فبقيت أنظر إليه عاجزةً عن الرد، وفجأة، اختفى دانتي تمامًا.
لابد أنه استخدم سحر الانتقال الآني، فلم يتبقَّ سوى أثر من طاقته يطفو في الهواء.
“هَه! حقًا!”
تنهدت وضحكت بسخرية، مستغلةً غيابه. ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى عاد دانتي مجددًا.
“ها هي.”
وكان يحمل في يده كميةً كبيرة من الأعشاب النادرة التي يصعب الحصول عليها.
بعد أن حسبت السعر في رأسي، ظللت مترددةً طويلًا بين قبوله أو رفضه، ثم استسلمت ودموعي في عيني و أخذته.
“سأدفع على أقساط..…”
وبما أنني وصلت إلى هذه المرحلة، فسأصنع دواءً يجعل من يتناوله يشعر بالحيوية من أول رشفة!
بفضل دانتي، أو بسببه، غرزت أسناني في شفتي وأشعلت الحماس في عيني، ثم قضيت الليل كله أخلط الأعشاب بلا توقف.
وبعد أن نجح تحضيري أخيرًا، نفخت فيه القليل من السحر ووضعت الدواء في زجاجات.
***
“سأعود بسرعة، انتظرني هنا.”
أخذت الدواء الذي سهرت الليل لأجله، وكنت على وشك التوجه به إلى القصر الملكي في الصباح، لكن دانتي أصر على مرافقتي وصعد إلى العربة معي.
غير أنه لم يكن يملك إذنًا رسميًا لدخول القصر، لذا لم يُسمح له بالدخول.
أخرجت تصريح الدخول الذي يحمل اسمي فقط من حقيبتي، وقدمته للحراس.
و كانوا نفس الحراس الذين التقيتهم بالأمس، لكنهم لم يتحركوا قيد أنملة قبل أن أُريهم الورقة، مما جعلني أُعجب باختيارهم الدقيق.
نظرت إلى دانتي من فوق كتفي وهددته بنبرة حازمة،
“لا تتبعني! إطلاقًا!”
ثم خطوت بثبات إلى الداخل.
يبدو أن الحرّاس وموظفي القصر اعتادوا وجودي خلال هذا اليوم القصير، أو ربما سمعوا عن تأنيبي لحراس الأمس، لأن نظرات الفضول والهمسات انخفضت بشكل ملحوظ، و هذا أفضل.
ووسط هذا الهدوء، التقيت مجددًا بإيدن، كما حصل بالأمس.
“إيرفين!”
لوّح بيده نحوي بفرح وهو يقترب، فابتسمت له بهدوء. وما إن وصل إليّ حتى سأل فجأة،
“من هذا الذي بجانبكِ؟”
فتفاجأت والتفتُّ بسرعة إلى جانبي. و كان دانتي واقفًا هناك، يبتسم بهدوء.
“قلتُ لكَ ألا تأتي-!”
لكن فجأة تذكرت أن إيدن موجود أيضًا، فقطعت حديثي وضغطت شفتيّ معًا.
أما دانتي، فلم يفهم ما يجري، واكتفى بإمالة رأسه باستغراب.
“هل تعرفينه؟”
انخفض صوت إيدن بشكل ملحوظ.
وبينما كان يتحدث، تحركت يده تدريجيًا، وفجأة أصبح يمسك سيفه. فسارعت لتفسير الموقف.
“هـ-هذا الشخص هو ساحر الحماية الخاص بي!”
“…..ساحر الحماية؟”
“نـ-نعم! بل هو أيضًا شريكي الثمين الذي لا يمكنني الاستغناء عنه، هو من يصنع أدوية السحر الخاصة بمتجر نوكس!”
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه دانتي بعد كلامي. أما إيدن، فلم يجب بشيء، وكأنه غرق في التفكير، ثم تحدث فجأة،
“حقًا؟ لم أسمع بهذا من قبل.”
“آه…..ألم أخبركَ؟ كنت أظن أنني ذكرت ذلك من قبل..…”
رددت بتلعثم، فعبس إيدن وتجعد ما بين حاجبيه.
“لم تقولي شيئًا، إطلاقًا.”
لحسن الحظ، لم يبدُ عليه أنه سيشهر سيفه، لكن يده بقيت ممسكةً بمقبضه بإحكام.
وكأنه غاضب لأنه اكتشف جانبًا مني لم يكن يعرفه، فتنهد بعمق و ردّ بصعوبة،
“لو كان أمرًا بهذه الأهمية، كان عليكِ أن تخبريني. أنا لم أكن أعرف شيئًا.”
“كنت مشغولةً كثيرًا على ما يبدو، ونسيت. ظننت أنكَ تعرف.”
“لو كنتُ أول من قدمتِه إليه، لكنتُ عرفت ما نوع هذا الشخص. ماذا لو كان شخصًا قد يؤذيكِ؟”
نظر إيدن إلى دانتي بنظرة حادة، فالتفتُّ إلى دانتي بسرعة أراقب ردة فعله، لأن كلمات إيدن تجاوزت الحد.
ويبدو أن دانتي هو الآخر لم يكن في مزاج جيد، فقد قطّب حاجبيه وراح يحدق بإيدن بنظرةٍ مستفزة.
ولمنع أي شجار قد ينشب بينهما داخل القصر، سارعت بالوقوف بينهما لأحجب الرؤية.
“لا تتحدث بهذه الطريقة، دانتي شخصٌ طيب، وأنا متأكدة من ذلك لأنني تعاملت معه عن قرب.”
عندها، رفع دانتي حاجبيه بانتصار وبدت على وجهه علامات الفخر. أما إيدن، فقد خفّض صوته أكثر،
“إيرفين، أنتِ عطوفةٌ لدرجة أنكِ قد تعطفين على فأر عابر. لا يعني هذا أنني لا أثق بكِ، لكني قلقٌ عليكِ.”
“لكنني الآن مسؤولةٌ عن أسرة بأكملها يا إيدن، أعلم أنكَ تقلق، لكن أتمنى أن تثق بي أكثر.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات