا أخبـركَ بهذا الآن يا جلالتك، من أجل السلام و الاستقرار بين السحرة والمستيقظين.”
ابتسمتُ ببراءة وسألت بعينيّ:
إذًا، هل ستسمح بذلك؟
****
تجاوزتُ الأمر بنجاح.
بالتأكيد تجاوزته، أليس كذلك؟
فلماذا حدّق بي الإمبراطور بتلك الطّريقة؟
‘بعد ذلك، قضى لوياس وقتًا ممتعًا مع أخيه . وعدتُه أيضًا بإحضاره كثيرًا.’
بالطّبع ، تلكَ اللّيلة…
تجاهلتُ نافذة النظام التي كانت تصدر تنبيهاتٍ مزعجة، و تعمّـدتُ تأخير الاستجابة لنداء الإمبراطور.
‘لن يفقد السيطرة فورًا.’
إذا كان يستخدم قوّته بعنف عمدًا لاستدعائي، فقد يكون قد نصـبَ فخًـا، لذا كان من الأفضل توخي الحذر.
‘الذّهاب مباشرةً سيكون تصرّفًـا أحمق.’
في اليوم التّالي…
أنا، التي يجب أن أذهب إلى القصر يوميًا، واجهتُ الإمبراطور مباشرة، للأسف.
‘لماذا يحدّق بي هكذا!’
تلكَ النّظرة الشرسة في عينيه الزرقاوين، التي تبدو أكثر شراسة من المعتاد، لم تكن وهمًـا.
‘يا له من رجلٍ سام.’
كانت هالته متشابكة لدرجة أن مجرّد رؤيتها جعلتني أعبس دون سبب.
آه، المكان الحالي هو قاعة الاجتماعات النبيلة للإمبراطورية.
لذا، هكذا…
“إذًا! هل تقولون إن سحرتنا مخطئون؟ صنع أداة لقياس مستوى البوابات هو نوع من الابتكار!”
“مَـنْ سيفرح إذا ظهـرَ السّحرة قبل انفجار البوابة مباشرةً و أخذوا يتسكّعون؟ إذا انتشر الهواء السام من الداخل، هل تريدون منًـا حمايتكم وسط الفوضى؟”
“نحن نبحث لمنـع ذلك، أيّهـا الأحمق!”
“أحمق؟ أي مكان هذا لتستخدم لغة بذيئة، أيها الوغد؟”
“هل قلـتَ وغد؟”
كانوا يتشاجرون حتى كـادت آذانهم تسقط.
يبدو أنهم نسوا أن الإمبراطور و الدّوقة جالسان أمامهم.
هل شربوا خمرًا في وضح النهار؟
‘آذاني تؤلمني. إلى متى سيتجادلون؟’
بالطبع، أعرف أن هذا جزء من الإعداد، لكنه مبالغ فيه.
كلما تقابلوا، صرخوا بصوتٍ عالٍ.
هل يظنون أنفسهم توم و جيري؟
لا، حتى توم و جيري كانوا لطيفين مقارنة بهؤلاء!
‘هل يُسمح لنخبة بلد أن تكون هكذا؟’
و لماذا أحد قادة هذه النخبة…
‘لماذا ينظر إليّ بطريقةٍ مزعجة؟’
كان الإمبراطور يبدو مرهقًا للغاية.
حتى المستيقظون الجالسون حوله بدوا غير مرتاحين لهذا.
ومع ذلك، كان الإمبراطور يحدّق بي فقط بنظرةٍ غاضبة.
أنا، التي لدي الكثير لأشعر بالذنب حياله، كنتُ أحاول جاهدةً أن أبدو غير مبالية.
‘أريد العودة إلى المنزل.’
اليوم أيضًا، أردتُ الاستقالة بشدة.
لماذا أصبح هو البطل رئيسي؟
في تلك اللحظة، فتح كايسيس، الذي كان يحدّق بي بعيونٍ حمراء، فمـه:
“أيّها سحرة، هل طلبكم هو إجراء عرض سحري حول البوابات؟”
سادَ صمتٌ مروع.
توقّف الجميع، الذين كانوا يصرخون كالكلاب، و نظروا إلى كايسيس.
خاصةً الساحر الرئيسي، الذي كان يدافع عن معاملة السحرة نيابةً عني، تجمّـدَ كتمثال.
“نعم، ماذا؟”
“بالتأكيد، لادعاءاتكم بعض المنطق. إذا أمكن قياس هالة البوابات مسبقًا، يمكن اكتشاف التشبع قبل حدوثه. ستكون عملية التحضير أقصر أيضًا.”
“جلالتكَ؟”
“حسنًا، أسمح بعرض السحرة.”
“..…!”
