أمال رأسه قليلًا، وتألقت عيناه الخضراء الكثيفة بإصرار وهو يحدق بي بتمعّن.
“أظنني أوضحت السبب في الرسالة التي أرسلتها.”
“يا الهي! هل حقًا لم يعجبكِ شكلي؟!”
“….،نعم.”
في الحقيقة، الآن بعد أن التقيته، ما يزعجني أكثر من شكله هو صِغر سنه.
صحيحٌ أن هذا العالم لا يفرض حدًّا أدنى للعمر عند الزواج، لكن بالنسبة لي، هذا أمرٌ لا يمكن تجاهله.
و لم أستطع قول ذلك بصراحة، فحولت نظري بعيدًا.
“انظري جيدًا. هل وجهي سيئٌ فعلًا؟ هل أبدو قبيحًا إلى هذه الدرجة؟”
ثم بدأ الماركيز ديفونت يغيّر مكانه لينحني في مجال رؤيتي ويجبرني على النظر إليه.
فنظرت إلى وجهه للحظة.
كان يملك وجهًا جميلًا لا يليق بمهاراته القتالية أو بقدرته على قيادة القوات، وكأنه لا ينتمي إلى عالم المعارك.
وبسبب شعره الطويل المنسدل، قد يظنه المرء فتاةً من النظرة الأولى.
‘أظن أن بعض آنسات النبلاء كنّ يتبعنه بإعجاب…..’
لكن هذا لا علاقة له بي.
“الماركيز وسيم.”
“صحيح؟ أنا وسيمٌ فعلًا، أليس كذلك؟ لكن لماذا؟ لماذا رُفضت؟”
لماذا هو مُصرّ هكذا؟ ربما لأنه في سنٍ يكون فيه المظهر مهمًّا جدًا.
و على ما يبدو، لن يتوقف عن السؤال ما لم أكن صادقة تمامًا.
“أنا ببساطة لست في مرحلةٍ من حياتي يمكنني فيها التفكير بالزواج. ولهذا السبب، رفضت طلبكَ بطريقة تترك انطباعًا سلبيًا كي لا تصلني طلبات زواج أخرى، وأعتذر عن ذلك.”
“آه، إذًا كان هذا هو السبب؟ الكونتيسة مضحكةٌ فعلًا!”
ضحك حتى دمعت عيناه تقريبًا. وحين بدأت ضحكته تهدأ، تحدثت إليه،
“هل زال فضولكَ الآن؟”
فأجابني، وهو ما زال ينظر إليّ بابتسامةٍ وبنظرة تنمّ عن اهتمام واضح، بإجابة لا تتوافق أبدًا مع سؤالي.
“هل تأخرتِ عن فتح المتجر بسببي؟”
“لا بأس، لقد طلبت من الآخرين تولّي الأمر.”
عندها مال الماركيز ديفونت للأمام وتحدث بحماس. بينما كانت عيناه تلمعان بطريقة غريبة جعلتني أشعر بنوع من القلق.
“إذاً، هل يمكنني أن أطلب شيئًا من الكونتيسة؟”
“…..طلب؟”
هزّ الماركيز ديفونت رأسه بقوة.
“في الحقيقة، هذا هو سبب مجيئي الأساسي.”
“تفضل، تحدّث براحتكَ.”
فرفعت فنجان الشاي لأجعله يشعر براحة أكبر في الحديث.
و كان الشاي قد برد تمامًا، لكنني شربت منه رشفةً صغيرة بحذر.
“كونتيسة، بعد وقت قصير، سأخرج في حملة لاصطياد تنين.”
أبعدت الفنجان عن شفتي ببطء. و تذكّرت أنني قرأت شيئًا عن حملة ضد تنين في أحد النشرات قبل أيام، أثناء بحثي عن أخبار نوكس.
لكنني لم أعر الموضوع اهتمامًا وقتها، فلم أقرأ التفاصيل بدقة.
‘إذًا، كاشيون هو من سيقود الحملة.’
لا بد أن هذه أول مرة له في اصطياد تنين منذ أن أصبح ماركيزًا، ومع ذلك لم يظهر أي خوف في عينيه.
و لا يبدو أنه يطلب مني دواءً لتهدئة التوتر…..إذًا ما الذي يريده؟
“الطريق إلى عش التنين وعر للغاية، ومن السهل أن نصادف فيه الوحوش والبهائم البرية، ولهذا يتعرض الكثير من الناس للإصابات.”
“إنه أمرٌ شاق فعلًا، كما هو متوقع.”
“لا يمكنني اصطحاب الأطباء، فهم سيكونون عبئًا علينا. لذلك عليّ أن أحمل أكبر قدر ممكن من الأدوية.”
قال الماركيز ديفونت ذلك وهو لا يزال يحتفظ بتلك الابتسامة الهادئة.
“سمعت أن الأدوية التي تُباع في نوكس فعّالةٌ للغاية.”
“يسعدني سماع ذلك من الماركيز.”
“بل وأكثر من ذلك، يُقال أن الجرعات السحرية هناك تباع بأسعار معقولة جدًّا. إن أمكن، هل يمكنني طلب كمية منها؟ سأحتاجها في حملة القضاء على التنين، لذا ستكون كميةً لا بأس بها.”
يا إلهي!
حاولت جاهدةً كبح ابتسامتي التي كادت تفيض على وجهي.
ليس فقط لأن الكمية المطلوبة ضخمة، بل لأن مجرد كون هذه الأدوية ستُستخدم في حملة صيد تنين يعني أن السمعة التي ستنتشر عنها ستكون هائلة.
وقد يأتي الزبائن من مناطق بعيدة فقط بسبب تلك السمعة.
‘كيف لم أُدرك أن هذا الشاب زبونٌ ذهبي كهذا؟!’
تجاهلت ضربات قلبي المتسارعة، و تحدثت بهدوء،
“سيكون ذلك شرفًا عظيمًا لي.”
ثم أضفت بكلمات هادئة ومتماسكة،
“لكن، نظرًا لازدياد عدد الزبائن مؤخرًا، فإن المخزون لدينا قد نفذ تمامًا. ولا أعلم إن كنا سنستطيع تجهيز الكمية في الوقت المناسب لحملة الماركيز..…”
حاولت أن يبدو كلامي خاليًا من الحماس الزائد قدر الإمكان.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 55"
ياعمري توهق هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه