“هل هذا صحيح حقا…؟”
الفارس كايل، الذي يُلقّب بذراع الإمبراطور اليسرى، كان مستيقظًا قويّا جدًّا من الرّتبة A يتحكّم في الرّياح.
كان صديق ديكاردو أيضًا.
كان يشعر بالقلق على رفيقه الذي جُـرّ إلى البوّابة، لكنّه لم يستطع إخفاء تعكير صفو وجهه أمام المشهد الذي أمامه.
“هذه أوّل مرّة أرى فيها جلالته بهذه الدّرجة من الاستعجال.”
مستيقظ قويّ جدًّا من المستوى SSS ، لم يُسجّل في التّاريخ أحد مثله من قبل.
الشّخص الذي حمى الإمبراطوريّة بقوّته المرعبة التي لا مثيل لها.
سيّدهم و قدوتهم الذي كان دائمًا يتقدّم الجميع دون خوف من انفجار قدرته المروّعة حتّى من دونَ حصوله على مرشد حقيقيّ.
بعضهم كان يطلق عليه «الإمبراطور الطّاغية» خوفًا من قوّته، لكنّ فرسان الإمبراطور كانوا يعلمون جيّدًا.
‘لولاه، لكانت الإمبراطوريّة قد سقطت منذُ زمن.’
كانت البوّابات التي تهدّد حياتهم مرعبة إلى هذا الحدّ.
و انظروا الآن.
ما إن دخلوا البوّابة حتّى واجهوا منطقة بركانية مشتعلة.
أعـدّ فرسان الإمبراطور الذين دخلوا معه صفوفهم كما اعتادوا.
لكن مَـنْ قام بالفعل المفاجئ كان الشّخص الذي دائمًا في مركزهم، جلالة الإمبراطور نفسه.
‘جلالتكَ!’
‘قوموا بالدعم. سننهي الأمر بأسرع ما يمكن و نخرج.’
‘لكن…!’
‘لا أقبل النّقاش!’
بعدها، انبهر كايل حتّى كاد فكّـه يسقط من جرّاء الماء و الجليد الذي امتدّ في كلّ الاتّجاهات.
سهام ماء قوية جدّا كانت تنبثق من الهواء و تنغرز في الأرض كأنّها ستجمّد المنطقة البركانية دفعة واحدة.
وحوش اخترقتها سهام الماء المنهمرة بجنون دونَ أن تتمكّن من الصراخ حتى، تحوّلت إلى غبار و تلاشَت.
و لم يتوقّف الأمر هنا ، جليد انبثق من الأرض كأقفاص، يشقّ و يذبح الوحوش كأنّها على أسياخ.
كلّ ذلك حدثَ فور دخول البوّابة.
“سيد كايل. مهما فكّرتُ في الوضع… جلالته…”
أومأ كايل بصمت لزميله الذي اقترب و همس.
كانت طاقة ماء و جليد كايسيس تملأ سماء البوّابة الحمراء المشؤومة بلا توقّف.
“هذه المرّة الاولى التي نرى هذا المنظر.”
ظلّ الإمبراطور، يداه و قدماه.
كلّ تلكَ الألقاب كانت تُطلق على فرسان الإمبراطور.
سيّدهم الآن يجهد نفسه بجدّيّة مفرطة.
بالأحرى، كان متوترًا.
كان يقاتل بعجلة و بشكلٍ مدمر دونَ أن ينظر لخلفه حتّى.
قوّة كايسيس مدمّرة بقدر ما هي قويّة، لكنّ الآثار التي تترتّب عنها ليست هيّنة.
السّبب في تصرّف الإمبراطور بطريقةٍ مختلفة عن المعتاد هو البوّابة الأخرى التي اضطروا لتركها، و الأشخاص الذين جُرّوا داخلها.
لكنّ مَـنْ في داخلها…
‘ليس من المعقول أن يكون قلقًا على ديكاردو إلى هذه الدّرجة.’
في النّهاية…. تلكَ المرأة.
