انحنى سيرتين برأسه نحوي، مبتسمًا تلك الابتسامة المعتادة على وجهه. ابتسامة كانت مثل ستارة سوداء لمشهد 19+.
ما الذي أفعله….؟
تملكني شعور غريب جعلني أشيح بوجهي بعيدًا. أردت أن أبتلع ريقي، لكن خشيت أن يكشف ذلك عن ترددي، فاكتفيت بشم أنفي بصمت.
مد سيرتين يده نحوي… أو هذا ما ظننته.
لكن بدلاً من ذلك، التقط سيرتين الاوراق الصغيرة التي كانت متناثرة على سريري. كانت تلك الأوراق، التي سببت لي إحراجًا كبيرًا، هي ما كنت أبحث فيه قبل أن أقع عن السرير.
وفي تلك اللحظة، لم أستطع سوى التفكير بجملة واحدة
لقد انتهى أمري.
****
كان قرار زيارة إيفلين في وقت متأخر من الليل متعمدًا.
لقد كان يتساءل كيف ستبدو إيفلين عندما لا يكون هناك أحد، عندما تخفف من حذرها.
وقد استقبلت إيفلين سيرتين بطريقة صادمة أكثر مما كان يتوقع.
لقد سقطت من السرير، وانقلبت ملابس نومها رأسًا على عقب، مما كشف عن ساقيها.
ورغم ذلك، عندما رآها تبكي كطفلة صغيرة، تساءل حقًا إن كانت مجرد فتاة ساذجة أم أن هناك المزيد خلف تلك الدموع.
ولكن…
“ما هذا؟”
ابتسم سيرتين بسخرية وهو يلتقط الأشياء المبعثرة على سريرها. كانت تلك الأوراق تحمل أرقامًا ونقاطًا غريبة.
بدا واضحًا أنها شيفرات سرية.
توجه سيرتين بنظره نحو إيفلين، التي كانت تمسح دموعها بأنفاس مضطربة. فجأة، قفزت إيفلين من مكانها وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما، متجهة نحوه بسرعة.
ترك سيرتين لها المجال لتتصرف كما تريد. صعدت إيفلين فوق سيرتين، الذي تم دفعه على السرير.
في تلك اللحظة، تطايرت أطراف ثوبها للحظة.
وضعت إيفلين يدها على صدر سيرتين وهي تلهث بقوة
ضيّق سيرتين عينيه وهو ينظر إلى إيفلين، بينما كانت الأخيرة تسحب الورقة منه بابتسامة يملؤها الانتصار.
“إيفلين؟”
“إنها لي! أنا من وجدها، لذا فهي كنز إيفلين!”
تمتمت إيفلين بنبرة طفولية. رفع سيرتين نظره نحوها وسألها
“وأين وجدتها؟”
“همم… هناك في الخارج. كنت أبحث عن كنز ووجدتها. كلها ملك لإيفلين! لن أعطيها لأحد!”
ضيّق سيرتين عينيه أكثر، متسائلًا إن كانت تتظاهر أو أنها تعني حقا ما تقوله.
“لكن الحديقة كلها ملكي. أنا من أعطاكِ الإذن باستخدامها. وبالتالي، أي شيء يُعثر عليه هناك هو ملكي. هذا يعني أنكِ سرقتِ ما هو ملكي يا إيفلين.”
قال سيرتين بصوت هادئ لكنه محمّل بالمعاني.
فتحت إيفلين عينيها على مصراعيها، ويبدو أنها كانت تحاول الرد. بدأت تحرك شفتيها بخجل
“… سرقة؟ ما معنى السرقة؟”
مرة أخرى، أُخذت على حين غرة. رد سيرتين بصوت خافت ممتزج بضحكة خفيفة
“السرقة هي أخذ شيء دون إذن، مثل اللصوص. وهو فعل سيء جدًا.”
للحظة، بدا أن إيفلين عبست، ولكن الأمر حدث بسرعة خاطفة لدرجة أن سيرتين تساءل إن كان يتخيل ذلك.
بدا أنها مترددة. انتظرها سيرتين بصبر، فضوليًا لمعرفة ردها. كان يتذكر كيف جعلها تقرأ قصة الأميرة التي تناولت الطعام المسموم، وكيف انتهى الأمر بيده مبللة باللعاب من شدة الاندماج.
واليوم عندما زارها فجأة، شاهدها تتدحرج عن السرير في موقف مُحرج.
تُرى، ما الذي ستفعله الآن؟
بدأت إيفلين تتلوى قليلًا، ثم قالت أخيرًا
“إذن…. ربما أُريك إياها لفترة قصيرة جدًا.”
“تُرينني إياها؟”
“أجل! لأنك سمحت لي باستخدام الحديقة، سأسمح لك برؤية كنزي! إيفلين ليست شريرة!”
حاول سيرتين كتم ضحكته لكنه لم يستطع، ثم همس بهدوء
“حسنًا، إذا كنتِ تسمحين بذلك، سأرى. لكن عليكِ أن تكوني فتاة جيدة.”
هزّت إيفلين رأسها على مضض، وبدأت تنشر الأوراق الخمس بإصبعها النحيف الطويل، قائلة بفخر
“يُمكنك النظر فقط! إنه كنز إيفلين!”
****
شعور غريب من الخجل يغمرني. هل هذا هو السبيل الوحيد للبقاء؟
عادة، عندما كنت أزعج سيرينا أو روزي أو روزالينا، لم أشعر بهذه المشاعر. لكن مع سيرتين، كل شيء مختلف.
دائمًا أشعر وكأنه يسخر مني.
ربما بسبب نظراته العميقة، التي توحي بأنه يعرف كل شيء ويعبث بي عمدًا.
مع ذلك، إظهار الأوراق له قد يكون فكرة جيدة، ربما يتمكن من فك شفرتها.
نظرت إليه بابتسامة خجولة وسألته
“هل انتهيت من النظر إليها؟”
كنت فضولية لمعرفة إذا ما فهم محتواها، لكنني لم أتمكن من السؤال مباشرة. رفع سيرتين رأسه وابتسم لي ابتسامة آسرة
“نعم، انتهيت. شكرًا لكِ يا إيفلين.”
مد يده و مسح شعري بلطف.
ثم التقط شيئًا سقط على الأرض. كان جرة زجاجية مليئة بالحلوى. كانت دائمًا تحت السرير، لكن يبدو أنها تدحرجت بسبب الضجة التي حدثت للتو.
لا، لماذا… في هذا التوقيت…؟
ابتلعت ريقي.
“ألا تحبين الحلوى؟ لماذا هذه موجودة تحت السرير؟”
تركت نفسي اندفع بناءً على غريزتي.
تظاهرت بالجنون وانتزعت الجرة الزجاجية من يد سيرتين. ثم صرخت بصوت عالٍ.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات