ركلت إستيل القيد بعيدًا وكأنها لا تطيق رؤيته، ثم أسرعت تنظر إلى الجليد الأحمر القاتم الذي يحتجز جسد والدتها.
ارتسمت على ملامحها كآبة وهي تحدق بوجهها المستكين، ثم أغمضت عينيها بصعوبة وأدارت ظهرها.
مدّت يدها اليسرى التي تحررت حديثًا نحو لوتشي، وهي تبتسم بعينيها الذهبيتين:
“يدك.”
“حسنًا!”
ما إن أمسكت بكفها الصغيرة حتى أضاء ضوء ذهبي ساطع من بين أصابعها.
ارتسمت دائرة سحرية دقيقة، تتلألأ بنورٍ باهر، ثم تبدّل المشهد من حولهما في لحظة.
كانت الرياح باردة أكثر من أن تكون نسيم ربيع، ودافئة أكثر من أن تكون زمهرير شتاء.
وقفت إستيل على سطح القصر، وشَعرها يتطاير مع الريح وهي تحدق إلى الأسفل متعجبة.
كانت الأمواج الهائلة من الطاقة المقدسة تضرب جدران القصر كما لو أنه غمره الطوفان، وفي وسطها رؤوس بشرية تكاد لا تُرى… رأسين.
“هممم؟”
واحد أسود… والآخر وردي.
شخص قادر على إطلاق كل هذه الطاقة بمفرده… وإن كان ثمة احتمال أن يكون معه شخص آخر، فلابد أن يكون إنسانًا ملفتًا للغاية… بلون شعر لا يُخطئه النظر.
شعرت بالارتباك، فمسحت إستيل شعرها إلى الخلف وهمست:
“لماذا هذان الاثنان هنا؟”
كأنهما شعرا بنظرتها، رفع الرجلان رأسهما في آنٍ واحد، وتبادلا معها النظرات.
توقفت طاقة سيدريك للحظة، أما إدغار…
فبدل أن يشعر بالذنب، ابتسم بشكل متباهٍ وسأل:
“هل ما زلتِ على قيد الحياة؟”
بسبب ارسالها لهنا كانت ستفارق الحياة… حتى إستيل، التي تتمتع بضبط نفسي هائل، فقدت القدرة على الرد على هذه الوقاحة.
صمتت واضعة يديها على رأسها، ثم رفعت قبضة واحدة في الهواء، كإشارة أنها لو استطاعت، لضربته مباشرة.
ابتسم إدغار بفهم وقال:
“الحمد لله أنك بخير.”
غاصت إستيل بأسنانها من شدة التوتر، ثم جمعت شجاعتها ووضعت يدها بجانب فمها كالمكبر، صاحت:
“ماذا؟ متى وصلتما؟”
“لتوّ!”
لقد هدفت المجسات المشحونة بالطاقة نحو رأس سيدريك، لكنه تفاداها بمهارة وصاح:
“هل أنتِ بخير؟”
“تمامًا!”
وقفت إستيل على حافة سقف القصر مترددة للحظة، ثم تابعت كلامها:
“آه… كدت أموت بعدما استنزفت كل دمي، لكن الآن أنا بخير!”
حال سماع ذلك، تجمد الرجلان على الأرض من الدهشة.
تمتما فيما بينهما:
“هل… كان هذا حقيقيًا؟”
“قلت إن المجنون سيحاول!”
وفي تلك اللحظة، شاهد الرجلان صدعًا يتشكل في جانب القصر، وتوقفا عن الحركة.
كانت إستيل تضبط قوّتها عن قصد لتُظهر مدى سيطرتها، وفي الوقت نفسه تحاول جذب المتعاقد إليها وتأخير بدء طقس الإحياء، لكن الأحداث خرجت عن مسارها ولم تجرِ كما خُطِّط لها.
نجت إستيل بنفسها وظهرت أمامهما، لكن ربما، قريبًا،…
صرخ الرجلان الشاحبان:
“انزلي فورًا!”
“انزلي!!”
تساءلت إستيل، وهي تلوّح بيدها نحو الاثنين المتلهفين:
“آه، لكن الوضع ليس سيئًا بالكامل! لقد وجدت شيئًا… دائرة سحرية مختومة أخرى…”
وفجأة، انهار جانب من القصر بصوت مدوٍ.
تفاجأت إستيل وأحجمت عن خطوة، لتلتقي بعينين حمراوين تتوهجان وسط الركام، وابتلعت ريقها بصعوبة.
لم تكن تقصد، لكنها خطوت خطوة خارج السطح.
بفضل الرياح التي أطلقها إدغار في التوقيت المناسب، هبطت إستيل بأمان على الأرض الفارغة بعد أن احرق المجسات.
ضحكت بخجل، بينما انفجرت أجزاء من القصر خلفها.
قالت:
“لقد… اكتشفت موقع دائرة سحرية أخرى يجب كسرها، والمكان هو…”
“أخبرينا لاحقًا. الآن اهربي–”
“عين هذا الرجل اليسرى!”
توقف إدغار للحظة، ثم التفت نحو المبنى المنهار ليرى رجلاً واقفًا بشكل مهيب، صامدًا، حتى شعر بالرهبة.
بدأ قلبه ينبض بجنون.
مرة أخرى، شعور بالعجز المطلق، لا يستطيع إلا الهروب.
الأصوات المحيطة بالانهيارات والدمار، لكنه عاجز عن تحريك أصابعه، وكاد أن يغطي أذنيه، وهو يسمع فقط دقات قلبه.
وفي تلك اللحظة، انتشر ضوء يشبه شعر الرجل أمام عينيها، وارتد حاجز طاقة أمام عينيها مباشرة.
أضاءت عيناها الذهبيتان الموروثتان عن والدتها، وصرخت:
“ماذا تفعلون؟ اهربوا!!”
حينها فقط تحرك جسدها.
كما لو كانت تلك الكلمات إشارة، جرى سيدريك بسحب إستيل، وبدأت تركض.
في نهاية الطريق، ظهرت دائرة النقل التي أنشأها إدغار بسرعة.
وفجأة، دوى صوت هائل خلفهم.
حتى إستيل بسحرها الذي يمتص القوة بسهولة، شعرت بالقشعريرة من شدة الشر الذي أطلق.
كان تأثيره على سيدريك أكبر، وبدت ملامحه متوترة.
لكن لم يكن هناك وقت للالتفات، وعندما التفتت أخيرًا، وجدت أن البيئة من حولهم قد تغيرت بالكامل.
****
ترجمة : سنو
بالنسبه لقُراء المواقع.
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول والواتباد. وممكن لو انحظر حسابي بالواتباد بعيد الشر بتلاقوني هناك ( ملاحظه، الي يدخل ويطلع رح ياخذ حظر )
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات