أنا ودانتي رفعنا رؤوسنا في الوقت نفسه وتلاقينا بنظراتنا.
تبادلنا النظرات للحظة قبل أن نعود للتركيز على صوت إيدن القادم من الأداة السحرية.
[لو لم تكن تلك العاهرة إيرفين قد أحرقت الغرفة بالكامل، لكان كل شيء قد انتهى تقريبًا. لماذا توجد قوةٌ سحرية قديمة في جسد تافه كهذا. لا أستطيع حتى قتلها، كم هو مزعج.]
صدر صوت احتكاك القماش، كما لو أنه كان يبدل ملابسه.
[هذه القوة يجب أن يمتلكها شخص عظيم وذكيٌ مثلي. على أية حال، تلك الفتاة لا فائدة منها.]
تبع ذلك ضحكةً مزعجة ثم عاد صوته من جديد.
[لكن جسدها على الأقل يمكن الاستفادة منه. قبل أن أستنزف طاقتها السحرية، أود تذوق ذلك الجسد مرة…..]
“دا، دانتي! لا تفعل ذلك! هذه ستكون مادةً مهمة جدًا!”
دانتي لم يحتمل سماع المزيد ورفع يده. فأمسكته بالكاد قبل أن يحطم الأداة السحرية.
و حتى الآن، كان يحدق بشراسة وكأنه سيسحق كل شيء في أي لحظة.
“تـ، تماسك رجاءً..…”
نظر إليّ و أطلق زفرةً خافتة. ثم مرر يده في شعره وهو يتمتم بلعنةٍ بين أسنانه.
“إذا تخلصنا منه، أعني، إذا فعلت إيرفين ما تريده، هل يمكنني قتله حينها؟”
كان دانتي لا يزال في قمة الغضب. فنظرت إليه من الأسفل ورفعت كتفي بلا مبالاة.
“حينها، لا علاقة لي بالأمر.”
طلبت من دانتي أن يبقي فقط على الجزء الأخير من صوت إيدن المسجّل، وتعلمت أيضًا كيفية استخدام الأداة.
ثم كتبت رسالةً إلى كاين على الفور.
***
بما أنني أرسلت الرسالة عبر السحر، استطعت لقاء كاين مباشرة. و لم أكن أتوقع أن ألتقي به بهذه السرعة، لذا شعرت ببعض الدهشة.
“سمعت أن لديكِ طلبًا مني.”
كنت قد صنعت له بالفعل ثلاث أو أربع جرعات منومة، وربما لهذا بدا وجهه أكثر إشراقًا مما كان عليه سابقًا.
“نعم. أولًا، هل يمكنكَ الاستماع إلى هذا؟”
نفختُ قليلًا من الطاقة السحرية في الأداة السحرية. فانبعث الصوت تلقائيًا كما لو أن مشغل الأسطوانات قد بدأ العمل.
دانتي، حتى وهو يسمع الصوت مجددًا، بدا وكأن معدته تغلي، ظل يلعن ويقبض على يده مرارًا. فاضطررت للإمساك بيده حتى نهاية التسجيل، حتى تعرّق كفي من شدة التوتر.
“هذا الحقير، إيدن هايفن…..يجب أن أقتله فورًا…..”
كنت أظن أنني بحاجة فقط إلى تهدئة دانتي، لكنني كنت مخطئةً تمامًا. فحتى كاين زمجر بصوت منخفض كأنه سيقطع عنق إيدن في أي لحظة، وسحب سيفه.
“مـ، مهلاً! لم أُرِد منكم أن تتصرفوا هكذا!”
“إذًا ماذا؟ هل تطلبين أن أزج به في زنزانة تحت الأرض؟”
“بالطبع لا..…”
أعاد كاين سيفه إلى غمده وهو ينظر إليّ بنظرة مريبة.
“اجمع الناس من فضلكَ.”
“الناس؟”
“نعم. الدوق و الدوقة هايفن وبعض النبلاء الكبار، بالإضافة إلى عددٍ من الكهنة فقط.”
“ليس بالأمر الصعب، لكن ما الذي تنوين فعله..…؟”
نظرت إليه وابتسمت ابتسامةً مشرقة.
“سأُسقطه إلى القاع.”
ثم شرحت له خطتي بينما لا يزال ينظر إليّ باستغراب.
