حلّ الصباح على القصر ببرودته المعتادة، يحمل معه همس الريح بين أروقة الجدران القديمة، كأنه يذكّر الجميع بأن الحياة هنا لا تعرف السكينة. استيقظ الطفل مبكرًا، وعيناه تحملان ظلّ الخوف الذي تراكم خلال الليل.
دخلت إلينور الغرفة، تحمل صحن الفطور، لكنها لم تجد الطفل على السرير. تقدمت نحو النافذة، فإذا به واقفًا، ينظر إلى الحديقة في صمتٍ قاتل. اقتربت بحذر، وجلست على الأرضية إلى جواره، محاولةً أن تخفف من وطأة الصمت: – “هل أنت جائع؟”
هزّ رأسه، ولم ينطق بكلمة. شعرت إلينور بقبضة القلب تشدّها، وكأن كلماتها لا تستطيع أن تصل إلى أعماقه. وفي تلك اللحظة، دخل الأب إلى الغرفة، وجهه متجهم، لكن عينيه كانت تحملان شيئًا جديدًا، شيئًا أقرب إلى الضعف الذي يخاف الاعتراف به.
قال بصوتٍ حازم لكنه خافت: – “لقد سمعت ما حدث الليلة الماضية… لم أعد أستطيع تجاهل الخوف في قلبه.”
رفعت إلينور عينيها نحوه، بنظرة تحمل مزيجًا من الحزن والتحدي: – “إنه طفل، ليس ملكًا للقسوة أو الصرامة. يحتاج إلى من يمنحه الأمان، لا إلى من يعلّم قلبه الصمود قبل أوانه.”
تردد الرجل، وكأن الكلمات تخترق درعه الداخلي. اقترب ببطء وجلس بجانب الطفل، ووضع يده على كتفه، محاولًا أن يجد الطريق إلى قلبه لأول مرة. نظر الطفل إليهما معًا، وعيناه تلمعان ببراءة محاربة للظلام: – “أريد أن أكون قويًا… لكني أخاف جدًا.”
ابتسمت إلينور بابتسامة حزينة، وضغطت على يده الصغيرة: – “القوة ليست غياب الخوف، بل القدرة على مواجهته مع من يحبك.”
جلس الأب صامتًا، يفكر في كل ليلةٍ مرت، وفي كل لحظةٍ غاب فيها عن قلب ابنه. شعر بشيء يتغيّر داخله، شيء لم يكن يعرف أنه موجود؛ شعور بالمسؤولية، وبالرغبة في الحماية، وبدفء جديد تجاه المرأة التي كانت تملأ الفراغ الذي لم يستطع هو ملؤه.
كانت تلك اللحظات الأولى التي شعر فيها الجميع بأن رابطة خفية بدأت تتشكل بين الثلاثة، رابطة من خوفٍ وحبٍّ وتفهّم، قادرة على أن تصمد أمام أي عاصفة.
لكن في داخله، كان يعلم أن الطريق لن يكون سهلاً… أن الأسرار والمرض والخوف لن تمنحهم فرصة للراحة، وأن كل خطوة نحو السعادة ستكون مثقلة بالهموم.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 9"