يا إلهي، كنت أظن أنني قد ازدادت جرأتي، لكن يبدو أنني كنت مخطئة! أنا خائفة للغاية الآن.”
فأسرعت تخبئ نفسها وراء ظهر سيدريك، بينما ابتسم إدغار بخفة وراح يوجه النار نحو الجدران.
“هل ترين هذا؟”
“مـ… ما هذا؟”
“ضلوع.”
آنذاك فقط ظهر شكل المكان بوضوح.
فما كانوا يظنونه أعمدة تحمل الجدران لم يكن سوى أضلاعٍ هائلة لكائن ضخم يملأ الغرفة.
وبحجمها المهول أصابهم الذهول وأخرست ألسنتهم.
وفي تلك اللحظة، قفزت لوتشي من حضن إدغار ملوّحاً بذراعيه.
ثم فعلت ما لم يستطع أحد فهمه.
“أنا… أحب هذا المكان!”
وعانقت أحد الأضلاع الضخمة بكل قوتها.
جحظت أعين الثلاثة في ذهول.
أجل، نحترم الأذواق عادة، لكن أهذا وقت قول مثل هذا أمام بقايا جثة بيضاء؟
بينما كان البشر الثلاثة يحدقون في تلك الصغيرة التي تهذي، صرخت لوتشي:
“إنه شعور دافئ. عرفت الآن من كان يهمس! لا بد أنها هذه العظام. أريد أن أعيش هنا!”
“…… لا تكوني سخيفة.”
وبلا أي تردد، التقطها إدغار بيد واحدة وأبعدها عن الضلع.
في تلك اللحظة، لمح سيدريك شيئاً آخر خلف الأضلاع، فاقترب بغير وعي.
نظر مرة إلى الأعلى، ومرة أخرى إلى التنينة الصغيرة في حضن الساحر، ثم قال بجدية:
“إنها آثار جناحين.”
“……؟”
“هذا……”
لم يكن واثقاً تماماً، لكنه كان يكاد يجزم. وبعد تفكير عميق، خلص سيدريك إلى القول:
“يبدو أنها عظام تنين بالغ.”
***
كان ذلك اكتشافاً عظيماً في ساعة غير متوقعة من الليل.
فقبل أن يخلد إلى النوم، وبينما كان يحتسي شاي الأعشاب المهدئ، سمع البروفيسور خبراً عن “اكتشاف أثر جديد”.
وما إن سمع حتى كاد أن يختنق بالشراب.
وحين وصل إلى المكان، تجمّد في موقعه أمام المعبد الذي بدا مختلفاً تماماً عمّا كان يعرفه.
‘هذا…… لم يكن شكله هكذا من قبل.’
بدا وكأنه تعرض لقصف شديد، إذ انهارت جدرانه بالكامل.
مضطرباً ومرتجفاً في فكه، تلعثم البروفيسور قائلاً:
“صاحب السمو الصغير؟ إنّ… المعبد يبدو وكأنه قد انهار.”
“لقد أسقطناه عمداً.”
“عفواً؟”
أجابه سيدريك بكل برود، فشحب وجه البروفيسور حتى البياض.
لا بأس بكونه مجرد أثر عديم الأهمية، لكنه يبقى أثراً!
كان ينبغي عليه الاعتراض، لكن المصيبة أنّ من يجب أن يُوجَّه إليه الاعتراض ذو مكانة عالية جداً، فاضطربت أفكاره وهو يحاول تذكر أي آداب تصلح لهذا الموقف.
هل هذا ما يُسمى باستغلال النفوذ؟
ظل يكرر في حيرة “عفواً؟” وهو ينظر تارة إلى المعبد المنهار وتارة إلى وجه سيدريك المتبجح.
وخلفه ظهر ظل طويل.
“ما كل هذه الضوضاء في منتصف الليل؟ هاه؟”
كان يوهان يبتسم بدهاء.
ضرب يوهان كتف البروفيسور بيده ضاحكاً، ثم التفت نحو سيدريك.
“على كل حال، ما انهدم من آثار يمكن التعامل معه وفق الأصول—”
“آه، نعم. بخصوص ذلك.”
ضيّق يوهان عينيه بفضول.
فهذا الشاب على الرغم من مكانته الرفيعة التي تخوّله استغلال امتيازات لا حصر لها، لم يعرف عنه يوماً أنه تجاوز القوانين أو أساء استخدام سلطته. بل كان شديد الالتزام بالضوابط.
لذا كان من المعتاد أن يعبّر عن أسفه أولاً في مثل هذا الموقف… لكن هذه المرة بدا هادئاً، مما أثار فضول يوهان.