“سأجمع الناس. وأمام أعينهم، سيعترف إيدن بنفسه بكل شيء.”
“هل هذا ممكن؟ لن يُظهر وجهه الحقيقي أبدًا. حتى لو كنا نملك دليلاً من صوته، سينكره ببساطة.”
“لذلك، سيكون الحضور في مكان لا يراه. سأصنع مكانًا يُمكن رؤية الداخل منه من الخارج، لكن لا يُمكن رؤية الخارج من الداخل.”
قطّب كاين حاجبيه قليلًا وسأل مجددًا.
“هل يمكن إنجاز ذلك في وقت قصير؟”
“عادةً لا يكون ذلك ممكنًا، لكن يمكننا صنع مساحة جديدة أو جدار باستخدام السحر.”
“يمكن فعل شيء كهذا إذًا.”
بدا أن كاين يفكر للحظة، ثم ابتسم بعينيه وتحدث.
“أحيانًا، كنت أفكر بالأمر فقط، لكن يبدو أن حياة الساحر أفضل من حياة سيد السيف. يمكنه صنع ما يريد بسرعة.”
ضحكت أنا أيضًا لرؤيته يضحك بهذا الشكل.
و في ذلك الجو الذي أصبح أخف قليلًا، أنا ودانتي وكاين بدأنا بوضع خطة أكثر تحديدًا.
متى، وكيف، وأين، ومع من، ولأي هدف سنقوم بالأمر.
***
بعد يومين، ومنذ الصباح الباكر، ذهبت للبحث عن إيدن.
كان إيدن يذهب كل صباح بعد الإفطار إلى ساحة التدريب ليتدرّب. رغم أنها ليست عادته الأصلية، لكنه استمر بالقيام بها يوميًا، وكان ذلك مثيرًا للاشمئزاز.
وكما توقعت، رأيت إيدن من بعيد يتدرّب وحده في الساحة الواسعة، يلوّح بسيفه.
“إيدن.”
عندما ناديته، توقّف إيدن وسيفه مرفوع في الهواء، ونظر إليّ.
فقطّب حاجبيه للحظة ثم ابتسم مجددًا. وأعاد السيف إلى غمده.
“إيرفين.”
“هل تتدرب اليوم أيضًا؟”
“نعم، كما ترين. وما الذي أتى بكِ في هذا الوقت؟”
“لدي أمرٌ أود أن أخبركَ به. هل أنت متفرغٌ بعد الظهر اليوم؟”
“بالطبع. يمكنني دائمًا تخصيص وقتٍ لكِ.”
“شكرًا. لنلتقِ إذًا عند الساعة الثانية في ‘مايبل’. المكان هناك هادئ ومناسبٌ للحديث.”
“مفهوم.”
بعد أن رتبت موعدًا مع إيدن، توجهت مباشرةً إلى “مايبل”. وهو مقهى صغير يقع في الضواحي تحيط به حديقةٌ واسعة جميلة.
كان دانتي وكاين قد وصلا بالفعل.
“كلاكما وصلتُم مبكرًا.”
خلال غيابي، بدا أن الاثنين كانا يتحدثان معًا، وكأنهما كانا على وشك قول شيء حين وصلت.
لكن عندما رأياني، تحدثا في الوقت نفسه.
“إير-”
“آنسـ-”
تبادلا النظرات الجانبية، ثم في اللحظة نفسها أدارا رأسيهما في الاتجاه المعاكس.
من الواضح أن الحديث الذي دار بينهما قبل مجيئي لم يكن جيدًا.
‘لا تهتمي، تجاهلي الأمر. تمامًا.’
لم أكن أرغب في التورط في أمور مزعجة قبل تنفيذ خطة بهذا الحجم.
ثم أخذت نفسًا عميقًا وتحدثت بنبرة مشرقة مصطنعة.
“لنرسم الدائرة السحرية الآن، حسنا؟”
فأعطاني دانتي على الفور ورقةً تحتوي على تعويذة السحر المكاني. وبناءً عليها، رسمت دائرةً سحرية صغيرة على أرضية المقهى.
وعندما وضعت كلمة التشغيل فوقها، بدأت الطاقة السحرية تتسرب من الشقوق. و تغلغلت الطاقة البيضاء الناصعة داخل الدائرة السحرية، وبدأ الضوء يتسلل منها.
