كان شعورًا يشبه المشي وسط الضباب.

 

كان هناك شيء يجعلني متحمسة للغاية، و شيء آخر يجعلني أشعر بتحسن.

 

شعرتُ و كأن شخصًا ما مسح على خديّ اللذين كانا يعانيان من الحرارة الشديدة.

 

حينها، تصرّفتُ بأنانيّة لا تشبهني.

 

تصرف أناني، إنه حقًا شيء قد يحدث في الأحلام فقط.

 

‘لم أفعل ذلك أبدًا، لا في حياتي الحالية ولا في حياتي السابقة.’

 

لكن ذلكَ كان شعورًا متحررًا للغاية.

 

لقد كشفتُ عن مشاعري الحزينة بصدق، و تلقيتُ العزاء من شخصٍ ما.

 

كانت اللمسة التي تمشّط شعري برفق تبدو و كأنها تخفف الألم الناجم عن الحمّى حتّى، مما جعل الابتسامة السعيدة لا تفارقني.

 

شعرتُ و كأنني همستُ بخفوت ، كما لو أنني أجريتُ محادثة ممتعة مع شخص ما، و كأنني رأيتُ أجمل شيء في العالم.

 

“آه.”

 

[انتهت الحالة الغير عادية.]

 

ما رأيته عندما فتحتُ عيني كان نافذة النظام.

 

بمجرد أن نهضتُ من السرير، أصبحتُ بخير تمامًا كأنني لم أكن مريضة بشكل فظيع أبدًا.

 

“شعرتُ و كأنني رأيتُ حلمًا طويلًا جدًا.”

 

يبدو أنني قضيتُ وقتًا ممتعًا في حلم جيد، كما قال النظام، رغمَ أنني لا أتذكره.

 

بالنظر إلى أن قلبي لا يزال ينبض، هل يجب أن أقول إنني أشعر و كأن شيئًا جيدًا جدًا قد حدث؟

 

‘لسبب ما، أشعر و كأن شفتي تؤلمني قليلًا.’

 

لا بد أنني عضضتُ شفتي أثناء النوم .

 

أدرت رأسي و رأيتُ بطلة الأنفاس المتقطعة.

 

“يا لهذه القطة السمينة.”

 

قطتي السوداء لوسي، كنتُ آمل أن تشرح لي بعض الأمور عن نفسها في ذلك اليوم، لكن منذ ذلك الحين، عادت إليها عادة التجوال مرة أخرى.

 

“كوني حذرة، يا لك من حمقاء.”

 

أعلم الآن أن لوسي تتجول في البوابات لسبب ما، لكن لا يسعني إلا أن أقلق بشأن ما إذا كان هذا المخلوق الصغير قادرًا على الخروج من هناك سالمًا.

 

و مع ذلك، فإن القطة السمينة، مرشدة نظامي غير المبالية و تجسيد الحاكم العظيم، كانت نائمة بينما تصدر أصوات مضغ.

 

“لدي الكثير لأفعله.”

 

من المؤسف أن اليوم الذي سقطتُ فيه بسبب الأعراض الجانبية المفاجئة قد ضاع، لكن على أي حال، لقد انتهت الحالة الغير عادية.

 

أول شيء يجب علي فعله هو…

 

‘ليلييتا.’

 

أن أكتشف بالضبط ما تفعله تلك المرأة وما هو هدفها الحقيقي.

 

“أنا بحاجة إلى معلومات.”

 

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك شيء واحد يجب أن أعـدّه مسبقًا للأحداث القادمة.

 

رفعتُ يدي بسرعة، و ظهرت نافذة وصف المهارة التي توسلتُ للحصول عليها من لوسي.

 

[المهارة: تـمّ الحصول على القناع.

هو نسخة محسّنة من مهارة مكافأة المهمة التي كانت تعمل في الأصل بمظهر خادمة.

يمكنكِ خداع الجميع بالمظهر الذي تريدينه.

تطبيق لمدة ست ساعات في اليوم.

خلال الأوقات الأخرى، تعودين إلى مظهرك الأصلي، لذا يجب توخي الحذر الشديد.]

 

“ست ساعات.”

 

إنه وقت قد يكون قصيرًا أو طويلًا.

