“….”
“بسببـكِ، ستتغيّر أشياء كثيرة. هل أنـتِ واثقة من قدرتكِ على تحمّل ذلك، مياو؟”
كنتُ سأقول “بالطّبع”، لكن، لسببٍ ما، تجمّد فمي للحظة.
كأنّ هناك جملةً لا يجب أن أجيب عنها بسهولة.
“أنـتِ إنسانةٌ غبيّة و ضعيفة، مياو. لكن البشر عادةً هكذا، مياو. أنا أحبّ مراقبة هؤلاء البشر، مياو.”
كما لو كانت تخمّن أفكاري، ضحكت القطّة السمينة بوقاحة، مطلقةً لسانها الأحمر.
يا إلهي، كانت وقحة للغاية.
هل هي إنسان أم حيوان؟ كيف يمكن لها أن تُظهر تعابير متنوّعة كهذه بوجهٍ بلا تعبير؟
نقرت القطّة بلسانها وهي تنظر إليّ، بطريقةٍ مختلفة.
طق، طق.
ضرب ذيلها السميك الأرض.
“افتحي أذنيكِ و استمعي جيّدًا، مياو! من أجلكِ، أيتها الغبيّة، سأمنحكِ الحلّ بعظمتي، مياو! اسألي، مياو. ألم تنظري إلى نافذة النظام، مياو؟ هل أنـتِ غبيّة، مياو؟ يبدو أنّـكِ نسيتِ حتّى المكافأة التي حصلتِ عليها، مياو!”
“المكافأة التي حصلتُ عليها؟”
“نعم، مياو!”
أشارت القطّة السمينة بمخلبها الأماميّ إليّ.
“مرّة واحدة في اليوم، يمكنكِ أن تصبحي شخصًا آخر، أليس كذلك، مياو؟ يمكنـكِ استخدام ذلك لزرع فكرة في ذهن الإمبراطور، مياو!”
“آه.”
يبدو أنّها تتحدّث عن مكافأة المهمّة تلك.
المكافأة التي حصلتُ عليها لمنع فقدان الإمبراطور للسّيطرة، والتي تتيح لي استخدامها مرّة يوميًّا لأظهر بشكلٍ مختلف.
إذا استخدمتُ ذلك للإرشاد بصفتي شخصًا آخر غير الدّوقة آرييل، فقد لا يربط الإمبراطور بين آرييل و المرشدة.
لأنّني سأبدو كشخصٍ مختلف تمامًا.
و إذا كان البحث مبنيًّا على معلوماتٍ زائفة، فسيواجه صعوباتٍ لفترةٍ طويلة.
ليست فكرةً سيّئة.
لكن…
‘هذا يعني السّير مباشرةً نحو الخيار الثّاني. و يجب أن أذهب لإرشاد الإمبراطور يوميًّا!’
بالطّبع، يجب أن أرشد الإمبراطور.
لقد تلقّيتُ المهمّة.
لكن، كان هناك شيءٌ يجب التّفكير فيه أوّلًا.
لقد تلقّيتُ مهمّة إمّا بقطع الوسم غير الكامل و إيجاد البطلة الرّئيسيّة، أو أن أصبح مرشدةً كاملة.
وما زلتُ لم أختر أحد الخيارين.
‘لأنّ…’
بمجرّد عودة مساعدي من إجازته، كنتُ قد كلّفتـه بالبحث عن البطلة الرّئيسيّة.
لكن الرّد كان:
‘أمم، سيّدتي. بخصوص العائلة التي أمرتِ بالبحث عنها… تلقّيتُ ردًّا بأنّها غير موجودة حاليًّا.’
‘ماذا تعني؟ هل تعني أنّ العائلة نفسها غير موجودة؟’
‘ليس هذا، بل يبدو أنّ وجودها مُحـي تمامًا، لا أثر لـه.’
‘….’
‘هل أواصل البحث؟’
شعرتُ باليأس.
بطلتي الرّئيسيّة، خلاصي، اختفت؟ كيف يمكن ذلك؟
و مع ذلك، أن أذهب كلّ ليلة متخفّية كشخصٍ آخر لإرشاد الإمبراطور؟
ماذا لو أصبح الوسم الغير مكتمل كاملًا؟
“ماذا لو أصبح الوسم الغير مكتمل كاملًا؟”
“أيتها الإنسانة الغبيّة، انظري للأعلى، مياو.”
أشارت القطّة الوقحة، التي ضحكت بنزعةٍ ساخرة، إلى فوق رأسي.