كان السّحرة ينظرون كما لو أن هذا الرجل قد فقـدَ اليوم.
أما المستيقظون، فقد فتحوا أعينهم بنظرة خيانة و هم ينظرون إلى الإمبراطور.
وشعرتُ بإحساسٍ مشؤوم.
‘لماذا ينظر إليّ وهو يقول هذا؟’
ما الذي ينوي فعله؟
“لكن، بشرط.”
تحقّق شعوري المشؤوم.
“من الأفضل أن تدخلي أنـتِ بنفسكِ، يا دوقة.”
كِـدتُ أن أصاب بالهلع.
ماذا قلتَ، أيها البطل الأحمق؟
“ماذا قلتَ الآن؟”
“لماذا تظهرين هذا التعبير، يا دوقة؟ ألا يجب أن تكوني سعيدة؟ أنا أسمح مباشرةً بما كنتِ تطالبين به باستمرار.”
عندها فقط، بدأت موجة الفرح تنتشر بين السحرة.
توجّهت النظرات المتألقة نحوي دفعةً واحدة.
سيدتنا! نحن نثق بـكِ فقط!
كلمات يرددها السحرة، الذين يتبعونني كفضلات سمكة ذهبية، عدة مرات يوميًا.
اللعنة، اللعنة!
“غريب. هل هناك ما تخشينـه؟ أنـتِ، الساحرة العظيمة، يُطلب منكِ إجراء عرضٍ لشيء غير مؤكد. الأفضل أن يتولى هذا الأمر الشّخص الأكثر تميزًا من أجل السلامة.”
كان قلبي ينبض بألم.
هل بدأ هذا الرّجل يشكّ بشيء؟
لماذا يصدر مثل هذا الأمر فجأة؟
الأمر المروّع هو أن الكلمات التي يمكنني قولها الآن محدّدة.
قبل أن تبدأ النظرات الغريبة من السحرة و المستيقظين في القاعة…
“…نعم، يا جلالتك.”
بينما أنظر إلى الرجل ذو التعبير الغريب، كما لو كان يتوقع أنني لن أرحب بالأمر، قلتُ:
“سأفعلها.”
أنا، الساحرة العظيمة المزيفة التي لا تعرف أي سحر، لم يكن لدي خيار سوى قول ذلك!
لكن الإمبراطور زاد الطين بلّـة:
“بالطبع، هذا غير ممكن الآن.”
بينما ينظر إلى السّحرة الذين تنهدوا، قال بوقاحة:
“بعد شهرين، قدّموا تقريرًا عن أبحاثكم، ثم تابعوا. و قبل ذلك، لن يكون سيئًا إقامة مباراة بين المستيقظين و السّحرة.”
اللعنة.
تقابلت أعيننا مجددًا.
ضحكَ الإمبراطور.
“هذه المرة أيضًا، يا دوقة، أظهري مهارتـكِ.”
“….”
“لماذا لا تجيبين؟ هل ترفضين؟”
لا أعرف ما يفكّر فيه الإمبراطور، لكن هناك شيء واحد واضح.
“كيف لي أن أرفض؟ إنه شرف أن تمنح السحرة فرصة أخيرًا، يا جلالتك. سنبذل قصارى جهدنا لئلا نخيب توقعاتكَ و اهتمامك.”
كان واضحًا أنه لاحظ كرهي للتّدخل و تعمّـد إزعاجي بهذه الكلمات.
هذا مؤكد.
****
“جلالتك! لماذا اتخذتَ هذا القرار؟ من المؤكد أنهم سيصبحون متغطرسين و يتصرفون بتهور!”
“إذا بدأوا يطالبون بدخول البوابات، أنـتَ تعرف، لا يمكنهم الدخول!”
بينما كان يستمع إلى قائد الفرسان القلق و الفرسان الذين يتبعونه، ضيّق كايسيس عينيه.
‘بالتأكيد.’
رأى تلكَ المرأة تمشي ببرود، متجاهلة كلمات السحرة المليئة بالفرح و الحماس.
لكن، ظهرها المتمايل كان يبدو ضعيفًا، هل كان ذلكَ وهمًا؟
‘بينما كان جميع السّحرة سعداء، كانت ردة فعلها مختلفة.’
رأى بوضوح شفتيها تتصلبان كما لو أنها لا تريد هذا الموقف.
لا يعرف السبب، لكنه كان واضحًا.
‘هيلاريا، الدّوقة آرييل.’
السّاحرة العظيمة في الإمبراطورية.
النّبيلة المتعجرفة.
عدوّتـه و خصمـه.
علاقة مزعجة لا يمكن أن يخطئ فيها.
…لكن هذه المرأة كانت غريبة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"