وحين أضيئت كل الدوائر السحرية، دوى صوت انفجار هائل جعل المبنى يهتز. ثم، ساد الصمت فجأة، وغمر السكون المكان.
فذهبت إلى حيث كانت الجدران تتكون منذ قليل، لكن لم يكن هناك شيءٌ ظاهر.
ثم مددت يدي بحذر. و ظننت أن يدي ستمر في الهواء، لكنها اصطدمت بشيء فجأة.
“هناك…..جدارٌ فعلاً.”
بدأت أتحسس ما أمامي. على مسافة قصيرة من جدار المقهى، كان هناك جدارٌ شفاف يمكن لمسه. لكنه لم يكن مرئيًا بالعين المجردة، وكأنني أقوم بحركات تمثيلية في الهواء.
“يبدو أنني نجحت!”
“كنت أعلم أنكِ ستنجحين، إيرفين.”
خلف دانتي، الذي كان يبتسم بفخر، كان كاين يفتح فمه من الدهشة. و ظل يلمس الجدار الشفاف ويبتعد، ثم يعاود لمسه مرارًا.
“حقًا مذهل. لكن، كيف ندخل إلى الداخل؟”
“من المفترض أن يكون هناك مدخلٌ أمام الجدار.”
بدأ كاين يتحسس الجدار الشفاف وهو يمشي بمحاذاته.
ثم وجد الباب عند جهة المدخل.
“أعتقد أنني وجدته!”
دخل كاين مباشرة إلى الداخل.
وبعد فترة وجيزة، خرج مجددًا. وقد بدت ملامحه وكأنها قاتمة بعض الشيء وهو ينظر إليّ.
“مـ، ما بكَ؟ هل هناك مشكلة؟”
“يا آنسة، أنتِ حقًا..…”
فاجتاحتني موجةٌ من القلق.
هل أخطأت في صياغة التعويذة؟ هل هناك خللٌ ما؟
حبست أنفاسي بقلق في انتظار كلماته التالية.
“أنتِ مذهلةٌ فعلًا! ألم تري أنني كنت أتجول بالداخل؟ حتى أنني صرخت مرارًا!”
“ماذا؟ حقًا؟ لم ألاحظ شيئًا أبدًا.”
“بمجرد أن دخلت، لم تعودا تسمعان حديثي أو ترياني على الإطلاق.”
دخلت بدوري للتحقق من صحة كلامه. وسرعان ما تأكدت أنه كان محقًا.
“الآن لم يتبقَ سوى جمع الناس هنا…..وإيدن فقط.”
مر الوقت، وبدأ كبار الشخصيات يصلون تباعًا، بدءًا من الدوق و الدوقة هايفن. وبقيادة كاين، دخلوا جميعًا إلى الغرفة السرية، بينما جلستُ إلى الطاولة أنتظر الشخص الأهم.
وبعد فترة قصيرة، دوى صوت الجرس الذي يعلن فتح الباب.
“إيرفين!”
دخل إيدن وهو يلوّح بيده بسعادة، ثم سحب الكرسي المقابل لي وجلس.
“ما هو الأمر الذي تودين قوله؟ ظللت أفكر فيه طوال الوقت ولم أستطع التركيز على عملي.”
قال إيدن ذلك بنبرة حماسية ظاهرٌ عليها الارتباك.
ثم أخرجت أداة تسجيل الصوت السحرية من حضني ووضعتها على الطاولة.
“ما هذا؟”
سأل إيدن وهو يميل برأسه باستغراب.
“مررتُ مؤخرًا صدفةً أمام غرفتكَ…..وسمعت شيئًا.”
“سمعتِ ماذا؟”
“أنكَ…..ستعرّضني للخطر.”
“ما الذي تقولينه، إيرفين؟ لماذا أعرّضكِ للخطر؟ لا يمكن أن أفعل ذلك إلا إذا كنت مجنونًا.”
لم أرغب في الاستمرار بالتعامل مع شخص يدّعي الجهل بهذا الوجه البريء.
و لم أُجبه، بل نفخت الطاقة السحرية مباشرةً في الأداة.
_________________
كاين سوا في ايرفين نفس حركته يوم جرب الدوا😂
المهم اخيرا بنفتك من ايدن هعهعهعهههعهع
كاين ودانتي صاروا البديقارد لإيرفين يجنوووووون🫂
باقي ثلاث فصول 😔
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 87"