ألا يُعد هذا نوعًا من الظلم عندما يفعله شخصٌ بوجهه هكذا؟
“حقًا، لا أستطيع أن أقسو عليكِ أبدًا.”
هز دانتي رأسه ببطء وابتسم بخفة. ثم أمسك بخديّ بكلتا يديه وطبع قبلةً خفيفة على شفتيّ.
فحدقت به مذهولة، بينما مرر دانتي يده في شعره،
“لقد وضعت ختمًا. وعدٌ مني أنني سأحميكِ مهما حصل.”
فُتح فمي لا إراديًا. منذ متى أصبح بهذه الجرأة؟ لم يكن هكذا من قبل.
أربكني هذا الجانب الجديد من دانتي، لكنني ابتسمت دون قصد. ثم تذكرت فجأةً أمرًا كنت قد نسيته.
“آه صحيح. هناك شخصٌ آخر مهمٌ جدًا في هذه الخطة.”
“ومن يكون ذلك؟”
سأل دانتي بنبرة يبدو عليها الفضول الشديد، لكن بدا أنه قد خمّن الأمر بالفعل. لذلك استطعت الحديث بسهولة أكبر.
“الأمير كاين.”
هز دانتي رأسه وكأنه كان يتوقع ذلك.
لإلقاء القبض على إيدن، كنا بحاجةٍ إلى كاين أو أحد أفراد العائلة المالكة الآخرين، أو شخص يمتلك سلطةً تعادل سلطتهم.
لكن بما أنني عدت بالزمن إلى الوراء، فلم يكن لدي أي علاقة بكاين بعد، لذا علي أن أبدأ من الصفر وأقترب منه مجددًا.
***
في وقت متأخر من المساء، كنت أتجول في الشرفة. لأنني كنت أنتظر رسالةً من دانتي.
كانت هناك طريقةٌ مثلى لتجنيد كاين. وهي المنوم.
خططت لتكرار نفس الطريقة التي اتبعتها في المرة السابقة للتقرب منه.
أما دانتي، فتوجه إلى برج السحر ليقوم بالترتيبات المسبقة. ثم نشر خبرًا مفاده أن في برج السحر نوعًا جديدًا من المنومات، ليصل ذلك إلى كاين، لكن حتى الآن لم يرد أي خبر.
“يبدو أن الأمر سيستغرق وقتًا..…”
كنت أعرف كيف أنفخ فيه السحر، لذا لم يكن هناك ما أفعله فعلًا.
وهكذا، ظللت أتجول دون هدف لما يقارب العشر دقائق، حتى اقترب مني غرابٌ يرفرف بجناحيه.
حط الغراب على السور وهو يحمل رسالةً في منقاره. فأخذتها بحذر ثم فتحتها لأقرأها.
[غدًا ليلًا، حين يتعلق القمر ببرج الساعة، سيأتي الأرنب.]
ثم انفجرت ضاحكةً من مضمون الرسالة.
‘يا للعجب، حتى الفواصل لم تختلف عن المرة السابقة.’
كان واضحًا أن دانتي لم يقصد ذلك أبدًا، مما زاد الأمر طرافة.
داعبت ذقن الغراب الذي يشبه دانتي بابتسامةٍ مرتين أو ثلاثًا، ثم عدت إلى الغرفة.
‘هل سأتمكن من التقرب من كاين مجددًا؟’
كان من الجيد أنني عدت بالزمن، لكن الروابط التي كانت متواصلةً انقطعت، وهذا أحزنني قليلًا.
حتى عندما ذهبت إلى برج السحر في المرة الماضية، شعرت بذلك.
لأني كنت قد صرت مقربةً نوعًا ما من كايدن حتى قبل أن ألتقي دانتي، فكان من الغريب رؤية البرج هادئًا هكذا.
‘لم أكت أظن أن يومًا سيأتي وأفتقد فيه كايدن.’
تنهدت ضاحكة قليلًا ثم رميت الرسالة في المدفأة.
***
في ليلة الموعد مع كاين. كنت في مختبر دانتي السري تحت الأرض، تمامًا مثل ذلك اليوم.
الفرق الوحيد أن كايدن لم يكن موجودًا، وهذه المرة لم أرتدِ الرداء الذي يغطي وجهي.
تساءلت قليلًا إن كان من الحكمة أن أظهر وجهي مباشرةً هكذا، لكن شعرت أن هذا سيعزز الثقة أكثر.
وبعد جلوسي هناك لعشر دقائق تقريبًا، قال دانتي،
“يبدو أنه قد وصل.”
فسألتُه بفضول،
“حتى في المرة السابقة عرفت مسبقًا أن كاين جاء، والآن أيضًا. هل دائمًا تعرف من يدخل ويخرج إلى برج السحر؟”
“في الغالب نعم. أستطيع الشعور بهالاتهم.”
