“بالطبع سأفعل ذلك. سأتحدث مع جلالة الإمبراطور بنفسي أيضًا.”
بينما كنتُ أنظر إلى الفارس الذي بدا مطيعًا و مخلصًا بشكل غريب بعد البوابة ، فجأة أضاء شيء ما أمامي.
بالأحرى، هل يجب أن أقول أنه أصبح مشرقًا؟
“ما هذا، أيها الفارس؟”
قرّب الفارس باقة ورد صغيرة و جميلة لا أعرف متى أمسك بها، حتى وصلت إلى عينيّ.
تجمّعت فيها أزهار حمراء صغيرة بحجم قبضة يد شخص بالغ، و كان شكلها جميلًا.
حسنًا، أنا أعلم أنها جميلة. ولكن لماذا يعطيني إياها؟
‘ورود فجأة؟’
بينما كنتُ أرمش بسرعة دون فهم السبب، قام الفارس الذي بدا وجهه أكثر احمرارًا من الورد الصغير الذي يحمله بإنزال عينيه بخجل.
بخجل.
نعم ، بخجل حقًا!
“أعلم أنكِ لا تحبين مثل هذه الأشياء.”
واصل حديثه و عيناه تتفاديانني، غير قادر على النظر إليّ مباشرة.
“لكنني آمل أن تقبليها.”
“…….”
تصبّبتُ عرقًا باردًا في داخلي.
هذا الفارس، الذي تصرّف في البداية و كأنه سيطعنني و يقتلني بمجرّد أن ألتقي بعينيه، أصبح موقفه ليّنًا بشكل ملحوظ في يوم من الأيام.
هذا مقبول إلى حد ما.
لكن هذا التغيير الجذريّ، ألا يبدو و كأنه اكتشف شيئًا ما؟
لا يمكن أن يكون.
‘لم يكتشف أنني أنا هي المرشدة التي قدمت له الإرشاد في البوابة…؟’
شعرتُ و كأنني سأصرخ.
نعم، من الناحية النظرية، يمكن أن يظهر المستيقظون أو المرشدون من بين السحرة أيضًا.
في الوقت الذي كانت فيه العلاقة بين المجموعتين في أسوأ حالاتها، فإن إخفاء هويتي قد يكون سببًا للقتل، لكن ربما ليس بهذا القدر الآن.
‘لكن أنا مختلفة.’
قيود النّظام.
في الوضع الحاليّ بينما لم أجمع قطع “؟؟؟؟” بالكامل، إذا تـمّ الكشف عن هويتي لشخصية رئيسية، فستفشل مهمتي الرئيسية.
ابتلعتُ شعوري بالأسف تجاه الفارس ذي التعبير الخجول و تحدّثتُ ببرود.
عيناي مثبتتان على يده الكبيرة التي تحمل باقة الورد الصغيرة.
“هل هذا تجاهل في حقي؟ اشرح بوضوح لماذا يجب أن أقبل باقة ورد منك.”
اهتزّت كتفا الفارس الكبيرتان بشكل ملحوظ.
“لـ، ليس الأمر كذلك.”
“إذًا.”
همس ديكاردو، الذي كان مرتبكًا و لا يعرف ماذا يفعل، بصوتٍ بدا و كأنه ينسحب.
“لقد عالجتني داخل البوابة، أليس كذلك؟”
“سيروين الكاردينال هو مَنٔ عالجك. أنتَ تعلم ذلك، أليس كذلك؟”
“لكن، لكن سعادته أوضح أنكِ أنتِ مَنٔ وجدني و طلبتِ منه أن يعالجني، يا صاحبة السموّ.”
سيروين اللعين.
لقد طلبتُ منه أن يشرح بإيجاز، لكنه تكلّم بهذه الطريقة.
نظرتُ إلى الرجل الذي أصبح صوته خافتًا لدرجة أنه لم يعد مسموعًا، كصوت البعوضة، و أنا أقاوم رغبتي في العبوس بوجهي.
الشخص ذو الختم النّصفيّ.
بصراحة، هو واحد من المستيقظين المنتمين إلي.
