ربّما بسبب عدم استقرار روحي، أو كما حذرتني لوسي، لأنني لم أجمع كل “شظايا ؟؟؟؟” بعد.
لقد تجلت مرة أخرى ميزة النظام التي لا تمنح المعلومات بحرية إلا عندما أدرك الأمر بنفسي.
[ظهور مهمة مفاجئة!
لقد اكتشفتِ شخصًا تلطخ بقوة “حاكم قذر”.
لقد وصلتِ إلى صلب المهمة الرئيسية.
اكشفي أكاذيب الشخص الذي يحاول سلب مكانكِ، و حافظي على مظهركِ الحالي، و انتزعي الاعتراف بكِ كـ “مرشدة الإمبراطور”.
نجاح المهمة: نجاح جزئي في المهمة الرئيسية، الحصول على كمية كبيرة من “شظايا ؟؟؟؟”.
فشل المهمة: هيجان المرتبطين بك.]
‘إذن..’
تلكَ المرأة هي…
‘كانغ ها أون؟’
كادت ضحكة ساخرة أن تنفلت مني، لكنني شددتُ قبضتي بقوة محاولًا كبحها.
لقد نسيتُ اسمي و نسيتُ أشياء كثيرة، لكن من المثير للسخرية أنني لا أزال أتذكر كل شيء يخص تلك المرأة.
‘كانغ ها أون. مرشدة من الرتبة S.’
امرأة كان تقديرها لذاتها يعانق السماء.
و رغم ذلك، كم كانت تتظاهر باللطف؛ لم تكن ترتاح إلا إذا أحبها الجميع و اهتموا بها.
‘آه، أوبا. لقد سمعتُ شيئًا.. ذاك الشخص، يبدو أنه ارتكب خطأً عندما ذهب إلى فريق آخر.’
‘ماذا؟ أيتها الحشرة! ما هي الحماقة التي فعلتِها هذه المرة؟’
‘يا إلهي، أوبا، كيف تقول مثل هذا الكلام؟ هذه هي حدود قدرتها.. بالتأكيد لم تقصد السوء.’
لم أكن غافلة عن أن تلك المرأة هي المحرّضة التي كانت تتحكم بأعضاء الفريق، ذوي الطباع السيئة أصلًا، لتضايقني من خلف ظهري.
ربّما لم يرق لها حالي البائس و أنا عاجزة حتى عن القيام بعملية “الإرشاد” بشكل لائق.
‘مم، سمعتُ أنها قدمت التماسًا للانتقال إلى فريق آخر. ربّما.. لأنني لم أدخل البوابة، إذا كان هذا سبب استيائكِ، آه. أ.. أنا آسفة.’
‘ها-أون، لماذا تطلبين العفو؟ هاي، يا هذه. أتظنين نفسكِ مثل ها-أون؟ من الطبيعي أن تقومي أنتِ بهذه الأعمال الوضيعة. التماس لمثل هذا الأمر؟ استيفظي. لا يوجد فريق سيقبل بكِ.’
‘لم يكن هذا هو السبب..’
‘اخرس! يا هذه، اذهبي بعيدًا. ها أون تبكي بسببك!’
كانت لحظات إهانتهم لي و تجاهلي، بينما يعاملونها كأميرة و هي توزع ابتساماتها الماكرة، واضحة في ذهني.
السبب الرئيسي الذي جعل حياتي المهنية اللعينة أكثر صعوبة بأضعاف.
ألم يكن الأمر كذلك حتى في اللحظة الأخيرة؟
أعضاء الفريق الأوغاد ظلوا كما هم حتى لحظة موتهم، فتركوني و ركضوا جميعًا لحماية تلك المرأة.
و يبدو أنهم ماتوا معها رغمَ كل ذلك، أليس كذلك؟
‘لا تخبروني أن أولئك الأوغاد قد تجسدوا في مكان ما في هذا العالم أيضًا؟’
آه، قمتُ بعضّ طرف لساني قليلًا و أنا أشيح بوجهي، رافضة تخيل الفكرة حتّى.
بما أن هناك تحذيرًا من النظام، فلا داعي للتظاهر بمعرفتها.
شعرتُ بنظراتها الحارقة على وجنتي، لكن لا يهم.
ستظن فقط أنني كائن متجسد مثلها، و لن يخطر ببالها أبدًا أنني الدّوقة آرييل.
لكن شيئًا واحدًا كان مؤكدًا.
‘تلك المرأة الخبيثة استولت على جسد البطلة المشرقة. و هي مرتبطة بالشخصيات الخفية أيضًا. من المؤكد أنها أمسكت بيد حاكم آخر.’
لم تكن لدي نية أصلًا لأتركها تسلبني شيئًا و أتبخر مثل عروس البحر، لكن عزيمتي ازدادت قوة الآن.
أبدًا.
‘لن أسمح لكِ بأن تصبحي مرشدة كايسيس.’
****
أردييل، المسؤول عن إدارة الكرات الكريستالية، كان يشعر بأنه سيموت من كثرة العرق البارد الذي يتصبب منه اليوم.
كان يقف أمام الإمبراطور و الدّوقة مباشرة، لكن الغريب أن الأجواء بينهما كانت مختلفة تمامًا عن المعتاد.
‘كأننا عدنا إلى الأيام الخوالي.. لا، الأمر يبدو مختلفًا قليلًا عن ذلك.’
كان يشعر بجو من الكراهية المتبادلة خلف ظهره و كأن أحدهما يريد قتل الآخر.
مجرد الوقوف هناك كان يصيبه بالقشعريرة لدرجة الجنون.
حتى إنه قام بوخز خاصرة ديكاردو، الذي كان يقف بجانبه، و سأله دون قصد.
بالطبع، الفارس الفظ لم يجبه إلا بتهديد مرعب بأن يغلق فمه حين سأله:
“ألا يبدو الإمبراطور و السيدة غريبين اليوم؟”.
تنهد أردييل و نظر إلى الوجوه الثلاثة التي اجتازت الاختبار بجبين مقطب.
‘تلك المرأة المدعوة إيزوليت، ظننتُ أنه سيكون من الصعب عليها تجاوز المرحلة الأولى، هل هذا بسبب ما يحدث في عائلات المرشدات؟’
في الآونة الأخيرة، كانت سيدته تستدعي أحيانًا سيروين، أناييل، ديكاردو، وحتى هو نفسه للتحدث معهم.
و رغمَ أنه كان يجد الأمر غريبًا و مريبًا أن الصداع الذي يصيبه أحيانًا يختفي بعد تلك اللقاءات القصيرة، إلا أن الساحر الأصغر كان راضيًا تمامًا لمجرد قدرته على التحدث مع سيدته.
كان الأمر كذلك بالأمس أيضًا.
‘سأقولها بوضوح هنا. الآنسة أناييل تحت حماية برج السحر. لأن هناك شكوكًا في أنها مرتبطة بأولئك المتورطين في هيجان البوابات في عائلات المرشدات.’
‘آه، إذن إيزوليت التي ستشارك في اختبار الغد؟ أليست تلك المرأة خطيرة أيضًا؟’
‘سنرى. كونوا حذرين. بالتأكيد ستكون مختلفة عن المعتاد. على سبيل المثال..’
أن تتحسن قدراتها فجأة.
أو تظهر مشكلة في جسدها.
‘بالتأكيد لون وجهها ليس جيدًا.’
راقب أردييل إيزوليت، أول مَنٔ اجتازت الاختبار، ثم ليلييتا الثانية، و أخيرًا المرأة التي ظهرت و التي تدعى هيل.
لم يستطع منع نفسه من العبوس في وجه الأوليين، لكن عندما اقتربت المرأة الثالثة و الأخيرة.
‘ها، هذا غريب؟’
نظر أردييل بخفية إلى الدّوقة الواقفة خلفه بنظرات مرتبكة.
كان وجهها جامدًا و عيناها باردتين كما هو معتاد…
‘لماذا، لماذا يحدث هذا؟’
ذلك الشعور الذي يجعله يشعر بشعورٍ غريب بمجرد الاقتراب منها لم يكن موجودًا.
بل إن ذلك الشعور كان ينبعث من تلك الغريبة.
ما هذا؟ هل جن قلبي؟
عض أردييل شفتيه بارتباك، و أدرك أن الفارس الواقف بجانبه كان يشعر بذهول مماثل.
كان قلبه ينبض بقلق.
لكنه كان المسؤول عن الأدوات السحرية لهذا الاختبار.
‘يجب أن أركز.’
أشار أردييل بيده إلى الكرة الكريستالية التي امتصت دماء الإمبراطور، و قال للمرشحات الثلاث:
“يمكنكنّ استخدام قواكنّ بينما تضعن أيديكنّ عليها بالترتيب. ستظهر الكرة من خلال الألوان مدى توافقكنّ مع قوة الإمبراطور التي تم امتصاصها بالفعل.”
همم، كم انتظر هذه اللحظة.
رفع أردييل زوايا شفتيه.
الساحر بطبعه يحب التباهي بشرح أدواته السحرية.
تممًا مثل زملائه السحرة في البرج الذين يراقبون الآن بتأثر شديد!
“إذا اعتبرنا القيمة القصوى 100، فقد قسمنا مناطق التوافق إلى أربعة أقسام.”
رغم أن قلبه كان يخفق بشدة لدرجة ارتجاف صوته عندما وقعت نظرات الثلاث، وخاصة صاحبة العينين الذهبيتين، عليه.
‘لا، يجب أن يظل قلبي وفيًا و ينبض لسيدتي فقط!’
تجنب نظراتها بصعوبة و تابع كلامه:
“القيم من 0 إلى 40 تظهر باللون الأرجواني، و من 41 إلى 60 باللون الفيروزي. ومن 61 إلى 80 باللون الأزرق، و أخيرًا من 81 إلى 100 باللون الأحمر. يتم تحديد القيمة بناءً على كثافة اللون. يجب أن تكون النتيجة في النطاق الأحمر للنجاح، و سنختار الفائزة بناءً على اللون الأكثر كثافة.”
بعد شرح أردييل، أكمل الفارس ديكاردو، الذي كان صامتًا، بقية التوضيح:
“إذا رسبت أي منكنّ في النطاق الأحمر، فبما أن قدرتها قد أُثبتت، فسيتم تعيينها كمرشدة لفرسان الإمبراطور.”
حسنًا، ماذا سيحدث الآن؟
****
راقبتُ ظهر إيزوليت وهي تتقدم أولًا.
‘كانت مخاوف أناييل في محلها.’
تغير شخصيتها و شكلها الذي يبدو كمدمنة كان لهذا السبب بالتأكيد.
و لهذا السبب تجاوزت الاختبار الأول بسهولة، وهو ما لم تكن لتفعله في حالتها الطبيعية، وهي الآن تقف هناك.
شعرتُ بضيق قليل.
‘كان من الممكن أن يكون هناك طريق آخر لكِ، لماذا اخترتِ هذا الطريق؟’
اتجهت يد إيزوليت الشاحبة نحو الكرة الكريستالية.
كان وجهها وهي تعض شفتيها مغلفًا بالقلق، و كأنها لا تثق بنفسها.
ببطء، بدأ لون الكرة الكريستالية يتغير.
تموجات أرجوانية، و إيزوليت الشاحبة التي بدت و كأنها ستنهار.
بدأ ضوء أكثر سطوعًا يظهر واللون يتغير.
أرجواني، فيروزي، أزرق داكن.
و.. حتى الأحمر الفاتح.
“الآنسة إيزوليت! مبارك لكِ. لقد اجتزتِ الاختبار مبدئيًا.”
سُمع صوت أردييل.
تعالت صرخات الفرح من أفراد عائلة المرشدات.
في المقابل، لم تبدُ إيزوليت، التي كان يتصبب منها العرق البارد، سعيدة على الإطلاق.
“ههه.”
وصل إلى مسامعي صوت ليلييتا وهي تسخر بهدوء في النهاية.
التعليقات لهذا الفصل " 144"