شعرت و كأنني أستطيع أن أسمع صوت ضحكة دوق سبيلمان في أذني.
تأخر مورتيغا و هايزل في العودة. لا شك أنهما سمعا الأخبار في الطريق.
و عندما وصلا أخيرًا، كانت وجوههما شاحبة تمامًا.
الأحداث التي لا تتوقف ليوم واحد كانت تدفعنا من على حافة الجرف.
“لقد سمعتُ عن ذلك أيضًا. لا حاجة لأن تخبراني. الآن فيرونيكا ستذهب لتعتني بجلالة الإمبراطورة، يبدو أن جلالتها لحسن الحظ لا تعلم بالأمر. كبيرة الوصيفات تعتني بها ، لذلك لن يحدث شيء أسوأ.”
قطب مورتيغا حاجبيه و تمتم.
“لم أفكر فيها قط، صاحبة السمو. دائمًا ما كانت ضعيفة و مليئة بالهم، لذا فليس هناك ما يثير الاستغراب.”
……إذا تمعنتُ في الأمر ، مورتيغا أيضًا لا يكتم ما في صدره. كدت أضحك حتى في هذا الوضع.
ضحكت هايزل و لم تستطع أن تتمالك نفسها، ثم سارعت لتكميم فمها. سواء فعلت أم لا، واصل مورتيغا الحديث.
“ما أريد أن أخبركم به هو شيء آخر. في الواقع، قبل أن يغادر سمو ولي العهد، قبض على شخص.”
قول ذلك في هذه اللحظة يعني أنه أمر مهم. أصغيت بانتباه.
“إنه الشخص الذي كان يبيع الأدوية إلى دوق سبيلمان. بعد أن التقى بالدوق، توفي الماركيز كيلرمان.”
“هذا يعني……!”
“انه قادر على التعامل مع السموم، و من المؤكد أنه هو من وزع الأدوية التي كان يتناولها جلالة الإمبراطور حتى الآن. و قال إنه لا يوجد دواء لا يستطيع التعامل معه. إذا كان ذلك صحيحًا ، يمكننا التحقق من حالة الإمبراطور الحالية. و إذا كان التسمم هو السبب….”
“قد نتمكن من معرفة نوع السم.”
أومأ مورتيغا برأسه وكأنه يقول إن ذلك صحيح.
إذا كان الإمبراطور قد تناول الدواء، و حتى لو لم يكن ذلك الشخص هو من صنعه…… إذا استطعنا فقط معرفة طبيعة ذلك الدواء.
“قد نتمكن من إيقاظ جلالة الإمبراطور.”
“نعم، سموكِ . وفقًا لذلك الرجل ، يمكن علاج السم بالسم. قد يستعيد جلالته وعيه و لو للحظة.”
“في فترة وعي الإمبراطور، مع أنه من الوقاحة قول ذلك، لكن…… في تلك الفترة، هل كان جلالته متعاطفًا مع سيرتين؟ أم…….”
أمال مورتيغا رأسه.
“لا يمكنني الجزم بذلك. لقد كان جلالته دائمًا متشككًا في ذلك المنصب. قال إنه منصب لا يناسبه. الأمر المؤكد أنه كان يخاف من دوق سبيلمان. و كان يكرهه أيضًا. أعتقد أنه كان يشعر بالدونية نحوه.”
لم أكن أستطيع الجزم متى سيعود سيرتين. ولم أكن متأكدة إن كان إيقاظ الإمبراطور في هذا الوضع سيفيد. ربما من الأفضل حاليًا أن نركز فقط على إبقائه على قيد الحياة. هذا أمر يستحق التفكير فيه أكثر.
“أين دوق سبيلمان الآن؟”
“كما أعلم، لقد ذهب إلى وزارة العدل برفقة وصيفة من قصر الإمبراطورة.”
“الآن هي الفرصة. خذ ذلك الرجل و اذهب به فورًا إلى الإمبراطور. أين هو الآن؟”
“محتجز في السجن السري الذي يستخدمه سمو ولي العهد شخصيًا.”
“يجب أن يتم الأمر في السر. هل تستطيع فعل ذلك؟”
“اتركي الأمر لي، صاحبة السمو”
“بلغني فور ظهور النتائج.”
أومأ مورتيغا برأسه.
كنتُ أنوي مواجهة دوق سبيلمان كما يواجهني. لن أنكسر أبدًا. لم أكن أنوي التراجع و الهروب في هذه المرحلة. تخلصت من التردد الضعيف الذي كنتُ أحمله.
“هل سيتوقف دوق سبيلمان فقط لأن سموكِ سترحلين؟ لا، صاحبة السمو. بل سيصبح أكثر قسوة.”
تذكرتُ تحذير جوليا. أنا لستُ سوى وسيلة. أعرف أنني لا أتحكم في إرادة دوق سبيلمان، و مع ذلك تزعزعت للحظة.
من نواحٍ عدة، كان دوق سبيلمان شخصًا يثير الإعجاب.
كان يعرف كيف يهزّ الناس. بأي وسيلة كانت.
****
في تلك اللحظة.
كانت فيرونيكا تنظر إلى الإمبراطورة بتعبير خافت.
قيل إنه بمجرد سماعها أن الإمبراطور دخل في غيبوبة، تمددت و لم تعد تفعل شيئًا.
الإمبراطورة لم تتوقف عن البكاء طوال الوقت. تنهدت فيرونيكا .
“توقفي عن البكاء، أمي. ستنهكين نفسكِ هكذا.”
“لا بد أن نذير الشؤم قد حلّ على ليكسيا. و إلا، فبعد ما حدث لسيرتين، ها هو والدكِ أيضًا…”
“ما هذه الكلمات التي تقولينها! تقولين إن الشؤم قد حل على الإمبراطورية! لم يُعثر بعد على جثة أخي. و والدي لم يمت بعد أيضًا! توقفي و انهضي، أمي.”
“هل أنتِ غاضبة عليّ الآن؟”
أطلقت فيرونيكا ضحكة قصيرة.
“أنا فقط… خائفة و مرعوبة من هذا الوضع…”
في السابق، كانت تشفق على أمها عندما تبدو هكذا. لكن بعد أن فهمت ما في قلب سيرتين، و رأت العالم، أدركت أن من يُرثى له حقًا هو شقيقها.
كان سيرتين يكافح بمفرده ليحميها و يحمي الإمبراطورة. في مواجهة عدو شرير يعتبر الأرواح بلا قيمة.
“هل تنوين الاستمرار هكذا حتى النهاية؟”
عندما قارنت بين إيفلين و نفسها و الإمبراطورة، كادت تبكي.
إيفلين كانت تحاول فعل شيء حتى عندما لم تكن تملك شيئًا. فلماذا تبدو الإمبراطورة ، التي تملك كل شيء، تتصرف بهذه الطريقة؟
ألا تستطيع على الأقل أن تحمي نفسها؟
عضّت فيرونيكا شفتيها بقوة. الإمبراطورة لا تفيد في شيء هنا. بل إنها ربما تكون عبئًا. و إذا علمت بما قالته الوصيفة عن اعتراف الخادمة، قد تنهار.
و سترهق الجميع.
“فيرونيكا، حقًا إنكِ قاسية. من سيفهمني إن لم تفهميني أنتِ ؟ أنا امرأة لم تستطع حتى حماية أولادها، و الآن لم أعد أستطيع حماية زوجي أيضًا.”
“لماذا لم تفعلي شيئًا إذًا؟”
تفوهت فيرونيكا بكلمات لم تستطع كبحها. و فهمت تمامًا كيف كان يشعر سيرتين في الماضي.
“أنتِ، الآن…! فيرونيكا! كيف تقولين لي هذا الكلام! المخطئ هو دوق سبيلمان و ليس أنا! دوق سبيلمان هو من جعل الأمور هكذا! أنا الضحية هنا!”
سيرتين كان ضحية، و كذلك إيفلين. و الكثير من الناس كانوا ضحايا.
هل كانوا يعيشون مثل الإمبراطورة؟ لا. كانوا يقاتلون بكل طاقتهم و يحاولون النجاة. كانوا يعملون على إسقاط العدو.
عندما عاشت مع إيفلين في القصر، رأت كيف لم تنطفئ أضواء قصرها أبدًا. و الوحيدة التي كانت تعيش بهدوء في العاصمة الملكية هي الإمبراطورة.
و مع ذلك، كانت هي الأكثر شفقة على نفسها.
والدتها لن تتغير. و كان هذا مؤلمًا.
“نعم، كل ما تقولينه صحيح يا أمي.”
تمتمت فيرونيكا ببرود. و أجهشت الإمبراطورة بالبكاء، بوجه ممتلئ بالحزن. تمتمت بشيء، لكن كلماتها مرت بجانب أذن فيرونيكا دون أن تلقى اهتمامًا.
كانت كبيرة الوصيفات قلقة و توسلت إلى فيرونيكا.
“لذلك، من الأفضل أن تغادري هذا المكان.”
“…ماذا؟”
ترددت الإمبراطورة. كانت نادرًا ما تغادر العاصمة الملكية. و كانت تخشى ألا تعود إليها أبدًا. ابتسمت فيرونيكا ابتسامة خفيفة.
“فلنغادر معًا ، أمي.”
الإمبراطورة و اكثر من أي أحد اخر لم تكن تنتمي إلى هذا المكان أبدًا. فبدلًا من أن تظل تعيقنا، من الأفضل أن ترحل.
“لكـ… لكن ، فيرونيكا. ألا تعتقدين أن العاصمة هي المكان الأكثر أمانًا؟ تخيلي لو حدث لنا شيء… فلن يتبقى أحد في الإمبراطورية! ستقع بالكامل في يد دوق سبيلمان!”
و ماذا سيتغير ببقاء الإمبراطورة؟ لقد قررت فيرونيكا .
استدارت و أصدرت أوامرها لكبيرة الوصيفات.
“اجمعي الأمتعة بأقل قدر ممكن. سأغادر لفترة قصيرة، و أعطي والدتي مهدئًا. لا تتفوهي بكلمة واحدة عن ما نحن على وشك فعله. هل فهمتِ كلامي؟”
“ن-نعم! سمو الأميرة! سأفعل!”
ارتفع صوت بكاء الإمبراطورة الخافت من الخلف.
أغلقت فيرونيكا أذنيها. لم تعد تريد أن تسمع شيئًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "126"