****
في ظلامٍ دامس.
أولئك الذين لا يستطيعون تأكيد وجود بعضهم البعض عقدوا اجتماعًا سرّيًا.
“ـ لقد نجحنا في زعزعة قوّة الإمبراطور، أليس كذلك؟ لقد تأكّدنا أنّ ذلكَ الدّواء فعّال حتّى ضدّ ذلك الوحش.”
بدأ صوتٌ مشؤوم ممزوج بطنينٍ معدنيّ الحديث، فأجاب آخر:
“ـ لكن، ألم يـؤدّي ذلك إلى ظهور شريكة الإمبراطور؟”
حتّى هم أنفسهم لم يكونوا يعرفون عدد الحاضرين في هذا المكان.
تدخّل صوتٌ جديد آخر:
“ـ لا ينبغي أن نفكّر في الأمر بشكلٍ سلبيّ فقط. إذا استطعنا العثور على شريكة الإمبراطور هذه المرّة و التخلّص منها…”
مـرّت لحظة ابتهاجٍ في صمت.
ذلك الوحش.
المستيقظ الذي حصل على تصنيف SSS الغير معقول.
إذا تـمّ التخلّص منه فقط، ستنهار الإمبراطوريّة بلا مقاومة.
كان هذا هو الهدف النهائيّ الذي يطمحون إليه.
“ـ يجب أن نجدهـا نحن أوّلًا.”
“ـ لقد زرعنا جاسوسًا بجانب الإمبراطور.”
“ـ استخدام السّحرة هو الأفضل. ألا تعتقدون أنّ زرع بذور الشّك بأنّ الدّوقة آرييل متورّطة قد يكون فكرةً جيّدة؟”
لحسن الحظّ، كان السّحرة و المستيقظون أعداءً تقريبًا.
يكفي تقديم دليلٍ واحدٍ للشّك ليبدأوا بمهاجمة بعضهم كالكلاب و القطط.
رفـعَ الشّخص الذي يمثّلهم يـده، فهدأت الأصوات الصّاخبة.
“ـ المرشدة المختبئة سـرًّا. للعثور على هذا الشّخص، يجب أن نستخدم البوّابات. و لحسنِ الحظّ، يبدو أنّ لدينا طعمًا رائعًا يمكن أن يحرّك المجموعتين.”
مرّت ابتسامةٌ مليئة بالخبث على شفاه جميع المشاركين في الاجتماع مع استمرار الكلام بنعومة.
****
نفَسٌ واحدٌ، استنشاق.
نفَسٌ آخر، زفيرٌ ثمّ استنشاق.
‘لا يمكنني أبدًا أن أفقـد السّيطرة هنا.’
حتّى الآن، كما أدركت، إذا اهتزّت حالتي الذّهنيّة، ستظهر نافذة النظام و تسلب السّيطرة على جسدي لحماية شخصيّة “هيلاريا”.
لكن الاعتماد على الإرادة فقط لن يمكّنني من تجاوز الأمور القادمة.
ومع ذلك، ذلكَ الوجه…
‘مخيفٌ جدًّا. كيف يمكن أن يكون هذا وجه شخصٍ ينظر إلى مرشدتـه بعد حدوث نصف عملية الوسم؟’
رأيت الإمبراطور جالسًا متكئًا على كرسيٍّ فاخر، يضع ساقًا فوق الأخرى، ينظر إليّ من الأعلى.
بغضّ النّظر عن وجهه الجميل، كانت الهالة التي تنبعث من خلفه مخيفةً بحقّ.
‘أريد الهروب.’
لا شكّ أنّ خوفي الشّديد من الإمبراطور يعود إلى ذكريات موتي.
‘لم أكن أبدًا مرشدةً مرحّبًا بها، لذا مررت بكلّ أنواع التّجارب، لكن لم يكن لديّ عـدوٌّ بهذا الرّعب.’
أخفيت يدي المبلّلة بالعرق البارد وحاولت إرخاء عضلات وجهي لأبدو هادئة قدر الإمكان.
تخيّلت صورة هيلاريا التي قلّدتهـا مرارًا حتّى الملل.
امرأةٌ لا تتجنّب نظرة الإمبراطور.
ساحرةٌ لا تتزعزع أمام مستيقظٍ من فئة SSS يفرض هالةً تقطع الأنفاس.