هل لهذا علاقة بالاكتشاف الجديد؟
وقبل أن يطرح تساؤله، خرجت من فم سيدريك كلمات كالقنبلة:
“أظن أن ما اكتُشف يعادل التعويض المستحق عن تهديم المعبد، فلِمَ لا نعتبر الأمر منقبة تستحق الثناء؟”
لو كان غير سيدريك لسمع رداً فظّاً مليئاً بالشتائم، ولكن الطرف المقابل هنا هو دوق صغير. تجمّد يوهان لثوانٍ ثم سأل:
“إلى أسرة الدوق إيرنيست، تقصد؟”
“لا.”
ابتسم سيدريك وهو يلمح بعينيه نحو الفتاة ذات الشعر الأزرق التي كانت امرأة تحاول بكل جهدها منعها من العودة إلى داخل الأطلال.
“الفضل يعود إليها.”
“إذن، هذه الآنسة هي سبب الانهيار؟”
“بالضبط.”
‘وأيّ اكتشاف هذا الذي يجعله واثقاً إلى هذه الدرجة؟’
ازدادت حيرة يوهان، فأشار له أن يوضح.
ألقى سيدريك نظرة نحو إستيل التي كانت تمنع لوتشي، الصغيرة التي بدأت تصرخ وتلقي بنفسها أرضاً، ثم أجاب:
“لقد عثرنا على عظام مخلوق كان يُظن أنه مجرد أسطورة.”
“…..؟”
“يبدو أننا سنحتاج إلى عالم أحياء أيضاً. شيء يثبت فعلياً وجود التنانين.”
كلمات كالصاعقة جمدت وجوه العلماء الحاضرين.
التنين…ذاك الكائن الذي اعتُبر من نسج خيال القدماء، لم يكن في يوم من الأيام مدعوماً بأي دليل مادي.
على الأقل، حتى هذه الليلة.
“أوووه! أريد الدخول! دعوني أدخل!”
“أيتها المشاغبة، ستنالين عقابكِ فعلاً!”
صحيح أن تلك المخلوقة الصغيرة التي تصرخ وتلقي نفسها أرضاً هي في الواقع تنين حي، لكن لم يكن في نية سيدريك لفت أنظار العلماء إليها.
فهي لا تحمل أدنى وقار، ولم يكن يليق تقديمها ممثلة عن جنسها.
صرف بصره عن إستيل وإدغار اللذين كانا يحاولان منع لوتشي من اقتحام المعبد مجدداً، ثم قال ليوهان:
“في الداخل توجد عظام تبدو لتنين، وهي بحالة شبه كاملة.”
“لكن عند آخر فحص لم يكن هناك شيء كهذا. كيف غاب عنا؟”
ارتسمت الدهشة على وجه يوهان، وخطا ببطء إلى الداخل.
لحقه سيدريك مشيراً ببرود إلى العظام الضخمة الممتدة على الجدران والسقف
. وما إن تبعهم العلماء حتى دوّت صرخاتهم المذهولة:
“ماذا؟ أحقاً وُجدت التنانين؟”
“ليست منحوتة، بل عظام حقيقية!”
“كيف لم نرَ ذلك من قبل؟”
أخرج يوهان نظارته من جيبه وأخذ يتأمل العظام الهائلة التي تملأ المكان، ثم هز رأسه بتفكير.
وبعد أن خلع نظارته، سأل العلماء:
“هل هذه آثار تآكل التربة؟”
“آه……!”
وبعد نقاش قصير، استدار يوهان موضحاً:
“في آخر مسح أثري لم يُعثر على شيء كهذا. لكن………كان ذلك منذ زمن بعيد. مضى ستة عشر عاماً.”
“ستة عشر عاماً؟”
“لم يكن أحد مهتماً بالبحث هنا. وخلال تلك الفترة لم يجرِ أي مسح. لكن من مظهرها، هذه العظام كانت مدفونة بإحكام في الأرض. ربما لهذا لم نكتشفها.”
****
بخصوص هذي اصعب رواية اترجمها بجد…السرد معفن! اي شي مافهتموه قولو لي انا بترجم على اساس اني فهمت بس لان مافي حد يتكلم عشان اهتم.
ترجمة : سنو
بالنسبه لقُراء المواقع.
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول والواتباد. وممكن لو انحظر حسابي بالواتباد بعيد الشر بتلاقوني هناك ( ملاحظه، الي يدخل ويطلع رح ياخذ حظر )
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات