النظام الذي كان يترنّح داخل البوابة كان أكثر نشاطًا من أيّ وقت مضى.
[خطر انفجار الإمبراطور كايسيس قد وصل إلى الحدّ الأقصى.
يجب توجيهه فورًا!
لكن إذا تقدّمتِ لتوجيه الإمبراطور، فستُكشف هويتك.
بسبب عقوبة المهمّة الرئيسيّة، إذا كُشفت هويتك فسوف تموتين.
قطعة ???? تخفّف من آثار جانبيّة معيّنة!
يتمّ حساب نسبة تأثير القصّة الرئيسيّة.]
مرّ شيءٌ ما بسرعة أمام عينيّ.
صرخات الناس المذهولين، كايسيس الذي ترنّح و استند على ركبة واحدة على الأرض بعد أن فقد توازنه، حتى صرخات النبلاء… كلّ شيء كان يحدث ببطء شديد.
“أيّتها المرشدات، أنتن مرشدات الإمبراطور! لماذا لا تفعلن شيئًا؟”
مع صيحات النبلاء الغاضبة، رأيتُ النساء الثلاث الشاحبات اللواتي تجمّدن من الرعب.
و من بينهنّ، أناييل التي امتلأت عيناها بالدموع، كانت تتلفت حولها بعشوائيّة حتى التقت عيناها بعينيّ تمامًا.
كأنّها تنظر إليّ طلبًا للنجدة.
مع أنّ أناييل لا تعرف مَنْ أكون على الإطلاق.
سلّمتُ لوياس الذي كان في حضني إلى السحرة المجاورين.
تمايلتُ، و وجدتُ قدميّ تتحرّكان نحو الإمبراطور دون إرادة منّي.
تحوّل النظام إلى اللون الأحمر القاني و كان يرسل تحذيرات متكرّرة بأنّ أسوأ سيناريو قد يحدث.
أعرف، أعرف أنّني قد أموت.
[هل ستختارين توجيه الإمبراطور؟
بفضل تأثير قطعة ????، سيتمّ تخفيف عقوبة الموت.
لكن لم نتمكّن من حساب الآثار الجانبيّة.
بناءً على اختيارك، قد تتعرّضين لإصابة قاتلة تقربك من الموت.]
إذا وجّهتُ الإمبراطور هنا، فسيعرف الجميع.
مَنٔ هي تلكَ المرشدة الغامضة التي ظهرت فجأة إلى جانب الإمبراطور.
ربّما أُطرد من هذا الجسد بعد أن يصدمني المحيطون بي و يرفضونني، كما حدثَ في بداية الاستحواذ.
‘حتى لو كان الأمر كذلك.’
لا يمكنني تركه هكذا.
رأيتُ آثار الجليد التي بدأت تظهر حول كايسيس مع تصاعد انفجار قوّته.
تلك النصال الجليديّة التي ظهرت كالسكاكين كانت تتّجه نحو الفراغ بدلاً من الناس، بفضل العقل الذي يتشبّث به كايسيس بكلّ قوّته.
في تلك اللحظة، التقت عيناي بالعينين الزرقاوين اللتين بدأتا تفقدان السيطرة.
على وجهه الأبيض الناعم المؤلم، كانت عروق سوداء تتصدّع و ترتفع كآثار الجفاف في أرض قاحلة.
و مع ذلك… يا للروعة، لا يزال وسيمًا.
بضع خطوات.
بضع خطوات فقط تفصلني عن المستيقظ خاصّتـي.
كيف لي أن أتحمّل أكثر من هذا؟ أشعر أنّني سأموت قبلك من الأسى إذا بقيتُ أشاهدكَ!
[هل ستختارين؟]
نعم، سأفعل. سأنقذه.
دائمًا اخترتُ الطريق الذي يبقيه حيًّا.
لأنّني، في لحظة ما، أصبحتُ…
لكن عزمي الذي تحدّيتُ به الموت لم يُنفَّذ كما ينبغي.
اليـد التي مددتُها نحو كايسيس لم تصل إليه حتّى.
تدخّل شخصٌ آخر بيننا.
أول ما لفت انتباهي كان طرف رداء أبيض يرفرف.
ثم، عندما سقط الرداء، ملأ رؤيتي تيّار ذهبيّ مشوب بحمرة.
قوّةٌ متوهّجة ببريق، دفءٌ دافئ، و وجودٌ طاغٍ.
“جلالة الإمبراطور.”
صوت جميل كصوت طائر القبرة.
ذلك الكائن الصغير استولى بشكلٍ غريب على انتباه الجميع.
و أنا كذلك.
المرأة التي وقفت أمامي و هي تنظر إلى الإمبراطور من الأعلى، مـدّت يدها دون خوف.
رأيتُ أطراف أصابع بيضاء ناعمة.
أظافر ورديّة جميلة كبتلات الزهور.
شاهدتُ ذلكَ المشهد مذهولة. لقد رأيتُ هذا المشهد من قبل، في مكان ما.
شعر أشقر مبهر، بشرة بيضاء، عينان منحنيتان بلطف…
‘عينان ذهبيّتان؟’
شعرتُ بشيء غير متناسق.
كان يجب أن تكون لتلك المرأة عينان خضراوان دافئتان مفعمتان بالدفء، لا عينان ذهبيّتان.
لكن بغض النظر عن شعوري بالتنافر، تحرّكت المرأة بجرأة في خضمّ الوضع الطارئ.
وضعت يدها على كتف كايسيس الذي كان يصمد بالكاد على ركبة واحدة.
ثم، وميض.
كأن صاعقة ضربت المكان، انتشرت آثار تلك القوّة المذهلة بدفء حول المنطقة.
حتى الفرسان الذين خرجوا لتوّهم من البوابة ولم يعودوا بعد إلى مرشديهم، كانوا ينظرون إلى قوتها بصدمة.
وأنا، بصفتي مرشدة، استطعتُ أن أشعـر.
‘هذه القوّة.’
ليست قوّة مرشدة عادية.
ذلك الإرشاد الواسع الواضح الذي يبدو قادرًا على احتواء الجميع.
أدركتُ بحدس مَـنْ هي هذه المرأة التي تقف أمامي.
“صاحب الجلالة، أعتذر لأنني تأخّرت.”
نظرتُ إليها بينما كانت دموعها الصافية تنهمر قطرة قطرة…
‘لا يمكن…أنـتِ…’
بطلة الرواية الأصليّة التي كنتُ أسمّيها دائمًا «البطلة المشرقة»، تلك التي كان يفترض أن تظهر مبكّرًا في هذا العالم و تسيطر على المستيقظين الذين ختمت عليهم نصف ختم.
‘ليلييتا رادايك’.
المرأة التي لم أعثر عليها مهما بحثتُ.
“لقد أتيـتُ.”
صاحبة تلكَ القوّة التي تشفي في لحظة جروح كلّ المستيقظين الموجودين في المكان، حتى غير المعيّنين لها، كانت هي بالتأكيد.
“مرشدتـكَ قد وصلت.”
رمشتُ بذهول.
حتى النظام الذي كان يسألني مرّة ثانية «هل ستختارين؟» صمـتَ تمامًا.
انحنت المرأة و قبّلت جبهة كايسيس الذي كان راكعًا.
لكن التأثير كان مذهلاً.
رغمَ أن التماس كان خفيفا و لحظيا، إلا أن موجة القوّة التي أطلقتها المرأة، كانت تشفي جروح كايسيس و تجعلها تختفي كأنّها لم تكن موجودة أصلا.
عاد الجلد الذي كان متصدّعًا إلى بياضه الناعم الأصلي.
و استعاد الوجه المتألم تعبيره الهادئ تدريجيًّا.
‘آه.’
حتى العينان الزرقاوان اللتين كنتُ أحبّهما، واللتين كانت عروقهما السوداء تنفجر، عادتا إلى لونهما الأصلي.
في هذه اللحظة بالذات، لم أكن أنا مَـنْ تشفـي كايسيس، بل تلكَ المرأة.
شُـلّ جسدي تمامًا لدرجة أنني نسيتُ كيفية التنفّس و فجأة ، رنّ النظام بصوت عالٍ.
[تدخّل في القصّة الرئيسيّة!
ظهرت بطلة الرواية الأصليّة الرئيسيّة.
إلى جانبـكِ أنـتِ، هي مرشدة قادرة على تهدئة الإمبراطور و المستيقظين المختومين.
ترتبط بالمهمّة الرئيسيّة الأولى التي مُنحتِ إيّاها.
ظهرت الشريكة الأصليّة للإمبراطور.
بناءً عليه، تمّ تفعيل خيارات الاختيار.
هل ترغبين في التحقّق منها؟]
القصّة الرئيسيّة… إذًا هي فعلاً البطلة المشرقة.
خفق قلبي بقلق و توتر لم أستطع فهمهما.
‘لماذا أشعر بالقلق؟’
من الواضح أنّه أمر جيّد.
بالنّسبة لكايسيس المتألّم، ظهور شريكته الأصليّة قد يكون أفضل بكثير.
أن تظهر شريكته الأصليّة التي كان من المفترض أن تشفيه بدلاً مني، أنا المتغيّر المفاجئ… هذا أمر جيّد بالتأكيد…
‘كان يجب أن يكون كذلك.’
لكنني عضضتُ شفتي.
كان الجميع يحدّقون بالمرأة التي تتوهّج بنور مبهر كأنّهم في لقطة متوقّفة.
و أنا كذلك.
لكن داخلي كان مختلفًا عنهم قليلاً.
‘هل هي فعلاً البطلة المشرقة؟’
ألا يبدو الأمر مريبًا؟
قوّتها أكبر بكثير ممّا ورد في الرواية الأ صليّة.
صحيح أنها كانت مرشدة ذات قدرة واسعة النطاق تشمل و تشفي كلّ المستيقظين الذين كان يفترض أن تختم عليهم…
‘لكن درجتها كانت منخفضة و لم تكن تملك قوّة شفاء بهذا المستوى.’
فضلاً عن أنها كانت في عداد المفقودين طوال الوقت، أليس كذلك؟
لم أعثر على أيّ أثر لها رغمَ بحثي في كلّ مكان مستخدمة سلطة الدّوقة.
و الآن ظهرت فجأة الآن بعد أن بقيت مختفية؟ كيف يعقل ذلك؟
‘هل يُعقل أن أتقبّل شخصًا مريبًا إلى هذا الحدّ كبطلة رئيسيّة بسهولة؟’
بينما أعيد التفكير في الأفكار التي مرّت سريعًا، عبستُ.
لا، لم يكن الأمر كذلك.
ليس لهذه الأسباب.
لم أكن أرفضها أو أشكّ بها لأسباب عقلانيّة.
‘أنا…’
نظرتُ إلى كايسيس الذي بدأ يستقرّ تدريجيًّا ثم أغمي عليه بشكلٍ طبيعيّ في النهاية.
‘أنا وحدي، أنا وحدي فقط.’
الرجل الذي كان يمسك يدي بلطف و يهمس لي لم يعـد موجودًا.
الرهان مع الإمبراطور بأنه سيجعلني شريكته حتمًا إذا عثر عليّ سيفقد معناه كليًّا.
التعليقات لهذا الفصل " 115"