فيما كان سيرتين يناقش مع مساعديه معاملة إينيس، لاحظ إيفلين
بدت إيفلين الواقفة على حافة السفينة وكأنها في وضع خطر.
ضيق سيرتين عينيه
“الآنسة إينيس تقيم في غرفة الدرجة الثانية من السفينة. على الرغم من أنها لا تستطيع اصطحاب خادماتها، فإنها لا تظهر انزعاجًا، لكنها تبدو غير مرتاحة.”
“كما توقعت.”
حتى إيفلين كانت معها ثلاث خادمات فقط. وبفضل ذلك، اضطرت إينيس إلى التعامل مع الكثير من الأمور بمفردها، مما جعلها تتحمل مسؤوليات جديدة لم تكن تواجهها من قبل.
“ماذا عن بقية الأمور؟”
“لحسن الحظ، وافقت الآنسة إينيس على الدروس، لذلك يمكننا إنهاء دروس الثقافة العامة أثناء الرحلة.”
على الرغم من أنها تبلغ من العمر 20 عامًا فقط، كانت تبدو ذكية للغاية، وكأنها تدرك أن مصير تشينشيس أصبح الآن على عاتقها.
لذلك، كان مساعدو سيرتين سيعلمونها دروسًا في التاريخ والاقتصاد والسياسة، على مستوى مناسب، رغم أن الجدول الزمني سيكون مزدحمًا خلال الرحلة التي ستستمر لمدة أسبوعين.
الأميرة إليزابيث لا تحب الأشخاص الأغبياء.
“يجب أن تتعلم بسرعة.”
“هي حريصة على ذلك.”
يبدو أن الكونت تشينشيس قد قام بتعليمها بشكل جيد.
“لكن يجب أن تكون على مستوى توقعات الجدة.”
“نعم، سموك، سأبذل جهدي.”
تم إرسال الصغير، ابن تشينشيس، إلى الشمال، حيث فقد كل ألقابه ومناصبه. لقد كان من الصعب على الفرسان إحضاره بالقوة، حيث كان يصرخ متفاخرًا حتى النهاية.
“أما بالنسبة لجدولنا في مملكة يوريس، سموك، فإن الملك يرغب في لقائكم. أعتقد أنه مُتوتر، فقد مرّ وقت طويل منذ زيارة العائلة المالكة .”
“فهمت.”
“تم تحضير مأدبة ترحيب. كما كان هناك طلب لقاء من قبل ولي عهد يوريس و زوجته .”
أومأ سيرتين برأسه
لكن بصره كان مُثَبَّتًا على إيفلين طوال الوقت. كان شعر إيفلين الورديّ يرفرف في الهواء.
كانت تبرز بألوانها الزاهية وسط السماء الزرقاء والبحر الأزرق الداكن والسفينة البيضاء.
كانت إيفلين كوردة تتفتّح وحيدةً على البحر.
لن يكون غريبًا لو سقطت وابتلعها البحر…
“سموك؟ هل هناك خطب ما؟”
“لا، يكفي لهذا اليوم.”
أوقف سيرتين كلام مساعديه وأشار إليهم.
“سأترك فحص السفينة لكم. ربما قد تم ترتيب بعض الأمور في كورتيس.”
دفع سيرتين المُساعدين إلى الخلف. ثم عبس قليلًا.
حوّل انتباهه تمامًا إلى إيفلين التي كانت تُلفت انتباهه منذ مُدَّة.
لا يُمكنه تركها وحدها.
تقدم سيرتين بخطى سريعة نحو إيفلين.
إن لم أستطع أن تركها وحدها، فالأفضل إبقاؤها بجانبي.
* * *
تم الانتهاء من الجدول الزمني في لاروس. لم يحدث شيء غير متوقع باستثناء وجود شخص آخر على السفينة.
عاد الفرسان الذين غادروا لمراقبة أوغستين، والآن كان علينا فقط أن نراقب كيف سيتطور الأمر.
تمنيتُ فقط أن نحتفل عند عودتنا. وضعتُ ذراعي على الدرابزين وأرحتُ ذقني بينما أشاهد السفينة تبتعد عن لاروس.
“إيفلين؟”
“آه.”
نظرت حولي و ابتسمت. وقف سيرتين خلفي. كان ضخمًا جدًا لدرجة أنني كنتُ مخفيّة تمامًا عن أنظار الجميع.
أخفاني تمامًا عن أعين الجميع. خلفي كان سيرتين، وأمامي المحيط الشاسع.
شعرت بدفء جسمه على ظهري، وكأن حرارة جسده تغلي. تشابكت أصابعنا.
أراح سيرتين ذقنه برفق على رأسي.
“في ماذا تفكرين؟”
“… لم أفكر في شيء. كنت فقط أنظر إلى لاروس.”
“لماذا تنظرين إلى لاروس؟”
“لم أستطع تصديق أنني كنت هناك للتو. في الواقع، هذه هي أول مرة أركب فيها السفينة.”
همست بصوت خافت حتى لا يسمعني أحد سوى سيرتين. أمسك سيرتين بظهر يدي بإحكام.
نظرت إليها لفترة، ثم تنفست بعمق.
بينما كنتُ أشاهد المدينة تبتعد، فكرتُ في نفسي ودوق سبيلمان. ماذا لو غادرتُ الآن؟
أعتقد أنه سيكون من الرائع الهروب إلى يوريس، إلى مكان لا يعرفني فيه أحد. لن تطأ قدمي ليكسيا مرة أخرى و سأعيش مختبئة.
