الفصلين 49>

تجمدتُ في مكاني دون وعي عند سماع تلك النبرة الهادئة المثيرة للقشعريرة.  

“…”  

أدرتُ رأسي ببطء، كروبوت قديم لم يُدهن بالزيت، لأنظر إلى مصدر الصوت.  

كان الكاهن أدلر.  

كان يحدق بلا مبالاة، وبوجه لا يُخفي نواياه، في يد جين التي تمسك بي. ثم قال ببساطة:  

“انتهت استعدادات الصلاة.”  

“ههه.”  

انتشرت القشعريرة في ظهري. من الناحية المنطقية، لم يكن من المعقول أن يفعل كاهن من معبد ليتون شيئًا دون ذكر تهمة وسط معبدهم.  

لكن، رغم ذلك، بدأ قلبي ينبض بالخوف بجنون.  

ربما بسبب نظرته.  

وغموض نواياه التي لا يمكن فهمها.  

“أ… أيها الكاهن، شكرًا حقًا، لكن للأسف ظهر أمر طارئ يتطلب حضوري.”  

أمسكت يد جين بهدوء قدر المستطاع وتراجعت خطوة، لكن جهودي لتمرير الأمر بهدوء ذهبت سدى عندما فتح جين فمه:  

“واو، هذا يجرح كبريائي. هل ظننتَ أنني لن ألاحظ؟”  

اتسعت عيناي ونظرتُ إليه. كان صوته قد تحوّل إلى برودة قارسة:  

“لا، مهما كان الأمر، أن تحاول فصل زبونتي عني وقتلي، كيف سأخرج من هنا؟ أيها الكاهن المزيف، أليس كذلك؟”  

اتسعت عيناي أكثر، نظرتُ بين جين والكاهن بالتناوب. ماذا؟ كاهن مزيف؟ ما هذا الهراء؟  

لقد رأيتُ هذا الكاهن يتجول داخل معبد ليتون، يرتدي زي الكهنة الرسمي، ويتحدث مع زملائه الكهنة كأنهم أصدقاء مقربون.  

ثم يقول إنه مزيف؟  

“للأسف، نحن داخل معبد ليتون، فلا يمكنكَ قتلي، فماذا ستفعل؟ أليس كذلك؟”  

جذبني جين إليه بسرعة، وطوق خصري بقوة.  

“لا أفهم عما تتحدث.”  

ابتسم الكاهن أدلر برحمة وأمال رأسه متسائلاً.  

رأيتُ عروق يد جين التي تمسكني تبرز، كأنه مستعد لسحب سيفه في أي لحظة.  

بالمناسبة، ما هذا الهراء عن محاولة قتله؟ هل هو من العقرب الأحمر؟ هل اشتروا حتى كاهنًا؟  

حسنًا، بما أنهم أكبر نقابة ظلام في الإمبراطورية الآن، قد يكون ذلك معقولاً، لكن إذا كان العقرب الأحمر هو السبب، فلماذا يحتاج الكاهن إلى عزلنا؟  

لو كانوا هم، لقتلوني معه دفعة واحدة.  

رفعتُ حاجبًا ونظرتُ إلى الكاهن أدلر.  

كان لديّ شعور سيئ. بدأ عقلي يحسب بسرعة.  

قال جين بنفسه إنه كاد يُقتل، وفي حدود معرفتي، هناك فصيلان فقط قد يحاولان قتله:  

العقرب الأحمر في إقليم تشيلوتي، و…  

بيثيل.  

رفعتُ رأسي فجأة وحدقتُ في وجه الكاهن أدلر.  

نسيتُ ذلك بسبب وجود جين بجانبي. نعم، أنا داخل رواية. وهذا الرجل وسيم بشكل لافت.  

بالطبع، قد يكون هذا استنتاجًا متسرعًا، لكن بناءً على معرفتي البسيطة بالروايات، الشخصيات الوسيمة غالبًا تكون رئيسية.  

ومن بين الشخصيات الوسيمة الرئيسية التي قد تحمل ضغينة ضد جين، هناك فصيلان فقط:  

بيثيل، والعقرب الأحمر. من المنطقي ألا يتسلل عضو من العقرب الأحمر ككاهن، إذن… بيثيل؟ وإذا أضفتُ بعض التخمين، فربما زعيمهم لأنه وسيم بشدة؟  

هل أبالغ؟ ربما، فجين الوسيم بجانبي ليس حتى شخصية ثانوية، بل مجرد إضافة، مما يجعل منطقي بلا أساس.

لكن عقلي بدأ يعمل بسرعة. إذا، فقط إذا، كان تخميني السخيف صحيحًا، فالمعلومات تتطابق تقريبًا.  

بالطبع، يبدو شابًا جدًا ليكون زعيمًا، لكن لا توجد معلومات مفصلة عن زعيم بيثيل على أي حال.  

بيثيل في الأساس ديانة تعبد القوة، تؤمن أن القوة العظمى هي العدالة، وأن قانون الغاب أمر طبيعي.  

لذلك، خدموا البطل القوي بلا تذمر.  

على أي حال، إذا فكرنا بهذه الطريقة، فالوحش الذي استُدعي من عالم آخر بسحر محرم، والذي يمتلك قوة سحرية هائلة، لا يمكن أن يفشل في جذب انتباه جاسوس من بيثيل مختبئ هنا.  

لذا، من الطبيعي أن يكون الأمير إنداميون قد راقب أبحاثه بعناية، وعندما استولى البطل على العرش، من المحتمل جدًا أن يكونوا قد ورثوا نتائج تلك الأبحاث مباشرة.  

