I Became the Foolish Wife of the Villain - 60
في ذلك الوقت، كانت جوليا تُحضّر مشروبًا لها ولـديميتور. كان الشخص الذي وقف بجانبها خلال الأيام القليلة الماضية، متحملًا مسؤولية الأطفال، ومراعيًا لوضعها.
حتى بين جوليا وديميتور، كان لا بد من وجود وقت خاص بهما كزوجين. وكان نبيذ التفاح الذي أعدّته جوليا تقليدًا يشتركان فيه كل عام في ذكرى زواجهما.
حدّق ديميتور بالزجاجة، بوجه شاحب
“هل هناك مشكلة؟”
سألت جوليا بحيرة، وهي تجلس على الأريكة بعد أن رتّبت قميص نومها الحريري الناعم.
“……هل نسيتُ شيئًا؟”
توقّف كلامه فجأة.
“ذكرى زواجنا ليست اليوم بالتأكيد.”
“هاه؟”
“هل هو عيد ميلادك؟ لا، ليس هذا أيضًا…”
حدّق ديميتور في الزجاجة الشفافة ذات الملصق الذهبي، وكأن السائل الذهبي المتلألئ بداخلها سمّ قاتل.
‘تذكر! عليك أن تتذكر ما الذي نسيته!’
لكن مهما حاول، كان عقله، الذي يعمل دائمًا بسلاسة، متوقفًا تمامًا، وكأنه تحوّل إلى حجر.
قبض ديميتور على يديه بإحكام.
“.…ديميتور؟”
“أنا آسف، جوليا.”
“ماذا؟”
“لا أستطيع التذكر. هل كان هناك شيء مهم اليوم ونسيتُه؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنا المخطئ تمامًا، لذا…”
عندها فقط أدركت جوليا ما كان يدور في ذهنه، فانفجرت ضاحكة.
كان وجهه الشاحب وكلماته المتعثرة محببين للغاية.
إن كان هناك شيء واحد قامت به بشكل صحيح في حياتها، فهو قبول هذا الرجل الذي كان قدم لها باقة زهور بطريقة خرقاء في الماضي.
على الرغم من أنها كانت مجرد فتاة صغيرة عندما اتخذت ذلك القرار، إلا أنها لم تكن مخطئة.
“ما الذي تتحدث عنه، ديميتور؟”
“أنا…”
“ليس هناك أي مناسبة خاصة اليوم، لذا تعال واجلس هنا.”
عندها فقط زفر ديميتور براحة، وجلس بجانب جوليا ببطء، مستعيدًا لون وجهه تدريجيًا.
قدّمت له كأسا مليئًا بالنبيذ.
“……إذا لم يكن اليوم يومًا مميزًا لنا، فقد يكون يومًا مهمًا لشخص آخر، أليس كذلك؟”
“هممم، ربما. لست متأكدة.”
هزّت جوليا كتفيها.
لم يكن الوقت مناسبًا بعد للحديث عن ما يجري بين إيفلين وسيرتين.
كانت تدرك أن نظراتهما لبعضهما البعض لم تكن عادية، لكن العلاقة بينهما لم تكن سهلة.
حتى لو كان سيرتين يعامل إيفلين بشكل خاص، وحتى لو كانت نظرة إيفلين إليه مليئة بالدفء، فلا يزال هناك جبل هائل بينهما يُدعى “سبيلمان”.
ومع ذلك، فقد منحهم نبيذ التفاح هذا سحرًا خاصًا، سحرًا سمح لهم بأن يكونوا أكثر صدقًا مع بعضهم البعض.
كانت تأمل فقط أن يسري هذا السحر على إيفلين وسيرتين أيضًا.
“……في الواقع، لديّ شيء لأقوله اليوم.”
“شيء لتقوله؟”
اتسعت عينا جوليا بدهشة، فأومأ ديميتور برأسه ببطء.
“…زارني الدوق سبيلمان خلال النهار. وقد قدم لي عرضًا.”
