في صباح اليوم التالي، استيقظت إليانور مبكرًا لتتفقد سيليا. وجدت الطفلة ما تزال نائمة، أنفاسها متقطعة لكن وجهها هادئ، فتركتها لترتاح وخرجت إلى الممر.
بينما كانت تسير، توقفت عند زاوية حيث سمعت أصواتًا خافتة. اقتربت أكثر، لتكتشف أن الخدم يتحدثون بينهم، لم ينتبهوا لوجودها.
إحداهن قالت بصوت مرتجف: – “سمعتم؟ الدوقة الجديدة قضت الليلة مع السيّدة الصغيرة…!”
أجابها آخر بسخرية: – “وهل ستصمد؟ كل من جاء قبلها هرب أو استسلم. المرض لا يرحم، والسيّدة الصغيرة لن تعيش طويلًا.”
تدخّلت خادمة ثالثة بصوتٍ أكثر خوفًا: – “لكن… رأيت الطفلة تبتسم أمس! لم أرها تبتسم منذ شهور…”
سكتوا لحظة، قبل أن تقول الأولى: – “ابتسامة لن تغيّر مصيرها. الجميع يعرف… هذا القصر يبتلع من يحاول التمسك بالأمل.”
شعرت إليانور ببرودة تسري في عروقها. كلماتهم كانت كالخناجر، لكنها لم تسمح لنفسها بالانكسار. تقدمت خطوة، فانتبهوا لوجودها. انحنوا بسرعة وأطرقوا رؤوسهم بخوف.
قالت بنبرة حادة غير معتادة منها: – “ابتسامة سيليا أهم من كل ما تقولون. إن لم تفهموا ذلك، فلا تتحدثوا عنها أمامي مجددًا.”
صمتوا تمامًا، تراجعوا إلى الوراء، وهي تابعت طريقها بخطوات ثابتة، رغم أن قلبها كان يشتعل.
حين عادت إلى غرفة سيليا، وجدت الطفلة قد استيقظت، تحدّق بالنافذة. التفتت إليها وابتسمت قائلة: – “أمي… رأيت حلمًا جميلاً. كنتِ تمسكين بيدي، وكنا نركض بين الزهور.”
ابتسمت إليانور رغم دموعها التي حاولت أن تخفيها: – “سيصبح الحلم حقيقة… أعدكِ.”
لكنها لم تعرف أن تلك الوعود ستجعلها في مواجهة مباشرة مع أسرار القصر… ومع الدوق نفسه.
التعليقات لهذا الفصل " 6"