‘الأخت إيزوليت… يبدو أنها تورّطت في شيء لا يجب أن تتورّط فيه.’
بعد أن أنقذتها الدّوقة آرييل أثناء جنون البوابة، قرّرت أناييل ألّا تهرب كجبانة بعد الآن.
و في هذه الأثناء، اكتشفت شيئًا غريبًا.
‘الأخت إيزوليت كانت تشرب ذلك الدواء مثل الماء.’
ذلك الدواء الغريب الذي قيل إنه يقوّي قوة المرشد في كلّ مرة تشربه.
قبضت على أسنانها و هي تتذكّر عينيّ إيزوليت اللتين احمرّت فيهما العروق الدموية بالكامل، و قد بدت و كأنها مدمنة.
‘كانت تبدو كشخص مجنون.’
كان قلبها يرتجف، بينما العرق البارد يتصبّب منها.
مهما حاولت أن ترى الأمر بشكلٍ إيجابيّ، لم يكن هذا وضعًا طبيعيًا.
على الرّغمِ من كلّ شيء، كانت عائلة المرشدات واحدة من القوى الرئيسية في الإمبراطورية.
كان من المفترض أن يكونوا قوّة للإمبراطور.
ولكن لماذا، لماذا تستمرّ في رؤية كهنة من وفد المملكة في مقرّ العائلة؟
‘الشخص الذي أعطى الأخت إيزوليت ذلك الدواء. من المؤكّد أنه…’
ذلك الكاردينال.
انقبض قلبها، و أصبح التنفس صعبًا.
على الرّغمِ من أنها كانت تسمع بشكل متقطّع بسبب المسافة، إلا أن محتوى المحادثة لم يكن عاديًا.
عبارة ‘أثر الحاكم’. و الأهداف التي يستهدفونها هي ‘الإمبراطور’ و ‘مرشدة الإمبراطور’.
‘لا يمكنني البقاء هكذا.’
نظرًا لضعف وجودها، كانت واثقة من قدرتها على التسلّل خارج القصر.
لكن هذا كان شأن العائلة.
إذا غادرت هكذا، فمَنْ يجب أن تبلغ؟ و هل يمكنها حلّ الأمر أصلاً؟
و ماذا بعد ذلك؟
‘هل يجب أن أذهب إلى جلالة الإمبراطور؟’
لا، ليس كذلك.
هزّت أناييل رأسها و هي تتذكّر نظرة كايسيس القاسية.
لقد لعبت دور المرشدة بجانبه لفترةٍ طويلة، لكنها لم تثـق به أبدًا.
من المرجّح أن الإمبراطور أيضًا كذلك.
هل سيصدّق كلامها بدون دليل قاطع؟
ألن يعتقد بدلاً من ذلك أنه فخّ نصبته عائلة المرشدات.
‘لا يوجد أحد غيرها.’
عضّت أناييل على شفتها.
فجأة، شعرت بالقلق من أن هذا التصرّف قد يسبّب إزعاجًا للشخص الآخر، ولكن مَنْ يمكن أن يكون الشخص القويّ الآخر بخلاف الإمبراطور؟
تذكّرت شخصًا ذا شعر أحمر ساطع، و قبضت على الزجاجة التي أخفتها في حضنها و تحرّكت سرًّا.
****
“جيد. هذا هو النعيم.”
آه، كوب من الشاي بعد الانتهاء من عبء العمل القاتل.
ماذا عن تناول بسكويت مقرمش و حلو أثناء النظر إلى منظر الحديقة المشرق في الخارج؟
‘أنا لا أشتاق إلى الدجاج المقلي و البيرة.’
إنها كذبة في الواقع.
لقد اشتقتُ إلى هذا المزيج لدرجة أن عينيّ تدمعان في بعض الأحيان!
أصدرتُ صوت شرب بفمي.
“هذا جيد جدًا. في البداية، تساءلتُ كيف سأعيش في هذا العالم.”
تنهّدتُ و كبتُّ دموعي، ثمّ ألقيتُ نظرة خاطفة على نافذة النّظام و أنا أمضغ بسكويت اللوز المقرمش.
كانت لا تزال هادئة.
مـرّت بالفعل أربعة أيام منذ دخول ذلكَ الرجل إلى البوابة.
وفقًا للبيانات التي جمعتُها عندما انجرفتُ في البوابة، فإن الوقت الإجمالي الذي يمكن أن يصمد فيه السحرة داخل البوابة باستخدام الأداةالسحرية التي صنعها أردييل هو أسبوع واحد.
أصدرتُ صوتًا بلساني.
“حان وقت عودته.”
ذلك الإنسان، إنه أقوى شخصية في هذا العالم، فهل من الممكن أن يصاب؟
لم أعرف كيف قضيتُ الأيام القليلة الماضية، حيث كان عقلي مشغولًا بالقلق.
لقد كانت بوابة دخلها بعد أن حدث مثل هذا الشيء…
“لا، لن تكون هناك مشكلة أخرى في البوابة.”
كان مستوى خطر جنون كايسيس يرتفع بشكل دقيق جدًا.
كلّما ارتفع هذا الرقم عبثًا، كنتُ أشعر أنني أقفز من مكاني دون أن أدرك ذلك.
تنهّدتُ بعمق.
كانت رؤية مستيقظ يدخل البوابة أمرًا مألوفًا بالنسبة لي، سواء في حياتي السابقة أو الآن.
و لكن لماذا؟
‘لم أشعر بالقلق أبدًا إلى هذا الحدّ من قبل.’
هل هذا كله بسبب التغيير في العواطف؟
‘لأنني لم أعـد أستطيع اعتباره مجرد شخصية في رواية؟’
ربّما كان هذا هو السبب وراء قضائي اليوم كلّه مهتمة سرًّا بشخص لا ينبغي أن أقلق بشأنه على الإطلاق.
كانت عيناه تظهران في ذهني كلّما رأيتُ اللون الأزرق فجأة.
حتى إنني قمتُ بإنهاء العمل المتراكم بجنون للوفاء بالموعد المتوقّع لعودته.
القلب المضطرب و الروتين اليوميّ القلق.
أردييل الذي يأتي و يتحدّث فجأة، أو ديكاردو الذي يتنافس معه، وحتى سيروين الذي يتصرّف بودّ تجاهي و كأنه يضايقهما.
إذا أخذنا كلّ شيء في الاعتبار، كانت هذه أيّامًا مليئة بالجنون…
‘كما أن أفكارا غريبة تخطر لي فجأة.’
تمامًا مثل الآن.
بينما كنتُ أستعيد المحادثة التي أجريتُها مع كايسيس و حركاته الأخيرة دون أن أدرك، شعرتُ أن أذنيّ تسخنان لسببٍ ما.
“مجنونة، لقد فقدت صوابي. ليس هذا هو الوقت المناسب.”
ضربتُ خدّي و عضضتُ على شفتي.
‘هانويل، ذلك الرجل. ماذا يخطّط له بحقّ الجحيم؟’
كنتُ أتوقّع أن يقترب مني زعيم الأشرار مباشرة.
من المؤكّد أنه يشكّ في ما حدث في البوابة و تأكّد من شيء ما.
‘لكنه لم يفعل ذلك على الإطلاق.’
على العكس من ذلك، غادر هانويل القصر الإمبراطوريّ.
لم أُهمل مراقبته خلال هذا الوقت.
لم يكن بإمكاني أن أكون مهملة في المراقبة بينما كان زعيم الأشرار يستقرّ في قلب الإمبراطورية.
لم يكن زعيم الأشرار هذا، مهما كانت خطّته، يظهر سوى و هو يصلّي و ينشر أفكار المعبد بنشاط.
“ماذا يريد أن يفعل بالتحديد؟”
في البداية، شككتُ أيضًا في الكهنة.
لكنهم لم يكونوا يعرفون أيّ شيء، مما جعلني أشعر بقلق أكبر.
لم يكن لديّ سبب مقنع لتقييدهم، و كم كنتُ مضطربة عندما علمتُ أن لوياس ذهب أيضًا للصلاة!
“كان وفد المملكة ينشر المعتقدات المقدّسة الحقيقية دون معرفة أيّ شيء. هل هانويل هو الخائن الوحيد؟”
الوفد الذي ينشر المعتقدات المقدّسة، و التي تتعلّق بقطّتي لوسي و سيروين.
و زعيمهم الكاردينال هانويل الذي يتصرّف كقائد لهم.
‘الاثنان ليسا متماثلين.’
انتقلت أفكاري إلى لوياس.
‘يجب أن أتأكّد من لوياس أيضًا.’
لم أتمكّن من تناول الطعام مع ذلك الطفل في الأيام القليلة الماضية بسبب انشغالي، لكنني خطّطتُ لاستدعائه و التحقّق منه غدًا.
‘على الرّغمِ من أن السحرة يقولون إنه كان يصلّي فقط.’
