بعد أن تركت لوياس القلق مع خادم القصر، وقفتُ في غرفة استقبال الإمبراطور.
و الآن…
‘أريد أن أسأل حقًا.’
بينما أنظر إلى عينيه اللتين تواجهانني بوضوح، شعرت بقشعريرة في ظهري دونَ سبب.
‘لماذا ينظر إليّ هكذا؟’
هل يشكّ في أنني لم أتمكن من الرد على الهجوم الذي طار نحوي؟
لا يزال العرق البارد يتدفق.
‘لو لم يتدخل كايسيس، ماذا كان سيحدث؟’
الدّوقة آرييل، التي لم تستطع حتى مواجهة مستيقظ من الفئة B.
الساحرة العظيمة التي لا تستطيع استخدام السحر على الإطلاق، الدوقة آرييل!
‘آه، هذا مروّع حقًا.’
كانت المهمة ستنتهي بالفشل، و ربّما كنتُ سأموت.
بهذا المعنى، يمكن القول إن الإمبراطور و أنا أنقذنا بعضنا مرةً واحدة.
“يا دوقة، أليس لديكِ شيء لتقوليه؟”
ليس لديّ شيء لأقوله.
بعد أن اعتدتُ على هالته الشرسة، أجبتُ بعفوية:
“هل تتوقع مني أن أقدّم الشّكر؟”
ضحكَ كايسيس ضحكةً فارغة، كأنه مصدوم من موقف الدوقة الوقح.
لكن الآن، الشّخص المصدوم لم يكن هو، بل أنا.
‘إنقاذكَ لي شيء، لكن لماذا تبدو حالتكَ هكذا؟’
يقال إن المرشد يشعر بالغضب و الإحباط عندما يرى المستيقظ المسؤول عنه يجهد نفسه.
‘لكن هذا الشعور ليس كذلك بالتأكيد.’
لقد نسيت هالة الإمبراطور المخيفة، و أردتُ أن أندفع إليه و أهـزّه من ياقته.
‘لماذا أصبحتَ في حالةٍ فوضوية في يومٍ واحد؟’
على الرّغمِ من أنني لم أقـم بإرشادٍ كما حدث في تلك المرة بالخطأ، إلا أنّني خفضتُ مستواه بشكلٍ كبير.
‘لم يكن من المفترض أن يصل إلى هذه الحالة بعد معركةٍ واحدة!’
لم أستطع سحب نظراتي الساخطة.
بهذه السّرعة، سأضطر اللّيلة للذهاب مرةً أخرى لخفض مستواه.
هل من الممكن أن يكون هذا الرجل، بعد أن وجد وسيلةً سهلة، يفرط باستعمال قوّتـه عمدًا؟
مهلاً لحظة، هل هذا ممكن حقًا؟
‘هل يختبرني ليـرى إن كنتُ سأظهر كلما ساءت حالته؟ لا، أليس كذلك…؟’
عندما وصلَ تفكيري إلى هنا، بـدا تعبير كايسيس الحذر مشؤومًا.
ما الذي يتذكّـره هذا الرجل بالضّبط؟
حاولتُ طرد الشعور المشؤوم و غيّرت الموضوع:
“على أي حال، أقـدم تقريري، يا جلالتكَ.”
بينما كنتُ أنظر إلى حاجبه المرتفع، رفعتُ عينيّ بوقاحة:
“لم أجـد شيئًا بعد.”
“لم أكن أعلم أنكِ ستقولين ذلكَ بكل هذه الثقة؟”
“الصدق هو ميـزتي. توقع نتائج في يومٍ واحد يعني أنكَ تقـدّر قدراتي أكثر مما ينبغي.”
“نعم، يا دوقة. أنـتِ الساحرة العظيمة التي بذلت جهدًا كبيرًا في البحث، لكن حتى سحركِ لم يتمكن من العثور على شخصٍ واحد. كم تعتقدين مدى خطورة هذه المشكلة؟”
شخصٌ لم يستطع المستيقظون العثور عليه، ولا حتى السّاحرة العظيمة في الإمبراطورية.
شخصٌ تمكّـن من خداع عيون الإمبراطور، تسلل إلى غرفة نومه، هـدّأ قوته سرًا، ثم غادر فجأة.
“ليست بين السحرة الذين أقودهم. لذا، أرجو ألا تلقي بمسؤولية هذه الخطورة عليّ، يا جلالتك.”
“هل تؤكدين ذلك؟”
“نعم، قلت إنه ليس بين السحرة التابعين لي. وفي عاصمة الإمبراطورية، هناك العديد من الأفراد و الجماعات، من السحرة غير المسجلين و غيرهم.”
بالطبع ليس بين أتباعي.
لأنني أنا الشّخص المعني، و لست تابعة.
كان نوعًا من اللّعب بالكلمات، لكنها خطوة احترازية لأي حالة محتملة في المستقبل.
“يبدو أن عقلكِ الرائع نسـيَ أن الشخص الذي نبحث عنه كان بين المدعوين إلى القصر؟”
“لا يوجد قانون يمنع ساحرًا غير مسجل من تلقي دعوة، يا جلالتك. ربما تنكّـر بشخصية أخرى. على أي حال…”
سألتُ بنبرةٍ استكشافية:
“جلالتك، أليس لديكَ شيء تـودّ قوله لي؟”
“….”
لم أستطع منع نفسي من السؤال، حتى مع تعبيره المتجهم.
لم يصدر الإمبراطور أوامر أخرى بشأن المرأة التي زارته الليلة الماضية.
كان صامتًا.
لماذا؟
‘هل لأنه لا يتذكر تلكَ اللحظة؟’
أم أن هناك سببًا آخر؟
كان قلبي يخفق بقوة.
“ما الذي تعنينه؟ لا أفهم.”
“سمعتُ أن اثنين من المرشدين المسؤولين عنك تقيآ دمًـا.”
رأيتُ الإمبراطور غير قادر على إخفاء استيائه وهو يطلق هالته.
كانت شراسته تجعلني أرغب في الهروب و التخلي عن كل شيء.
لكن ماذا أفعل؟ لا أستطيع الهروب.
“ألا تخجلين من إخفاء جواسيس في القصر، يا دوقة؟”
هززتُ كتفيّ:
“ما هذا الكلام؟ لديّ العديد من السحرة الذين ينقلون لي الأخبار.”
قال الإمبراطور، الذي كان يشتمني بعينيه:
“و ماذا في ذلك؟ ما علاقة تقيؤ مرشديّ بالدم؟”
رميتُ نظرةً متفحصة إليه عمدًا:
“و مع ذلك، قيل إن حالتكَ تبدو أكثر استقرارًا من المعتاد. حتى الآن، بعد معركةٍ شرسة، تبدو بخير. أليس من الغريب ألا أتساءل؟”
هل سيعترف للدوقة آرييل عن تلكَ المرأة التي زارتـه في الليل، أم سيبقي فمـه مغلقًا؟
‘بما أنه نال وسمًا نصفيًا، فمن المفترض أنه لا يتقبل إرشاد الآخرين جيّدًا.’
كان يجب ألا أضع الوسم.
هذه هي المشكلة الأكبر.
عبستُ، لكن الإمبراطور أجاب و هو يداعب ذقنه ببطء:
“لستُ ملزمًا بإبلاغكِ بحالتي يوميًا.”
“نعم، أعرف.”
“لقد أصدرتُ أمرًا لكِ. ابحثي عنها. هذا هو المهم.”
لا يبدو أنه سيتحدث.
كان ذلكَ أفضل.
يبدو أن الإمبراطور لا ينوي نشر الأمر بسهولة للآخرين.
‘هذا أفضل من أن تنتشر أحداث الليلة الماضية.’
أومأتُ برأسي:
“حسنًا، هذا كل شيء في تقرير اليوم.”
الآن، هل يمكنني إحضار لوياس؟
عند رؤية عينيه الباردتين، كان واضحًا أنه لن يكون رقيقًا مع أخيـه.
في تلكَ اللحظة، عندما بدا أنه سيقول لي المغادرة، تحدث كايسيس:
“هناك أمر آخر يجب معالجته.”
“ما هو؟”
“على أي حال، فرساني ارتكبوا إساءة كبيرة بحقّـكِ.”
وماذا في ذلك؟ هل سيقوم بالاعتذار؟
“بما أنهم خالفوا قوانين القصر، سأحقق أمنية واحدة لكِ كتعويض.”
بالطبع، لم يكن اعتذارًا.
لكنه كان شيئًا مشابهًا.
“أي شيء أقوله؟”
عندما سألتُ بحماس، كانت نظرته القوية، كما لو كان يجـد الأمر غريبًا، تخترقني.
“سأحققه إذا لم يكن طلبًا سخيفًا. لكن تذكري، هذا بشرط بألا يسبب ضجة لاحقًا.”
حسنًا، مفهوم.
‘إذا كان هناك شيء أريده، فبالتأكيد…’
كان أول شيء اندفع إلى حلقي هو:
‘أنقذني!’
لا تقتلني.
مهما حدث، لا تقتلني!
لكن…
‘الدوقة آرييل لن تقول شيئًا كهذا.’
إذًا، كان هناك شيء واحد يمكنني قوله.
حاولتُ بيأس إخفاء توتري و صنعتُ تعبيرًا خاليًا من المشاعر:
“إذا كان طلبًا يمكنكَ تحقيقه، هل يمكنني قول أي شيء؟”
****
ثمن نشر قوته عمدًا، كان مرهقًا بشكلٍ مروع.
لو لم يكن الشّخص الذي يواجهه هو الدوقة آرييل، لكان قد انهار بالفعل.
كانت كلمات الدّوقة الوقحة صحيحة. المرشدون المخصصون له، الذين كانوا يجدونه صعبًا من قبل، لم يعودوا يستطيعون حتى لمسـه.
‘كح، كح! جلالتك…!’
صرخوا بصوتٍ يشبه النهاية و هم يتقيؤون دمًا أسود.
مع وجود الدوقة التي تسخر من هذا أمامه، كان من الصعب التخلي عن الشكوك.
‘هل أنـتِ حقًا لم تخفي شيئًا؟’
يعرف أن الإشاعات التي ينشرها السحرة بتبجح هي أقرب إلى الهراء من أجل رفع مكانة قائدتهم و تحقير المستيقظين.
ومع ذلك، لا يزال يتساءل، إن لم تكن هذه المرأة، مَـنْ يمكنه خداع عينيه و إخفاء مرشدته.
‘بالمناسبة…’
ما الذي تريد هذه المرأة قوله؟
نظرَ كايسيس إلى الدوقة آرييل، غير قادر على إخفاء شعوره المزعج.
‘هل كانت لديها هذه العادة؟’
كانت المرأة الهادئة مألوفةً و مزعجة بالنّسبة له.
قبل ست سنوات، عندما اضطر كايسيس لتولي لقب الإمبراطور على عجل بعد حادثة مروعة، كانت هذه المرأة، التي ورثت لقب الدوقة مثله، مألوفة له بعدة طرق.
‘لماذا تعضّ شفتيها منذُ قليل؟’
تعبيرها الوقح و البارد المعتاد.
موقف الساحرة المتعجرفة التي تتجنب المستيقظين كما لو كانوا وحوشًا.
كانت هذه هي الدوقة آرييل المعتادة تمامًا.
فلماذا يزعجه هذا؟
كان مشهد عضها لشفتيها بصعوبة، كما لو كانت تخفي ذلك، مزعجًا كشوكة عالقة في حلقه.
بينما كان ينظر إليها بإصرار، كانت هي غارقة في التفكير بجدية كما لو أنها لا تشعر بنظراته
ثم ، رفعت المرأة عينيها أخيرًا:
“لقد قرّرتُ ، جلالتك.”
واجهته مباشرة.
ثم، الكلمات التي قالتها و هي تواجه عينيه مباشرةً كانت…
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"