كان هذا إغراءً حلوًا.
كان من الممكن أن تكون هذه اللحظة فرصةً لي. لم يكن بإمكاني ترك ليكسيا بمفردي ، ولكن الآن أصبح الطريق مفتوحًا أمامي بشكل قانوني.
إذا نجحت، لن أحتاج إلى التظاهر بعد الآن ولن أتعرض للإهانة بسبب القناع الذي أرتديه.
يمكنني أن أتحرر من النظرات الحادة التي يوجهها لي الناس.
لكن لو غادرتُ هكذا، فما الذي سأفعله لكسب عيشي؟
يمكنني فعل أي شيء.
أليست روح كوريا القادرة على تأمين منزل وطعام أينما كنت بداخلي؟
سأجد سبيلا في اي مكان. وإذا عشتُ، ستحدث أشياء سعيدة.
لكن بينما كنت افكر…..فجأة، شعرت بشيء يلف ذراعي.
أمسك سيرتين بيدي بإحكام، وأثار هذا الإحساس الصدمة في جسدي.
شعرت وكأن عقلي قد عاد إلي بسبب يد دافئة أمسكت بيدي بإحكام.
أمسك بي سيرتين.
“ستتمكنين من الاستمتاع بالرحلة بحرية كاملة طوال الشهرين. وعندما نعود، ستكون السفينة أكثر ازدحامًا.”
“أعلم.”
“أخطط للتحدث بصراحة مع الجدة عنك.”
“… هل سيكون ذلك جيدًا؟”
“إنها مثل المحيط، واسعة جداً. لقد رأت جميع الغرائب و العجائب في هذا العالم. و واجهت أشياءً غريبة لا تُحصى.”
أخبرني سيرتين بصوتٍ منخفض عن الأميرة إليزابيث. عن اكتشافها لعرين تنين مهجور، أو عن لقائها بكائنٍ غريبٍ بدا وكأنه من أسطورة.
أو عن أشياء غريبة كالتي تحدث في القصص الخيالية.
لا أعرف إن كان كل ذلك صحيحًا، لكنني أعرف أن الأميرة إليزابيث شخصٌ جيد بالنسبة لسيرتين.
بدا صوت سيرتين أسعد من أي وقتٍ مضى.
“لذلك، ستكونين مرحبًا بكِ من قبلها. أتمنى أن تكون الرحلة ممتعة على طريق العودة. عندما نصل إلى يوريس ، سيكون لديك مزيد من الحرية مقارنةً بليكسيا. سيكون من الجيد أن نتجول في السوق.”
كان سيرتين بشكل طبيعي قد أدخل نفسه في خططي.
نعود معًا.
بطريقة ما، شعرت وكأن سيرتين كان يحاول إمساكي. صحيح، أين سأذهب؟ و أتركك خلفي؟
إذا كنت لا أعرف من قبل، فالآن قد تغيرت الأمور و أصبحت أعرف جيدًا.
لا أحد يعرف اي نوع من الأشخاص هو سيرتين كما أعرفه أنا.
يأسه، وحدته، وحزنه العميق الذي تم وصفه في القصة الأصلية.
لكن أيضًا ابتسامته، وفرحته، وحبه الذي اكتشفته بنفسي.
لم أُرد أن يُدمر سيرتين. لم أُرد أن أترك هذا الشخص الذي يُشبهني وحيدًا.
كما كنت سأصبح وحيدة إذا غادرت. بمجرد اختفائي سيُترك سيرتين وحيدًا مرة أخرى.
ربما يعود ليكون الشرير في القصة كما كان في الأصل.
“حسنًا، سيرتين. سأخطط لموعد ممتع. بالطبع سيكون لنا نحن الاثنان فقط.”
“أعدك بذلك. سأبعد كل من يزعجنا.”
“إذن، الأمر يستحق الانتظار. سمعت من جوليا أن نبيذ التفاح المستورد من يوريس جيد جدًا. نبيذ التفاح الذي أهدتني إياه سابقاً كان من يوريس. سمعت أن هناك متحفًا مخصصاً لنبيذ التفاح في عاصمة يوريس. يمكننا تجربته هناك.”
“هل ترغبين في زيارته؟”
“بما أن الأمر كذلك، أود أن أُهدي جوليا نبيذ التفاح الذي صنعته بنفسي.”
أعتقد أنها ستعجب به كثيرًا.
“سيكون من الجيد شراء هدايا لرودريك وليا أيضاً. ليا تحب الدمى بشكل خاص، أليس كذلك؟ لقد بدت مهووسة بـبيت الدمى ذاك.”
في تلك اللحظة، تذكرت الغنائم التي كنت قد وضعتها جانبًا.
“ربما يمكنني أن أهديها منزل الدمى ذاك لاحقاً.”
“إذا أردتِ ، فلكِ ذلك.”
“بما أن رودريك يحب السيوف… آه، هل يجب أن أقدم له درعًا كهدية؟ أعتقد أن كتابًا عن فنون القتال سيكون جيدًا أيضًا.”
“لكِ ذلك أيضًا، إذا كنت تريدين.”
قبّل سيرتين جبهتي. شعرتُ بتحسن الآن وأنا بين ذراعيه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "71"