كانت عينا ليلييتا الذهبيتان، اللتان بدتا لطيفتين و دافئتين و هما تنظران إلى الإمبراطور والآخرين، تحدقان بي ببرودة.
“قد تظهر مرشدة ذو قدرة مذهلة. لكن، أليس علينا التحقق مما إذا كانت هي حقًا الشريكة الذي تحدث عنها جلالة الإمبراطور؟”
خطت المرأة ذات الشعر الأشقر المائل للحمرة التي كانت تستمع لحديثي بهدوء خطوة إلى الأمام.
“اسمحي لي أن أحييكِ مرّةً أخرى، سموّ الدّوقة آرييل. أنا أدرك تمامًا ما تقصدينه. لا بد أن الشك يسـاوركِ.”
كان ظهرها المنتصب، و ابتسامتها الواثقة اللطيفة، ونظرة عينيها التي لا تتجنب التحديق، جميعها تبدو بريئة حقًا.
“لكنني أخبرت جلالة الإمبراطور بالذكريات التي تعرفها مرشدته فقط. ألا يعد هذا أوضح دليل يأكد هويتي؟”
سارعتُ بتغيير نظري.
كان كايسيس قد أزال ابتسامته بالفعل، و أومأ برأسه تعبيرًا عن أن كلامها صحيح، بعلامة تحمل تعبيرًا جادًا.
شعرتُ بالذهول للحظة.
‘حتى لو كانت بطلة الرواية الأصلية، هل هذا منطقي؟’
هل تقصد هذه المرأة أنها علمت و تحدثت عما حدث عندما زرتُه ليلًا؟
كيف عرفت ذلك؟
كانت زيارتي له ليلًا وقتًا سريًا لم ينكشف لأي أحد.
كنت أنتقل عبر النظام، و تمكنتُ من الاقتراب منه مع إرباك رؤية الإمبراطور الذي يمتلك يقظة من المستوى SSS.
لكن كيف عرفت بالضبط لتتحدث عنها و كأنها ذكرياتها؟
كما لو أنها تستطيع التلصص على الذكريات.
‘من المؤكد أن ليلييتا الأصلية لا تملك مثل هذه القدرة.’
في تلك اللحظة، رفرفت المرأة بعينيها.
بمجرد أن جالت بنظراتها في الأرجاء بعينين رطبتين تكاد تذرفان الدموع، ارتسمت على وجوه مَنٔ تقاطعت نظراتهم معها تعابير متفاجئة.
مجرد نظرة واحدة.
و بهذا القدر فقط، كانت تكسب ود الأشخاص داخل قاعة الاجتماعات هذه.
‘إذا كانت هذه هي قوة البطلة، فهي حقًا مرعبة.’
و كأن ليلييتا كانت تعلم أن أولئك الذين يراقبونها هم الشخصيات الأساسية في الإمبراطورية، وضعت يدها على صدرها و تمتمت بصوتٍ مؤثر.
“صدقوني. أنا حقًا مرشدة جلالة الإمبراطور. إذا ظهر شخص أكثر تميزًا و ملاءمة مني، فسوف أتراجع بهدوء. و لكن إذا لم يكن كذلك…”
أعترفُ بأن عينيها الذهبيتين اللتين تلمعان بوضوح و كأنهما تحملان إصرارًا تبدوان جميلتين حقًا.
“سأساعد جلالة الإمبراطور على استقراره بكل ما أوتيتُ من قوة. هذا هو واجبي.”
ربّما كان بإمكاني أن أفكر بنفس الطريقة لو أنكِ لستِ محتالة.
“حسنًا. سأعترف بـكِ.”
مرت نظرة ارتياب في عينيّ ليلييتا المبتسمة بلطف.
كانت نظرة تحمل معنى: “لقد اعترضت علانية، فكيف تعترفين بي بهذه السهولة؟”
بالطبع، ليس كذلك.
“لكن لدي شرط.”
“ما هو، سموّ الدّوقة؟”
“في الواقع، لا داعي لمثل هذه الألاعيب الكلامية. ما إذا كنتِ المرشدة الحقيقية التي يبحث عنها جلالة الإمبراطور أم لا، فهذا يمكن تأكيده من خلال التحقق من مستوى القدرة.”
ابتسمتُ بمرارة.
للأسف، بعد أن تجسدتُ في جسد الدّوقة آرييل ، أصبح هذا النوع من الابتسام أو السخرية من الخصم طبيعيًا كالتنفس.
بالتأكيد، كان مفيدًا جدًا في لحظات فرض الهيمنة.
مثل الآن.
“إذا كنتِ مرشدة الإمبراطور، فيجب أن تملكي أعلى نسبة توافق في العالم. بغض النظر عن الهوية أو الاسم أو المكانة.”
عندما نطقتُ بذلك ببطء، رأيتُها بوضوح.
شفتا كايسيس، الذي كان يتظاهر بالجدية، رسمتا قوسًا ناعمًا و هو ينظر إليّ تحديدًا.
‘آه! هذا الرجل حقًا.’
كان يشـكّ فيها منذ البداية، إذًا….
لم يقتنع بها على الإطلاق.
بينما شعرتُ بضحكة مكتومة تكاد تغلبني لأنني علمتُ أنه لم يقتنع بها ، انتابني غضب مكتوم.
‘هذا يعني أن جلالة الإمبراطور قد ألقى بهذا الأمر المزعج عليّ، أليس كذلك؟’
لكن ، ما الذي يمكنني أن أفعله؟
عليّ أن أنفذ ما يُطلب مني.
“آنسة ليلييتا. في الوقت المناسب تمامًا، جهاز تحديد نسبة التوافق بين المرشدة و المستيقظ، الذي طوره الساحر البارع أردييل من برجي السحري، على وشك أن يتم إعلانه رسميًا.”
أنـتِ حقًا لستِ بطلة الرواية المشرقة التي أعرفها.
كان طرف فم ليلييتا الذي يرتعش بخفة هو الدليل.
وجهتُ إليها همسًا استفزازيًا وهي تكتفي بابتسامة مرتعشة و غير قادرة على الإجابة بشكل صحيح.
“ألستِ واثقة من نفسكِ؟”
آه، ربّما أبدو الآن تمامًا مثل الدّوقة آرييل، الشخصية الشريرة في الرواية الأصلية، أليس كذلك؟
في تلكَ اللّحظة ، استعادت ليلييتا رباطة جأشها و قالت بصوتٍ مشرق.
“كلا. كيف يمكن ألا أكون واثقة؟ فأنا المرشدة الحقيقية لجلالة الإمبراطور.”
“هل هذا صحيح؟”
حدقتُ في عينيها اللتين تلمعان و كأنهما تحملان وميضًا ذهبيًا يلتف حولهما.
تلك العينان. ألا تبدوان تمامًا مثل مظهر عينيّ عندما تتوهجان بشكل مفرط حين أستخدم قدرتي؟
لا أعرف بأي طريقة استخدمتها، و لكن…
كان شعورًا مزعجًا بأن شخصًا ما يقلد تصرفاتي، و إيماءاتي، و الأدوات التي أفضل استخدامها، و ملابسي بدقة.
“نعم. بل أشكركِ على إتاحة هذه الفرصة. حسنًا يا سموّ الدّوقة . سأقبل التحدي مهما كلف الأمر.”
“ستحظى المرشدات الكفيئات الآخريات أيضًا بفرصة للمشاركة و المقارنة.”
“حسنًا.”
من المؤكد أن نسبة توافقها لن تكون منخفضة بالنظر إلى أنها قامت بالتوجيه على الفور بلمسة بسيطة.
لكنني كنتُ أؤمن بـ ‘الختم أو الوسم’.
الختم الذي يحدث عندما يسمح المرء للطرف الآخر و يرغب فيه بصدق.
‘على الرغم من أنه ختم جزئي.’
عندما يتعلق الأمر بنسبة التوافق بين الإمبراطور و المرشدة، فلا يمكن أن تكون أعلى مني.
أومأتُ بعينيّ نحو كايسيس، صاحب هذا المكان، الذي كان يراقب الوضع بهدوء، و كأنني راضية جدًا بما آلت إليه الأمور.
“ما رأيكَ يا جلالة الإمبراطور. بهذه الطريقة للتأكيد.”
و كالعادة، تظاهر بأنه غير مبالٍ.
“كيف لي أن أرفض طريقة اقترحها دوقة الإمبراطورية؟ فليكن كذلك أيتها الدّوقة.”
كان شعورًا و كأننا في معركة إرادات عنيفة.