سيّدة السّحرة ذات الشّعر الأحمر اللامع الذي كان يتألّق كلّما قابلتهم في قاعة الاجتماعات وهي تحدّق في المستيقظين.
‘بالتّأكيد كل هذا بسببِ الدّوقة أرييل.’
بالطّبع، هم أيضًا لم يكونوا واقفين مكتوفي الأيدي.
كانوا يركضون نحو المناطق التي لا تصلها قوّة كايسيس، و يذبحون الوحوش جميعًا.
قُسم وحش إلى نصفين بقوّة كايل و هو يلوّح بسيفه مراقبًا ظهر الإمبراطور، فتحوّل إلى غبار و سقط.
نظرَ مرّة إلى أعضاء الفرقة الذين يجمعون العناصر التي تُخرجها البوّابة، ثمّ ضيّق عينيه.
إذا مسحوا الوحوش الضعيفة دفعة واحدة، سيستيقظ زعيم الوحوش الذي تهيّج.
‘هذه الطّريقة خطيرة بشكلٍ مرعب.’
عدد قليل من الفرسان ، منطقة بركانية خطرة ، و بوّابة عالية المستوى.
كان الفرسان جميعهم يعلمون.
أنّ هناك شيئًا ما بين الإمبراطور و الدّوقة أرييل، شيئًا لا يمكن تخيّله.
‘هل يمكن أن تكون تلكَ المرأة…’
المرشدة التي يبحث عنها سيّدهم بيأس؟
لا، يجب ألا تكون كذلك.
لكن لماذا يشعر بهذا الشّعور المرعب؟
أطلق كايل تنهيدة ثقيلة، و انطلق و هو ينشر قوّة الرّياح في كلّ الاتّجاهات.
* * *
انتشر الألم المألوف في كلّ جسده.
في كلّ مرّة تقتل فيها سهام الماء المنبعثة من قلبه المعصور وحوشًا، كان يشعر بوضوح بطاقة ما تهتزّ تحت منطقة البوّابة.
‘العدد كافٍ.’
لم يسبق لكايسيس أن خاض قتالًا فوضويًّا كهذا.
لم يكن يفضّل أبدًا أسلوب صبّ القوّة بغباء بمفرده متجاهلًا كلّ شيء حوله.
إذا أخطأ هنا، سيموت الجميع.
و مع ذلك، كانت عيناه الآن مفتوحتين على وسعهما.
حتّى فكرة «لا يجب أن أصبّ القوّة هكذا دونَ التّفكير في العواقب» لم تستطع كبح جماح عقله.
كلّ أفكار كايسيس كانت تتّجه إلى نقطة واحدة.
‘هيلاريا.’
كم كان ذلكَ الطّريق مرعبًا بالنّسبة له عندما تخلّى عن البوّابة التي جُرّت إليها و استدار.
كان مركّزًا فقط على استخراج الزّعيم المختبئ تحت المنطقة البركانية، قطع رقبته، و الخروج فورًا.
‘كم ستستطيع هيلاريا الصّمود داخل البوّابة؟’
لوى طرف شفتيه.
‘أنا خائـف.’
حتّى عندما سارت والدته أمام عينيه نحو الموت،
حتّى عندما فقـدَ شقيقه الصّغير الذي كان يحبّه صوته،
حتّى عندما ارتكب خطئًا في أوّل بوّابة له بسببِ خطر الانفجار و فقـدَ رجاله الأعزّاء….
لم يكن خائفًا إلى هذه الدّرجة.
أصبح كطفل صغير…
خائفًا من أن تكون ميتـة.
بسببِ تأخّره.
قطعَ ذكرى الشّعر الأحمر الذي يلوح أمام عينيه، و لوّح بسيفه بعنف.
عندما ضرب السيف المشبع بطاقته الأرض، انشقّت المنطقة الحمراء الدّاكنة المتلألئة كذبة.
─ كراآآآآآ!
“جلالتكَ!”
” المستوى S، إنه وحش من نوع تنّين!”
“احذروا!”
مع صوت يهزّ الأرض، انبثقت طاقة مرعبة أمامهم.
