“عزيزتي.”
آه، أرجوك.
هلّا امتنعتَ عن الحديث بتلك النبرة و أنتَ تضع وجه هيلاريا؟
بعد أن أرشدني الفارس، خُصِّصت لي غرفة نوم في القصر الإمبراطوري و أنا على هيئة “هيل”.
على الأرجح ستُسلَّط عليّ أنظار المراقبة، لكنني كنتُ واثقة من أنّه داخل هذا المكان لن يتدخّل أحد مهما فعلت.
و سرعان ما تموّج الفضاء، و كأنّه كان ينتظر هذه اللحظة بالذات، فظهر سيروين أمامي مستخدمًا قدرة الانتقال المكاني.
بفعل [المهارة: القناع]، كان لا يزال يبدو كهيلاريا.
و بينما أحدّق به بنظرة مستغربة، بدا أنّ الفكرة نفسها خطرت له أيضًا.
“عزيزتي، من أين أتيتِ بهذا الوجه اللطيف؟”
آه! عضضتُ لساني من شدّة المفاجأة.
وجه لطيف؟ أيّ لطف هذا.
أدرتُ بصري و أنا لا أُخفي تعابير القشعريرة على وجهي.
[يتم عرض الوقت المتبقّي للمهارة: القناع.
04:23:23
يمكن إيقافها مؤقّتًا.
عند اختيار الإيقاف المؤقّت، ستعود فورًا إلى هيئتكِ الأصليّة، فانتبهي!
هل ترغبين في الإيقاف المؤقّت؟]
لحسن الحظ أنّ إلحاحي على لوسي أتى بنتيجة، و حصلتُ حتّى على ميزة إيقاف المهارة مؤقّتًا.
لو انقضت الساعات الستّ كاملةً و قابلتُ أحدًا في القصر الإمبراطوري، لكان ما سيحدث أمرًا مروّعًا.
‘هانويل، و الإمبراطور. يجب علي أن أحذر من كليهما.’
فكلّما تذكّرتُ نظراتهما اللحوحة التي التصقت بي، ازددتُ يقينًا بذلك.
و حين اخترتُ “نعم” لنتحدث قليلًا، غمرتنا هالة من الضوء.
و عندما فتحتُ عينيّ مجدّدًا، كان وجه سيروين المألوف الذي أعرفه جيّدًا أمامي.
كان يقبض على يده و يفتحها كأنّه مذهول مما حدث، ثم نظر إليّ و أطبق عينيه بنعومة.
“عزيزتي، لقد تعبتُ اليوم.”
رغم أنّه كان وقحًا و هو يخفض صوته بلا داعٍ مع أنّ مؤشّراته لم تكن غير مستقرّة، إلا أنّه بالفعل قد بذل جهدًا.
و سيتعب أكثر من الآن فصاعدًا.
تظاهرتُ باللامبالاة و نثرتُ طاقة التوجيه في الهواء. و كالعادة، تذمّر سيروين من سوء معاملته، ومع ذلك التهم طاقتي بجدّ.
“آه، حقًّا. أنـتِ الأفضل.”
“لديكَ مشكلة في فمـكَ.”
“إنّها فضيلة الصراحة، يا سموّ الدّوقة.”
“و هل دهن اللسان بالزيت يُعدّ صراحة؟”
لا شكّ أنّ سيروين كان شخصًا أكنّ له الامتنان.
فمرشدة النظام، القطّة السمينة، لا تقدّم المساعدة في الوقت المناسب أبدًا، و لولا سيروين لكان الأمر—
‘آه، لا أريد حتّى التفكير في ذلك.’
عندها، و بعد أن أرخى سيروين جسده وهو يطلق زفيرًا خافتًا، سألني.
رمش بعينيه بتكاسل و أسند ذقنه إلى يده.
“إذًا، يا صاحبة السموّ. ما خطّتكِ الآن؟ أعلم أنّكِ دخلتِ القصر بسلام، لكن كيف تنوين إقناع ذلك الإمبراطور البارد؟”
كيف؟
حفلة، و امرأة و رجل.
