أمطرني دانتي بوابلٍ من الأسئلة لفترةٍ طويلة، ثم فتح فمه أخيرًا بتعبير جاد.
“أرغب في التحقق من حالة الطاقة السحرية حاليًا.”
أومأت برأسي على كلامه وجلست على الكرسي الموضوع أمام طاولة التجارب. ثم اقترب دانتي بخطوتين وأمسك يدي بلطف.
حاولت تجاهل حرارة جسده التي انتقلت بوضوحٍ من يده، ورفعت بصري أنظر إليه بهدوء.
بدا وكأنه لا يأبه بنظراتي المنشغلة، مندمجًا فقط في فحص الطاقة السحرية، فصرت أراقبه عن كثب.
‘كنت أشعر بهذا من قبل، لكن لون عيني دانتي جميل حقًا. يشبه التوباز الذي رأيته مرة من قبل.’
‘مهلاً لحظة، ما هذا؟ هل هذا أنف إنسان؟ ليس زلاجة، فلماذا هو مرتفع بهذا الشكل؟’
‘حاجباه وشعره كثيفان جدًا. أوه، وشعره الخلفي يلامس رقبته، لا بد أنه يسبب له الحكة….’
شعرت فجأة بنظرة موجهة نحوي، فرفعت رأسي ببطء إلى الأعلى. فالتقت عيناي بعيني دانتي الذي كان ينظر إليّ بالفعل.
خفق قلبي بعنف وكأنني ارتكبت خطأً ما وتم الإمساك بي. فسعلت مرتين بلا داعٍ ثم حاولت الحديث.
“أ-أوه، ما رأيكَ؟”
“بالفعل، حالتكِ تحسنت كثيرًا مقارنةً بالسابق.”
“أليس كذلك؟ أنا نفسي أشعر بذلك. كنت أعاني من صداعٍ متكرر وثقل في جسدي، لكن كل ذلك اختفى فجأة.”
“الحالة التي أقصدها لا تقتصر على الجسد فقط.”
“وماذا تقصد إذًا؟”
“الطاقة السحرية التي كانت تتدفق بشكلٍ غير منتظم أصبحت الآن تسير بانسجام. من الآن فصاعدًا، سيكون من الأسهل عليكِ تنفيذ السحر.”
ارتسمت ابتسامةٌ لا إرادية على شفتيّ مع كلام دانتي.
ثم اجتاحتني مشاعر الحماس وأنا أتخيل نفسي أستخدم السحر بحريةٍ كما يفعل دانتي يومًا ما.
“في المرة القادمة، سأعلّمكِ كيفية تحليل المعادلات.”
“معادلات؟ هل يوجد معادلاتٌ في السحر؟”
“نعم. السحر الشائع الاستخدام أو الذي تم دراسته مرارًا يُدوَّن غالبًا على شكل معادلات لسهولة الفهم. فكل سحر يتبع نمطًا معينًا.”
كنت أكره مادة الرياضيات أكثر من أي شيء، والآن عليّ أن أحفظ المعادلات وأستخدمها حتى هنا، مما جعل رأسي يبدأ في الصداع.
وبينما كنت أنظر إلى دانتي الذي استمر في شرحه بحماس، تدفقت فجأةً إلى ذهني قائمةٌ طويلة من المهام التي تنتظرني.
أولًا، يجب أن أجهز أمتعتي وأغادر دوقية هايفن. ثم عليّ أن أتسلم لقب الكونت كوينياردل الذي أصبح شاغرًا، وأرتّب الفوضى التي تسبب بها جوزيف، لذا من المؤكد أنني سأصبح مشغولةً للغاية.
“همم، في الحقيقة، لا أعتقد أنني سأستطيع القدوم لفترة. لذا، المرة القادمة تلك…..لا أعرف متى ستكون.”
“…..هل لديكِ ما يشغلكِ؟”
“نعم، إنه أمرٌ مهم بالنسبة لي.”
“مفهوم…..لا حيلة لنا في ذلك.”
فقدت عينا دانتي، التي كانت تتلألأ منذ قليل، بريقها في لحظة.
و كأن خيبة الأمل سيطرت عليه، فأسدل كتفيه بشكلٍ لا يتناسب مع جسده الضخم وراح يعبث بورقة ملاحظاتٍ بارزة بين الكتب المكدسة.
كان يشبه طفلًا لم يستطع إخفاء شعوره بالإحباط، فكتمت ضحكتي بصعوبة.
“سأحرص على زيارتكَ كلما وجدت وقتًا، ولو للحظاتٍ فقط.”
ظل دانتي يعبث بلا هدف بالأشياء الموضوعة على طاولة التجارب، وهزّ رأسه ببطء.
هل يعقل أنه غاضبٌ حقًا؟
“ألم تقل أنكَ لا تحب الخروج من البرج؟”
“أجل، لا أحبه.”
“ألا تشعر بالضيق وأنتَ تبقى في البرج طوال الوقت؟ حتى التهوية لا تبدو جيدة..…”
كانت غرفة دانتي في الطابق السفلي من البرج، في أعمق نقطةٍ تحت الأرض، ولم يكن هناك أي أثرٍ للنوافذ.
“أقوم بتهوية المكان يوميًا في الصباح باستخدام سحر الدوران. لا حاجة للخروج إلى الخارج.”
عضضت على شفتَي السفلى وأنا أراقبه يجيب بوجهٍ جاد.
رغم أن الواقع والسحر لا يمكن أن يكونا متشابهين تمامًا، لكن طالما هو نفسه يقول ذلك فلا حيلة لي.
هززت كتفيّ وتحدثت إلى دانتي.
“حسنًا، طالما الأمر لا يزعجكَ. لكن إذا رغبت في الخروج يومًا ما، تعال معي.”
“…..نعم.”
“في الحقيقة، أنا أيضًا لم أغادر قصر هايفن من قبل، وأرغب برؤية وسط المدينة المزدحم.”
في الواقع، كنت أتمنى، كما في الروايات الأخرى التي تتقمص البطلات فيها شخصيات خيالية، أن أذهب في موعدٍ مع شاب وسيم في أماكن سياحية، وأستمتع بالمهرجانات.
لكن بدلًا من ذلك، وجدت نفسي في جسد إيرفين، وبدلًا من الاستمتاع بالحياة، أعيش فقط محاولةَ النجاة، أفعل ما يتوجب عليّ كيفما اتفق.
كتمت تنهيدةً كادت أن تخرج لا إراديًا، ثم فتحت فمي.
“إذًا، سأذهب الآن، لقد تأخر الوقت. أراكَ في المرة القادمة…..التي لا أعرف متى ستكون.”
ابتسمت قليلًا وأنا أقول ذلك، فهز دانتي رأسه بتعبير غير راضٍ. وبعد أن رأيت ذلك، غادرت برج السحرة وعدت إلى قصر هايفن.
لأنني أتيت إلى البرج فور انتهاء المحاكمة، شعرت بالإرهاق. و كنت أرغب بالارتماء فورًا على السرير والتدحرج عليه.
رغم أن الأمر لا يعنيه مباشرة، إلا أنه كان منفعلًا بشكلٍ مبالغ فيه، مما جعلني أفهم أن إيدن كان يتخذ جميع القرارات بدلًا من إيرفين طوال الوقت، ولهذا لم تكن قادرةً على اتخاذ أي قرار، مهما كان بسيطًا، بنفسها.
ولذلك، في النهاية، أصبحت غير قادرة على فعل أي شيء بدونه.
لا يمكن أن يستمر الأمر هكذا. لا بد أن أهرب قبل أن تبدأ أحداث القصة الأصلية.
ثم تحدثت الى إيدن، الذي لا يزال يحدق بي بقلق،
“مجرد قلقٍ زائد، لا أكثر. بالطبع.”
“هذا مطمئنٌ إذًا..…”
“تصرفي المتهور…..كان فقط لأنني أردت استعادة القصر.”
خفضت صوتي وأكملت كلامي ببطء.
“أردت استعادة القصر العزيز الذي قضيت فيه طفولتي مع أبي وأمي.”
وأنا أتكلم، لم أرمش ولو لمرة واحدة. فبدأ الهواء البارد يلامس عينيّ، وأحسست بحرقة خفيفة، وسرعان ما احمرّت أطراف عينيّ.
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى امتلأت عيناي بالدموع. وحين لاحظت ذلك، جعلت صوتي يرتجف عمدًا.
“أنا…..خلال إقامتي هنا في قصر الدوق هايفن، كان الدوق والدوقة لطيفين معي، وأنت أيضًا كنت دائمًا تهتم بي، وهذا جعلني سعيدةً جدًا. كنت سعيدة، لكن..…”
استنشقت نفسًا عميقًا ثم أخرجته بهدوء. عندها، ازدادت نظرة إيدن لي شفقةً وتأثرًا.
جيد. يبدو أنني على وشك الوصول لما أريد.
“لكنني لم أستطع التخلص من شعور أنني دائمًا غريبة، لا أنتمي لهذا المكان. لذلك…..فكرت كثيرًا، وقررت بطريقتي الخاصة.”
“إيرفين..…”
“لهذا السبب، إيدن….ألا يمكنك أنتَ، على الأقل، أن تقف إلى جانبي وتدعمني؟”
أغمضت عيني ببطء، وما إن فتحتهما حتى سقطت دمعةٌ ثقيلة من عينيّ.
____________________
تستاهل الأوسكار😭😭😭😭😭
دانتي لو انه ماقال المعادلات كان ايرفين يمكن تقول تموم اجيك بكره
المهم يارب نفتك من ايدن قريب
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"
يارب نفتك من ايدن وماينشبلنا
يارب نفتك من ايدن وماينشبلنا
كنت بسويها سطور بس مالي خلق بستثمر الوقت اشوف المزيد من الفصول