تجهّم الفرسان من الطّاقة القويّة، و انتشروا بينما ينشرون قواهم و يتراجعون.
تقدّم كايسيس.
رفع سيفه، و كثّف طاقة قويّة فيه.
تغيّر هواء المنطقة البركانية الحارّ فجأةً و أصبح باردًا إلى درجة يمكنه أن يجمّد الرّئتين.
“بطيء جدًّا.”
─ كراآآآآآك!
مع صوت مزعج، ملأ تنّين ضخم غريب الشّكل فكّه المفتوح على وسعه مجال رؤيته.
لحية طويلة ترفرف في الهواء، جسد طويل غريب، مخالب ضخمة، و حدقة وحش تتلألأ ببريق شرس.
شظايا من عالم آخر لا يمكن رؤيتها في عالمهم.
كشر كايسيس عن أنيابه بضراوة و ابتسم.
لم يكن يكره هذه المخلوقات إلى هذه الدّرجة من قبل.
“مـتْ.”
استخرج قوّته إلى أقصى حدّ، دفع الأرض و قفز عاليًا ليقتلع قلب ذلكَ الوحش الهائل الذي ملأ السّماء.
لم يكن هناك وقت للتّردّد.
* * *
“أرجوك تماسك!”
إذا توقّف النّظام هنا تمامًا، سأموت حقًّا.
نظرتُ بقلق إلى نافذة النّظام التي كانت تومض، و بصقتُ الدّم المتراكم في فمي.
‘كم بقي من المسحوق؟’
للأسف، جيبي فارغ تمامًا.
على الأقل، إعادة تعيين السّحر خبر جيّد.
وعدد المرّات زاد بشكلٍ هائل.
“ثماني عشرة مرّة كاملة.”
بهذا سأصمد لوقتٍ لا بأس به.
لكن ماذا سيحدث بعدها؟
نظرتُ إلى المناطق الهادئة حولي، ثمّ عضضتُ على أسناني.
كان عليّ الحكم على الوضع بسرعة.
“لا يمكنني الاستمرار في الهروب هكذا.”
لقد احتككتُ بزعيم الوحوش، لذا لن يطول الأمر حتّـى يجد هذا المكان.
و هناك وحوش صغيرة لا تُحصى أيضًا.
تحمّلتُ الألم النّابض في جسدي كلّه، و نظرتُ إلى الاثنين اللّذين أنقذتهما كأنّني اصطدتهما.
‘الوضع سيّء. إنهما على وشكِ الانفجار.’
منظرهما و هما فاقدان للوعي بينما يرتجفان يدلّ على أنّهما يعانيان ألمًا مرعبًا.
في الواقع، النّظام الذي كان على وشكِ الانطفاء كان يومض بالأرقام الحمراء و يحذّرني بلا توقّف.
يجب أن أنقذهما.
و لإنقاذهما، يجب أن أوجّههما فورًا.
“لم أسبق أن وجّهتُ اثنين في الوقت نفسه.”
في تلكَ اللّحظة،
دينع─
رنّ صوت إشعار أضعف من المعتاد.
ظهرت أمامي نافذة نظام مشؤومة كأنّها مكسورة نصفين.
[هل تريدين…. إنقاذ…هم؟
درجة… مودة…مرشّحيّ…الختم كافية.
عند التوجيه…..سيتم….الختم.]
‘نعم. إذا أنقذتهما، سيتمّ ختم هذين الاثنين علي أيضًا.’
في البداية، كنتُ أعتقد أنّ مصير شخصيّات هذه الرّواية لا يعنيني مطلقًا.
العلاقات شيء مخيف حقًّا.
ارتسمت على وجهي ابتسامة خافتة.
“اثنان أو أربعة، لا يوجد فرق بين الحالتين في النّهاية.”
مددتُ يديّ، و أمسكتُ بمعصميّ ديكاردو و أردييل المنهارين بقوّة.
“سأنقذهما.”
ثمّ…
‘سأستغلّكما كيفما أشـاء.’
بدأت القوّة تُستنزف مني بقسوةٍ لا مثيل لها.
التعليقات لهذا الفصل " 106"