على الرغم من أنه تحدث لفترة طويلة وبشكل غير مباشر، إلا أن الدوق سبيلمان أراد في النهاية أن يقول شيئًا واحدًا فقط.
أن يخون سيرتين و يصبح إلى جانبه .
شرح ديميتور بإيجاز المحادثة التي أجراها مع جوليا.
“ذلك الوغد…لقد حاول استخدام أطفالنا”
“بالضبط. هذا يعني أنه مستعد لاستغلال أي شيء ممكن.”
ضغط ديميتور على أسنانه بغضب.
“لكنني أعتقد أنه يمكنني استخدام هذا لصالحنا.”
“……هل تنوي أن تصبح جاسوسًا مزدوجًا؟”
أومأ ديميتور برأسه.
“قد يكون هذا مفيدًا لسيرتين. يمكنني إحباط مخططاتهم قبل تنفيذها.”
“……لكن صاحب السمو سيرتين شخص غير مستقر. قد يُساء فهم نواياك حتى لو كانت لصالحه.”
“أنا مستعد لذلك.”
ابتسم ديميتور بمرارة.
كان يعرف صديقه جيدًا—الشك الذي يحمله، والجروح التي يخفيها.
“لكن بوجودك إلى جانبي، أعتقد أن الأمور ستكون أسهل. في الواقع، أرى هذه فرصة لنا. حقيقة أن الأمير عهد إليكِ برعاية سموها تعني أنه يثق بكِ.”
كانت هذه خطوة محفوفة بالمخاطر، سيفًا ذا حدين.
ولهذا السبب قضى ديميتور اليوم بأكمله في التفكير مليًا—ما هو الخيار الأكثر كفاءة؟ وما هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله؟
“بالإضافة إلى ذلك، علاقتنا بسموها و صداقتي الجيدة مع صاحب السمو سيرتين قد تبدو نقطة إيجابية لدوق سبيلمان.”
“…. لديك وجهة نظر. ومع ذلك، أعتقد أنه سيكون من الأفضل التحدث إلى سمو الأمير أولاً.”
أومأ ديميتور.
“يجب أن نكون حذرين في الفترة القادمة. إذا اكتشف دوق سبيلمان أنني أتواصل مع سيرتين……”
“فستنتهي خطتنا بأكملها.”
“بالضبط. لذا نحتاج إلى وسيلة سرية وآمنة للتواصل مع سيرتين.”
“أعتقد أن بإمكاني تدبير ذلك.”
قالت جوليا بحزم.
في تلك اللحظة، فكرت جوليا في إيفلين—الشخص الوحيد الذي تمكن من تحريك مشاعر سيرتين.
إذا أصبحت إيفلين الجسر بينهما، فسيكون الوضع أكثر أمانًا.
وكانت جوليا متأكدة—
‘إيفلين ستكون في صفنا، بلا شك.’
لسبب ما، شعرت جوليا بثقة تامة حيال ذلك.
****
كان موعد عمل جوليا في الساعة الثامنة صباحًا، ولم تتأخر يومًا واحدًا في حياتها. واليوم لم يكن استثناءً.
“صباح الخير، سمو الأميرة .”
“نعم، صباح رائع بالفعل، جوليا.”
تبادلا التحية بروح مرحة.
كم هو جميل أن يكون هناك شخص يمكنك التحدث معه بحرية دون حذر أو تكلّف، في مكان لا يوجد فيه آخرون يتنصتون.
لا يعرف قيمة هذه اللحظات إلا من اختبر فقدانها ذات مرة.
كان يومًا مثاليًا بكل المقاييس.
لا حراس يقفون قربهم يحدّون من تحركاتهم، ولا عين ساهرة تراقب كل تصرف.
“أتمنى لو كانت كل الأيام هكذا.”
والأجمل من ذلك، كان التفكير في الخطة التي ستُطيح بدوق سبيلمان.
بدون ضغطه الخانق، لم يكن هناك حاجة لملء فمها بالبسكويت كلما شعرت بالتوتر، أو إصدار أصوات طفولية مصطنعة لإرضائه.
‘هل هكذا يبدو العالم عندما يكون ورديًا؟’
“هل كانت هديتي بالأمس مناسبة لكِ؟”
“هاه؟”
اتسعت عيناها دهشة.
“آه، تقصدين نبيذ التفاح.”
بلعت ريقها، وشعرت بحرارة مفاجئة تتصاعد إلى وجهها.
لقد شربته بالكامل.
تقاسمته مع سيرتين… وشرباه معًا.
كان نبيذ التفاح حلوًا لدرجة تثير القشعريرة، لكنه لم يكن الشيء الوحيد الذي تذكّرته.
ما إن خطرت تلك الذكرى في بالها، حتى عادت إليها أيضًا لحظة القُبلة التي تبادلاها في الليلة الماضية.
تذكّرت كيف التصقت أجسادهما دون أدنى مسافة، وكيف كان يلامس بشرتها بأنامل دافئة، بطريقة لا يمكن نسيانها.
“هذا يكفي لهذا اليوم…”
حتى النظرة العميقة التي رمقها بها حين دفعته بعيدًا، عندما لم تستطع تحمّل المشاعر الجارفة، عادت لتطرق ذاكرتها.
“كيف تجرئين على النظر إليّ هكذا ثم تحاولين الهرب؟”
كلماته تلك ترددت في ذهنها، إلى جانب لمسة أصابعه الصلبة وهي تمسح برفق تحت عينيها.
ثم تذكّرت قبلته التي هبطت على جفنيها، بطيئة، متأنية، كأنها طُبعت إلى الأبد.
ارتعش قلبها بعنف.
تذكّرت أيضًا كيف وعدته بأنه لن يكون هناك سوى إمساك الأيدي أثناء النوم، ثم كيف انتهى الأمر بعناق وثيق حتى الصباح.
“صاحبة السمو؟”
“نعم؟ ماذا؟”
“وجهك… محمر جدًا.”
“م-ماذا؟ لا، لم أفعل شيئًا!”
صرخت إيفلين بانفعال واضح.
“يبدو أنك مرتبكة.”
“مَن، أنا؟ لا، مستحيل!”
حاولت إيفلين أن تحافظ على تعبيرها جامدًا، لكن صوتها المتوتر كان يفضحها.
ضحكت جوليا بخفّة.
“لن أسألكِ أكثر من ذلك، لذا يمكنكِ التوقف عن هذا إبداء هذا الوجه الصارم.”
ضغطت على وجنتيها، وكأنها تحاول مسح التورّد من عليهما.
“كنت أظن أنني ممثلة بارعة، لم يسبق أن انكشف أمري من قبل.”
رفعت إيفلين كوب الماء، وبدأت تشرب بنهم.
“يبدو أنه عليّ تغيير الموضوع.”
كانت جوليا ذكية بما يكفي لتُجنّبها المزيد من الإحراج.
سكبت الشاي مجددًا في كوبها، ثم شرعت في الحديث. لكن كلماتها التالية لم تكن مريحة أبدًا.
“صاحبة السم ، في الواقع، لقد زار دوق سبيلمان زوجي مؤخرًا.”
دوق سبيلمان.
هل سيأتي يوم لا تسمع فيه هذا الاسم؟
“وماذا قال؟”
“عرض عليه أن ينضم إليه.”
مع استمرار جوليا في شرح التفاصيل، أصبح من الواضح أن دوق سبيلمان يريد روجر إلى جانبه.
وكان روجر يفكر في لعب دور الجاسوس المزدوج.
أما جوليا، فكانت تأمل أن تكون إيفلين هي الجسر الذي يربط روجر بسيرتين. تمامًا كما في القصة الأصلية.
لم يكن يهم أي طريق يسلكونه، فقد كان مصيرهم النهائي واحدًا.
شعرت وكأن قلبها على وشك الانفجار