إذًا…..
“يعني حين كنت أزور برج السحر مرارًا في السابق، و كنت تعرف؟ كنت تعرف ومع ذلك تجاهلتني ولم ترغب حتى في مقابلتي؟”
فارتعش كتف دانتي قليلًا،
“إنه ينزل الدرج الآن.”
“أنت تتهرب من السؤال، أليس كذلك؟!”
طَق طَق-
كنت سأضيف شيئًا آخر لكن صوت الطرق سبَقني.
“سيدي دانتي. لديكَ زائر.”
هذا الصوت!
“ادخُل.”
ثم فُتح الباب ودخل شخصان. رجلٌ ضخم يضع رداءً يغطيه بالكامل، ومعه كايدن.
مددت عنقي لأنظر اليهما بشعور خفي بالسرور.
‘آه! التقت أعيننا!’
تقابلت نظراتي مع كايدن الذي كان يرمقني بطرف عينه. لكنه لم يكن ليتعرف عليّ، فأرسل إليّ نظرة كأنه يعتبرني خصمًا أو عدوًا.
فكتمت ضحكتي بصعوبة حين فكرت كم أنه ما زال كما هو.
“تفضل بالدخول.”
قال دانتي ذلك، فتقدم الرجل الذي يرتدي الرداء إلى الداخل. أما كايدن فبدا مترددًا ينظر إلى دانتي مرات عدة، ثم خرج من الغرفة على مضض.
“اجلس هناك.”
أشار دانتي إلى الأريكة التي كنت أجلس عليها، فامتثل الرجل بهدوء.
ثم رفع رأسه قليلًا وكأنه لاحظني للتو، فتشنج جسده.
‘تعمدتُ ألا أرتدي رداءً حتى تثيره رؤيتي. هيا، أرني رد فعلكَ.’
و سرعان ما تحركت شفتا الرجل ليتكلم.
لكن…..
“آنسة كوينيارديل؟”
لم يكن صوت كاين.
‘ما هذا؟ لماذا؟’
قفزت من مكاني وانتزعت الرداء عن الرجل الجالس قبالتي دفعةً واحدة. وقد حدث الأمر بسرعة حتى بدا عليه الذهول.
والوجه الذي انكشف تحت الرداء كان وجه مستشار كاين الذي لطالما وقف إلى جواره.
‘هذا ليس كاين..…’
لم أفهم ما الذي يجري. و اكتفيت بالتحديق بمستشار كاين بذهول.
“آنسة كوينياردل، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟”
قال ذلك وهو يحدق بي بعينين ضيقتين، كأنه يستجوبني.
كنت ما أزال مذهولة، لكنني تنحنحت وأجبت،
“لا بد أنكَ عرفت من الرسالة، أليس كذلك؟”
“لقد جئت بأمرٍ من سمو ولي العهد. سموه أمرني دون أي شرح بأن أذهب إلى برج السحر وأتسلم شيئًا من سيد البرج أو كبير السحرة هناك.”
كاين ليس من نوع الأشخاص الذين يتصرفون هكذا…..ما الذي حدث؟
“ولماذا لم يأتِ سموه بنفسه؟”
“هذه شؤونٌ خاصة بسموه لا أستطيع البوح بها. أين الشيء الذي جئتُ لأجله؟”
أيريد أن يأخذ الشيء هكذا من دون حتى أن يلتقي بي؟ هذا مستحيل.
“سأسلمه لسموه شخصيًا. إن أراد ما جئت لأجله، فليأتِ ويطلبه مني بنفسه.”
“آنسة كوينياردل، لا طائل من هذا بعد أن انكشف سركِ أمامي.”
“حتى لو قلت هذا يا مستشار، فلن يغيّر من رأيي شيئًا. والآن عُد من حيث أتيت. آه، وإن طلب مني سموه الحضور، فليتفضل بإرسال عربةٍ ليصطحبني.”
“آنسة..…!”
كان على وشك قول شيء آخر، لكنه صمت حين اقترب دانتي. و يبدو أنه انكمش تحت وطأة هالته المهيبة.
نظر إلي نظرةً ضيق، و نقر لسانه مرات عدة، ثم غادر.
وبعد يومين، وصل إلى قصر هايفن خطابٌ مختوم بختم العائلة المالكة.
كانت رسالةً من كاين.
_____________________
دانتي ماكان يقذر ياخذ ذكريان كاين وليو ؟ يقهر كل الي صار مايعرفونه
المهم دانتي كل شوي يصدمني برخصه😭😭😭
الحين كاين بيوقع لإيرفين مره ثانيه لأنها موختلفه عاندته😂
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 82"