عندها، طعنتني تلك الومضة التي حاولتُ تجاهلها منذ البداية.
نعم، كانت هناك.
مستوى خطر فقدان الإمبراطور للسّيطرة.
“عليكِ الذّهاب على أيّ حال، مياو.”
“أعرف ذلك، أيتها القطّة.”
منذ لحظة اكتشافها، و حتّى مواجهتي للإمبراطور، كان ذلك يطعن قلبي باستمرار.
كما كتب في الرّواية، لم يكن الوضع في الإمبراطوريّة متفائلًا.
كان أكثر بؤسًا من الوضع في كوريا، حيث كان يتمّ إدارة المستيقظين و المرشدين بشكلٍ منهجيّ.
كان النّبلاء و السّحرة يتولّون النّظام و التّنظيم الخارجيّ، بينما كان المستيقظون و المرشدون يقاتلون مراهنين بحياتهم.
لأنّ السّجلّات و المعلومات هنا كانت ناقصةً جدًّا مقارنةً بكوريا.
لم يكن لديهم أدواتٍ دقيقة لتحديد نسبة التّوافق، سوى بأداةٍ طوّرها السّحرة تعتمد على تغيّر اللّون عند وضع اليد عليها.
كانت المعرفة بكيفيّة استخدام قدرات المرشدين ناقصةً بشكلٍ ملحوظ.
حتّى المرشدين من فئة A هنا كانوا كذلك، بحسب ما رأيتُ.
لذا، حياة مستيقظٍ من فئة SSS وحيدًا ستكون جحيمًا بحقّ.
الإمبراطور في هذه الرّواية لم يكن شخصًا يضحك و يتسلّى أو يضغط على النّبلاء المحيطين في ظلّ سلطةٍ قمعيّة.
لقد ألقى بنفسه في معارك تنزف فيها الدّماء و اللّحم.
قاتـلَ بلا كلل.
إذا لم تكن مجرّد سطورٍ في روايةٍ للتّسلية، بل حياة شخصٍ حيّ، فستكون جحيمًا حقيقيًّا.
أمسكتُ رأسي.
“إذا قبلتُ هذا و أرشدتُ الإمبراطور كلّ ليلة، ماذا لو استعاد وعيه و أمسكَ بي حتّى يزول سحر التّخفّي؟ سيكتشف أنّني الدّوقة آرييل.”
“النّظام في صفّـكِ ، مياو. لذا لا تخافي و اذهبي و تحقّقي بنفسكِ، مياو.”
آه، لا أعرف.
بينما أنظر إلى مستوى خطر فقدان الإمبراطور للسّيطرة، الذي بدأ يتحوّل من البرتقالي إلى الأحمر، وجدتُ نفسي أمام نفس الخيار السّابق.
“أنـتِ مَـنْ أنقذته، أليس كذلك، مياو؟”
“….”
“عدم فعل شيء و انتظار أن تحلّ الأمور من تلقاء نفسها هو جبـن، مياو.”
كانت القطّة محقّة.
إمّا أن أشارك بنشاط و أغيّر مسار حياتي، أو أجد شخصًا يمكنه قلب الوضع لصالحي.
“أنا…”
بينما كنتُ أنظر إلى عيني القطّة الصّفراوين المتلألئتين، وضعتُ يدي على نافذة النّظام:
“أريد أن أعيش.”
بأيّ وسيلةٍ كانت.
نزلتُ عبر النّافذة المقسّمة إلى الخيارين 1 و2، و سحبتُ للأسفل.
ظهرت النّافذة التي رأيتها سابقًا:
[لا تستسلمي.
لمساعدتكِ على إكمال المهمّة بسهولة، نقدّم مكافأةً مناسبة.
المكافأة: هويّة مزيّفة (اضغطي)]
نعم، لا أعرف ماذا يريد هذا النّظام بالضّبط، لكنّه لن يقتلني الآن.
آمنتُ بذلك و نقرتُ بقوّة على نافذة الحالة.
****
كانت تجربةً غريبة حقًّا.
بعد أن اجتاحني ضوءٌ ساطع، وجدتُ نفسي واقفةً في ممـرّ القصر الإمبراطوريّ.
ارتعبتُ و حاولتُ الاختباء، لكن عينيّ تقابلتا مع عينيّ فارسٍ يبدو أنّه في منتصف التّبديل.