 

عندما يتم عرض التحفة أردييل السحرية بشكلها الكامل في المستقبل، سيتم استخدامها لجمع مرشدات الإمبراطورية و إظهار معدلات التوافق مع الإمبراطور للجميع.

 

أنا أيضًا سأتقدم لإثبات أن ليلييتا، تلك المرأة، مزيفة.

 

لكن كانت هناك مشكلة واحدة.

 

“هيلاريا ، الدّوقة آرييل، لديها الكثير لتفعله.”

 

في تلك اللحظة، و كأن النظام قد قرأ أفكاري، تمت إضافة سطر في نهاية الوصف التفصيلي للمهارة.

 

[لتحقيق استقرار المهارة، أضيف شرط، ذريعة.

يمكن إدخال بديل واحد يمكن تبديل المهارة معه.

البديل: (فارغ) هل ترغب في التحديد؟]

 

تألقت عيناي ببريق.

 

هذا يعني أنه يمكنني اختيار شخص ليحل محلي في اللحظات الخطرة، أليس كذلك؟

 

في هذه الحالة، هناك شخص واحد فقط يتبادر إلى ذهني.

 

هذا الشخص الذي يبتسم بابتسامة ماكرة، و لكنه يعرف كل ظروفي.

 

الرجل الذي يمكنني الوثوق به بفضل ارتباطنا من خلال النظام.

 

الكاردينال، سيروين.

 

للقيام بذلك، يجب أن أُبقيه بجانبي.

 

قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء…

 

لكن لا خيار لدي.

 

“يجب أن أجعله ضيفًا على البرج السحري.”

 

همستُ و كأنني أبرر الأمر لشخصٍ ما، رغمَ عدم وجود أحد يسمعني.

 

كان شيئًا غريبًا حقًا.

 

*    *      * 

 

كانت العاصمة في حالة من الفوضى.

 

كان مواطنو الإمبراطورية، و خاصة أولئك الذين يعيشون في العاصمة الإمبراطورية، يخافون و يحترمون الإمبراطور الذي يمتلك قوة جبارة كالوحش، و المكانة التي لا تشبه البشر و التي يظهرها فرسان الإمبراطور.

 

لكن الوضع تغير.

 

“ألم تسمع أنه تـمّ فتح بوابتين أمام جلالة الإمبراطور؟”

 

“لم يحدث شيء كهذا من قبل… إذا لم تكن هذه كارثة، فماذا يمكن أن تكون؟”

 

“ألم يتم سحب سيّدة السحرة أيضًا؟ يا إلهي، ماذا كان سيحدث لو لم يتمكن أقوى شخصين في الإمبراطورية من الخروج من البوابة؟ إنها نهاية العالم، نهاية العالم!”

 

البوابة التي تجرأت على الظهور أمام الإمبراطور و ابتلعت أقوى شخص في الإمبراطورية.

 

الاندفاع (الجنون).

 

و لم يكن ذلك كل شيء.

 

“هل سمعت ما حدث في محل الأقمشة أول أمس؟ غريب، تلك الفتاة الهادئة كانت مستيقظة.”

 

“يقال إنها قتلت شخصًا. هل من الممكن أنها استيقظت للتو؟”

 

“لو كان الأمر كذلك، لكان فرسان الإمبراطور قد أخذوها. لكن يقال أنها كانت في الأصل مستيقظة من الفئة C و ليست قوية، لكنها أطلقت قوتها بشكلٍ عشوائي و كأنها اندفعت فجأة.”

 

“تلك الجرعة التي كان يتم تداولها في السوق… ألم يقم فرسان الإمبراطور بجمعها؟”

 

“مَنٔ يدري ما إذا كانوا قد قضوا عليها بالكامل. سمعتُ أنه بمجرّد تذوقها، يصبح من المستحيل الإقلاع عنها!”

 

حادثة كان يُعتقد أنها ستخمد بجهود فرسان الإمبراطور المنظمين.

 

الجرعة التي تجعل الناس غريبين.

 

سواء كانت قد عادت للتداول، بدأت تحدث حوادث متكررة حيث يندفع المستيقظون فجأة و يقومون بأذية الناس.

 

“هل سمعت؟ وصل شخص نبيل جدًا من وفـد المملكة…”

 

“يقال إنهم سيقيمون جلسات صلاة حتى لنا نحن العامة الذين يصعب علينا دخول المعبد!”

 

في الإمبراطورية، حيث تبرز أنشطة المستيقظين الأقوياء و المرشدين و السحرة الأكفاء، لم تكن قوة المعبد قوية جدًا في الواقع.

 

حتى القليل من عامة الشعب كانوا يؤمنون بالمعبد.

 

و لكن في هذه الأيام التي تنتشر فيها مثل هذه الأحداث المقلقة و المروعة ، تتجه أنظار الناس إلى قديس المملكة الذي يصلي معهم دون تمييز في الشروط أو المكانة.

 

الكاردينال هانويل.

 

“يُقال إنه يمكن لأي شخص أن يأتي للصلاة.”

 

“و هم يوزعون أيضًا الماء المقدس. يقال إن الأشخاص الذين يشربون منه و يخلدون للنوم يحلمون أحلامًا سعيدة جدًا.”

 

“همم، حقًا؟ هل أذهب أنا أيضًا؟”

 

“مَنٔ يدري. ربما إذا صليت، فلن تتورط في اندفاع البوابة!”

 

كانت هذه الفكرة تنتشر.

 

على الرغم من اختلاط أشياء غريبة ببراعة بداخلها، لم يكن هناك أحد حتى الآن قد لاحظ الأعراض الغريبة.

 

‘ابحث عن أثر الحاكم.’

 

‘ابحث عن أثر الحاكم.’

 

ابحث عن وجود الحاكم الكاذب المختبئ في مكان ما!

 

“تفضلوا بالدخول.”

 

الكاردينال، هانويل.

 

الشخص الذي يُدعى تلقائيًا بالقديس بسبب أفعاله التي تعتني بمواطني الإمبراطورية.

 

لم يرفض أحدًا.

 

و إذا كان هناك شخص يرغب فيه، كان يذهب إليه و يمد يده.

 

على سبيل المثال، كما في هذه اللحظة بالذات.

 

“لقد أتيت.”

 

ابتسم هانويل بلطف و مد يده.

 

شخص كان ينتظره طوال الوقت. ضيف صغير جدًا.

 

الضيف الثمين الذي اقترب من الكاردينال الذي كان يصلي في القصر الإمبراطوري، ممسكًا بيد الساحر الذي بدا و كأنه حارسه.

 

‘دليل أثر الحاكم.’

 

مـدّ الأمير الصغير المتردد ورقة مكتوبة بخط صغير و لطيف.

 

– هل يمكنني أن أصلي أنا أيضًا؟ هل يمكن تحقيق أي شيء؟

 

الأمير الذي يريد أن يتكلم.

 

“بالتأكيد يا صاحب السمو لوياس.”

 

– أريد أن أتكلم.

 

أريد أن أصبح ساحرًا عظيمًا و أساعد معلمتي.

 

أريد أن أكون عونًا لأخي جلالة الإمبراطور.

 

“هذا أيضًا ممكن.”

 

الروح الضعيفة التي ترغب في ألا يتأذى الأشخاص الذين حولها.

 

ربّما هو طفل مبارك انحرف مساره بشكل كبير بفعل لمسة شخص ما مرة واحدة.

 

إذا تـم الإمساك بهذا الطفل كنقطة ضعف، فسوف يقع الشخص الذي يملك أثر الحاكم أيضًا في الفخ.

 

ابتسم هانويل ابتسامة عميقة.

 

“يمكنكَ أن تتمنى ما تشاء.”

 

عوُضعت يد الأمير الصغيرة و الرقيقة على يده.

 

“سوف يتم تلبية أمنيتك بالتأكيد.”

 

– أريد أن أصلي.

 

“تفضل بالدخول. نحن نرحب بسمو الأمير في أي وقت.”

 

عينا الأمير البريئتين امتلأتا بابتسامة الكاردينال الوديعة.

 

لم يكن الأمير الصغير يعرف أي شيء عن الشيء المروع الذي فتح فكيه أمامه، و قام باتخاد خطوات إلى الداخل.