I Became the Foolish Wife of the Villain - 63
حدَّقت إليزابيث بشرود في وجهها المنعكس في المرآة. مع تقدم العمر، بدت التجاعيد تظهر بشكل طبيعي على وجهها المنعكس. لمست وجهها بأناملها، متفحصةً ملامحها.
بالنظر إلى أنها قد عادت من الموت، فهي تبدو بحالة جيدة نسبيًا.
اطلقت تنهيدة طويلة.
لا يزال الحلم الذي رأته في ذلك اليوم محفورًا في ذاكرتها. كان حلمًا رأته عندما كادت تموت.
كانت حمى رهيبة ، وجميع الأطباء الذين استدعاهم أبناؤها أكدوا أنها لن تنجو.
يوم، يومان، ثلاثة…
خلال هذه الفترة، كان الجميع مقتنعين أن حياتها ستنتهي.
لكن إليزابيث نجت. مرَّرت يدها مرة أخرى على خدها، مستشعرةً دفء الحياة. لقد مر شهران تقريبًا منذ ذلك اليوم الذي ظنت أنه سيكون الأخير لها.
‘… أنقذيني…’
‘أنقذيني، أرجوك…’
‘من فضلك أنقذي سيرتين … أنقذينا… لا أريد أن أموت…’
لم تكن ملامحها واضحة تمامًا، لكن وجهها لم يكن وجها لا تستطيع التعرف عليه أيضًا. فقد كان وجهًا انتشر في جميع أنحاء القارة منذ زواجها.
إيفلين سبيلمان.
المرأة التي أصبحت الآن زوجة سيرتين.
كانت تبكي وتتوسل لإنقاذها، متشبثة بإليزابيث بقوة. لا تزال إليزابيث تشعر بضغط يديها على ثوبها.
‘أنا سأنقذكِ، لذا أرجوكِ، أنقذيني أيضًا… أنقذي سيرتين…’
شعرت إليزابيث كما لو أنها تُسحب إلى مستنقع موحل. لم تستطع إبعاد يد إيفلين، ولم تستطع تجاهل تلك العيون المليئة برغبة قوية في شيء ما.
‘…. بالتأكيد ‘
كانت إيفلين وإليزابيث تغرقان معًا في ذلك المستنقع الأسود. كان بالتأكيد مكانًا غير معروف، لكن كان من المستحيل ألا تعرف أن المستنقع هو الموت. لقد عرفت للتو.
‘لقد وعدتني، أليس كذلك؟’
عندما أومأت إليزابيث برأسها، ابتسمت إيفلين بخفة و تركت يدها. تلك اليد العنيدة التي دفعت إليزابيث للخارج.
طلبتِ أن تُنقَذي، ومع ذلك…
وجه صغير هز رأسه دون أن يتمكن حتى من الإمساك باليد التي مدتها إليزابيث.
ثم انجرفت إيفلين لوحدها إلى أعماق المستنقع، دافعةً إليزابيث إلى الخارج بينما كانت تغرق.
بعد ذلك الحلم، نجت إليزابيث من مرضها. في اللحظة التي كان الجميع قد استسلموا فيها واستعدوا لوفاتها، عادت إلى الحياة.
‘هذا الحلم مرتبط بالواقع…’
إذا كان الحلم واقعيًا كما شعرت، فإيفلين كان ينبغي أن تكون قد ماتت.
لكنها لم تمت.
انتقلت نظرات إليزابيث إلى صحف الفضائح المنتشرة حولها. لطالما كانت تتابع أخبار ليكسيا بسبب قلقها على سيرتين.
كانت صفحات الجرائد مليئة بصور إيفلين.
صورها في مختلف الأحداث التي شاركت فيها، وصورها بجوار سيرتين، و مقالات ذات محتوى استفزازي .
‘ما زالت حية…’
كان الحلم واضحًا للغاية بحيث لا يمكن أن يكون مجرد وهم. شعرت إليزابيث بقشعريرة تسري في جسدها.
لذلك، بمجرد أن استعادت قوتها، قررت الذهاب إلى ليكسيا.
ذلك الحلم لا يزال يطاردها.
“لقد طلبت مني إنقاذ سيرتين، أليس كذلك؟”
حتى عندما كان والده يرميه إلى التهلكة بلا تردد، كان ينجو بمعجزة.
في الثالثة عشرة من عمره، كان سيرتين يقف على حافة الموت، بتلك النظرة الضائعة على وجهه.
“لماذا أنت هنا؟ هل جنَّ والدك أخيرًا؟ أي والد يفعل هذا بابنه بينما هو مشغول بملء جيوبه؟ تعال معي، سأعيدك بنفسي.”
“وماذا بعد أن أعود؟ هل ستبقى العمة في ليكسيا؟”
“أنا… لا أظن ذلك.”
“إذن لن أعود. على الأقل هنا، اعتدتُ على هذا الوضع. لا أعرف إلى أين سيأخذونني بعد ذلك.”
هذا الصوت المتشكك. كان من الصعب تصديق أنه كان طفلاً.
بالطبع، إليزابيث غادرت لأنها لم تكن تريد رؤية شقيقها الفوضوي و ابنه.
لكنها لم تتخيل أبدًا أنه سيتخلى عن ولده أيضًا.
ورغم ذلك، نجا سيرتين بشدة، وأصبح الآن شابًا ناضجًا. تأكدت أنه عاد بأمان إلى ليكسيا، لكن…
‘عليَّ أن أرى ذلك بنفسي.’
عليها أن تتأكد من أنه بخير.
ربما يكون هذا آخر ما تفعله في حياتها، لكنها تريد أن ترى ذلك الطفل، آخر من يحمل فخر ليكسيا.
استدعت خادماتها.
“هل أنهيتن حزم الأمتعة؟ هناك الكثير مما يجب شراؤه والاستعداد له. لقد مر وقت طويل منذ زيارتي الأخيرة.”
كان في صوتها شيء من الحماس.
***
خرج الماركيز ريموند من غرفته أخيرًا.
بعد أيام من العزلة ورفض الزوار، انتهت فترة خلوته.
كان عليه اتخاذ قرار مصيري، قرار سيحدد مستقبله.
كانت لحظة يتعين عليه فيها اتخاذ قرار سيغير حياته. كان الصراع الداخلي محتدمًا، واستغرق الأمر وقتًا طويلاً للوصول إلى قرار نهائي.
“هل هذا هو قراركِ النهائي، هايزل؟ إذا اخترتِ الآن، فلن يكون هناك رجعة.”
سألها الماركيز ريموند بصوت ممزوج بالتنهيدات. كانت هايزل تشبه والدتها أكثر من أي من أبنائه الآخرين، وهذا كان يؤلمه أكثر.
لقد فشلت في خطبتين، وكان قلبه ينفطر لأن تعاستها بدت وكأنها بدأت من هناك.
نظرت إليه هايزل بوجه شاحب ومتعب، ثم قبضت يديها بقوة.
لم يكن أوغستين هو الشخص الذي أرادته، ولكنها قررت الزواج به من أجل العائلة.
وفي أعماقها، أرادت أن تثبت لخطيبها السابق خطأه.
‘سأتزوج رجلاً آخر، وأعيش حياة تعيسة حتى أموت. هذا ما أردت رؤيته، صحيح؟’
كان هذا تفكيرًا غير منطقي، لكن هايزل أصبحت غير عقلانية منذ أن غادرها.
لقد وعدها بالسعادة الأبدية، لكنه تخلى عنها و رحل وحده.
وسط هذا اليأس، كان دوق سبيلمان الوحيد الذي مد لها يده. لم يكن يهم مدى فظاعة أوغستين، كانت تريد فقط أن تُظهر لخطيبها الراحل مدى تعاستها.
‘كل هذا بسببك، دايمون. لقد تركتني، وها أنا أعاني بدونك!’
لكن حتى هذا القرار حطمه أوغستين. ليس ذلك فحسب، بل دمر سمعتها بالكامل، التي كانت بالفعل في الحضيض.
شعرت وكأن العالم بأسره تخلى عنها، تمامًا كما فعل هو.
‘أرأيت، دايمون؟ لا أستطيع أن أكون سعيدة بدونك. كل ما يحدث لي هو مزيد من التعاسة!’
ربما كان غضبها موجّهًا نحو أوغستين وعائلة سبيلمان بدافع العناد فقط.
لكن لم يعد لديها خيار آخر سوى المضي قدمًا.
“مع الوقت، ربما سأتمكن من نسيان كل هذا.”
“عليكِ أن تفهمي، دوق سبيلمان ليس شخصًا سهلًا. سيعتبر أننا خنَّا ثقته.”
“لا يهمني. فليعتبر ما يشاء. في النهاية، هم من أنهوا الخطبة أولًا. أريد أن أحطم أوغستين. لماذا عليَّ أن أكون الوحيدة التي تعاني؟”
تمتمت هايزل بمرارة، وكأن القدر كتب عليها أن تتحمل كل البؤس.
أما أوغستين، فقد تزوج بامرأة أخرى وغادر العاصمة.
نظر إليها الماركيز ريموند بحزن. كانت لا تزال عالقة في حزنها على خطيبها الراحل، ولم تستطع المضي قدمًا.
“استعدي للدخول إلى القصر.”
أومأت هايزل برأسها.
****
هل كانت إيفلين تميمة الحظ بالنسبة له؟
منذ أن التقى بها، بدا وكأن كل ما يريده يتحقق.
وجه سيرتين نظراته نحو الماركيز ريموند وابنته، يتأملهم للحظات.
“أعتذر على التأخير، سمو ولي العهد.”
“لا داعي للاعتذار. أنا ممتن لأنك أتيت، وممتن أيضًا لقرارك.”
كان صوته أكثر دفئًا من ذي قبل. نظر إليه الماركيز ريموند بريبة، متفحصًا تعابيره.
لم يكن يتوقع أن يرى هذا الوجه من سيرتين، الذي كان دائمًا أشبه بجليد لا يذوب.
حتى صوته، الذي كان دائمًا خاليًا من العواطف، بدا مختلفًا الآن.
“لقد اتخذت القرار الذي كان يجب علي اتخاذه، سموك.”
“من الآن فصاعدًا، ستعمل الآنسة هايزل مع مستشاريَّ. إذا أثبتت كفاءتها، ستحصل على معاملة أفضل. لكن إن لم تكن على مستوى التوقعات، فقد تفقد منصبها.”
“سأبذل قصارى جهدي.”
أجابت هايزل ببرود.
ظهرت ابتسامة على وجه سيرتين ، لكنها كانت تلك النوع من الابتسامات التي وصفها الناس بأنها ابتسامة أفعى.
لم يكن هذا نابعا عن السعادة فقط؛ كان عليه أن يضمن إحكام قبضته على كل شيء.
إذا أراد السيطرة على الماركيز ريموند، فعليه أولًا أن يكسب ولاء هايزل.
وكان يملك المفتاح لفعل ذلك.