آه، يجب أن يقـلّ قلقي.
لوياس، على وجه الخصوص، هو أول حياة غيّرتُ مصيرها و أنقذتُها، و كان الرهينة الأكثر استهدافًا من قبل الأشرار الذين كانوا يريدون ضرب الإمبراطور و الدّوقة آرييل في آن واحد.
‘إنه نقطة ضعف كايسيس و نقطة ضعفي أنا أيضًا.’
بمجرّد عودة الإمبراطور، سيكون هناك الكثير من الأشياء لمناقشتها.
بينما كنتُ قلقة و كنتُ أفكر فيما إذا كنتُ سأبحث عن لوياس على الفور، رأيتُ نافذة النّظام تتحوّل إلى اللون الأحمر فجأة ثمّ تهدأ.
انتفضتُ من مكاني بدهشة و قمتُ بسرعة.
“ماذا؟ لماذا تغيّر الرقم فجأة؟”
هل حدث شيء ما داخل البوابة؟
في تلك اللحظة، دخل مساعدي بوجه قلق بعد سماع صوت الطرق على الباب.
“ما الأمر؟”
“يا صاحبة السموّ، هناك زائرة.”
عندما استدار المساعد بوجهه المحتار، رأيتُ امرأة تقف و كأنها مختبئة خلفه.
كان وجهها قذرًا و كأنها ضاعت في الصحراء، على عكس ما كانت عليه عندما كانت مرشدة الإمبراطور، و عيناها كانتا تظهران الودّ بشكل مفرط .
“…الآنسة أناييل؟”
“يا سموّ الدوقة!”
ابتسمت على نطاق واسع، و ركضت إليّ و كأنها كلب وجد صاحبه – حسنًا، قد يكون هذا التعبير مسيئًا لشخص طبيعيّ، لكنها فعلت ذلك حقًا.
“يا صاحبة السموّ، اهىء هئ، يا صاحبة السموّ! لقد هربتُ من عائلتي!”
لا، انتظروا لحظة. نحن لسنا بهذه القرب، أليس كذلك؟
“مهلًا، يا آنسة. لحظة فقط.”
“لقد كنتُ خائفة جدًا…”
بينما كنتُ أحدّق بها متفاجئة، ركعت أناييل على الأرض و التصقت بي، و عيناها الكبيرتان مليئتان بالدموع.
“أرجوكِ أنقذيني. يبدو أن أفراد عائلتي قد جنّوا! الأخت إيزوليت أصبحت مدمنة للمخدّرات، و أعتقد أنهم تعاونوا مع أشخاص غريبين و تسبّبوا في جنون البوابة أيضًا!”
آه، ما هذا الآن أيضًا؟
بينما كان العرق البارد يتصبّب مني بسبب القصة التي ألقيتْ كقنبلة، رنّ صوت مألوف على الفور.
─دينغ!
[أنتِ تقتربين من القصة الرئيسية.
الأشرار يتحرّكون بجدية.
اجمعي دليلًا يكشف عن أفعالهم الشريرة!
اوقفي نبلاء الإمبراطورية قبل أن ينقلبوا جميعًا.
لحسن الحظ، أناييل هي من عائلة مرشدات مرموقة في الإمبراطورية.
قومي بحمايتها و تأمين الدليل!
مكافأة المهمة: جمع الأدلة.
فشل المهمة: موت أناييل.]
…لحظة.
ما هذا أيضًا؟
إذا فشلتُ في المهمة فهي ستموت؟
لم يكن الأمر متطرّفًا إلى هذا الحدّ من قبل.
“يا سموّ الدوقة؟”
“…….”
آه. شعرتُ بالدوار.
هل يجب أن أقول إنني شعرتُ بإحساس قويّ بأنني سأستقبل ضيفًا ثانيًا في البرج السحريّ؟
حسنًا، يجب إنقاذ هذا الشخص أولًا.
تمتمتُ و أنا أسحب ملابسي بصعوبة، والتي كانت أناييل متمسّكة بها بقوّة و كأنها ستتمزّق.
“…إذًا، من الأفضل أن نستمع إلى الشرح بهدوء أولًا. تفضّلي بالدخول، يا آنسة.”
في الواقع، أنا مَنٔ أراد البكاء.
تبًا لذلك.
لماذا أشعر أنني أتحمّل مسؤولية أكبر من كايسيس، الذي يكون بطل الرواية؟
التعليقات لهذا الفصل " 136"