ببطءٍ ، رفعتُ جفني وظهر شعاع ساطع من ضوءِ الشّمسِ من خلالهِ .
على الرّغمِ من أنّه لا يمكن رؤيةُ الوجه بشكلٍ صحيحٍ بسببِ الإضاءةِ الخلفية من ضوءِ الشّمسِ ، إلّا أن الابتسامةَ اللّطيفةَ كانت مرئيّةً بوضوحٍ .
“صَبَاح الخيرِ . “
كان الصوت الجميل والابتسامة اللّطيفة كل ما أحتاجُ لكي أستطيعَ التّعرّفَ عليَّ هذا الوجهَ .
الشّخصُ الّذي أحبه أكثرُ في العالمِ .
عائلتي الوحيدةِ .
عالمي كله.
أمي.
‘لماذا ظهرتِ الآن؟ لقد اشتقتُ لكِ كثيرا.’
أردتُ أن أصرخ في وجه أمي الذي لم أرهُ منذُ زمنٍ طويلٍ، ولكن مهما حاولتُ جاهدةً، لم يخرج صوتي.
لم يكُن جسدي قادراً على التحرك كما أردت، لذا لم يكُن بوسعي سوى التحديق.
“طفلتي الحبيبة.”
وضعت أمي يدها علي خدي بمودةٍ.
ولكن لماذا يدها ناعمة جدا؟
يد أمي خشنة جداً. هل لأنني أحلم؟
“…….”
اعتقدتُ أن أمي كانت تقول شيئًا ما، لكن صوتها أصبح خافتًا فجأة ولم أتمكن من سماعه بوضوحٍ.
ثم ومضَ ضوء مُبهر عبر وجهها.
علي الرغم من أنني التقيتُ بها للتو، شعرتُ أنني يجب أن أستيقظ بالفعل من حلمي.
وداعًا أمي. تعالي لزيارتي في حلمي في وقتٍ لاحقٍ.
* * *
“صَباح الخيرِ يا آنستي.”
فتحتُ عيني ورأيتُ مارلين تبتسم لي بلطفٍ.
لماذا أيقظتيني مُبكرًا اليوم، أردتُ رؤية أمي لفترةٍ أطولٍ.
غير مُدركة لمشاعري، أخذتني مارلين إلى الحمام وغسلتني بلطفٍ.
بعد ذلكَ، أجلستني على الأريكة، وليسَ علي المهد.
على الرغم من شعوري بالنعاس، قامت مارلين بتمشيطِ شعري بمهارة وألبستني فستانًا.
“أوه، الأسفنجية الخاصة بي ستُباع أخيرًا!” (قصده أن مارلين لبستها كذا عشان هيبيعوها لشخص ما)*
ريد، الذي جاءَ بجانبي في وقتٍ ما، مزح بتعبيرٍ مرح على وجهه.
لم أستطع أن أقول أي شيء لأن مارلين كانت هناك، لذلك حدقتُ به في صمت.
“أنتِ تبدين وكأنكِ زلابية غاضبة.”
ومع ذلكَ، ضحك ريد بينما كان ينظر إلى وجهي.
عمره ألف عام، لكن يجب أن يكون عمره العقلي عام واحد.
أحتاج إلى أن أكون أكثر نضجًا وتفهمًا.
في هذه الأثناء، كانت مارلين قد لفت حولي عباءة وردية اللون.
بعد أن نظرت إليّ للتأكد من أنني مُستعدة، ابتسمت مارلين على نطاقٍ واسع.
“أنتِ تصبحين أكثر جمالاً يومًا بعد يوم يا آنستي، هل نذهب؟”
حملتني مارلين بلطفٍ وغادرت الغرفة.
ماذا؟ هل سيتم بيعي حقًا؟
* * *
لم تكُن رياح الشتاء الباردة هي التي تخلصت من النعاس الذي كان مُتمسكًا بي، بل كاليجو.
كان يرتدي زي أبيض نقي ينضح بالنبل وعباءة زرقاء ترفرف في مهبِ الريح.
وكان على درعه هلال عليه وردة زرقاء مُتفتحة.
لا أستطيع أن أصدق أن مثل هذا الشخص الوسيم هو والدي.
لو كان بإمكاني فعل شيء حيال شخصيته الفظة.
حدقتُ في كاليجو، غير قادرةٍ على إبقاء فمي مُغلقًا، ثم أغلقتهُ على عجل قبل أن يسيل لعابي.
“آنستي، من فضلكِ قولي مرحباً لـ السيد.”
همست مارلين لي وهي تقترب من كاليجو.
لم يكُن ليكلف نفسهُ عناء إيقاظي إذا كان سيذهب لمحاربة الوحوش. الي اين هو ذاهب؟
“لماذا أحضرتِ طفلة لا تعرف شيئًا؟”
حدقَ كاليجو في وجهي للحظةٍ بنظرة جامدة، ثم نظرَ إلى مارلين.
جزء مني يريد أن يلكم فمه بقبضتي، لكنني جبانة.
لقد ارتديتُ ابتسامة النجاة وفتحتُ ذراعي على نطاق واسع لكاليجو.
لكن هل كاليجو لا يريد أن يعانقني أم أنهُ لا يحبني؟ نظرَ إليّ دون أن يقول كلمة واحدة.
إذا استمر هذا، سوف تسقط ذراعي!
“الآنسة تُريد عناق.”
وبينما كان الجميع ينظرون، تقدم ألفريد الشجاع إلى الأمام مرةً أخرى.
بعد لحظةٍ من التردد، عانقني كاليجو على مضض.
كان عناقه باردًا كما كان دائمًا، لكنه كان مُريحًا بما يكفي لصد الرياح العاتية.
“يجب أن اذهب.”
على الرغم من استعدادي في الصباح الباكر، أخرجني كاليجو من ذراعيه في غضونِ خمس ثوانٍ وسلمني إلى مارلين.
لو كنتُ أعرف، لكنتُ قد أقتلعت بعض خصلات شعره عندما عانقني.
مُتجاهلًا نظراتي الغاضبة، صعدَ بلا مبالاة إلى العربة وانطلق في رحلةٍ طويلةٍ.
* * *
كان الاستيقاظ عند بزوغ الفجر بجسد طفلة أمرًا صعبًا بالنسبة لي.
عدتُ إلى غرفتي، ثم ذهبتُ للنوم مُباشرة.
عندما فتحتُ عيني مرة أخرى، كانت الشمس في منتصفِ الصباح.
ألبستني مارلين ملابسي مرةً أخرى بمجرد استيقاظي وأخذتني إلى مكان ما.
المكان الذي تم جرّي إليه دون أن أعرف السبب هو مطعم.
كان هناك طاولة طويلة عليها الكثير من الطعام اللذيذ.
يا إلهي ما هذا؟
اتسعت عيناي نصف المغلقة عندما رأيتُ الطعام.
أجلستني مارلين على رأسِ الطاولة.
هل بامكاني الجلوس هنا؟ وبينما كنتُ أفكر بذلك، تم وضع كعكة فاخرة أمام عيني.
لم تكُن مكونة من طبقة واحدة، أو طبقتين، بل كانت مكونة من ثلاث طبقات!
ما هذا؟ هل هو يوم ميلادي؟
“يوم مولد سعيد يا آنستي.”
“تهانينا.”
“لا أستطيع أن أصدق أن آنستي الصغيرة تبلغ من العمر عامًا بالفعل.”
مارلين وألفريد وكل من في المطعم تمنوا لي يوم ميلاد سعيد معًا.
لقد تم اصطحابي حرفيًا، لذا ليس لدي تاريخ ميلاد محدد، لذا فإن يوم ميلادي هو اليوم الذي اصطحبوني فيه.
لا أستطيعُ أن أصدق أنه اليوم بالفعل، كيف مر الوقت؟.
