تشقّقٌ حادّ، كصوت انكسار قشرة بيضة، و معه تغيّرت نافذة النظام التي ظهرت أمام عينيّ.
[الهدف الرئيسيّ: إنقاذ لوياس.
─ نقاط حياة لوياس: 110/120
─ حالة الأمير الحاليّة: لن أسقط!
<الأهداف الفرعيّة>
─ ليلييتا 1/1
─ هانويل 0/1
تهانينا!
تمّ إكمال جزء من أهداف المهمّة الفرعيّة.
عند إكمال جميع أهداف المهمّات، يمكن إجراء الاندماج النهائيّ لـ ????]
ليلييتا، تلك المرأة، قد ماتت.
وفي اللحظة التي أدركتُ فيها ذلك، اندفعت الأحداث بعنفٍ مرعب.
لم يكن لديّ وقتٌ لأصرخ و أنا أرى كايسيس في حالته المأساويّة، و كتفه مثقوب، إذ لمعت عيناه فجأة.
في طرفة عين، امتلأ المكان من كلّ الجهات بشفراتٍ من الجليد و الماء الزرقاء.
“هل تظنّ….”
ما رأيته و أنا أندفع نحوه كانت يد كايسيس الصلبة وهي تمسك بمعصم مَنٔ طعنه في كتفه، و تقيده بدلًا من أن تتركه.
“…أنني سأسلّم نفسي بسهولة؟”
ثمّ، و بحركةٍ معاكسة، أطلق شفرات الجليد في كلّ اتجاه مهاجمًا الجاني.
كلاااك—
مع صوتٍ مرعب، تناثر الدم الأحمر أمام عينيّ.
“آغغغ!”
الذي تلقّى الضربة هذه المرّة كان هانويل.
تشوّه وجه الرجل في لحظة، و تراجع فورًا مبتعدًا، ضاغطًا بيده على خاصرته.
كان الدم الأحمر يقطر بلا توقّف.
أردتُ أن أندفع فورًا نحو كايسيس لأتفحّص حالته، لكنّ الأمر لم يكن سهلًا.
كنت أضرب الأرض بقدميّ في قلقٍ و أنا أحدّق في ظهره، و في خضمّ هذا الاشتباك القاتل، ابتسم هانويل ابتسامةً خفيفة.
“كما توقّعت، أنتَ لا تسقط بسهولة، يا صاحب الجلالة. يبدو أنّ لقبكَ كوحشٍ لم يكن عبثًا.”
على عكس مظهره و هو يمزح، بدا الجرح عميقًا على نحوٍ واضح.
و لو لم أرَ وجهه وهو يشحب تدريجيًّا، لربّما انخدعت.
قبضتُ يدي بقوّة و أنا أرى كايسيس، الذي كان منحنِيًا قليلًا، يستقيم واقفًا من جديد.
على عكس اضطرابي الداخليّ الذي كان يحترق، ردّ كايسيس بصوتٍ بارد و هو يزيح شعره المبعثر قليلًا.
“و أنتَ أيضًا تبدو و كأنّك تجاوزتَ حدود البشر.”
“يا للعجب، أليس من الصعب أن أتعامل مع جلالتكَ بتهاون؟ إنّ الحاكم العظيم الذي أخدمه كريمٌ بما يكفي ليمنحني الإذن باستخدام مثل هذه المعجزات.”
تجهمتُ، في جوٍّ لا يسمح لي بالتدخّل بسهولة.
كان هانويل قد تلقّى ضربةً قاتلة.
لو انضممتُ الآن و أمطرتُه بهجومٍ سحريّ، ألَم نكن سنقضي عليه فورًا؟
و بينما كنت أقدّر عدد المرّات المتبقّية لاستخدام السحر، التفت هانويل فجأةً إليّ، و كأنّني مجرّد متفرّجةٍ خارجيّة.
كانت عيناه تلمعان بودٍّ ظاهريّ، بلا أيّ عداء، و ذلك ما جعل القشعريرة تسري في جسدي.
“ما الخطب يا صاحبة السموّ؟ هل تفكّرين في مهاجمتي بلا رحمة مع جلالة الإمبراطور؟ أنصحكِ ألّا تفعلي ذلك.”
لم أفهم.
على أيّ شيءٍ يعتمد ليكون واثقًا إلى هذا الحدّ؟
“حتى ملامحكِ قد أشرقت، هذا يثير ذلك غيرتي.”
اقتربتُ ببطء و وقفتُ إلى جوار كايسيس، و عندها أطلق هانويل تنهيدةً واضحة.
تفحّصتُ بسرعة إصابات كايسيس.
ثمّ…
لاحظتُ أيضًا أرقامه و هي تهوي بسرعةٍ مخيفة.
‘لماذا؟ لماذا تنخفض بهذه السرعة؟’
و كأنّه لاحظ تصلّب ملامحي على نحوٍ غير طبيعيّ، همس هانويل بخبث.
“كما توقّعت، أنـتِ سريعة الفطنة. نعم، صحيح. إمبراطوركِ يحتضر الآن. لم يتبقَّ لديه وقتٌ طويل!”
ماذا؟
سقط قلبي.
‘هل هذا حقيقيّ؟’
استدرتُ بسرعة، و التقت عيناي بعينيّ كايسيس الزرقاوين.
كان الأمر غريبًا.
لماذا لا يقول أنّ ذلك غير صحيح؟
“جلالتكَ؟”
“….”
لو كان كايسيس المعتاد، لما أضاع وقته في هذا الحديث العقيم، و لكان قد سَحق هانويل المصاب بلا تردّد.
‘هل أنتَ مصابٌ بشدّة؟’
لم أستطع أن أسأل، و اكتفيتُ بتحريك شفتيّ بلا صوت، حين اقتحم سمعي صوتٌ مستمتع بتغيّري.
“أليس الأمر مخيفًا، يا صاحبة السموّ؟ لقد انتظرتُ هذه اللحظة طويلًا.”
همس هانويل، و عيناه مملوءتان بالجنون، و كأنّه لا يستطيع كبح سعادته.
“لقد أردنا بكلّ ما أوتينا من جهد إسقاط ذلك الوحش المسمّى كايسيس. و لهذا زرعنا البذرة في ليلييتا. كانت تلك المرأة دميةً مصمّمة خصيصًا لتناسب جسد الإمبراطور، لا غير!”
كان صوته اللزج يلتفّ حول قلبي كأفعى خانقة.
“و بالطبع…… كنت أنوي أن أقدّم لكِ نهاية ليلييتا كهدية، لكنّ الأمر فشل للأسف. مع ذلك، أليست رائعة؟ لقد نجحت في إحداث شرخٍ في الجسد الذي منحه ذلك الحاكم اللعين.”
لم أعد أتحمّل.
شكّلتُ رمحًا من النار و قذفته نحو هانويل الذي كان يثرثر بلا خجل.
“أغلق فمـكَ!”
تفادى الهجوم بفارقٍ ضئيل، ثمّ ضحك ساخرًا و كأنّه يسخر منّي.
كانت عيناه الضيقتان توحيان و كأنّه يقرأ ما في داخلي.
التعليقات لهذا الفصل " 165"