في تلك اللحظة، تحدثت ليلييتا التي بدت و كأنها ستتراجع بسلاسة.
“آه، وهناك شيء آخر أرغب في قوله.”
اتجهت نظراتها الودودة و اللطيفة نحو غالبية المستيقظين الجالسين في أماكنهم.
كان هناك بالفعل فرسان في حرس الإمبراطور يعانون من حالة جسدية سيئة.
و لأن المرشدات لا تناسبن كل شخص، فقد كان هناك مَنٔ يمتلكون نسبة توافق منخفضة جدًا.
“سمعتُ أنه عندما عرضتُ قدرتي لأول مرة أمام البوابة، كانت مفيدة للكثيرين.”
لم يكن هناك نقص في المستيقظين الذين أضاءت أعينهم قائلين: ‘لا يمكن أن يكون الأمر كذلك، أليس كذلك؟’
و لتلبية هذا التوقع، ردت ليلييتا بتصريح يليق ببطلة محبوبة
“إذا كان هناك فرسان بحاجة إلى مساعدتي، أرجوكم لا تترددوا في زيارتي. كما رأيتم، يمكنني تهدئتكم دون اتصال مباشر، ما لم تكن الحالة خطيرة.”
“آه”
أطلق أحدهم تنهيدة إعجاب ثم نال نظرات غاضبة من حوله.
مما لا شك فيه أن ليلييتا كانت بارعة.
لأن نظرة ليلييتا، التي جمعت كل الأنظار، اتجهت أخيرًا نحو كايسيس.
‘يا جلالة الإمبراطور، أنا أهتم بفرسانكَ بهذه الطريقة.’
و كأنها تطلب منه أن يلاحظ ذلك.
كنتُ أفكر في ما إذا كان يجب أن أطعنها مرة أخرى هنا لأزعزع النوايا المخبأة خلف تلك الابتسامة، عندما حدث الأمر.
— دينغ!
لماذا أسمع هذا الصوت الآن؟
[تطبيق عقوبة بسبب الخيار: إعادة تعيين عدد مرات استخدام السحر داخل البوابة، و الزيادة الكبيرة في عدد مرات الاستخدام.]
ماذا؟
[نتيجة لرد فعل الألم المتراكم، ستظهر الحالات غير الطبيعية التالية:
قشعريرة، حمى، صداع، ألم في المفاصل، إغماء.]
اللعنة، هذا ليس عدلاً!
هذا يعني أنني سأنهار كفتاة ضعيفة بينما أنا في معركة إرادات مع البطلة المزيفة الآن!
لكن كما هو الحال دائمًا، لم يكن من الممكن أن يقبل النظام اعتراضي.
شعرتُ باهتزاز في ساقيّ و أنا أحافظ على وضعيتي الباردة التي تؤكد أنني سأحدد ما إذا كانت ليلييتا حقيقية أم مزيفة.
‘آه. تبًّـا’
أدركتُ أن عينيّ تدوران و أن جسدي يميل إلى الأمام.
أرجوك، لا تسقطي بشكل غير لائق!
ثم،
قام أحد ما بدعم جسدي.
لا.
لأكون دقيقة، يجب أن أقول إنه دعم خاصرتي، و كتفي، و يدي، كل منها على حدة.
“سيدتي!”
“سموّ الدوقة.”
أردييل، الذي كان يجلس الأقرب، و ديكاردو، الذي كان يجلس في مقدمة الفرسان.
و أخيرًا.
“هيلاريا، ما الذي يحدث؟”
لأن كايسيس، الذي كان الأبعد من حيث المسافة، قفز مسرعًا كأنه يطير لدعم خصري.
‘هل هذا تأثير الختم الجزئي؟’
حتى و أنا أشعر بالدوار، شعرتُ بنظرة ليلييتا و هي تحدق بي ببرود.
كان التعبير الذي يشبه أن تكون أسنانها تُطحن واضحًا.
و ربّما بدا الأمر أيضًا كوجه يقول: ‘هذا غير معقول.’
لذلك، تساءلتُ.
هل هذه المرأة تعرف الرواية الأصلية أم لا؟
‘يا إلهي، حقًا.’
إذا كانت تعرف الرواية الاصلية لربما تفكر لماذا أبطال الرواية الثلاثة الذين يجب أن يهتموا بها فقط هم مَنٔ سارعوا إليّ…
التعليقات لهذا الفصل " 123"