“لذلك أردتُ أن أقدمها. لم تكن نيتي أبدًا أن أتصرف بوقاحة تجاهك، يا صاحبة السّمو…”
من المؤكّد أنه لو أحضر هدية باهظة الثمن كشكر، لكانت شخصية الدوقة آرييل قد رفضتها على الفور.
لكن إذا كان بهذا القدر.
‘هل يمكنني قبولها؟’
تنهّدتُ و أنا أنظر إلى الفارس الضخم الذي بدا وكأنه على وشكِ أن يحفر حفرة و يدخل فيها.
“حسنًا.”
مجرد هذه الكلمة الواحدة.
“ضعها هناك.”
لم أتوقع منه أن يبتسم بتلك البراءة عند سماع ذلك الإذن القصير.
ارتسمت على وجه الفارس الذي كان عادةً صامتًا كالصخرة، تعابير مشرقة كابتسامة طفل.
“شكرًا لكِ، يا صاحبة السموّ!”
“…لا داعي للشكر. أنت هو مَنٔ وافق بسخاء على طلبي. لا تخطئ الفهم.”
آه، يا للدوقة آرييل الباردة.
لماذا أنا الدوقة آرييل بالتحديد!
شعرتُ بلسعة من تأنيب الضمير كادت أن تسقطني، فقمتُ بنشر طاقة الإرشاد بحذر كمكافأة على الهدية.
‘بشكل دقيق جدًا، قليل فقط.’
بقدر يجعله يشعر بالراحة و كأنّ عضلاته المتشنّجة تسترخي مع كلّ نفس.
لن يلاحظ ديكاردو، الذي لا يتمتّع بحسّ مرهف، الأمر تمامًا، لأن الطاقة لا تلامسه مباشرة.
‘لا توجد أيّ مرشدة، لا في حياتي السابقة ولا الآن، يمكنها مواكبة قدرتي على التحكّم!’
ألقيتُ نظرة سريعة على باقة الورد التي بدت وكأنها صُنعت و ليست مشتراة من مكان ما، ثم نظرتُ خلسة إلى وجه الفارس الذي كان يسترخي تدريجيًا في الغرفة المليئة بالطاقة المنتشرة.
‘هذا يكفي على الأرجح. بما أنه لم يدخل البوابة، فلا داعي لتقليل المستوى أكثر.’
كان ذلك عندما كنتُ على وشك سحب الطاقة.
انفتح الباب فجأة محدثا ضجّة.
“أيها الفارس! هل تقابل سيّدتي بمفردكَ مرة أخرى!”
آه.
تنهّدتُ بصوت عالٍ بسبب الصوت الصارخ.
ما هذا اليوم؟ لماذا يبدو أنني ألتقي بهم جميعًا؟
“من الأفضل أن تطرق الباب قبل الدخول.”
“أنا المساعد الساحر للسيدة! و لديّ مهمة أكثر أهمية من مهمتكَ أيها الفارس.”
“التصرف دون إلقاء التحيّة و أنتَ أمام الدوقة يبدو وقحًا.”
“هاه! صحيح، يا سيّدتي. مرحبًا. لقد انتهيتُ للتوّ من البحث و أسرعتُ للقدوم!”
الرجل الذي جلس بسرعة بجواري بابتسامة مشرقة هو أردييل، أصغر ساحر في البرج السحريّ، و الذي يدّعي بلطف أنه مساعدي الساحر.
“آه، غريب. كنتُ متعبًا جدًا لدرجة أنني كدتُ أموت، لكن الجوّ هنا لطيف. أيها الفارس، هل أكلتَ شيئًا جيدًا بمفردك؟ آه، ما هذه الورود! أيها الثعلب الماكر! هل أعددتَ شيئًا كهذا بنفسكَ لتثير إعجاب سيّدتي!”
“هاه. انتبه لما تقوله. و عليكَ أن تقول الحقيقة، ألستَ الآن لستَ مساعد ساحر؟”
“هاه، مضحك. لا تقل مثل هذه الحقائق! يا سيدتي، سأكون مساعدكِ الساحر إلى الأبد. فقط اطلبي مني ذلك، حسنًا؟”
آه، مزعج.