‘أستطيع فعلها. يجب أن أفعلها لأعيش!’
كانت هذه هي الشّخصية التي يجب أن أؤدّيها.
“هل يمكنني أن أسأل لمَ دعوتني وأنا مشغولة، يا جلالة الإمبراطور؟”
يبدو أنّ نبرتي السّاخرة كانت مثاليّة.
رأيت بوضوح حاجب الإمبراطور الشّبيه بالصّورة يرتفع بنزعةٍ من الانزعاج.
مسحَ ذقنه بموقفٍ هادئ و نظر إليّ من الأعلى إلى الأسفل.
في كلّ مرّة تمـرّ نظرته، كنتُ أبتلع ريقي، لكنّني لم أُظهر ذلك.
هدوء الإمبراطور هذا مزيف.
الآن، لا بدّ أنّ جسده يغلي.
بعبارةٍ عاميّة، عيناه نصف مجنونتان.
‘إنّه على وشكِ الجنون.’
كنت دائمًا مرشدةً ماهرة، و قد ترقّيت إلى فئة S.
و الآن، تلك القوّة التي هدّأتها بالتّماس المباشر كانت على وشكِ الانفجار.
كانت تصرخ طالبةً النّجاة، بألم.
“أنتِ بارعةٌ في التظاهر، يا دوقة. ألا تعرفين حقًّا لمَ دعوتكِ؟”
أعجبتُ في قرارة نفسي.
يا لـه من إنسان سـامّ حقًّا.
من الظّاهر فقط، لا يمكن لأحدٍ أن يتخيّل أنّه يتحمّل ألمًـا يمزّق الجسد.
“حتّى تتفضّل جلالتك بقول كلامكَ الثّمين مباشرةً، كيف يمكنني أن أخمّن ما في قلب الإمبراطور؟”
“هل هو وهم؟ كلامكِ يبدو أكثر وقاحةً من المعتاد، يا دوقة.”
“و أنـتَ، جلالتك، يبدو و كأنّكَ تستخدم نبرةً أكثر وقاحةً من المعتاد أيضًا.”
تسك، شعرت و كأنّ شراراتٍ غير مرئيّة تتطاير.
في الحقيقة، كنت أكبح رجفة ساقيّ بقرص يدي المخفيّة خلفي، لكنّني صمدت!
“قبل أيّام، حدثَ شيءٌ مهمّ جدًّا لي. لا داعي للقول، فأنتِ تعرفين.”
“قلتُ إنّني لا أعرف. التّفكير بأنّ العالم يدور حول جلالتك، حسنًا، يبدو أنّه يثير شعورًا بالخجل أكثر ممّا قد تتوقّع.”
“….”
أصبحت هالًة الإمبراطور أكثر شراسة.
أممم، أنا أفعلها بشكلٍ صحيح، أليس كذلك…؟
شعرت بقليلٍ من القلق عندما انحنت شفتا الإمبراطور بشكلٍ مخيف.
كانت شفتاه الجميلتان واضحتين في عينيّ.
نعم، عندما أفكّر فيما حدثَ قبل أيّام…
‘هل جننـتِ؟ لماذا تفكّرين بهذا الآن؟’
عندما أغمضت عينيّ وفتحتهما، بدا أنّ الإمبراطور أساء فهم شيءٍ ما، فرفع يده من على مسند الكرسيّ و وضعها على ذقنه.
“كـدتُ أفقد السّيطرة.”
أعرف. أعرف جيّدًا.
“كان هناك مَـنْ حاولوا، بغير ولاء، جعلي أفقد السّيطرة، و جمعوا ذلك الدّواء. بالطّبع… ليس لـكِ علاقة بهذا الأمر، أليس كذلك؟”
ارتجفت زاوية فمي.
نعم، كان هذا كافيًا للشّك في الدّوقة، العدوّة الثّابتة.
لكن بالنّسبة لي، أنا التي تـمّ القبض عليها و… حسنًا، المهمّ أنّني قمت بالإرشاد، هذا سوء تفاهمٍ ظالم جدًّا.
“كما توقّعت، لا أفهم ما تقصـده، جلالتك. في ذلك الوقت، كنتُ كالعادة أعمل ساعاتٍ إضافيّة لإنجاز المهام الثّقيلة.”
“أرسلتِ لوياس بعيدًا أوّلًا، أليس كذلك؟”
كانت عينا الإمبراطور الضّيّقتان تشبهان عينيّ وحش.