أليس هناك سوى خيار واحد؟
هذا هو مجرى الأحداث في الأصل تمامًا.
ثم إنّ الإمبراطور، كايسيس، يشتبه في أنّني مرشدة الليل، لذا سيقترب بحذر.
“بالطبع.”
“بالطبع؟”
“سأُغوي الإمبراطور.”
“…….”
ليس وهمًا أنّ تعابير وجه سيروين تعفّنت فجأة.
“و بإتقان شديد.”
* * *
‘واو، أشعر وكأنّ قلبي سينفجر.’
كان يظنّ أنّه سيتلقّى توبيخًا ناريًّا من أخيه الإمبراطور ، لكن المعلّمة اكتفت بهزّ رأسها موافقة.
بل إنّ جلالة الإمبراطور قد أذن بالأمر أيضًا.
قفز لوياس من شدّة الفرح.
إذًا أخي الإمبراطور يثـق بي. يجب أن أبذل جهدًا أكبر. لا بدّ أن أؤدّي دوري على أكمل وجه!
و لحسن الحظّ، لم يُبدِ الكهنة أيّ حذر تجاه لوياس.
فحتّى و هو يحرّك الإكسسوارات الصغيرة بيديه، لم يخطر ببالهم إطلاقًا أنّ الأمير الصغير كان يصوّرهم سرًّا.
و بعد أن تجوّل بنشاط و استوعب جغرافية المكان، شهق لوياس و غطّى فمه بكلتا يديه.
لم يكن الكاردينال هانويل موجودًا، لكنّ الناس كانوا مجتمعين يشربون شيئًا ما.
‘إنّهم نبلاء.’
رغمَ أنّ لوياس لم يكن أميرًا قد ظهر رسميًّا في المجتمع الأرستقراطي بعد، و لم يكن يعرف جميع الوجوه، إلا أنّ هناك عددًا غير قليل من الوجوه المألوفة.
أشخاص حذّره منهم أخوه جلالة الإمبراطور.
أصحاب نفوذ عظيم في الإمبراطوريّة.
‘حالتهم غريبة….’
خفق قلبه الصغير بعنف.
شعر أنّ هذا المشهد قد يكون الدليل الحاسم الذي تحدّثت عنه المعلّمة.
ما كانوا يشربونه بدا كخمر أبيض عادي داخل كؤوس زجاجيّة شفّافة، لكنّ عيونهم كانت شاردة.
بيدٍ مرتجفة، سجّل ذلك المشهد في الإكسسوار.
لم يبقَ سوى الانسحاب…!
“ما الذي تفعله هنا، يا صاحب السموّ؟”
في تلك اللحظة بالذات.
تجمّد لوياس في مكانه عند سماع الصوت القادم من الخلف.
صاحب ذلك الصوت اللطيف، الذي عاد دون أن يشعر به، كان الكاردينال الذي حاول لوياس تجنّبه باستمرار: هانويل.
استقرّت يد الرجل على كتفيه المتيبّستين.
آه، يا معلّمتي. يا أخي الإمبراطور!
و بينما كان وجهه يشحب وهو يتساءل إن كان هذا هو الوقت المناسب لاستخدام السحر الهجوميّ الذي أعطته إيّاه معلّمته—
“لا يمر الكثيرون من هذا المكان. هل نعود معًا؟”
قال هانويل ذلك مبتسمًا، وكأنّ الأمير لم يرَ من خلفه أولئك الذين أظهروا جنونًا جماعيًّا.
“…….”
“ما الأمر؟”
بدا فعلًا و كأنّه لم يُكتشف.
و بينما كان لوياس ينظر إليه بعينٍ لا تخلو من الريبة، مدّ الكاردينال يده.
“تفضّل، يا صاحب السموّ. هل نذهب؟”
أومأ لوياس برأسه.
حاول الصبيّ الصغير أن يخفي تجمّده، و ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة.
غير مدرك أنّ نظرة الكاردينال الباردة كانت قد وقعت على يد لوياس……
* * *
لم تصل أيّ نظرات إلى داخل غرفة النوم في القصر الإمبراطوري.
