أخيرًا، ضحكَ ليون بصوتٍ عالٍ عندما وصلَ إلى أحضان والده. كانت يده الصغيرة التي تمسك بكتف والده محبوبةً بلا حدود.
“أنتَ الأفضل، ليون!”
فركَ سيرتين شفتيه على خدّيّ ليون الممتلئين. ضحكَ ليون مرّةً أخرى بسعادة.
يقول سيرتين إن تلكَ اللحظة تشبهني تمامًا. ضحكة الطفل، التي تتفتح كالزهرة، انتشرت في القصر الإمبراطوري. كانت كل الأنظار التي تنظر إلى ليون مليئة بالدفء و الفرح.
في تلكَ اللحظة، اقتربتْ فيرونيكا من الحديقة. كانت قد زارتنا للاحتفال بعيد ميلاد ليون و مكثت لبعضِ الوقت.
“ليون! تعالَ إلى هنا.”
أخذت فيرونيكا ليون من أحضان سيرتين.
كانت خدود الطفل المحبوب متورّدة بلون الخوخ الجميل، وكانت عيناه المتلألئتان بالضحك نقية كقطرات الماء.
غيّـرَ وجود الطفل جو القصر و العائلة. دارت فيرونيكا بـليون في أحضانها.
مـدَّ ليون ذراعيه الصغيرتين كما لو كان يمتلك السّماء.
“متى كبرَ هكذا؟ و كأنه وُلد بالأمس! ليون، لا يجبُ أن تشبهَ والدكَ، بل يجب أن تشبه والدتك. مفهوم؟”
“ماما! بابا!”
“نعم، ليس بابا، بل ماما. فهمت؟”
ابتسمتْ فيرونيكا. فتبعها ليون، الذي لا يعرف حتى معنى ذلك، و مشى معها.
“كلامٌ فارغ.”
“أنا جادّة. أن يشبه إيفلين أفضل من أن يشبه سيرتين، فهذا يعطيه إنسانية أكثر. أليس كذلك، ليون؟ انظر، إنّه يضحك. إنه يوافقني.”
سخرَ سيرتين. فوضعت فيرونيكا ليون في الحديقة و سارت معه. تحرّكَ الطفل بجد.
طاردَ فراشة هبطت في الحديقة، و مـدَّ يده ليمسك بتلات الزهور المتساقطة. كانت لحظة ثمينة أن أتبعه.
عندما يكبرُ ليون و يصبح بالغًا، سيتقدم بسرعة لا نستطيع مواكبتها. شعرتُ بالتأثر لأن هذه اللحظة ستمرّ بسرعة.
“الآن أصبحَ طفلًا حقًا، وليس رضيعًا.”
أومأت فيرونيكا وهي تمشي بجانبي.
“قال سيرتين إنه يكبرُ بسرعة، إنّهُ أطول بنصف ذراع من أقرانه. يبدو أنه ورثَ ذلكَ من والده.”
“أشعر بالأسف قليلاً لمرورِ هذه اللحظة.”
“يا إلهي.”
“إنه لطيفٌ جدًا الآن.”
“حسنًا، عندما يكبر أكثر، لن يستمع إلينا و سيفعل ما يحلو له، أليس كذلك؟ في الواقع، سيرتين…”
“فيرونيكا، يبدو أن الوقت قد حانَ لمغادرتكِ القصر. أليس كذلك؟ والدتكِ تنتظركِ.”
سخرت فيرونيكا.
كان هناك أشخاص تغيّـروا و تقدموا، وآخرون بقوا كما هم. كانت الإمبراطورة السّابقة من هؤلاء.
ما زالت تلومُ الآخرين على تلاشي مجدها، و تكره سيرتين لأنه طردها.
لم تأتِ لمرّةٍ واحدة منذُ ولادة ليون.
وفقًا لفيرونيكا، قالت: “دعيها تبقى هكذا. إنها عنيدة جدًا. لكن العيش هناكَ أفضل بكثير من هنا.”
“أمي أكثرُ انشغالًا منّي هذه الأيام. لا تنتظرني على الإطلاق. يا إلهي، ليون! ستقع!”
مدّت فيرونيكا ذراعيها و اندفعت نحوَ ليون بسرعة أكبر من أي شخص آخر.
شعرها زيّـنَ الهواء ، كانت مغرمة بشدّة بابنِ أخيها الصّغير.
* * *
انتهت نزهة ليون و تدريبه عندما حانَ وقت العشاء.
كانت طاقته مذهلة؛ يتعب الكبار، لكنه لا يتعب. حتى عندما ينام من الإرهاق، تكفيه ساعتان ليستعيد نشاطه. يبدو أن قيلولته القصيرة اليوم شحنَتهُ مجدّدًا.
“بابا!”
ضربَ ليون كرسيه العالي بكفيه. منذُ أن أصبح قادرًا على المشي، كان يكره أن يكونَ محصورًا هكذا. بدا أن الكرسيّ لا يعجبه.
“ليون، ماذا عن تناول الطعام ثم المشي أكثر؟”
هدّأه سيرتين وهو يرفع ملعقة الطعام. فتحَ ليون فمه تلقائيًا، لأنه يحبُّ الأكل.
ظهرت أسنانه البيضاء الصغيرة كحبات الأرز بين شفتيه المستديرتين. دقّ ليون قدميه بحماس.
كان سيرتين غالبًا يأخذ مهام المربية. ربّما بعد قراءته كتابًا عن تأثير التفاعل العاطفي بين الوالدين و الطفل.
ربّما كان أوّل إمبراطور يغير حفاظات طفل.
الآن، أصبحَ يغيّرُ حفاظات ليون بمهارة، و يقوم بتحميمه، و يطعمه أفضلَ مني.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 151"