“كما لو كنتِ تعلمين أنّ شيئًا سيحدث. هل هذه بصيرتكِ، أم أنّكِ كنتِ تعلمين حقًّا أنّ شيئًا سيحدث؟”
أردت حقًّا كسر النّافذة و الهروب.
إنّـه مخيف. مخيفٌ جدًّا!
“كيف سأعرف إذا كانت قوّتًكَ غير المستقرّة ستنفجر أم لا؟ لا أعلم إن كنتَ ستصدّق هذا التّفسير، لكنّني لست متورّطة.”
“نعم، يجب أن يكون كذلك. لكن، يا دوقة، علاقتنا متوترة للغاية، لذا من الصّعب تصديق براءتكِ بكلامكِ فقط.”
و ماذا بعد؟
هل يعقل أنّ هذا الرّجل…
أردت تجنّب عينيه اللتين تحدّقان بي مباشرة.
حقًّـا أردت ذلك.
كلّما نظرت إلى تلكَ العينين مباشرة، أصبحت ذكرى ذلكَ اليوم التي تبقّت لي وحدي أكثر وضوحًا.
ثمّ قال الإمبراطور:
“لكنّكِ، يا دوقة، لا تسألين كيف نجوتُ من فقدان السّيطرة.”
“….”
“كما لو كنتِ تعرفين النّتيجة بالفعل.”
يا له من رجلٍ شبيهٍ بالشّبح!
كان قلبي الآن ينبض كما لو أنّه سينفجر.
إذا ارتفع النّبض أكثر هنا، ستسلب نافذة النظام السّيطرة على جسدي بالتّأكيد.
‘لا، لا بأس. هذا الرّجل لا يعرف أنّني تلكَ المرشدة. لا يعلم بهذا على الإطلاق.’
قبل أيّام، عندما حاولت الإرشاد سرًّا وأنا أعاني من القلق، اكتشفت شيئًا مذهلًا.
وجهي في المرآة.
بالأحرى، لون عينيّ تغيّـر.
في الواقع، كان من بين وصف الشّخص الذي يبحث عنه فرسان الإمبراطور عيونٌ ذهبيّة.
مختلفة تمامًا عن عينيّ الحمراوين المعتادتين!
‘لذا، هذا الكلام ليس اختبارًا لمعرفة إن كنتُ تلك المرشدة. بل إذا كان يشـكّ بي حقًّا، فسيكون لسبب آخر.’
لأنّني ساحرة.
“فرساني المخلصون يبحثون عن المرشدة التي هدّأت فقدان السّيطرة. و… لم يعثروا على أحد. هل تعرفين ماذا يعني هذا، يا دوقة؟”
تدفّق العرق البارد.
ضاقت عينا الرّجل، المنحنيتان كما لو كان يستمتع، أمسكتا بقلبي بقوّة.
“فرساني يشتبهون أنّ مرشدتي قد تكون من بين السّحرة.”
خرجت شتيمةٌ لا إراديّة.
“إذا تبيّن في المستقبل أنّ مرشدتي ساحرة، فسوف تُتّهم قائدة السّحرة بأنّها أخفت ذلكَ عمدًا لتُحرجني.”
كان هذا ضغطًا و تهديدًا.
“قبل أن يحدث ذلك، يا دوقة، ألن يكون من الأفضل أن تتحرّكي بنفسـكِ؟”
“ماذا؟”
أخرجتُ نفسًا و قّلت:
“ماذا تريد منّي؟”
و نظرًا إلى عينيه اللتين أردت تجنّبهما.
كما لو أنّ الكلمات التي أرادها قد قيلت أخيرًا، ابتسم الإمبراطور بعمق وهو ينظر إليّ كما لو كنت فأرًا محاصرًا.
“ابحثي عنهـا.”
“….”
كان وسيمًا لدرجة أنّه أثار قشعريرة.
“ابحثي عن مرشدتي بنفسكِ، يا دوقة. هذا هو الطّريق الوحيد لإثبات براءتـكِ.”
شعرت كما لو أنّ روحي تُسحب.
بدلًا من محو الأدلّة و الهروب، وصلتُ إلى موقفٍ سخيف حيث يجب عليّ أن أجـد نفسي و أقدّمها لهذا الرّجل.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"