كنت أشعر بهذا من قبل، لكن لماذا يبدو أنني أنا من يتعب كلما طرقت الباب، مع أنه هو الذي يُطرق؟
‘لو كان لهذا العالم نافذة حالة مثل باقي الروايات، لتناقصت طاقتي نقطةً بنقطة مع كل طرق على الباب بلا شك.’
كنت غارقةً في هذا التفكير السخيف حين فُتح الباب وظهر رجلٌ نحيل المظهر يرتدي عباءة تغطي جسده.
“من…..هااه…..أنتِ مجددًا؟”
كان ذلك هو كايدن، ساحر البرج، وقد بدأت أعتاد على رؤيته.
ما إن رأى وجهي حتى تنهد بعمق وكأن حياته انطفأت، ثم مسح وجهه بيده بتعب.
كنت أتفهم رد فعله تمامًا، فقد كانت هذه المرة الثالثة التي أزوره فيها في هذا التوقيت.
“مرحبًا! هل يمكنني رؤية ذلك الشخص اليوم؟”
“لا. عودي من حيث أتيتِ.”
“أنا أعلم أنه موجودٌ في القبو.”
“نعم، الجميع يعلم ذلك. لكن ما الذي يمكنني فعله إن كان لا يريد الظهور؟”
“إذاً دعني فقط أتأكد. من يدري؟ ربما يوافق على مقابلتي!”
كايدن، الذي ظل يفرك وجهه الجاف مرارًا، تنهد بعمق وعقد حاجبيه بضيق.
“نحن، السحرة الأدنى مرتبة، من يتحمل تبعات ما يحدث لاحقًا. لذا، أرجوكِ، عودي الآن.”
شعرت ببعض الأسى وأنا أنظر إلى وجهه المرهق. أفترض أنه يراني بمثابة شكوى مزعجة يصعب التعامل معها؟
أنا آسفة، لكن لا مفر لي إن كنتُ أريد النجاة.
“إن سمحتَ لي بالدخول هذه المرة فقط، أعدكَ أنني لن أعود مجددًا.”
“لا يمكن.”
“السيد كايدن، أنت تعمل في صناعة الأدوات السحرية داخل البرج، أليس كذلك؟ ونظرًا إلى كثرة الحروب مؤخرًا، فقد زادت الطلبات وأصبحتَ مرهقًا جدًا.”
“إن كنتِ تعرفين، فهلا عدتِ من حيث أتيتِ؟”
ابتسمت ابتسامةً صغيرة وأنا أراقب كايدن وهو يرد بتنهد.
“و قد تلقيتَ مؤخرًا طلبًا من دوقية هايفن لتصنيع عدد كبير من الأدوات خلال فترة قصيرة، ولم يتبقَ الكثير على الموعد النهائي.”
“…..أنتِ تعرفين الكثير على ما يبدو.”
“إن لم تسمح لي بالدخول إلى الغرفة التي يوجد فيها اليوم، فسأعود غدًا، وبعد غد، وكل يوم، وسأستمر في إزعاجك. أما إن سمحتَ لي بالدخول اليوم، حتى لو لم أتمكن من مقابلته، فلن أعود مجددًا.”
عند كلماتي، فتح كايدن فمه من الدهشة، ثم عبس وجهه بضيق.
“تذكّري جيدًا. لا. لا. لاااا! يُسمَح لكِ بإزعاج اللورد دانتي. هل هذا واضح؟”
شدد على كلامه مرارًا، وكان يتحدث بحزم لا يقبل الجدال. وقد لاحظت في عينيه الرماديتين لمحةً من الخوف. بدا وكأنه يخاف من دانتي.
لماذا؟ حسب ما قالت لي ليج، فهو مجرد رجل ضئيل الحجم وكئيب!
همم…..ربما لأن دانتي ساحرٌ عظيم؟
“أرجوكِ، أجيبي. لا أستطيع التنبؤ بما قد تفعلينه، وهذا ما يقلقني.”
الرد لم يكن أمرًا صعبًا بالنسبة لي.
“نعم! فهمت.”
أجبت بابتسامةٍ مشرقة، فحدق بي كايدن مليًّا قبل أن يخفض رأسه بإحباط.
“تباً. لا أشعر بأي صدق أبداً…..”
ثم بدأ يضحك بهدوء كالمجنون ويتمتم بشيء ما وحده.
“لا، لا بأس. لقد فعلت ما بوسعي. نعم، هذا الأمر لا علاقة له بي. نعم، هذا هو الأمر.”
توقفت كلماته فجأة في لحظةٍ واحدة.
عندما رفع كايدن رأسه مجددًا، بدا وجهه خاليًا تمامًا من أي قلق أو همّ. كان وجهًا صافياً كمن بلغ الإدراك للتو.
“الآن، إن نزلتِ من هنا مباشرة، ستجدين غرفة اللورد دانتي. إذاً سأكتفي بهذا وأتراجع.”
صعد كايدن الدرج بخطى خفيفة كما لو أنه تخلّى عن حملٍ ثقيل، ثم اختفى.