لماذا أنا متأكدة أنه جاسوس بيثيل؟ بجانب كلام جين، الأمير بالتأكيد كان يعرف الآثار الجانبية الخطيرة للوحش.  

وبحث بهذا الحجم السري لم يكن ليُسلم نتائجه كاملة لمجرد أن العرش سُلب منه.  

الأمير ليس أحمقًا، فمن المرجح أن يكون قد دمر النتائج قبل أن تقع في يد المتمردين.  

لذا، إذا كان هذا الرجل زعيم بيثيل حقًا، فمن المحتمل أنه سرق المعلومات تدريجيًا منذ المراحل الأولى للبحث.  

ولهذا استطاع البطل استئناف أبحاث الوحش بعد استيلائه على العرش، مما أدى إلى انهيار هذا العالم بسرعة. ربما.  

سأجن! حقًا! في القصة الأصلية، البطل هو الوحيد القادر على حل مشكلة الوحش اللعينة.  

إذن، حتى لو أردتُ التدخل الآن، فأنا عاجزة!  

“ها؟ لا تتظاهر بالجهل.”  

عبس جين بشدة وقال ذلك. فتحتُ فمي وحدقتُ فيه. ألا يعرف الخوف؟  

حتى لو هرعتُ إلى كبير كهنة ليتون وكشفتُ هذا، فمن المرجح جدًا أن يخرج هذا الرجل حيًا.  

لماذا؟ لأن بيثيل أصبحت أكبر هرطقة في الإمبراطورية.  

إذا كانوا يفكرون في اختطاف البطل للسيطرة على الإمبراطورية، فهم ليسوا عدوًا هينًا.  

من المحتمل جدًا أن يكونوا قد زرعوا قواتهم داخل ليتون بالفعل.  

ومنطقيًا، هل سيصدق معبد ليتون ادعاء مرتزق وامرأة عامية مجهولة الهوية أن هذا الرجل ليس كاهنًا بل جاسوس دون دليل؟ بالطبع سيثقون بكاهنهم أولاً.   

لكنني لا أستطيع الكشف عن هويتي أيضًا.  

في اللحظة التي أفعل فيها ذلك، ستتحطم كل خططي.  

حسب تخميني، بيثيل يعرف أن البطل ابن “رانيل إستيلا”، فإذا علموا في هذه المرحلة أن إستيلا أخرى تتحرك، فماذا؟ سأموت هنا على الفور.  

ليس أنا فقط، بل ستُدمر عائلة إستيلا بأكملها.  

سيظن بيثيل أن عائلة إستيلا قررت استعادة البطل.  

آه، قد يتساءل المرء: إستيلا من أكبر العائلات النبيلة في الإمبراطورية، ألا يستطيع الكونت إستيلا القضاء على هرطقة تافهة؟  

صحيح، ليس هناك سبب يمنع الكونت إستيلا من مواجهة هجوم مفاجئ من بيثيل.  

لكن المشكلة تكمن هنا: إذا هاجم بيثيل إستيلا، فسيظهر وجود البطل على السطح في لحظة.  

وعندها، لن يكون عدو عائلة الكونت مجرد هرطقة بسيطة، بل فصيل النبلاء الغربيين بأكمله. لذا، كان هناك حل واحد:  

“اهرب!”  

* * *  

اللعنة، لقد انتهى أمري. ركضتُ أسرع مما فعلتُ عندما كنتُ أهرب من العقرب الأحمر. كنتُ شبه محمولة من جين، أنظر إلى الخلف.  

كان هناك خمسة أو ستة أشخاص يرتدون أردية يطاردوننا عن كثب.  

“إلى مكان مزدحم!”  

أمسكني جين “هوب” بأسلوب حمل الأميرة، وركض نحو السوق:  

“آه!”  

“آسف! آسف!”  

تبًا، أي نوع من الهراطقة يطاردنا حتى وسط سوق مزدحم؟ صرخ سكان الإقليم في ذعر وتفرقوا وهم يرون الهراطقة المقنعين يمسكون السيوف ويلاحقوننا بلا هوادة.  

“أليس لديك فكرة حادة؟”  

سألتُ بلهفة، فأجاب جين بنفس اللهفة:  

“لا، يا سيدتي، هل تدركين الوضع وتسألين؟ كيف كنتُ لأفكر إلى هذا الحد؟”  

“هويش! كواك!” اتسعت عيناي وصرختُ عندما مر خنجر بجانب أذني.  

“اللعنة!”  

كان هجومًا مختلفًا تمامًا عن مطاردة العقرب الأحمر. نية قتل لزجة وثقيلة.  

إرادة صلبة للقتل بأي ثمن.  

لهذا السبب أقول إن الطوائف أكثر رعبًا من العصابات!  

“جين!على اليمين! امسك حبات بذور من اليمين وارمها على هؤلاء المجانين!”  

رمى جين بذورًا مجهولة من كشك على الهراطقة “شووك!”. تناثرت البذور في الهواء، فجمعتُ قوتي السحرية.  

اللعنة، لم أتخيل أبدًا أن سحري العملي للزراعة 

سيُستخدم هكذا!  

“آه!”  

عندما امتدت المانا، بدأت البذور التي لامست جلد الهراطقة تنبت جذورًا بسرعة في أجسادهم.  

صراحة، كاد المشهد يجعلني أتقيأ. لكن لمواجهة عدد كبير في الشارع، السحر أفضل من المبارزة.  

“التفاصيل لاحقًا، فقط اركض إلى أي مكان!”

° . • .✦ . ◌ ⋆ ° ✬ • ✫ ⋆｡ .° ◌ • .●