ترنّح للحظة كأنّ جسده سيفقد توازنه، ثمّ ثبت ركبةً واحدة على الأرض، و منع نفسه من السقوط، قبل أن يستقيم و ينظر إليّ مباشرة.
وفي خضمّ ذلك كلّه، لم يفقد ابتسامته.
“لقد هرب، لكن هدفنا منذ البداية كان واحدًا، أليس كذلك؟”
رغم أنّ الألم كان يلتهمه و يجعله يتمايل، فإنّ المعنى المنعكس في عينيّ كايسيس المتلألئتين كضوء النجوم لم يكن سوى واحد.
“علينا أن نعثر عليه في هذه الأثناء.”
إرادة إنقاذ شقيقه المختطف.
نعم.
كان واضحًا أنّه لن يسقط قبل العثور على لوياس.
سيتحمّل بعناد، بأيّ طريقة كانت.
كنت أعرف ذلك.
“……إصابته ليست بسيطة، و لن يتمكّن هانويل من التحرّك بسهولة أيضًا.”
شعرت بمرارة في فمي، و بخشونة في حلقي.
كنت بالكاد أقاوم رغبتي في الاندفاع نحوه وضخّ طاقة الإرشاد فيه فورًا.
لكنّني، أنا أيضًا، كنت أريد إنقاذ لوياس بشدّة.
عندما ألقيت نظرة سريعة على إرشادات النظام، لاحظت أنّ طاقة لوياس كانت تنخفض تدريجيًا.
كانت 110 قبل قليل، أمّا الآن فقد وصلت إلى 100.
هل هو يتحرّك؟
إن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أنّه موجود في مكان ما داخل فضاء هذه البوّابة، و يتنقّل الآن.
“إنّه يرتدي خاتمًا مليئًا بتعاويذ متعدّدة، و إن كان لوياس شجاعًا كما نعرفه، فلا بدّ أنّه يفعل شيئًا الآن. من المرجّح أنّ هناك جلبةً في مكان ما، من الأفضل أن نتحرّك.”
قلادة لوياس الأثريّة كانت شيئًا يمكنه استخدامها من جهته، لا أداةً نستطيع تفعيلها نحن للانتقال إليه.
لوسي… أرجوكِ، استخدميها في الوقت المناسب!
“جلالة الإمبراطور، هل تستطيع الصمود حتّى ذلك الحين؟”
“بالطبع.”
كاذب.
لم أنخدع.
معدّلاته كانت تهوي بسرعة، بسرعة لا تقلّ عن ارتجاف قلبي المفزوع.
لم يكن هناك وقت.
“إن شعرتَ أنّ الأمر صعب، فأخبرني. سأترككَ و أبحث عن لوياس وحدي.”
سألتُ متصنّعة البرود، متجاهلةً الوخز المؤلم في صدري، فابتسم كايسيس و ضيّق عينيه بابتسامة جميلة.
“قاسية حقًّا.”
* * *
“تباهيتُ أكثر ممّا ينبغي.”
لم تكن سمعة الوحش كاذبة، فالإصابة كانت بالغة.
نجح بالكاد في الهرب، لكنّ جسده لم يعد يطيعه كما يجب.
بينما كان هانويل يمرّر يده على شعره الأزرق الفاتح الملطّخ بالدم، تذكّر زميله المزيّف الذي حذّره.
سيروين.
‘لن تستطيع إيذاء الدّوقة آرييل، أيّها الإنسان الأحمق الغبي!’
التعليقات لهذا الفصل " 166"