و بما أنّ أحدًا لم يزعجني، استطعتُ إيقاف المهارة مؤقّتًا و الجلوس على السرير.
“آه، أنا متعبة حدّ الموت.”
تنفّستُ بعمق و أنا أدلّك عنقي المتصلّب.
في هذا الوقت، لا بدّ أنّ سيروين أيضًا، بهيئته الحقيقيّة، يواجه ديكاردو أو أردييل أو أناييل في برج السحر.
أمّا غياب الدوقة آرييل، فلن يثير شكوكًا خاصّة.
فالسحرة بطبيعتهم يفضّلون الانعزال في غرفهم، وما لم يكن الأمر زيارة مفاجئة من أردييل، نادرًا ما يبحث أحد عنّي.
‘و خاصة بعد انتهاء ساعات العمل.’
هززتُ رأسي و أنا أتخيّل العربة المنتظرة في الخارج في أوقات محدّدة، وكأنّها تقول إنّها لن تتدخّل في حياتي داخل الغرفة.
‘حتى الطعام تـمّ تدبيره.’
طعام القصر الإمبراطوري كان لذيذًا على نحوٍ مبالغ فيه.
على غير المتوقّع.
ربّما كان هذا أيضًا من مراعاة كايسيس.
“الآن يبدأ الأمر الحقيقيّ.”
ألم يقل النظام ذلك؟
أنّني دخلتُ القصّة الرئيسيّة.
من الغد ستُقام الوليمة على نحوٍ جادّ.
و في الوليمة التي تجمع بيني أنا و ليلييتا و إيزوليت، يجب أن أكشف أمام الجميع أنّ ليلييتا مزيفة.
‘بل الأدقّ أن أفضح ما في داخلها. و يجب أيضًا أن أعرف ما الذي يخطّط له هانويل ذلك الرجل.’
سأنام الآن.
سأنام باكرًا و أدّخر قواي ليوم الغد.
لكنّ الأمور لم تسر يومًا كما أريد.
طق طق.
“…….”
اجتاحني إحساس مرعب.
في هذا الوقت المتأخّر من الليل، مَنٔ يطرق باب غرفتي؟
و بينما كنتُ أحدّق في الباب متجمّدة، سُمِع الطَّرق مرّة أخرى.
طق طق.
و بعدها—
─ دينغ!
“الباب.”
[ظهور مهمّة طارئة!]
“ألن تفتحيه؟”
[حضر مستيقظكِ.
أنـتِ حاليًّا لا تستخدمين [المهارة: القناع].
هل ترغبين في استخدام المهارة؟
لكن عند استخدام المهارة، سيتحوّل سيروين أيضًا إلى هيئتكِ الحاليّة.
احذري من انكشاف الهويّة!
نجاح المهمّة: التقدّم بسلاسة نحو النهاية
فشل المهمّة: نقص في شظايا ????، فشل المهمّة الرئيسيّة، الموت]
“مرشدتي.”
آه، اللعنة.
تصبّبت عرقًا باردًا.
“بل يجب أن أناديكِ هيل، أليس كذلك؟”
صوته في الخارج، كان يختلط فيه الضحك.
آه، هذا جنون.
تجمّع العرق البارد عند صدغيّ.
“قبل أن تأتي.”
كان ذلك واضحًا.
“أنا مَنٔ أتى إليكِ.”
…كان صاحب القصر الإمبراطوري، كايسيس.
تسمّرتُ في مكاني و فمي مفتوح، ثمّ نهضتُ فجأة.
هل أُفعّل المهارة؟ المهارة؟
لكن ماذا لو كان سيروين مكشوفًا أمام الآخرين؟
اقتربتُ من الباب و مددتُ يدي بصمت. لامس إحساس بارد سطح الباب المغلق.
“هيل.”
إن تكلّمتُ الآن، سينكشف صوتي.
‘ماذا أفعل؟’
أغمضتُ عينيّ بإحكام.
ثم……
التعليقات لهذا الفصل " 148"