بينما كنتُ أفكّر بسرعة في أيّ عذرٍ لأقدّمه وأنا متصلبة، مـرّ بي الفارس بتعبيرٍ غير مبالٍ.
‘ألم… يتعرّف عليّ؟’
يبدو أنّني أبدو كشخصٍ آخر، ولا أثير أيّ شكوكٍ غير ضروريّة.
كأنّ النّظام يحميني تمامًا!
‘إذا كان الأمر هكذا، فقد يكون جيّدًا.’
استقامت كتفاي، اللتان كانتا منحنيتين كاليرقة، بشكلٍ طبيعيّ.
ربّما أبدو كخادمةٍ في القصر الإمبراطوريّ.
‘هل يمكنني الهروب هكذا دونَ أن يعرفوا؟’
مـرّت فكرةٌ جبانة سريعًا، لكنّني هززتُ رأسي.
حتّى لو هربتُ، لن يتركني النّظام بسهولة، و ستفشل المهمّة، و ستتلاشى روحي.
‘لنجرّب بطريقةٍ ما. أستطيع فعلها. كم سنةٍ قضيتُ بين المستيقظين الأوغاد!’
تبعتُ السّهم الذي ظهر فجأة على أرضيّة القصر الإمبراطوريّ و سِرتُ في الممرّ بشكلٍ طبيعيّ.
على الرّغمِ من المسافة الطّويلة، بدأتُ أشعر بهالةٍ قويّة تخزّني.
هالةٌ شرسة بشكلٍ مذهل.
ربّما، كما نُقلتُ فجأةً إلى القصر الإمبراطوريّ، سأعود إلى غرفتي بعد إكمال مهمّة الإرشاد.
‘بمعنى، إذا أكملتُ الإرشاد بأمان دون أن تُكتشف هويّتي.’
على عكس التّحذير من لمس الإمبراطور كدوقة آرييل، لم يكن هناك تحذيرٌ في هذا الشّكل، وهو أمرٌ مضحك.
هل هذا يعني أنّ قدرات هذا النّظام تتجاوز المستيقظين و المرشدين في هذا العالم؟
لكن، يجب أن أمحو هذه الأفكار الجانبيّة.
انتهى توجيه النّظام اللطيف، و ظهر أمامي بابٌ فخمٌ وثقيل.
“هاه.”
أريد العودة إلى المنزل حقًّا.
ارتجفت يدي.
من خلف الباب المغلق، كانت هناك هالةٌ قاتلة، كأنّها تمزّق الجلد، تتدفّق.
المرشدون، مثل الأشخاص العاديين، يُطغى عليهم بهالة المستيقظين.
لكن، لأنّ هذه الهالة مرئيّة و محسوسة على الجلد، فهي مختلفة بالضّرورة.
‘اللعنة، أيّها الرّجل المجنون.’
لم يمـرّ وقتٌ طويل منذُ افتراقنا. لكن، أن يصل إلى هذه الحالة في وقتٍ قصير، كم استخدم من القوّة؟
كبحتُ رغبتي في الصّراخ و وضعتُ يدي على مقبض الباب.
كما يليق بباب القصر الإمبراطوريّ الباهظ، انفتح دون صوت.
رأيتُ ظلًّا أسود.
ثمّ…
شويك!
مرّت هالةٌ باردة تقطع الهواء، ملامسةً خدّي.
في الوقت نفسه، تدفّق دمٌ ساخن على خدّي.
تجمّدتُ تمامًا.
اشتعلت مشاعر الاستياء تجاه القطّة السمينة، التي ربّما تمضغ ماكرون الآن في غرفتي، كالنّار.
ألم تقولي أنّ الأمر سيكون على ما يرام، أيتها القطّة اللعينة؟
“مَـنْ أنـتِ؟”
عندما فتحتُ عينيّ، اللتين أغمضتهما بقوّة، دون أن أمسح الدّم، رأيتُ عينين زرقاوين تلمعان بشراسة في الظّلام.
رجلٌ لا يمكن أن أخطئ به حتّى في الحلم.
كان كايسيس هناك.
ولم يبـدُ في وعيه.
“أنـتِ…”
وجهٌ مشوّه تمامًا، مغطّى بالعرق البارد، و صدرٌ عارٍ.
ظلٌّ مشوّه بالألم.
يـدٌ ممدودة.
“هل أنـتِ وهـم منّي؟”
كان هذا مستيقظًا في حالة إجهادٍ مفرط، وهي حالةٌ رأيتها مرارًا وأنا أعمل كمرشدة في السّابق.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"