عندما أدرت رأسي نحو الاتجاه الذي أشار إليه، رأيت بابًا خشبيًا في نهاية الممر. و لسبب ما، شعرت بالتوتر يحيط بالمكان، فتقدّمت بعد أن أخذت نفسًا عميقًا وطرقت الباب.
“هل هناك أحد؟”
مر وقتٌ طويل دون أن يأتيني أي جواب، ولم أشعر حتى بأدنى حركة.
“أيها الساحر، أنا أعلم جيدًا أنكَ بالداخل.”
أرهفت سمعي وركّزت على الأصوات خلف الباب. ثم سمعت بوضوح صوت احتكاكٍ طفيف وكأن طرف ثوب أحدهم قد تحرّك.
كما توقعت، لا شك أنه موجود هنا.
“أحم!”
تنحنحت وبدأت أتحدث موجّهةً كلامي إلى الباب.
“أيها الساحر، هل وصلك خطابي الذي أرسلته؟ كنت أعود أدراجي دائمًا من أمام باب البرج، وهذه أول مرة أدخل إلى هنا. لدي الكثير لأقوله لكَ، فهل يمكنني الدخول إن لم يكن لديكَ مانع؟”
وكالعادة، لم يأتني أي رد.
الوقت كان يمضي شيئًا فشيئًا. ولم يتبقَ لي الكثير منه…..لا يمكنني أن أفشل وأعود أدراجي مرة أخرى.
لن تكون هناك فرصة ثانية، ولذلك كان لا بد أن أراه اليوم مهما حصل.
تنفست بعمق مرة أخرى، ورفعت يدي لأطرق الباب من جديد.
“أيها الساحر..…!”
لكن قبل أن أكمل كلمتي، فُتح الباب فجأة. وخرج هو.
الرجل الذي لا يظهر أمام الناس كثيرًا، والذي قضيت أيامًا في قلقٍ لأجل لقائه.
لكن هذا الشخص…..
“من أنتِ؟”
إنه مختلفٌ تمامًا عما وصفته لي ليج!
‘قالت أنه كان يتمايل كخرقةٍ مغبرّة.’
بل على العكس، كان ضخم الجثة وأكثر قوةً من معظم الفرسان.
شعره الأسود الحالك كان مبعثراً قليلًا ويتطاير فوق جبينه، لكن حتى ذلك بدا كجزء من أسلوبه الخاص.
عينيه المائلتين قليلاً إلى الأعلى أعطت انطباعًا حادًا، لكن الشامتين المتراصتين تحت إحدى عينيه أضفتا عليه هالةً غامضة تناسبت معه بطريقة ما.
بكلمة واحدة، كان وسيماً.
تراقصت ألسنة الشموع في القبو، وتمايل معها بريق عينيه الذهبيتين.
“لماذا تبحثين عني؟”
يبدو أن خصلات شعره نزلت لتداعب طرف عينيه، فمرر يده بلامبالاة ليزيحها.
دانتي، الذي بدا عليه الكسل ممزوجًا بإغراء قاتم، كان يشعّ بجو من الانحطاط الساحر.
بدأت أفهم الآن سبب خوف كايدن. فمن يتخيل أن هذا الوجه قد يغضب، سيشعر بالشلل فورًا.
“إن لم يكن لديكِ ما تقولينه، فسأدخل.”
استفقت فجأةً من شرودي الطويل.
“لا، لدي ما أقوله! بل الكثير!”
التفت دانتي، الذي كان قد استدار، وحدّق بي من الأعلا.
أخذت نفسًا عميقًا و تحدثت,
“كما كتبت في الرسالة، أنا هنا لأقترح عليك صفقة.”
“صفقة؟”
كنت واثقة. دانتي لن يرفض عرضي أبدًا. لا، بل لن يستطيع رفضه. لأنه عرضٌ يحتاجه بشدة.
نظرت إليه مبتسمةً، وكأنني أجيب على سؤاله الضمني عمّا هي الصفقة.
“أنا أمتلك قوةً سحرية قديمة. سأمنحك هذه القوة، لكن في المقابل، أريد منكَ معروفًا!”
في تلك اللحظة، توقف دانتي قليلًا وحدّق بي ببطء.
التعبير الذي ظهر على وجهه كان…..دهشة؟ لا، بل بدا أقرب إلى الغضب بشكلٍ غريب.
أغمض دانتي عينيه ببطء وقطّب حاجبيه، ثم أطلق زفرة عميقة.
“هل أزعجتني بهذا القدر فقط لتقولي هذا الهراء؟ بعد كل تلك الرسائل التي أرسلتِها؟”
إذًا لقد وصله الخطاب. ظننت أنه لم يصله لأنه لم يُبدِ أي رد فعل.
“لقد جاءني العشرات من أمثالكِ يدّعون امتلاكهم للقوة السحرية القديمة. لكن سواءً امتلكوا قوى كبيرة أو أجسادًا قوية، لم يكن لأيٍّ منهم علاقة حقيقية بتلك القوة.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"