في حياتي كلها، شخص واحد فقط احتفل بيوم ميلادي، أمي.
في حياتي السابقة، لم يكُن بوسعي أن أحظى بأصدقاء لأنه كان علي أن أتمكن من تغطية نفقاتي.
يقولون أنه لا يوجد شيء اسمه صديق، لكن الخروج معهُ يكلف مالاً.
كان مصروفي اليومي يكفي فقط لشراء الكيمباب المثلث، وكان علي القيام بجميع الأعمال المنزلية والدراسة ، لذلك لم يكُن لدي الوقت الكافي.
حاولتُ مواساة نفسي بالقول إن هذا أمر جيد لأنه سيتعين علي سداد الهدية لاحقًا، لكن لم يسعني إلا أن أشعر بألم المرارة في قلبي.
“يوم ميلاد سعيد يا عزيزتي.”
عندما كنتُ أعيش مع أمي، كانت دائمًا تستبدل الكعك بفطائر الشوكولاتة.
في يومِ ميلادي التاسع، اشترت لي أول كعكة فراولة.
آخر هدية أهدتني إياها أمي وآخر ذكرى لي معها.
لو كنتُ أعلم أنها ستكون المرة الأخيرة لقلتُ لها إنني أحبها أكثر.
بينما واصلتُ التفكير في أمي، أصبحت عيناي ساخنتين.
‘إنهُ يوم جيد، لا تبكي.’
أمي تفضل أن تراني مُبتسمة بدلا من البكاء، لذلك سابتسم.
ابتسمتُ على نطاق واسع للجميع.
وابتسموا جميعًا، كما لو كانوا يردون ابتسامتي.
هذا هو ما يشعر به الناس عندما يتم تهنئتهم من قبل الكثير من الناس.
كنتُ سعيدةً.
* * *
من الواضح أن عقل الشخص يعملُ بشكل أفضل عندما يكون ظهره للأعلى ومعدته ممتلئة.
وعندما عدتُ إلى غرفتي واستلقيتُ في مهدي، تذكرتُ فجأةً الرواية الأصلية.
إذا كنتُ أتذكر بشكل صحيح، ذهبَ كاليجو إلى القصر الإمبراطوري.
عندما بلغ زينوس ثلاث سنوات، انهار الإمبراطور ريتشارد بسبب مرض غير مبرر.
في هذا العالم، بدلاً من الأطباء، هناكَ كهنة يتمتعون بسحر الشفاء، لكن لم يتمكن أي منهم من إيقاظ الإمبراطور.
حتى سحر البابا، القادر على رفع أي لعنة باستثناء لعنة برويا، كان عديم الفائدة.
كانت إليسيا أغابي هيليوس، الإمبراطورة الأولي للإمبراطورية، واحدة من الأبطال الثلاثة الذين لعبوا دورًا نشطًا في الحرب الأخيرة، مثل وينتربيل.
وقد حصلت علي “لعنة العزلة” حيث مات الناس من حولها.
بسبب هذه اللعنة، مات الجميع من الاباطرة والامبراطورات إلى الخادمات والفرسان الأقوياء في حوادث مؤسفة.
وحتى الإمبراطور لم يستطع الهروب من الموت، بحيث انتقلت اللعنة إليه لحظة ولادته.
بدأ الأشخاص في الاستعداد، مُعتقدين أن اللعنة قد بدأت.
في أحد الأيام، أُرسلت رسالة إلى القصر الإمبراطوري من قبل ابنة عائلة الفيكونت.
[يُمكنني إيقاظ جلالة الإمبراطور].
كان كاليجو، الوصي في ذلك الوقت، ورعاياه متشككين في محتويات الرسالة، لكن لم يكُن هناك شيء آخر يمكنهم فعله، لذلك دعوها إلى القصر.
إيزابيل أجريبينا.
بشعرها الأرجواني الداكن وعينيها الجميلتين مثل الجمشت، لم يكُن هناك شيء خاص بها سوى مظهرها الجميل.
ما الذي يُمكن لآنسة من الفيكونت هانز أن تفعل شيء حتى البابا فشل في فعله؟
لم يكُن لدى أحد آمال كبيرة.
لكن إيزابيل نجحت في إيقاظِ الإمبراطور بعد ليلة واحدة فقط.
بعد لحظةٍ من الارتياح بعد استعادة سيدهم، تعرض الرعايا للصدمة.
“سوف أرحبُ بالآنسة إيزابيل كإمبراطورة لي.”
ما نوع السحرِ الذي استخدمته لإيقاظ الإمبراطور وكسبِ رضاه في ليلة واحدة؟
لا يعرف أحد السبب أبدًا، لأن إيزابيل لم تتحدث حتى النهاية.
لنعود إلي الموضوع الرئيسي، من المقرر أن يكون كاليجو هو الوصي في الوقت الحالي.
عندما يكونُ الإمبراطور غير قادر على الحكم، فمن المُعتاد أن يحكم الإمبراطورية وريثه، ولي العهد، ولكن، زينوس صغير جدًا.
علاوة على ذلك، بسببِ اللعنة، لم ترحل الإمبراطورة فحسب، بل رحلَ أقاربه أيضًا. كان الشخص الوحيد الذي يُمكن أن يثق به لحكم الإمبراطورية نيابة عن الإمبراطور هو صديقه المُقرب القديم وينتربيل.
هل يجب أن أقول إنهُ من حسن الحظ أنني أستطيع العيش بشكل مُريح دون القلق بشأن الآخرين في الوقت الحالي، أم يجب أن أقول إنه من المؤسف أنني لا أستطيع تطوير علاقتي مع كاليجو.
‘ولكن لماذا انهار الإمبراطور؟’
في الرواية الأصلية، ذُكِرَ ببساطة أنهُ انهار، ولكن لم يتم ذكر السبب الدقيق.
لو أن اللعنة التي ورثها زينوس قد بدأت، لما بقي فاقداً للوعي.
ومع ذلكَ، لا توجد طريقة يُمكن أن يتعرض بها إمبراطور يتمتع بمهارات مماثلة لكاليجو لمحاولة اغتيال، وفي النهاية، هناك سبب واحد فقط.
‘لقد انهار لأنهُ لم يستطع تحمل حزن فقدان زوجته الحبيبة.’
في الرواية الأصلية، أكدت مربية زينوس لهُ هذا الأمر مرارًا وتكرارًا.
أن الإمبراطور ريتشارد أحب الإمبراطورة إيرين حقًا.
لكن زينوس لم يصدق ذلك، مُعتقدًا أنها كذبة لتهدئته.
لم يكُن سبب إهماله في القصر هو ما يحتاجه، ولا حتى كلمة “أحبك”، ناهيكَ عن النظرات الحنونة التي يتلقاها منذ ولادته.
ما كان يحتاجه هو دفء والده، العائلة الوحيدة التي يملكها.
“لماذا كان عليه أن يكون بطلاً لمثل هذه الرواية القاتمة؟’
لأول مرة شعرتُ بالأسف على زينوس. أن يتم جره على طريق القدر المأساوي الذي لم يرغب فيه أبدًا.
‘إذا كان زينوس شخصية خيالية، فلماذا حياتي هكذا؟’
ومع ذلك، فقد عشتُ بسعادة مع أمي لمدة 19 عام، لذا يجب أن أقول إنها كانت حياة جيدة.
ظهرت ابتسامة حزينة علي وجهي.
أدرتُ رأسي ونظرتُ من النافذة.
كانت سماءُ اللّيلِ الصّافيةِ المرصعةِ بالنّجومِ جميلةً .
وبينما كنتُ أحدقُ في المناظرِ الطّبيعيّةِ الخلابةَ ، لم أستطع إلّا أنْ أتخيّل وجهَ أمّي .
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "5-عائلتي الوحيدة وعالمي كله"