بدأ الصوت المسجَّل داخل الأداة السحرية يُعاد تلقائيًا.
[لو أن تلك الحقيرة إيرفين لم تُحرق الغرفة بالكامل، لكان كل شيءٍ بخير. لماذا توجد قوةٌ سحرية قديمة في جسد تافه كهذا؟ لا أستطيع حتى قتلها، كم هو مزعج. هذه القوة يجب أن يمتلكها شخصٌ عظيم وذكي مثلي. على أية حال، تلك الفتاة لا فائدة منها.]
لم أرغب في سماع ما تبقى، فأوقفت التشغيل ونظرت إلى إيدن. و عينيه كانتا ترتجفان من الارتباك الذي لم يستطع إخفاءه.
سألته وأنا أحدق به، بينما كتفيه كانا يرتجفان بوضوح.
“ما رأيكَ؟ هل ستنكر الأمر حتى الآن؟”
“من أين حصلتِ على هذا؟”
“هل يهم حقًا؟ الدليل واضحٌ أمامنا!”
عندها، اختفى الارتباك عن وجه إيدن تمامًا، وارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ ساخرة. و قد كانت مختلفةً تمامًا عن ابتساماته المعتادة.
“هل تملكين دليلاً يثبت أن هذا أنا؟”
“عن ماذا تهذي؟ الصوت صوتكَ بوضوح. أي شخص يعرفكَ سيعرف أنه أنت.”
“لم يُذكر اسمي في التسجيل، فكيف ستثبتين ذلك؟”
انعكست لمعةٌ خبيثة في عينيه وهو يبتسم بعينين مائلتين.
كنت أتوقع منه أن يحاول الإنكار، لكن مواجهته المباشرة بهذا الشكل كان مربكًا أكثر مما تخيلت.
و في لحظة قصيرة، مرت عشرات الأفكار في رأسي.
“لماذا دبرتَ كل هذا؟”
“لا أفهم عمّ تتحدثين. هل أسأت إليكِ في شيء؟ إن كان هناك ما يزعجكِ، قولي لي.”
“…..بالطبع لا يوجد شيءٌ من هذا.”
ابتسم إيدن ابتسامةً رقيقة بعد سماعه ردي، ثم نهض من مكانه. و خشيت أن يغادر المقهى، لكن لحسن الحظ لم يفعل.
بل بدأ يبتعد بخطوات بطيئة نحو زاوية بعيدة.
“لا أفهم ما الذي تفكرين به. كيف سجلتِ هذا الصوت، وماذا تحاولين أن تسألي عنه أصلًا؟”
“حقًا؟ كنت أظن أنكَ ستفهم السبب فورًا.”
لم يرد إيدن على كلامي بشيء. بل أخذ زهرة من إحدى الطاولات واستنشق عبيرها بهدوء.
ثم فتحت الحديث معه مجددًا.
“بالمناسبة، إيدن…..هل كنت تعلم؟ أستطيع استخدام السحر.”
عندما سمع كلماتي، توقف عن وضع المزهرية وتشنج جسده قليلاً قبل أن يجيب.
“…..حقًا؟”
“نعم. أليس هذا غريبًا؟ لم أكن أعلم طوال حياتي.”
“يبدو أن هناك من يكتشف الأمر متأخرًا أحيانًا.”
“لكن هناك ما هو أغرب.”
نهضت من مكاني ووقفت أنظر إليه. فاستدار إيدن نحو مصدر صوتي ونظر إليّ.
“قوتي السحرية نادرة. هل سمعت من قبل عن السحر القديم؟”
“السحر القديم؟ لا، هذه أول مرة أسمع بذلك.”
“يقال أنه أقوى بكثير من السحر العادي. ويبدو أن سبب مرضي طوال الوقت كان بسبب تراكم السحر في جسدي. فجسدي لم يكن يحتمل كل تلك الطاقة.”
إيدن الذي كان يحدق في عينيّ، ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ ساخرة.
“ولهذا…..التقيتُ بسيد برج السحر.”
“…..ماذا؟”
“قال أنه سيعلّمني كيفية استخدام السحر. و أنني إن استخدمته بشكل منتظم، فلن أعاني مجددًا. كما أنه سيساعدني على تفريغ طاقتي السحرية بشكل دوري إلى أن أعتاد عليها.”
ما إن أنهيت كلامي، حتى تغيرت ملامح إيدن إلى الغضب. حتى الابتسامة الهادئة التي كان يضعها اختفت، وتشنج وجهه بشدة.
“ماذا؟ من سمح له بذلك؟”
“أنا، طبعًا. إنها قوتي، أليس كذلك؟ لما أنت غاضب؟ توقعت أنكَ ستشجعني.”
“تشجيع؟ هل تمزحين؟”
انفجر إيدن بغضب، ثم كأنه استعاد وعيه قليلًا وأكمل حديثه.
“كيف تسلّمين نفسكِ لهؤلاء الناس وأنت لا تعرفين ما قد يفعلونه بك؟ استفيقي يا إيرفين! لأنكِ ساذجة وغبية هكذا، لم أسمح لكِ بالخروج من القصر. تفهمين؟”
رغم أنه حاول التحدث بنبرةٍ محسوبة، كانت التجاعيد المتشابكة بين حاجبيه تنطق بكل شيء.
و بدا لي أنه لو دفعته قليلًا أكثر، سينهار تمامًا.
“لكنني بالفعل وقّعت على عقد ميثاق. طاقتي السحرية أصبحت تابعةً لبرج السحر.”
“ماذا؟! لا وجود لشيء كهذا! ألغيه حالًا! هذا غير معقول!”
“أنت تعرف جيدًا أن عقد الميثاق لا يمكن التراجع عنه. التدريب سيبدأ من الغد.”
عندها، مرر إيدن يده بعنف في شعره المرتب وهو يشتم بحدة.
“اللعنة…..هل تعرفين كم تعبتُ في حماية تلك القوة، ثم تأتي فتاةٌ مثلكِ وتدمّر كل شيء بلحظة؟”
تمامًا كما توقعت، ردّ فعله كان كما خططتُ له.
الفرصة ستأتي الآن. فتحدثت بصوت مرتجف، متظاهرةً بالضعف.
“ها؟ ما الذي تقصده، إيدن؟ أنت تُخيفني الآن..…”
“أنتِ من جلبتِ هذا على نفسكِ! هل تعلمين حتى ما هي تلك القوة؟ كيف تجرؤين على عقد اتفاق تافه من تلقاء نفسكِ! يا لكِ من غبية، عديمة الفائدة! لم تكوني نافعةً يومًا، مجرد حشرة لا قيمة لها!”
“إيدن..…”
“لا تنطقي اسمي!”
تحطّم-!
رما إيدن المزهرية التي كانت على الطاولة نحو الأرض. و كان الاصطدام عنيفًا لدرجة أن الشظايا تطايرت حتى وصلت إلى وجهي وخدشته.
وقد انساب خط أحمر من الدم على خدي. بينما راح إيدن يصرخ وهو يثور بشكل هستيري.
“عندما جئت إلى هذا المكان لأول مرة، كنت سعيدًا لأنني كنتُ أدعى ‘إيدن هايفن’، أتدرين لماذا؟ لأني كنت سأقابل بطلةً جميلة؟ لا؟ إذاً، لأنه من عائلة دوقية وغنية؟ هذا أيضًا ليس السبب!”
بدأ إيدن يثور بعنف وراح يدمّر كل شيء داخل المتجر.
و بدأ برمي كل مزهريات الزهور الموضوعة على الطاولات، ثم ركل جميع الكراسي التي تعيق حركته، ولم يتوقف حتى أسقط الطاولة المستديرة الكبيرة.
كان كأنه شخصٌ ممسوس، يهيج بجنون.
وحين لم يتبقَ شيء ليحطمه، التفت إليّ.
“كل هذا بسببكِ، إيرفين كوينياردل! لأنكِ تملكين قوى سحرية قديمة! ولأني كنت أستطيع التحكم بكِ كما يحلو لي!”
“……وماذا كنت تنوي أن تفعل بقواي القديمة؟”
ابتسم إيدن ابتسامةً مزعجة، شاقًا فمه بابتذال.
“أليس الأمر واضحًا؟ كنت سأمتلك العالم بيدي هاتين. حتى لا يجرؤ أحدٌ على احتقاري بعد الآن.”
“لكن لا أحد يحتقركَ الآن، حتى من دون هذه القوة.”
“أنتِ حمقاء فعلًا، إيرفين. حتى لو كنت أنتمي لعائلة عظيمة، فأنا مجرد دوق. لست ملكًا، فهل من المفترض أن أكتفي بذلك؟”
لا شك أنه قد جنّ تمامًا. فمهما قلت له الآن، فلن يسمع.
وقد أظهر للناس كل ما في جعبته، لذا كان علي تهدئته حفاظًا على سلامة الجميع.
“إيدن، كفى الآن واهدأ…….”
“الهدوء؟ تطلبين مني أن أهدأ؟ كيف لي أن أهدأ أصلًا؟”
“لا تتشبث بنفس الكلمات، دعنا نتحدث قليلًا، حسناً؟”
“اذهبي ومزّقي عقد القسم، وسأتحدث معكِ بعدها.”
“إيدن.”
ناديت اسمه بنبرة حازمة. لكن يبدو أن ذلك زاد الطين بلّة، إذ بدأ يلتقط الكراسي المرمية على الأرض ويقذفها بجنون.
‘سيحدث أمرٌ خطير إن استمر على هذا.’
ولكن من دون أن يكون هناك وقتٌ للتدخل، وقع الأمر بالفعل. فأحد الكراسي التي رماها إيدن ارتطمت بجدار شفاف تم تشكيله بالسحر وسقطت. فتشقق الجدار قليلاً.
“ما هذا؟”
اقترب إيدن من الجدار وراح يمرر يده فوق الشقوق.
“غريب، إيرفين. أنا متأكدٌ أن هذا المبنى مبني من الحجارة. فلماذا…..لماذا يتشقق وكأنه من زجاج؟”
مال برأسه وبدأ يلمس الجدار بعشوائية. ثم توقف عن كل حركاته فجأة ووقف جامدًا في مكانه.
“لو أسقطناه، سنعرف، أليس كذلك؟”
رفع إيدن كرسيًا كان بجانبه وهاجم به الجدار المتشقق.
ثم انكسر الجدار بصوت تهشم كبير، وظهر من كان خلفه.
“إيدن…….”
وفي جوٍّ مشحون بالصمت، لم يجرؤ أحد على النطق، إلى أن تحدثت الدوقة التي كانت واقفةً هناك.
و التقت عيناها بعيني إيدن، فابتسم هو بمرارة.
“لا عجب إذًا. هذا ما كان يجري. تتظاهرون بالجهل، بالبراءة، بكل شيء! كل ذلك كان من أجل هذا!”
توسعت ابتسامته الخفيفة لتتحول إلى ضحك هستيري.
وهو واقفٌ وسط أنظار الجميع، بدأ يضحك كالمجنون، ثم يغضب، ثم يرمي الأشياء من حوله محدثًا فوضى عارمة.
ثم توقف فجأة وهو مطأطئ الرأس تمامًا. و رفع رأسه بزاوية، فتألّقت عيناه ببريق غريب ومخيف.
كان المشهد يبعث على القشعريرة لدرجة أنه لم يكن من السهل التحدث إليه.
“كان هناك حلٌ كهذا…..إذًا كان الأمر بهذه البساطة..…”
تمتم إيدن بكلمات مع نفسه وهو يبتسم ابتسامةً جانبية. ثم تحولت عيناه، التي كانت منحنية مثل الهلال، إلى نظرة حادة موجّهة نحوي.
“طالما أنني لن أستطيع امتلاككِ، فالأجدر أن أدمّركِ.”
جمع إيدن القوى السحرية والهالة التي انتزعها مني، ولفّها حول سيفه، ثم قذفه بكل قوته باتجاهي.
كان ذلك في لحظة وجيزة للغاية، لم يكن بمقدور أحد إيقافه.
رفعت كفي تلقائيًا وأطلقت ما تبقى من قوتي السحرية. فلمع ضوء خاطف، وابتلع ذلك السيف القادم نحوي.
__________________
غش وش نهاية الفصل ذي وش صار من الي وقف السيف كان ابي دانتي يطلع ويزنط ايدن😭
وبكذا ايدن المجنون الي حتى المستشفيات النفسية مايبونه باااااح
باقي فصلين اتمنى تكون حلوه ورخص ✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 88"