في أرجاء القصر الإمبراطوري، لم يكن أحد على علم بوجود “زينوس” سوى الإمبراطور نفسه، وتلك الخادمة التي لا دور لها سوى أن تضع طعامه ثم تغادر دون أن ترى ملامحه.
اقتربت “لوبيليا”، وبابتسامة تحمل سرًّا خفيًّا قالت:
“وجودك، يا أخي… سمعته من والدتي.”
كأنّها قرأت أفكاره، فبدّدت بضحكة مشرقة غيوم تساؤلاته، ثم مدت يديها الرقيقتين وأحكمت قبضتها على كفّيه.
“إنّني… سعيدة حقًّا، لأنّني أخيرًا ألتقيت بك، يا أخي.”
“…….”
“لطالما توسّلت إلى أبي، أن يسمح لي بلقائك، لكنّه كان يتفادى طلبي في كلّ مرة، فيغلق الأبواب دوني.”
ضحكت “لوبيليا” ببراءة تلمع، لكنّ “زينوس” شعر بالانقباض ينهش صدره.
خفض صوته، وقد انبثق من أعماق صمته كالرعد المكتوم:
“ولأي سبب… أردتِ لقائي؟”
ابتسمت هي، وظلّت ابتسامتها ثابتة كأنّها مرسومة على فجر لا يزول:
“هل يحتاج الأمر إلى سبب؟! نحن… عائلة.”
تنفّس “زينوس” تنهيدةً مثقلة بالمرارة.
أيُعقل؟! الذي يُدعى أبًا، لم يزدْ عن أن ينبذه ويُسقطه من نسبه، والآن تأتي طفلة نصف الدم، لتدعوه “أخي”.
فهل يضحك إذًا؟ أم يبكي؟
أم أنّ هذه أيضًا من ألاعيب الإمبراطورة الملعونة؟
هي وحدها القادرة على حياكة هذه الخيوط، ولكن… ما غايتها هذه المرة؟ لمَ تعبث به؟ فقط لتسخر من جراحه؟
“أخي…”
قطع صدى صوتها حبل ظنونه، فجعل ارتجاف قلبه يهدأ لحظة.
“إنّني جئتُ فقط… لأكون قريبة منك. لا سبب آخر.”
وفي تلك اللحظة، أطلقت “لوبيليا” سحرًا خفيًّا من التلاعب بالعقول.
لم يُمهل “زينوس” حتى يستشعر الخطر، فانطفأت عيناه شيئًا فشيئًا، وغشاها غبش غريب، كما لو غُمس في ليل لا مفرّ منه.
اقتربت منه أكثر، وعلى شفتيها ضحكة تومض كالسكين:
“ستُصدّقني… أليس كذلك؟”
أومأ برأسه، وملامحه شاردة مطيعة، كجرو صغير مأخوذ بالولاء.
أعجبها المشهد، فضحكت ضحكة قصيرة، ثم انغرست بين ذراعيه، وأسندت رأسها على صدره:
“سأشجعك يا أخي…”
ثم همست بنبرة مسمومة لم يسمعها أحد سواه:
“فلتصارع… حتى تهلك.”
اصطفّت الخيول الأربعة عند خط الانطلاق، والملعب يعجّ بجماهير مترقّبة، أصواتهم كهدير المحيط.
“زينوس” بينهم، يقف إلى جانب “إكليبس”، حصانه الذي لم يخضع يومًا لأي إنسان.
“المرشّحون للفوز؟ اثنان!” صرخ المذيع.
أوّلهم: “زينوس” بطل التصفيات جميعها.
وثانيهم: “لويس هاملتون”، الابن الثاني لبيت الكونت الشهير.
الطبقة الأرستقراطية رفعت راية “لويس”، أمّا الشعب فقد هتف باسم “زينوس”.
لكن في حين كان الآخرون يفحصون خيولهم ويتأهّبون، ظلّ “زينوس” واقفًا شاردًا إلى جوار “إكليبس”.
وعلى مقاعد المتفرّجين، صارت العيون الأنثوية تُحدّق به، تُفتن بجماله الذي يشعّ كالنور، فيما عضّ الرجال على قلوبهم حسدًا.
صوت اخترق الضجيج:
“زينوس!”
بلمح البصر، ارتدت الحياة إلى عينيه، والتفت صوب مصدره.
هناك، على بُعد، كانت “سيرينيتيا” تلوّح له بابتسامة كالشمس.
“تشجّع!”
ارتسمت ابتسامة على ثغره، ولوّح لها بيده في هدوء.
“وأنت أيضًا يا إكليبس… قاتل!”
زمجر “إكليبس” بضيق، لكنّ صوته حمل في داخله بريق اعتراف خفيّ.
اصطفّت الخيول الأربعة على خطّ البداية.
دوّى الرصاص، فانطلقت جميعها… إلّا “إكليبس”.
“…إكليبس؟!”
ظلّ ساكنًا، فيما الآخرون اجتازوا الساحة وسبقوه بمسافات.
كان “زينوس” يحيط نفسه وإياه بدرع من السحر، وإكليبس يقتحم الطريق كالإعصار.
ومع كلّ وثبة، تعاظمت هتافات الجماهير، حتى بدا أنّ السماء نفسها تهتف باسمهم.
وفي النهاية… هوى “إكليبس” ومعه “زينوس” منحدرين في مهاوي الجرف السحيق، يسقطان سقوطًا لا قرار له، كأنّ الأرض نفسها لفظتهما خارج حدودها.
“هَه! منظر يسرّ العين.”
تمتم “لويس” باستهزاء، وقد وقف عند الحافة لحظة، يطلّ برأسه على هاوية لا تُرى نهايتها، قبل أن يضرب الأرض بحوافر جواده ويعاود الركض، جدائل شعره الأخضر تتطاير خلفه كألسنة لهب شرير.
في ساحة “كايلوم” العظمى، حيث نُصب خطّ النهاية، غصّت الجموع حتى فاضت، تنتظر قدوم البطل الذي سيحصد مجد اليوم.
هناك، في أقرب نقطة من خطّ النهاية، وقفت “سيرينيتيا”، تترقّب بعيون محمومة حضور “زينوس” و”إكليبس”.
الشمس كانت تميل نحو المغيب، تلقي على الساحة أضواءً نحاسية، كأنّها تُعطي المشهد رهبة الأسطورة.
وما هي إلا لحظات، حتى برزت من أعماق الأفق هيئة راكب يقترب، يغشى ظهره نور الشفق، فلا يُرى بوضوح من هو.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 35"