“ما الذي تنوين فعله الآن؟ إذا استمريتِ في إخفاء هذا الدواء، فإن دوق سبيلمان سيكتشف الأمر. من الأفضل اختلاق عذر مناسب والتخلص من الدواء…”
قالت جوليا بوجه يملؤه القلق.
“إذا فعلتُ ذلك، فلن نعرف من أين أتى هذا الدواء، ومن الذي أمر بذلك. أنا وحدي قادرة على أن أكون شاهدة، يا جوليا.”
قطّبت جوليا حاجبيها، وكأنها حينها فقط فهمت تمامًا ما أفكر به.
“سموكِ، السعي وراء النتائج مع السير في طريق محفوف بالمخاطر هو…”
“يجب أن يُكتشف هذا الدواء في قصر ولي العهد. هذا هو الصواب. وسيكون مفيدًا لسيرتين أيضًا.”
“هذا ليس المهم! قد يكتشف دوق سبيلمان حقيقة سموكِ. قد تصبحين الهدف التالي لدوق سبيلمان!”
“…هل أنتِ قلقة عليّ الآن؟”
همست دون أن أشعر، وحدّقت في جوليا بعيون متسعة.
كانت جوليا من أتباع سيرتين. بقيت بجانبي من أجله، و اعتنت بي بناءً على طلبه.
وبالطبع، كنت أعلم أن جوليا طيبة، لذا لم أتوقع أن يكون قلبها خاليًا تمامًا من مشاعر تجاهي.
لكنني كنت أظن أنني لست ضمن أولوياتها، وأنني أحتل مرتبة متأخرة.
عند كلامي، تبدّل وجه جوليا كما لو كان ورقة ممزقة.
“…بالطبع أنا قلقة على سموكِ! ربما لا تعلمين ما أشعر به، لكنني جئتُ إلى هنا بنيّة أن أكون سورًا يحميكِ يا صاحبة السمو!”
لهثت جوليا وهي تتنفس بعنف.
“أنا لا أشك في نواياك، يا جوليا. فقط ظننت أن الأولوية لسيرتين وليس لي…”
قفزت جوليا من مكانها، وبدأت ترتعش، ثم صرخت فجأة.
“إيفلين!”
“…ن-نعم؟”
أجبت بدهشة دون قصد ، فقالت جوليا بغضب وهي تلهث
“لا تُقلّلي من شأن مشاعري بهذا الشكل! لو كنتُ أفكر بهذه الطريقة لما بقيت بجانبكِ! أولوية ؟ هل هناك شيء اسمه أولوية حين يتعلق الأمر بحياة شخص؟! سمو ولي العهد على الأقل قادر على حماية نفسه! أما أنتِ، التي عشتِ طوال حياتكِ كدمية بيد سبيلمان، فأنتِ في وضعٍ أسوأ! قد ينتهي بكِ الأمر بتناول ذلك السم بنفسك! أليس سبب إخفائكِ لحقيقتكِ كل هذا الوقت أنكِ كنتِ تدركين مدى الخطر؟! فلماذا تحاولين الاستسلام الآن؟!”
صرخت جوليا دون حتى أن تلتقط أنفاسها.
استمعت إليها بصمت ، منكمشة الكتفين دون أن أدرك.
“…م-مع ذلك، لدينا نفس الهدف، أليس كذلك، يا جوليا؟ القضاء على دوق سبيلمان بأي طريقة…”
“فقط لا تقومي بشيءٍ خطير! رجاءً!”
كانت جوليا غاضبة، كانت تصرخ حتى احمر وجهها، ومع ذلك شعرتُ بدفء في صدري.
كاد عيوني أن تدمع، حتى شعرتُ برغبة بالبكاء، لكنني ضحكت بدلًا من ذلك.
حين أتيت إلى هنا، لم أتخيل يومًا أن يحدث هذا.
لم أتخيل أن هناك من سيغضب لأجلي بهذا الشكل…
كنت أظن أن وجود سيرتين إلى جانبي وحده معجزة، لكن كثيرين مدّوا إليّ أيديهم بفضله.
الجدة إليزابيث أيضًا، وكذلك جوليا. لقد كان سيرتين هو من جلبهم إلى جانبي.
اغرورقت عيناي بالدموع.
“احميني، يا جوليا.”
“…هاه.”
“مهما حدث، يمكننا أن نواجه الأمر معًا، أليس كذلك؟ كنت أشعر بالضيق على أية حال… لا يمكنني البقاء إلى الأبد كصديقة رودريك و لـيا، أليس كذلك؟”
حدّقت جـوليا بي بعينين لا تزالان ملتهبتين رغم كل ما قالت.
“ولا يمكنني البقاء كالطفلة التي تخشى غرفة دوق سبيلمان السرية إلى الأبد. إن كان عليّ أن أُكشف، فأريد أن أكون أنا من يحدد ذلك. أشعر أن الوقت قد حان الآن.”
أرخَت جوليا كتفيها.
“لا تنوين تغيير رأيكِ، أليس كذلك؟”
قالت ذلك بصوت خافت.
“لقد قررتِ بالفعل.”
“نعم.”
ابتسمتُ لها. كانت ابتسامة مملوءة بالحب لصديقتي، التي غضبت لأجلي.
“أريد أن أفعل ما بوسعي، و أعيش حياتي كشخص بالغ و سوي. هذا مجرد جزء من تلك العملية. المخاطرة أمر لا مفر منه لمن وُلد بدم سبيلمان.”
“…ولادتكِ كسبيلمان لم تكن باختياركِ. لكن حياتكِ التي تشكلينها الآن، و كل ما قمتِ به حتى الآن، هو خياركِ. و هذا هو ما يهم.”
رغم حدّة كلماتها، كانت كلمات جـوليا عزاءً لي. لم أتمالك نفسي و ضحكت بصوت مسموع.
“لم تعودي تنادينني بإيفلين الآن، أليس كذلك؟”
“…كنتُ مخمورة، لا أكثر.”
قالت جوليا بوقاحة.
رغم علمها أنه مشروب خالٍ من الكحول. السائل البرتقالي الجميل في الزجاجة الشفافة كان ذريعة لها، وأنا قررت أن أصدقها عمدًا.
“بالطبع. كان شرابًا قويًا جدًا، يا جوليا.”
رأيت جوليا تعضّ شفتها بإحكام. و لم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ جلسة مجلس النبلاء.
كان وقت إخفاء الدواء. رغم معرفتي أنني قد أُكشف.
****
استمر اجتماع مجلس النبلاء حتى وقت متأخر من الليل. لم يكن بوسعي سوى القلق بينما أنتظر عودة سيرتين.
هل فعل دوق سبيلمان كل هذا ليجعل من سيرتين المشتبه به الرئيسي في جريمة القتل؟
في رأيي، لا.
لا بد أنه كان يطمح إلى ما هو أكثر من ذلك. رغم أن جوليا قالت إنها ستحاول معرفة المزيد… دوق سبيلمان لن يثق حتى بالدوق روجر. رأسي يكاد ينفجر من التفكير.
“آه، اللعنة.”
كم سيكون رائعًا لو استطعت قراءة نواياه مثل قراءة رواية. هل كان هناك حدث آخر يقع في هذه الفترة؟
لا أذكر شيئًا كهذا. لكن الأمور تغيرت كثيرًا بالفعل…
“سأُجن حقًا.”
أليس من المفترض أن أحصل على قدرة تنبؤ كجزء من ميزة الانتقال؟ الطريق أمامي، لا، أمامنا نحن الاثنين، أنا و سيرتين ، مظلم تمامًا.
كنت أشعر بالضيق لأنني لم أحصل على أي ميزة من ميزات “الاندماج في الرواية”. وبينما كنت أتجول في الغرفة ذهابًا وإيابًا، عاد سيرتين أخيرًا في ساعات الفجر الأولى.
توقفت عن التنفس و أنا أحدّق في سيرتين.
حتى الأمس ، كنا معًا في رحلة سفر.
وقبلها كنا في لاروس، وقبل ذلك في يوريس.
في مملكة البحر، حيث النسيم يداعب الوجوه، تبادلنا قبلة بطعم البرتقال.
في تلك اللحظة، لم يكن في عينيه سواي، ولم يكن في عينيّ أحد سواه.
لحظات تحطّمت كالرغوة مع الأمواج. أردت العودة إلى يوريس.
كان وجه سيرتين يوحي بأنه على وشك البكاء. لقد سحقتنا الحقيقة دون أن نشعر.
مددت يدي نحوه.
احتضنته بقوة. تنفّسه اندفع كله نحوي.
“سيرتين…”
“…لقد أشاروا إليّ كمشتبه رئيسي في جريمة قتل الماكيز كيلرمان. ها، مذهل حقًا. الشهود، الأدلة، كل شيء محكم. مساعدو كيلرمان أصبحوا في صفه، و اتهموني أنا. لم يكن ذلك مجلسًا للنبلاء، بل محكمة حقيقية.”
قال سيرتين بصوت منخفض.
ومع ذلك، لم يكن سيرتين ليضعف. ولا ليُظهر الخوف.
ربما لم يكن يستطيع طلب المساعدة من أحد. حتى والده لا يحميه.
تنفس سيرتين بحرارة، و أراح وجهه على عنقي.
“…افتقدتكِ.”
مسحت على ظهره برفق.
كانت قاعدة قوة سيرتين في السلطة العسكرية. أغلب النبلاء الذين يدعمونه كانوا من الأقاليم، يحرسون الحدود.
واليوم، وقف سيرتين أمام “المحكمة” دون حتى وجود درع حماية واحدة له.
ربما وقف أمامه بعض الأشخاص الذين يعتبرون دروعًا قليلة، لكنهم لم يكونوا كافيين.
“قالوا انهم سيفتشون قصر إقامتي غدًا.”
يا لها من إهانة.
“دوق سبيلمان حذّر بأنه لن يمرر الأمر ببساطة. قال انه سيحاكمَني نيابة عن النبلاء.”
حضنته بقوة أكبر.
“لا تقلق، سيرتين. هذه المرة، ثق بي.”
غدًا، من سيقع في الفخ هو دوق سبيلمان، لا أحد غيره.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "94"