صنعتُ تعبيرًا جادًّا جدًّا. كان ذلك للتّخفيف من حدّة الكلمات الخفيفة التي تفوّهتُ بها حتى الآن.
“لكي تستمرّ ازدهار العائلة ومجدها، يجب أن نكون قساة أحيانًا. أليس ذلك عقليّة الحاكم؟”
أصبح الرّجل جادًّا بدوره.
“لو كانت الحادثة وقعت بين عامّة مثلي، لكنتُ أمسكتُ رأس أخي الصّغير وطردته خارج المنزل فحسب. سواء تحوّل البيت إلى فوضى أم لا. لكنّ عائلة السيّد كبير، وعدد المعتمدين عليها كبير، لذا أعتقد أنّه يجب التّفكير بعقلانيّة حتى لو كان الأمر مؤلمًا.”
“هيفتي، ألا ترغبين حقًّا في أن أوظّفكِ؟”
تراجعتُ خطوتين عن الرّجل الذي بدا متأثّرًا لسبب ما.
“أنا راضية جدًّا عن ظروف عملي الحاليّة، ولا أفكّر في تغيير وظيفتي.”
“إلى هذا الحدّ تحبّين دوقيّة ستيا؟”
“دوقيّة ستيا هي الأفضل.”
“إذن ماذا عن هاروت ستيا؟ ما رأيك فيه يا هيفتي؟”
لحظة، ألا يكون هذا الرّجل في النّهاية عدوًّا لدوقيّة ستيا؟ هل يحاول إغرائي – أنا خادمة دوقيّة ستيا – لأكون جاسوسة له؟
الآن نحن في الطّريق الرّئيسيّ.
استعددتُ للانطلاق بين النّاس إذا لزم الأمر، ومدحتُ هاروت بأعلى صوتي.
لا أعرف من يكون هذا الرّجل، لكنّه بالتّأكيد لن يكون له نفس تأثير هاروت، البطل الرّئيسيّ.
أنا دائمًا مع الأقوى!
“سيّدي رجلٌ طيّب جدًّا حقًّا. يعتني بنفسه ببيئة عمل الخدم، ويحرص على ألا يتعرّض أحد للظّلم.”
“حقًّا؟”
كما توقّعت، تغيّر لون وجهه قليلًا، فهو إذن من عائلة معادية.
“بالطّبع. شخصيّة نبيلة يُعجب بها الجميع، ومظهر رائع يجعل القلب يخفق من نظرة واحدة، كلّ شيء فيه مثاليّ.”
“آه…”
بدا عليه خيبة أمل واضحة، إذن هو فعلًا من عائلة معادية!
لو فشل في جعلي جاسوسة، قد يقتلني، لذا تراجعتُ بسرعة وغصتُ في الزّحام.
“وداعًا!”
لنلتقي مرّة أخرى أبدًا!
“انتظري، لحظة. انتظري يا هيفتي!”
لكنّ الرّجل لحق بي بعناد.
“لا أعرف أيّ سوء فهم حدث، يا هيفتي!”
وااه، لقد عرف حتّى ما كنتُ أفكّر فيه! مخيف جدًّا.
“هيفتي، كلّه سوء فهم. أنا…”
على عكسي التي أتقنت التّجول بين النّاس، بدأ الرّجل يتخبّط ويبتعد.
“هااه…” يقولون إنّه لا شيء مجّاني في هذا العالم، كدتُ أتعرّض لمشكلة كبيرة.
سأخرج مع أصدقائي لفترة من الآن فصاعدًا.
“يا آنسة.”
“ربّما أركب عربة أجرة فقط.”
“آنسة!”
شعرتُ بجسدي المتعب أثقل من أيّ وقت، وكان هناك من يتبعني.
ليس الطّريق خاليًا تمامًا من المارّة، لكنّهم كانوا يتبعونني بشكل واضح.
وكانوا أشخاصًا سيّئي المظهر.
بسبب تجربة سيّئة سابقة، أصبح لديّ تحيّز شديد تجاه مظهر النّاس، فأسرعتُ خطواتي.
توجّهتُ عمدًا نحو الأماكن المزدحمة، فاقترب الرّجال بسرعة.
التعليقات لهذا الفصل " 21"