لكن ضحكة خفيفة خرجت مني أيضًا.
كان الشيء الواضح هو أن ذلك الساحر الجميل المزعج يمتلك سحرًا يجعلكَ لا تستطيع أن تكرهه تمامًا.
بفضل أردييل الذي تدخّل مثل عصفور صغير ثرثار، بدا أن الجوّ المتوتّر قد خفّف قليلًا أيضًا.
‘حسنًا، ابـقَ و تحدّث أكثر.’
بما أن أردييل أيضًا مستيقظ ذو ختم نصفيّ معي، فسيشعر براحة في جوّ هذه الغرفة، حتى لو لم يستخدم قوّته.
‘قليل بعد.’
و بينما كنتُ أستمع إلى محادثتهما، والتي كانت واضحة أنهما أصبحا مقرّبين في جوّ مريح دون علم، انفتحت المساحة فجأة.
و اقتحم الغرفة شخص كان يحمل الكثير من الأشياء على كتفه و كأنه يجهز حقيبة سفر.
“يا عزيزتي. لقد وصلت…”
لا تنادني بهذا اللقب، أرجوك!
بالطبع، ساد الصمت البارد و الثقيل في الغرفة.
“…….”
“…….”
“…….”
آه، أشعر بالدوار.
هل يمكنني أن أتركهم يتحدثون مع بعضهم البعض و أهرب أنا؟
كان ردّ فعل أردييل هو الأسرع.
قفز كقطة تـمّ الدوس على ذيلها، و التصق بي و صرخ بصوتٍ غاضب.
“هذا، هذا، لماذا هذا الشّخص هنا! لا، هل كنتَ مستيقظًا طوال هذا الوقت؟”
لم يكن ردّ فعل ديكاردو أقلّ حدة.
لقد سحب سيفه أمامي مباشرة.
“يا صاحبة السموّ. إذا أمرتِ، فسأهاجم. حتى لو كان كاردينالًا، فهو مستيقظ يخفي هويته. وهو أيضًا شخص اقتحم مكتبكِ دون إذن!”
عبستُ بوجهي عندما رأيتُ الموقف يتصاعد، أما سيروين، الذي بدا متفاجئًا قليلًا في البداية، فرفع زاوية فمه و هو يشبك ذراعيه و كأنّ الوضع أصبح ممتعًا.
أنتَ، لا تضحك.
هل هذا مضحك؟
“عزيزتي.”
“هذا اللقب! سيّدتي، هذا الشّخص مجنون على الأرجح!”
“سموّ الدوقة، إذا أصدرتِ الأمر، فسأقتله…”
نقرتُ بأصابعي.
“فليصمت الجميع.”
بعد أن نظرتُ إلى أردييل الذي بدا مظلومًا، و ديكاردو المتوتّر، و سيروين اللعين الذي كاد يموت من الضحك لأنّ الوضع ممتع، تحدثتُ بهدوء وسط هذه الفوضى.
“كنتُ سأعلن عن هذا قريبًا. أقدّم لكما الكاردينال سيروين . من المؤكّد أنكما تعرفان أنه أنقذنا جميعًا و عالجنا داخل تلك البوابة.”
نعم، اعتقدتُ أنه سيكون من الجيد أن أعلن هنا أنّه أصبح ضيفًا على البرج السحريّ.
“سيبقى كضيف في البرج السحريّ في الغرفة المجاورة لي.”
─دينغ!
[تجمّع ثلاثة من المستيقظين المختومين.
يشعرون بالاستقرار بسبب قوّتكِ.
كما أنهم مرتبكون بسبب إعلانكِ.
يقع أردييل في غيرة شديدة.
يقع ديكاردو في غيرة شديدة.
شخص ما اكتشف هذا الموقف من مكان ما و يقع في غيرة شديدة…]
أيّها النّظام، انتبه!
ما تلكَ الكلمات الأخيرة مرة أخرى؟
‘لقد انكشف أن سيروين مستيقظ، اللعنة!’
سواء تنهّدتُ أم لا، لوّح سعادة الكاردينال للرجلين المذهولين بغيظ.
التعليقات لهذا الفصل " 134"