“أخفيت وجودي قليلاً وتجولت لأراقب من يرافق ذلك الرجل أيضاً.”
“وماذا لو كُشف أمركَ؟ كيف تقوم بمثل هذا التصرف الخطير؟!”
نظر إلي دانتي دون أن يرد على توبيخي. واستطعت أن أقرأ في عينيه نظرة تقول: «وهلأنتِبالذاتيحقلكِ قولهذا؟»
“يبدو أن كلانا يجب أن يكون أكثر حذراً، أليس كذلك؟”
ضحكت بخفة دون قصد من شدة الإحراج. فنظر إلي دانتي للحظة، ثم ابتسم ابتسامةً صغيرة.
“على أي حال، هل تشعر بوجود أي طاقة سحرية في هذه الغرفة؟ لقد انتقلت إليها فوراً حين طلبوا مني ذلك، لكن ماذا لو كان أحدهم قد عبث بها قبل مجيئي؟”
بدأت أهذي بكلام متتابع من شدة قلقي. فتلفت دانتي ونظر في أرجاء الغرفة. وللاحتياط، شرع في فحصها بدقة.
وبعد برهة من التدقيق في كل زاوية، عاد إلي وهز رأسه،
“لا شيء. لا أشعر بأي طاقة سحرية على الإطلاق.”
فتنهدت بارتياح شديد.
“يا له من حسن حظ..…”
وعندها فقط زال التوتر من جسدي، فمددت أطرافي المتصلبة.
كنت طوال الوقت مشدودةً، أفكر في خطتي للانتقام من إيدن وأتحسب لأي خطر محتمل.
ثم ربت دانتي على رأسي بلطف وابتسم برقة.
و قد كانت لمسته في غاية الرقة حتى شعرت بدغدغة في أعماقي.
“هل فكرتِ في خطة للتخلص منه؟”
“همم، لا شيء مؤكدٌ حتى الآن. بحكم مكانته، محاولة إسقاطه مباشرةً قد تكون خطيرة، لذا أظن أن جعله يدمر نفسه بنفسه سيكون أفضل حل.”
وبينما كان دانتي يلهو بخصلات شعري بيديه، رفعني فجأة بين ذراعيه. واتجه بي نحو الأريكة في الغرفة.
و ما إن فقدت قدماي ملمس الأرض حتى تشبثت بعنقه بقوة كي لا أسقط.
“ياااه! أخفتني!”
“ظننت أن الوقوف طويلاً سيتعب ساقيكِ.”
“لو أخبرتني لكنت مشيت بنفسي. لقد أفزعتني حتى ظننت أن قلبي سيسقط!”
فضحك دانتي ضحكةً صافية مليئة بالسعادة.
وعندما وصل إلى الأريكة جلس وهو ما يزال يحتضنني. أصبحت أجلس فوقه، وكان ذلك مشهداً محرجاً للغاية.
و حاولت النزول خجلاً فتململت، لكن ذراعيه اللتين أحاطتا خصري منعتاني من الابتعاد عنه.
عندها تحدث دانتي وهو ما زال ممسكاً بي.
“هل يجب فعلاً فعلها بهذه الطريقة؟”
“ماذا؟”
“بدلاً من كل تلك الخطط المزعجة، أستطيع أنا أن أتولى أمره وأقضي عليه فوراً.”
اقشعر جلدي من نبرة صوته الباردة. وسارعت بيداي لأغطي عينيه اللتين تلألأ فيهما بريق مرعب، وكأنه على استعداد لانتزاع حياة إيدن في أي لحظة.
“لا! لا يمكنكَ التصرف بتهور هكذا. هذا خطرٌ جداً. إيدن، رغم كل شيء، هو وريث الدوقية. لو عُرف أن دانتي هو من قتله، فستكون حرباً. لا يجوز القيام بأفعال متهورة أبداً، أتفهم ذلك؟”
“…..حسناً.”
أومأ دانتي برأسه ببطء. ورغم ذلك، أبعدت يدي عنه وأنا أشك في ما إذا كان قد فهم كلامي حقاً.
فرمش دانتي بعينيه عدة مرات ليتأقلم مع الضوء الذي عاد، ثم تكلم.
“إذاً ما الذي تنوين فعله؟”
“سأجعله يعترف بنفسه أمام الجميع.”
قلت ذلك دون تفكير عميق، لكن سرعان ما لمعت فكرةٌ في ذهني.
“دانتي، هل يمكنكَ أيضاً أن تُنشئ فضاءً خاصاً؟”
“أستطيع. ما نوع الفضاء الذي تحتاجينه؟”
“حقاً؟ هذا مذهل! حبيبي رائعٌ جداً!”
فُتح فم دانتي قليلاً. وسمعته يهمس بصوت كأن أنفاسه لا تصدق ما سمعته أذناه.
“حبيبي؟”
“…..ألسنا نتواعد الآن؟ لقد قبّلتني، وأنت تحبني وأنا أحبكَ.”
فشعرت بالظلم. هل كنت الوحيدة التي تعتقد هذا، أم ماذا؟
ظل دانتي يحدق بي بوجه مذهول، ثم انفجر ضاحكاً فجأة.
“لماذا تضحك! أنا أتكلم بجدية!”
فزاد ضحكه أكثر حتى احتضنني ووقع بي على الأريكة. و سمعت صوت ضحكاته فوق رأسي.
وقد كان يضحك كثيراً حتى بدا مزعجاً بعض الشيء.
ثم رفعت رأسي أنظر إليه بانزعاج، فإذا به يبتسم من ابتسامةً مشرقة، مجعداً أنفه، وكان يبدو سعيداً كطفل صغير.
حدقت به بنظرة ضيقة بعض الشيء ثم ابتسمت بدوري.
‘كمهومحببحينيبتسمهكذا.’
أمسكني دانتي بين ذراعيه، وأفرغ آخر ما في صدره من ضحكات متقطعة،
“هل أستطيع فعل ذلك؟”
“ماذا؟ ماذا تقصد؟”
سألته وأنا أميل برأسي باستغراب، فابتسم ابتسامةً عميقة وهو يبعد خصلة شعر عن وجهي.
“هل أستطيع أن ألمسكِ متى ما أردت، وأقبلكِ حين أشاء، وأن أحبكِ دون تردد عندما لا أستطيع كبح قلبي؟”
كانت عيناه الذهبية المشرقة ممتلئةً بي وحدي.
و حدقت فيه للحظة قبل أن أومئ برأسي.
“بالطبع. وأنا أيضاً سأفعل ما يحلو لي حين أريد. لأنني أحبكَ.”
عند اعترافي المفاجئ، ارتسمت سعادةٌ واضحة على شفتي دانتي. وضمني بقوة أكبر.
و بطريقةٍ غريبة، طمأنني صوت دقات قلبه التي كانت تنبض بقوة قرب أذني.
ثم سمعت صوته المنخفض يهمس فوق رأسي.
“شكراً لأنكِ أتيتِ إليّ في ذلك اليوم.”
وواصل صوته اللطيف وهو يكمل،
“لو لم ألتقِ بكِ، لبقيت أعيش دون أن أعرف طعماً للسعادة أو الفرح. لا أريد حتى أن أتخيل مستقبلاً لا تكونين فيه.”
ثم طبع قبلةً سريعة على جبيني.
“شكراً لأنكِ أصبحتِ حياتي.”
امتدت يده التي كانت تمسح شعري لتحتضن وجنتي برفق، و رفع وجهي لينظر في عينيّ مباشرة.
“لا أعلم بعد تماماً ما هي مشاعر الحب هذه، لكن إن كنتِ أنتِ تعتبرينها حباً، فهي إذاً حب. فمشاعري ملككِ وحدكِ.”
لقد شعرت بصدقٍ عميق وثقيل، كان أثمن حتى من مجرد أن يقول «أحبكِ».
نظراته الرقيقة التي كانت تتأملني، صوته العذب، ولمساته الحذرة…..كلها بدت لي محببةً بلا حدود.
“هل هذه المشاعر…..هي الحب؟”
ابتسمت وأنا أنظر إليه.
“طبعاً. لم أتلقَّ في حياتي حباً أعمق من هذا.”
“أنا أحبكِ.”
ثم واصل دانتي اعترافه.
“أحب عينيكِ الصافيتين وهما تنظران إليّ.”
“…….”
“وأحب أنفكِ الصغير اللطيف، وشفتيكِ الناعمتين الطريتين. وأحب صوتكِ الهادئ، وضحكاتكِ التي تكون أحياناً خافتةً وأحياناً صاخبة. وأحب يديكِ وقدميكِ الصغيرتين اللتين تتسعان لكفٍّ واحدة، بل حتى عادتكِ الصغيرة حين تحكّين خدكِ خجلاً…..أحب كل شيءٍ فيكِ.”
كان قلبي يضج حتى ظننت أنه سينفجر.
لم أختبر من قبل حباً عميقاً بهذا الجنون، حتى بتُّ لا أعرف كيف أتصرف. بينما حدقت في عينيه فقط.
وحينها سألني دانتي الذي كان يحدق بي بدوره،
“هل يمكنني أن أقبلكِ؟”
ضَحِكت دون أن أشعر من مفاجأة سؤاله المباغت. فأمال رأسه باستغراب وكأنه لا يفهم سبب ضحكي، ثم أومأت له.
“بالطبع.”
عندها التصقت شفتاه بشفتي فوراً.
***
“هممم..…”
تقلبت قليلاً قبل أن أفتح عيني.
كانت آخر ذكرياتي أنني أتقلب مع دانتي على الأريكة ونحن نهمس بالحب، لكن فجأة وجدت نفسي على السرير.
وحين استعدت وعيي وأدرت رأسي، و رأيتُ دانتي ينظر إليّ.
“هل نمتِ جيداً؟”
“آسفة. لا أدري كيف غلبني النعاس هكذا. ربما لأني كنت متعبةً بعد ما حصل ظهراً. على كل حال، بشأن ما كنا نتحدث عنه قبل قليل..…”
بدأت أستعيد موضوع سحر الفضاء الذي انقطع حديثنا عنه، لكن دانتي وضع إصبعه على شفتي.
“هشش. اكتفي بالنوم اليوم. عيناكِ مليئتان بالإرهاق.”
“لكن..…”
“غداً. يمكننا إكمال الحديث غداً، أليس كذلك؟”
كنت أريد إنهاء الأمر اليوم، لكن يبدو أنني كنت مرهقةً جداً، فما إن ربّت دانتي على ظهري حتى غرقت مجدداً في نوم عميق.
_____________________
قاعد عندها ينااااس
اعترافه يجنن انفجار وش ذا الحنيه ببكي 😭😭
باقي 9 فصول 😔
مقدر ليه الروايه قصيره كذا بصيح
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 81"