أُحرجت إستيل إذ كُشفت نواياها، لكنها آثرت الاعتراف بدلًا من التبرير:
“من الصعب ألا أتساءل.”
“هاهاها! كما توقعت، جريئة. وهذا يعجبني.”
سرعان ما جَلل الجِد ملامح الأميرة. بعد أن تأكدت من المكان بنظرة حذرة، مالت برأسها وخفضت صوتها قائلة:
“سأختصر الحديث، جئت لأشرح سبب وجودي هنا. صحيح أن الأمر معني بالدوق الصغير أيضًا، لكنك أنت المعنية مباشرة.”
قالت إستيل:
“بحسب ما قال سيدريك، لقد طلب دعمًا عسكريًا من القصر…”
“صحيح. لكن إرسال جيش وحده كان سيبدو مريبًا. فكرّي، القصر يبعث فجأة قوات إلى موقع أثري تستثمر فيه عائلة إيرنيست… ألن يثير هذا الريبة؟ كانت العيون ستتركز هنا. وفوق ذلك…”
توقفت لحظة ثم ابتسمت أغنيس:
“لا يمكن أن يُكشف أمرك. لو عُرفت حقيقتك، ستعم الفوضى. جلالة الإمبراطور يخشى أن تنتشر شائعة الهلاك، فتنهار الدولة.”
كانت إستيل تدرك ذلك. لهذا أُخفيت قصتها وقصة النبوءة معًا. لكن ما علاقة هذا بالأميرة؟
وقبل أن يزداد تساؤلها، أشارت أغنيس إلى نفسها وأوضحت بابتسامة عريضة:
“لكن، إن تحركت أميرة، فمن الطبيعي أن يصحبها حرس. صحيح؟”
“آه، إذن…”
نقرت أغنيس أصابعها وأعلنت بلهجة مليئة بالحماسة:
“تمامًا! وجودي هنا مجرد ذريعة لتحريك الجيش. صحيح أنني جئت بقوة تعادل خمسة أضعاف الحراسة المعتادة، لكن الناس سيظنون أن السبب هو نشاطات عبدة الشياطين الأخيرة، لا أكثر.”
“أوه…”
فهمت إستيل ليس فقط أنها محمية بجيش كامل، بل أيضًا جرى استقدام أميرة لتغطية وجودهم.
ارتعدت وأحسّت بالقشعريرة.
‘هل هذا معقول؟’
فجأة اتضح لها ما كان سيدريك يردده دائمًا: “أنتِ أهم مما تظنين.”
رفعت أغنيس كتفيها قليلًا وقالت:
“لقد قلت ما عندي، لكن لدي سؤال.”
“نعم؟”
“ما رأيكِ بالدوق الصغير؟”
“ماذا؟”
لماذا هذا السؤال؟
ما رأيها بسيدريك؟
ذاك الرجل الذي ظنت طَوال عمرها أنه التزم بالعزوبة بسبب نبوءة والدتها… لكنه في الحقيقة كاد أن يرتبط رسميًا بخطوبة؟!
انعقد لسانها وتصلب جسدها.
ثم خطر لها أليس الطرف الآخر لتلك الخطبة المفسوخة جالسًا أمامها الآن؟
عقَلها استدار بسرعة باحثًا عن مخرج، ووصل إلى استنتاج بدا منطقيًا في لحظته، لكنه في الحقيقة كان أبعد ما يكون عن الصواب:
‘آه، إذن هي ما تزال تكنّ له مشاعر…!’
صحيح… مهما كنتُ مهمّة، فليس منطقيًا أن يقطع أحد أفراد العائلة الإمبراطورية هذه المسافة البعيدة لمجردي أنا وحدي. لا بد أن هناك سببًا آخر.
‘والسبب هو سيدريك، وأنا لمّا كنتُ قريبة منه أثرتُ فضولها، فجاءت لتتأكد بنفسها…!’
لو سمع سيدريك هذا لكان أمسك بها كما يُمسك فأرًا، صارخًا “ما الذي تهذين به؟!” لكن إستيل كانت واثقة من تحليلها، وكأن قطع أحجية معقدة قد التحم فجأة.
فتحت عينيها على اتساعهما وقد بدت عليها ملامح الاكتشاف، ثم استدارت سريعًا لتتفحص وجه أغنيس.
لم تكن ملامحها بالضرورة “لطيفة”، لكنها كانت كثيرة الابتسام… وبعد تفكير قصير، سألتها إستيل كأنها تريد التأكد:
“هل… تحبين الشراب؟”
“منذ أول لقاء تسألين مثل هذا؟ همم… لا أقول إني أكرهه.”
إذن هي تحبه.
مكانتها الاجتماعية مناسبة تمامًا للارتباط بدوق صغير، بل إن ذاك الجدار الحديدي المسمى سيدريك قد فكّر يومًا في خطبتها فعلًا… أليس هذا دليلًا على أنه يحمل مشاعر نحوها؟ ثم إنها التقت سيدريك مجددًا هذه السنة، ما يعني أن الأمر يدخل في نطاق نبوءة أمها.
شعرت إستيل فجأة بانزعاج غريب، لكنها عزته إلى كونها أهدرت تفكيرها سابقًا في أمور لا طائل منها.
وما إن أقنعت نفسها بذلك، حتى خمد غضبها قليلًا.
لقد أثمر مفعول النسيان العاطفي الذي خطط له إدغار نتائج فاقت التوقع.
رفعت إستيل رأسها وقد بدا عليها وكأنها وصلت إلى قرار، وقالت:
“إنه… مجرد زميل! أجل، سيدريك يساعدني كثيرًا لا أكثر.”
“أوه؟ لكنك ناديته باسمه؟”
شهقت إستيل وسحبت أنفاسها، ثم همست بصوت متردد:
“هل… هل عليّ ألّا أفعل؟”
“الأمر راجع إليكِ. إن أردتِ مناداته هكذا، فلا بأس.”
‘يا إلهي… أي ضغط غير مباشر هذا؟! هل هذا نوع من لغة الطبقة الرفيعة؟’
ابتلعت ريقها وأخذت عيناها تتقلبان بلا استقرار، بينما الأميرة تبتسم ابتسامة جانبية وكأنها تختبرها، ثم سألتها بعينين مازحتين:
“إذن… كيف حالك هذه الأيام؟”
*****
ترجمة : سنو
بالنسبه لقُراء المواقع.
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول والواتباد. وممكن لو انحظر حسابي بالواتباد بعيد الشر بتلاقوني هناك ( ملاحظه، الي يدخل ويطلع رح ياخذ حظر )
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات