ضحك بشدة حتى اهتزت حنجرته، لكنه فجأة توقف، وحدق في وجهي بنظرة باردة.
ثم رمى شعري بعيدًا بقوة.
“آخ.…!”
فاصطدم جسدي بالسرير و أطلقت أنينًا من الألم.
الألم الغامض الذي اجتاح جسدي كله بدأ يتحول إلى شعورٍ مألوف. كان نفس الألم الذي شعرت به حين تحدث ليون ودانتي عن سلب الطاقة السحرية.
وكان أيضًا الألم الذي عشته مرارًا أثناء إقامتي في قصر هايفن.
تمسكت بوعي المتلاشي بصعوبة وحدقت في هذا “الإيدن” المجهول.
“وماذا ستفعلين بنظراتكِ تلك؟”
في غفلة من الزمن، كان إيدن قد جلس على الأريكة في منتصف الغرفة، واضعًا ساقًا فوق الأخرى بكل أريحية.
و بعثر شعره الذي كان دائمًا مرتّبًا بعناية، وكأنه لم يعد يُكترث لأي شيء.
“لِمَ خرجتِ من القصر أصلًا؟ لو لم تفعلي، لكان بإمكانكِ العيش لبضعة أشهرٍ إضافية.”
قال ذلك وهو يعبث بساقيه المتقاطعتين وذراعيه معقودتين على صدره.
“لو بقيتِ ساكنة، لما حدث شيء. بسبـبكِ أصيب الملك، ومات الكثير من الناس.”
“ماذا..…؟”
نهض إيدن من على الأريكة فجأة. ثم بدأ يقترب مني ببطء. و لم أعد أملك حتى القوة لرفع رأسي، فلم أستطع إلا النظر إلى أطراف قدميه.
وعندما وقف أمامي بخطوة واحدة، انحنى ليقابل نظراتي وجهًا لوجه.
فجمعت ما تبقّى لدي من قوة وحدّقت فيه. بينما ابتسم بخبث وهو يضيّق عينيه بطريقة ساخرة،
“استمعي جيدًا، إيرفين. كل شيءٍ حدث بسببكِ وحدكِ، وماتت ماي تورتينا…..بسببكِ.”
فخرجت تنهيدةٌ يائسة من بين شفتيّ.
“كيف….كيف تعرف ماي.…؟”
“لأني مثلكِ تمامًا…..أنا أيضًا متجسدٌ هنا.”
اهتزّ نَفسي المرتعش بينما كنت أستعيد كلماته بعقل عاجز عن الاستيعاب.
هل كان لطيفًا معي فقط لهذا السبب؟ هل كانت كل تلك المودة مجرد تمثيل؟
لم أستطع تصديق الأمر، وكنت أرمش ببطء في ذهول، حين أمسك إيدن وجهي بيده الكبيرة.
“يبدو أنكِ مصدومة…..فعيناكِ اتسعتا.”
“….…”
“ما بكِ؟ هل كنتِ تظنين أنكِ الوحيدة في هذا العالم الواسع من يملك روحًا متجسدة؟”
أدار إيدن وجهي بعنف يمينًا ويسارًا ثم أكمل،
“كان عليكِ أن تظلي هادئة، من دون أن تثيري الشبهات، وتعيشي منكمشةً في القصر. بسبـبكِ، ضحّى كثيرٌ من الأبرياء دون ذنب، فقط للقبض عليكِ.”
“…..وما علاقتي أنا بما حدث لهم؟”
زمجرتُ وأنا أعض على أسناني بقوة. فنظر إليّ إيدن مطولًا، ثم ابتسم ابتسامةً خفيفة.
“أوه، لا علاقة لكِ؟ حسنًا، لنقل أنه تأثير الفراشة أو شيءٍ من هذا القبيل.”
ثم دفع وجهي بعيدًا بقسوة. فانهرت أرضًا دون أن أتمكن من المقاومة، ولم يعد لدي أي طاقةٍ للنهوض.
و كل ما استطعت فعله هو أن أتنفس بصعوبة.
“لا بد أنكِ تعرفين الآن. ذلك الساحر المغرور أخبركِ، أليس كذلك؟”
نظرت إليه بنظرةٍ مشككة، أتساءل عن الهراء الذي سيتفوه به هذه المرة.
“أنت تعرفين كم الطاقة السحرية مهمةٌ للساحر. و من دونها، يموت.”
تابع كلامه وهو ينهض من مكانه.
“في الواقع، رسمت دائرةً سحرية تحت هذا السرير، تسحب الطاقة السحرية. ستموتين قريبًا.”
رفع ذقني بقدمه، وأخذ ينظر إليّ من فوق.
“توسلي لي. ارجيني أنكِ تريدين النجاة. حينها سأترك لك القليل فقط من الطاقة، يكفيكِ لتبقي على قيد الحياة. وطبعًا، عندما تتعافين…..سأكرر الأمر من جديد.”
و بدلًا من الرد، بصقت على حذائه.
“آه…..هل تعرفين كم ثمن هذا الحذاء؟ تافهة.”
نقر لسانه بغيظ، ثم مسح حذاءه بوجهي.
لقد كنت غارقةً في الغضب والإهانة منذ البداية، لكن جسدي لم يكن يستجيب.
فجمعت ما تبقى لديّ من قوة، و تحدثت بصوتٍ خافت.
“ما الذي تريده..…؟”
“أوه؟ ألا زلتِ قادرةً على الكلام؟ يا للأسف على تلك الطاقة السحرية…..لقد وقعت بين يدي شخص لا يستحقها. لو أنني امتلكت قوى سحرية قديمة، لكنت التهمت هذه المملكة كلها منذ زمن.”
“قلت لكَ…..ماذا تريد بالضبط.…؟”
عندها، سار بخطوات سريعة نحو نافذة الشرفة وفتحها بعنف. فتطاير الستار مع الرياح المندفعة إلى الداخل.
“أريد هذه البلاد، لا، بل هذا العالم بأسره تحت قدمي!”
استدار إيدن بسرعة، وعيناه تتوهجان بجنون وهو يتحدث.
“سأوقظ الوحوش القديمة باستخدام القوة السحرية التي أخذتها منكِ. ثم أسيطر على هذا العالم. أليس ذلك مثيرًا؟ تخيّلي، مجرد شخص واحد يتحكم بالعالم بأسره!”
“….أنت مجنون….مجنونٌ تمامًا..…”
“ربما. لكن هذا هو قدري. منذ أن دخلت هذا العالم من خلال الرواية كشخصية هامشية، كنت أعرف أنني وُلدت لأمتلك كل شيء.”
كان يدور في الغرفة كالمخبول، يتحدث بانفعال، ثم توقف فجأة.
و نظر إليّ، وأنا لا أزال ملقاةً على الأرض،
“صحيحٌ أن قواكِ السحرية ثمينة، لكني جمعت منها ما يكفي لاستدعاء خمسة أو ستة وحوش قديمة على الأقل. لذا لا بأس إن متِّ الآن. ففي الواقع، إن كنتِ ستقفين في طريقي، فالأفضل أن تموتي فحسب. ثم تجسدي في مكان آخر…..ووقتها آمل أن تحسني استخدام رأسكِ، مثلي.”
ضحكت بسخرية دون أن أتمالك نفسي. ويبدو أنه لاحظ ارتجافة فمي، فسارع إليّ وركل بطني بقوة.
“أغخ..…!”
“ما أشد عنادكِ…..حان وقت موتكِ الآن.”
لكن في تلك اللحظة بالذات…..دوّى انفجارٌ عنيف هز أرجاء القصر.
“كنت أعلم أن مجيئكِ وحدك اليوم ليس من قبيل الصدفة. إذًا، ها هم وصلوا أخيرًا.”
ثم دوّى انفجارٌ آخر، أقوى من سابقه.
وبعد لحظات، ظهر صاحب هذا الضجيج.
“إيرفين!”
كان دانتي.
فدخل دانتي مسرعًا إلى الداخل وضمني إلى صدره.
“واو~. أميرٌ جاء لحماية محبوبته، أهو كذلك؟”
بووم-!
أطلق دانتي سحرًا نحو إيدن الذي كان يسخر في لحظة. فاخترق جسده الحائط وطار إلى الغرفة المجاورة.
“إيرفين، أفيقي. إيرفين، إيرفين!”
لا أدري لماذا. لكن المشاعر التي كنت قد كتمتها بقوة بدأت تطفو على السطح وأنا أراه يحدق بي بقلق.
كنت أجد هذا الرجل محببًا دومًا وهو ينظر إليّ بعينين دافئتين. و أظنني عرفت الآن لماذا كان قلبي يخفق كلما رأيته.
نعم.
لقد كان حبًا.
“إيرفين…….”
لكن يبدو أنني أدركت هذا الحب بعد فوات الأوان.
وبينما أتنفس بصعوبة من خلال شفاه بالكاد تتحرك، همست له.
“إن كُتبت لي حياةٌ أخرى…..أود أن ألتقي بكَ مجددًا…..وإذا التقينا وتعرفنا على بعضنا..…”
مددت يدي بآخر ما تبقى لي من قوة ولمست وجنته.
لا يجب أن أنسى.
هذا الدفء الذي منحني إياه.
يجب أن أحتفظ بها حتى النهاية.
حتى ملامحه المحبوبة.
“…..هل يمكن أن تقبلني؟”
هزّني دانتي بيدين مرتجفتين.
“لا تقولي ذلك. سأُنقذكِ، إيرفين.”
بدا أنه يحاول استخدام سحر الشفاء، وقد رأيت طاقته تتجمع. فابتسمت له وأنا أراه ينهار بوجه متألم، ثم أغمضت عينيّ.
وهكذا…..متُّ.
____________________
هاه؟؟؟؟؟ ماتتت؟؟؟؟!!؟!؟!؟!؟؟؟؟ استووووب
وش بتتجسد مره ثانيه؟ وكيف دانتي موجود بعد؟ الووووو
تكفون توني بقول واو ايدن طلع بس كذا سايكو بعدين وش ؟ ايرفين ما اعترفت بس عرفت مشاعرها ؟ فطست؟؟😭😭😭😭😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 76"